عن مشاكل القراء وقراء المشاكل - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28432 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60056 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 827 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-08-2020, 03:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي عن مشاكل القراء وقراء المشاكل

عن مشاكل القراء وقراء المشاكل


أحمد زكريا








أَذْكر في صِبَاي أنَّنِي كنتُ مُولَعًا بقراءة الصُّحف القوميَّة، والَّتي كانت تأتي إلَى بيتنا كلَّ صباح، تَجِدني أفتح الصَّحيفة، وأجلس على الأرض لأقرأ بالسَّاعات، حتى إنَّه كان من الغريب أن تَجِد صبيًّا في الثَّانية أو الثالثة عشر مولعًا بقراءة الصُّحف إلى هذا الحدِّ، ورُبَّما كان السبب في هذا هو أنها كانت المصدر الوحيد الذي لا يَنْفَد للقراءة في البيت، فمهما انتقيتُ من القصص والكتب المُفِيدة فهي بلا شكٍّ تُقْرَأ في أيام معدودات ولا تتجدَّد، بينما الجرائد تَحْمل كلَّ يوم عشرات القصص والأخبار المتجدِّدة التي لا يُمْكن أن تنتهي منها أبدًا!













بيد أنِّي كنتُ أُكِنُّ حُبًّا وتقديرًا خاصًّا لعدد يوم الجمعة على وجه التحديد، والسبب لم يكن زيادة عدد أوراقة عن الأيام الأخرى، ولا الْمُلحق الخاص بأخبار السيارات المُرْفق معه، بل قد كان سبب حبِّي وتقديري الشديدين له، هو ذلك الباب المسمَّى "بريد الجمعة"، والذي كان يَعْرِض مشاكل القُرَّاء التي يُرْسلونها لأحد الكُتَّاب الكبار، ويقوم هو باقتراح الْحَلِّ المناسب لها!







ولم يكن اهتمامي بهذا الباب غريبًا؛ فقد لاحظْتُ اهتمام أغلب أفراد المَنْزِل بقراءة القصص التي تُنْشَر فيه، وإن كانت درجة اهتمامهم بِها تتباين تبعًا للسِّن؛ فالكبار لا يُعْيرونها اهتمامًا كبيرًا، بينما الأصغر سنًّا - مثلي - قد تُصيبهم بالْهَمِّ وانشغال البال لأيَّام!







وأعترف أنَّ تلك القصص كان لَها عليَّ أثَرٌ بالِغٌ، إذْ شكَّلت في وقت من الأوقات أحد مصادر تعرُّفِي على العالَم مِن حَوْلِي، وبالطَّبْع لم تكن هي المَصْدر الأمثل! فليس من الْمُناسب أن يقرأ طفل صغير مشاكل من نوعيَّة الخيانة الزَّوجية، والطَّلاق، وسرقة الميراث، والتَّفرقة بين الأبناء، والجرائم المختلفة وغيرها، خاصَّة مع حِرْص مُحرِّر هذا الباب على أن يَختار القصص المثيرة الأشبه بالأفلام السينمائيَّة والْمَلاحم الأسطوريَّة، التي قد تبدأ منذ ميلاد البطل، ولا تنتهي باللَّحظة الحاليَّة، ويكون ردُّه على صاحب المشكلة في جزء لا يتجاوز عُشر الصَّفحة التي تَمْتلئ عن آخرها بتفاصيل دقيقة للمشكلة!







ومع تَجاوُزي لِمَرحلة الْمُراهَقة بدأَتْ نظرتِي إلى تِلْك الأبواب الْمُشابِهة تتغيَّر، خاصة مع رُؤْيتي لطلبة الجامعة يُسَلُّون أوقات فراغهم بإحضار أوراق، وكتابة مشاكل من وَحْيِ الخيال يَشْتركون في نَسْجِ خيوطها، ثم تراها بعد أيَّام منشورة على صفحات مجلَّة أو جريدة!! (حادثة حقيقية).







ومع مزيدٍ من عَرْضِ تلك القصص على ميزان النَّقْد العقلي والمنطقي، وإدراكي أنَّ أغلب المطبوعات لا تَهْدف إلاَّ للرِّبح، والرِّبح فقط، بدأ تأثُّري بما يَرِد في تلك الأبواب يقلُّ كثيرًا.







