وأشرقت الأرض بنور ربها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7817 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 33 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859317 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393640 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215870 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 74 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-03-2024, 10:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي وأشرقت الأرض بنور ربها





وأشرقت الأرض بنور ربها

منال محمد أبو العزائم




الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:
لقد خلق الله تعالى الكون وأودع فيه أسراره وحكمته. فأبدع وأعجز ببديع خلقه وإتقان صنعته. وخلق الإنسان وأحسن صورته وجعله خليفته في الأرض. فأفسد فيها وسفك الدماء وعاث فساداً في الأرض. فعاشت البشرية دهور وسنين في ظلامٍ وجهل.
وكان الناس لا يميزون الطيب من الخبيث، ولا المعروف من المنكر، ولا الجميل من القبيح. فإنتشر الفساد والزنا والقتل والهرج والمرج.
وكان الناس يعتدون على أموال غيرهم وأعراضهم، ويقتلون الضعفاء والعزل، ويأسرون الأحرار دون حق ويغتصبون النساء ويشربون الخمر ويلعبون القمار والميسر. فكانت الأرض مملوءة بالظلم والقهر، وكانت البشرية تعيش في ظلام دامس.
يأكل فيها القوي الضعيف. ولم يكن الناس يراعون حقوق بعضهم. بل يعيشون كالوحوش الضارية الفتاكة التي لا ترحم. فكانت قلوبهم قاسية كالحجارة أو أشد قسوة.
فبعث الله نبي الرحمة، محمد صلى الله عليه وسلم، فنشر الإسلام. ونظف الأرض من دناستها وأذاها. وجاهد في الله حق جهاده، وتعذب وتعب وبذل نفسه وحياته لنشر الدعوة. حتى دخل الإسلام كل بلد، وصار الناس يدخلون في دين الله أفواجا. وبدأ الناس يراعون حقوق بعضهم. وانتشر العدل والسلام والإخاء. وتركوا الظلم والقهر والزنا والخمر والميسر. وأشرقت الأرض بنور ربها.
وأصبحت تلك الوحوش الضارية فرسان الإسلام ونبلائه. فسبحان من تتجلى قدرته في عباده، وفي تغيير أحوالهم وإصلاح نفوسهم. إنها لدعوة بناءة وإصلاح وتهذيب لتلك النفوس التي استنارت بنور القرآن وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. والمستمع لهذه القصة التاريخية يستحضر قول الله عز وجل: {(وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا)} [1]. فهو النور الهادي البديع، الذي يصلح كلامه القلوب ويجلِّيها، ويهذب النفوس ويزكِّيها، ويجعل من الحفاة العراة أسياداً للأرض وملوكاً. وما هذا إلا بقوة الدين الحق، دين الإسلام والهدى والنور. قال تعالى: {(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا)} [2]. وقال: {(فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)} [3]. فهو نور ليس كأي نور في الدنيا. إنه نور رباني لا يغلبه نور أو يطغى عليه. نور موجود في كل مكان ... ولكن لا يراه كل الأنام. لا يراه إلا من اختاره الله وحباه بالإيمان؛ فهذا هو السعيد. وما أقل السعداء الذين فازوا به. فمعظم الناس أهملوا دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وتكبروا عليه وولوا للهوهم ولعبهم، تاركين وراءهم تلك الأنوار الربانية، واختاروا العيش في ظلام الدنيا ودناستها ودناءتها؛ فصاروا كالموتى. قال تعالى: {(أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)} [4]. وقال عن قلة المهتدين: {(وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)} [