بيد أنِّي أُدْرِك الآن أنَّ تلك الأبواب لا زالَتْ تَحْظى بشعبيَّة كبيرة بين القُرَّاء، وجُزْء غير قليل مِنْهم يأخذ ما يَقْرؤُه مسلَّمًا به، بل ويَضْرب به الأمثلة على فساد الأحوال وتَمرُّد الزَّوجات على أزواجهنَّ وعقوق الأبناء، بل ويُسارع إلى إرسال مَشاكله الشخصيَّة جدًّا إلى تلك الأبواب، ويأخذ رأي المُحرِّر أيًّا كان على أنَّه الحكمة المُقَطَّرة الواجب تنفيذها، وكأنَّها شَرْع الله - عزَّ وجلَّ.







بل إنَّني ومُنْذ مُدَّةٍ قصيرة حدَثَ معي ذلك الموقفُ الذي أثار انتباهي لِمَدى تأثير تلك الأبواب على عقليَّات قُرَّائها؛ إذْ كنتُ أتناقش مع أحد أصدقائي الذي لا يَحْمل مودَّة كبيرة لفِكْرة الزَّواج، ويسعى دومًا إلى تأجيله خشية "المصائب" و"الكوارث" التي ستَنْهار على رأسه بسببه، كنت أحاول أن أبيِّن له مدى أوهامه، وأنَّ النبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد نَهانا عن التطيُّر، فإذا به يُحْضِر لي روابط من بعض المواقع تَطْرح تلك المشاكل التي يتخوَّف منها، بل وبتفاصيل مقزِّزه تَبْعث على التَّشاؤُم والنُّفور، ثم أخذ صديقي يَسْخَر من ردِّ الْمُحرِّر على صاحب المشكلة، ويبيِّن لي - ومعه كلُّ الْحقِّ - أن رأي الْمحرر ربما يزيد تلك المشكلةَ تفاقُمًا!







رُحْت اقرأ تعليقات القُرَّاء على المشكلة، كانت متبايِنَة؛ فهناك مَن يؤيِّد الطَّلاق، وهناك من يحذِّر منه، وآخَر يدعو إلى التَّهدئة، وثالث يَسْخر من الجميع!







إنَّ قليلاً من أصحاب تلك الصُّحف والْمجلاَّت مَن يدرك مدى تأثُّر القُرَّاء بِما يرونه في تلك الأبواب، فهُم لا يكتَفُون بموقف الْمشاهِد، بل يتجاوزونه إلى الْمُشاركة النَّفسيَّة والوجدانيَّة، وتكوين صور وتخيُّلات مشوَّهة عن الحياة!







إن المفترض والْمَنوط بتلك الأبواب هو "عَرْض الحلول"، وليس "عرض المشكلات"، فيكون اختيار المشكلة ذكيًّا بحيث يصير الْحَل مُفيدًا لأغلبيَّة القُرَّاء، وليس لصاحب المشكلة فقط؛ إذْ إنَّها عند عرض المشكلة فقط، وبكافَّة تفاصيلها تصير أشبه بصفحة "الحوادث" - التي كنتُ أراها في صباي شيِّقة أيضًا - وهي الصفحة التي لا أعرف إلى الآن ما أهَمِّيتها أو جَدْواها؟! على الرَّغم من أنَّها صفحة ثابتة في أغلب الصُّحف اليوميَّة والأسبوعيَّة، بل إنَّ هناك صحُفًا مُخصَّصة للحديث عن أنَّ فلانًا قد قَتل فلانًا بغرض السَّرقة، وآخر قد مثَّل بِجُثَّة صديقه، وحُكِم عليه بالإعدام، إلى ما شابه ذلك من حوادِثَ، هل من الضروري أن يعرف الْمُجتمع كلَّ يوم صباحًا ما حدث البارحة مِن جرائم وبشاعات؟ وهل سيَخْسر المجتمع لو لم يعرف سِيَر الْمُجرمين بالتفصيل؟!







وكما نوَّهْت قبل قليل فإنَّ أغلب الصُّحف والمجلاَّت - تلك التي لا تُعْنَى سوى بأرباحها - تتخيَّر من القصص أندَرَها وأغربَها، فنادرًا ما تَجِد مشكلةً يوميَّة مِن تلك التي تواجه الشَّباب والفتيات فيكون حلُّها مفيدًا للجميع، بل كلها قصص يَنْدر بشدَّة أن تَجِد مثلها في حياة الفرد العادي، قارئ المقال!







ولَسوف أعرض في السُّطور القليلة القادمة المشكلات والمثالب التي رأيتُها في أمثال تلك الأبواب، أُتْبِعها بما يجب على المسؤولين عن تلك الأبواب مراعاتُه، ثم أَخْتم بما يجب على القارئ التنبُّه إليه؛ حتَّى لا تنعكس عليه قراءاته سلبًا.







ولكن لا يفوتني أوَّلاً أن أؤكِّد على أمر مهمٍّ، ألا وهو: وجود عدد من المجلاَّت الراقية والصُّحف المحترمة والمُحرِّرين الذين يحترمون أقلامهم وأنفسهم مِمَّن يَختارون المشاكل بعِنَاية ويَخْتارون مَن يعرضون حلولَها بعناية أكبر، وإنَّنِي قد وجَدْتُ في بعض المواقع الدَّعوية أبوابًا رائعة تَرى المسؤولين فيها عن المشاكل من كبار العلماء، فتجد الْحَلَّ خليطًا بين الخبرة الحياتيَّة والرأي الشرعي، وتلك بالطَّبْع لا اعتراض عليها، بل وكثيرًا ما يبحث المرء عن حكم شرعي، أو فتوى لِمَوقف معيَّن، فيجدها في مثل هذا الباب، وقد تَمَّت الإجابة عليها!







أمَّا النسبة الأكبر - للأسف الشديد - فهي تلك التي لا تَرى في تلك الصَّفحة أكثر من صفحة حوادث تتميَّز بِكَمٍّ أكبر من الإثارة والتشويق!







أوَّلاً: السَّلبيات التي رأيتُها في أبواب حلِّ المشكلات في الصُّحف والمجلاَّت ومواقع الإنترنت!



1- لاحظْتُ أنَّه ليست كلُّ المشكلات التي تُنْشَر في المجلاَّت والصُّحف حقيقيَّة، ويمكن لِمَن لدَيْه أيُّ قدرة نقديَّة ولو بسيطة أن يُدْرك هذا، وبلا أدنى شكٍّ، فإنَّ الْمحرِّرين كثيرًا ما يُدْرِكون هذا، لكنَّ معيار الاختيار يكون خاضعًا لِقُدرة القصَّة على جَذْب القارئ حتى السَّطر الأخير، وإثارة مشاعره بالقدر الكافي!







2- قليلاً ما تجد مُحرِّري هذه الأبواب متخصِّصين فعلاً في مَجالاتِهم، كالمختصين الاجتماعيِّين، أو الأطباء النفسيِّين، أو المتخصِّصين في تربية الأبناء أو ما شابه ذلك، بل مُجرَّد أسماء مجهولة لا نعرف أصْلَها أو فصلها، لدرجة أنَّ إحدى المجلات تنشر مشاكل مُعَقَّدة يحلُّها شخصٌ ما توقيعه هو "حلاَّل المشاكل" في استهزاء واضح بعقليَّة مَن يقرأ!







3- ردُّ الْمُحرِّر كثيرًا ما يكون تَحْصيل حاصلٍ، وهو أقصر بِكَثير جدًّا من المشكلة ذاتِها، وكثيرًا ما يكون بِكَلام معروف للعامَّة، لا يحتاج إلى مُحرِّر "عبقري" مْثِله، فهو يَدْعو صاحب المشكلة "للتعقُّل" و "الدبلوماسيَّة" أو "مُراعاة الأبناء" أو يَدْعو الأبناء إلى البِرِّ بآبائهم... إلخ!







وفي كثيرٍ من الأحيان فإنَّ تعليقات الإنترنت التي يكتبها المتصفِّحون تكون أفضل وأكثر عُمْقًا من ردِّ الْمُحرِّر ذاته!







4- إدخال التوجُّهات الشخصيَّة في الردِّ على أصحاب المشكلة، فإذا كان المحرِّر متحرِّرًا فالردُّ لا بُدَّ أن يتَّسم بالتحرُّر ودعوة صاحب المشكلة إلى التخلُّص من القيود الاجتماعيَّة والدينيَّة، وإذا كان مُحافظًا فالردُّ يكون عبارة عن رسالة للقرَّاء عن أهمية الالتزام، بل وأكثر من هذا؛ فإنَّ المُحرِّر في النهاية بشَر، وله خبرات معيَّنة قد تؤثِّر على قراراته إن كان غير مُحْترف وغير متخصِّص، فالمُحرِّر الذي تعرَّض لِخِبرات غير محبَّبة مع النِّساء أصبح يَنْصح الرِّجال بالقسوة والطَّلاق وغيرها؛ حيث إنَّ النِّساء "كلهن هكذا"... إلخ، لِدَرجة أنَّني تابَعْتُ ردود إحداهنَّ فوجدْتُها قد غيَّرَت رأيَها في مشكلتين متطابقتَيْن، وعلَّلت هذا بقولِها: إنَّها تعرَّضَت مؤخَّرًا لمواقِفَ جعلَتْها ترى الأمور بشكل مُختلف!







5- الجهل أو البعد المتعمَّد عن الجانب الدِّينِي:



سواء من أجل السَّبب رقم (4)؛ حيث إنَّ الْمُحرِّر علماني، أو كارهٌ لقيود الدِّين، أو لأنَّه يَخْشى إثارة اعتراض البعض من القُرَّاء من غير المسلمين، فيلجأ إلى تَعْويم الأمور لِكَسْب الجميع، فإذا كان صاحب المشكلة يتعرَّض لمشكلة مع صديقته "girlfriend"، فلا مانع من أن يردَّ عليه مبيِّنًا له الطريقة الصحيحة لِمُعاملتها؛ حتَّى لا يفقدها، وقد قرأتُ مثل هذا كثيرًا.







6- عدم مراعاة القارئ العادي:



وتلك نقطة هامَّة، فالبعض يردُّ وكأنَّ القارئ الوحيد للردِّ هو مُرْسِل الْمُشكلة في رسالة خاصَّة وليس الملايين عَبْر صحيفة أو عبر موقع إنترنت!







فهو يوغل في تفاصيل المشكلة، ويأتي بأمثلة مشابِهة، ويُضَخِّم الأمور من أجل التأثير على القارئ وجذبه!







7- عدم اختيار المشكلة المناسبة للعرض:



فأحيانًا - بل كثيرًا - نَجِد مشكلات تتعلَّق - مثلاً - بالمعاشرة الزوجيَّة تُعْرض بشكل فظٍّ، وألفاظ مباشرة، وأسلوب بعيد عن حياء ديننا، ومِمَّا يُؤْسَف له أن نَجِد بعض المواقع الإسلاميَّة تفعل هذا، وأذكر مقالاً لأحد العلمانيِّين المُحترفين في الهجوم على الدُّعاة وقد أخذ نصًّا من فتوى أحدِ كبار العلماء تَمْتلئ بالألفاظ المباشرة، وراح يندب حظَّ "الْحُرِّية الموجَّهة" التي تُعْطي الْحُرِّية للبعض تحت مسمَّى الدِّين، بينما الأدب والفنُّ يُؤَاخَذان بأقلِّ كلمة، وراح - لشدَّة الأسف - يُقارن بين ما ورد في الفتوى وبين ما ورد في بعض الرِّوايات الهابطة، أو يختار المحرِّرُ مشكلة عجيبة تعطي صورة خاطئة عن المجتمع الذي يكتب لأفراده، كقَصص إدمان الشَّباب وانْحِراف البنات، وهروب الأبناء من المَنْزل وغيرها! وكلها بِلَهْجة تَهْدف للإثارة لا الوَعْظ، بل ورُبَّما التَّرغيب لا التحذير!







ثانيًا: ما يجب على أصحاب الصُّحف والمجلاَّت والمواقع الإلكترونية مراعاته:



1- بداية يَجِب أن يتَّقوا الله في قُرَّائهم، ولْيَعلموا أنَّ وسيلتهم الإعلاميَّة هي سلاح موجَّه لعقول القُرَّاء، وأنَّ قارئًا قد تتشكَّل ثقافته ورُؤاه في الحياة بأمثالِ ما يَكْتبون وينشرون، فتِلْك أمانةٌ مِن أثقَلِ الأمانات.







2- ألاَّ يُوكِل أمر تلك الأبواب إلاَّ إلى متخصِّصين وأهل ثِقَة في مثل هذه الْمَجالات كالمختصين الاجتماعيِّين، والأطباء النَّفسيين، والمتخصصين في فنون التَّربية والتَّعامُل مع الأبناء والمراهقين، بالإضافة إلى البند القادم!







3- أن يكون المسؤول عن تحرير تلك الأبواب على دراية كافية بالدِّين والشَّريعة، فلا شكَّ أن أغلب المشكلات هي في الأصل ابتعادٌ عن شرع الله - عزَّ وجلَّ - من خيانة زوجيَّة، وظُلْمٍ للأبناء، وجشع وقلَّة تقوى لله... وغيرها، فإذا نصَحْنا صاحب المشكلة بما أمَر به الله أصلَحْنا من أمره، ورَبِحنا مِثْلَ أجره!







4- أن يتخيَّروا ما يَعْرِضونه على الملأ، فليس كلُّ ما يُبْعَث إلى الْمجلَّة أو الموقع يَصْلح نشْرُه، ويا حبَّذا لو نشَرَتْ من المشاكل أكثرَها شيوعًا، فإذا اضْطُرَّ المحرِّر إلى الردِّ على مشكلة ذات حساسية خاصَّة، كالعلاقات الزوجية مثلاً، فلْيُراعِ القارِئَ الْحيِيَّ، ولْيَستخدم ألفاظًا فيها من الحياء أكثرُ ما فيها من التَّصريح؛ حتَّى لا تُؤْخَذ عليه، ورُبَّما على منهجه!







5- أن يُراعي القارئ العاديَّ غير صاحب المشكلة، ولْيَعلم أنَّ كثيرًا من قرَّاء تلك الأبواب هم من الشباب الذين لم يَخْتبر الحياة بعْدُ! وهو سَهْل التأثُّر والاقتناع، فيُنَبَّه إلى أن تلك المشاكل ليست الأصل في الحياة، فالأصل بين الزَّوجين مثلاً هو المودَّة والرَّحْمة، وأنَّ أسباب تلك المشاكل لا تتأتَّى إلاَّ بكذا وكذا من الأخطاء، وأنَّ المشكلة "كذا" التي تُواجِه القارئ "فلانًا" ليست "مشكلة يقع فيها أغلب الشباب والفتيات" أو "يَنْزَلِق إليها كثيرٌ من الأزواج"، وهي الْجُمَل التي نَقْرؤها كثيرًا، وفيها تَهْوين من شأن أمورٍ قد يكون القارِئُ على خوف وحذَرٍ منها، فيستسهِلها!







ثالثًا: ما يجب عليك عزيزي القارئ مراعاته:



1- أن تَعْرض - عزيزي القارئ - ما تقرَؤُه على عقلك؛ فإنْ قَبِلَه، وإلاَّ فلا! واعْلَم أنَّ القصص السينمائيَّة لا تَحْدث خارج الشاشات (حقيقة علميَّة!).







2- ضَعْ لنفسك أرضيَّة صلبة من قواعد دينك، فلا تغترَّ بِرَدِّ مَن يدَّعي أنَّه متخصِّص، فيعرض حلولاً تتعارض مع دينك، فقد قال النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما جعل الله شفاء أُمَّتِي فيما حَرَّم عليها)).







3- لا تُصَدِّق كلَّ مَن يدَّعي أنه "متخصِّص" في "المجالات الْهُلاميَّة"، كالمشاكل العاطفيَّة، والعلاقات الشخصية وسواها!







4- لا تُكْثِر من قراءة هذه الأبواب، فتصير مُدْمِنًا لها، فأيُّ جريدة حتَّى ولو هابطة تحتوي بالتأكيد على موضوع أو اثنين يستحقَّان القراءة فابْدَأ بِهما!







5- إيَّاك أن تربط ما تقرؤه في أمثال تلك الأبواب بِحياتك، فحتَّى لو كان ما قرأته حقيقيًّا بنسبة 100%، فليس شرطًا أن تتعرَّض يومًا ما لتلك الظُّروف! لكلٍّ حياتُه، فلا تَعِشْ في حياة غيرك!







6- لا تَجْعَل ما تقرؤه يتدخَّل في قراراتك، وتذكَّر أنَّ بعض تلك القصص قد يكون ملفَّقًا بالأساس، واعْلَم أيضًا أنَّ الله تعالى قد خصَّ حياة كلٍّ منَّا بِما يصلحه!







7- إذا عرضَتْ لك مشكلة فابْدَأ بالاستخارة، ثم استشارة الأَقْربِين، فهُم أعرف بك وبِظُروفك، ثم لا مانع من أَخْذ رأي "أهل الثِّقَة"؛ كالعلماء والدُّعاة، ولا تلهث خلف كلِّ مَن يدَّعي أنَّ بِيَدِه الْمِفتاحَ السرِّيَّ لسعادتك، وإن أردْتَ استشارة أحد تلك الأبواب فلْتَتخيَّر المجلاَّت الرَّاقية التي تَهْدف للإصلاح، لا لِجَمع المال أو المواقع الموثوقة والمشهود لها بالخير، وفَّقك الله.








أخيرًا، أعِزَّائي القُرَّاء فهذا ما تيسَّر لي كتابتُه من المآخذ والنَّصائح، فإنْ كنتم - مثلي - من أصحاب الخِبْرة مع تلك الأبواب، وترَوْن فيها سلبيَّاتٍ أو إيجابيَّات، عيوبًا أو مَزايا، أو تودُّون إضافة نقاط أخرى تحت أيِّ بند من البنود السَّابقة، فلَسَوف يَسُرُّنا سَماعُها!





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 79.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 77.40 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.43%)]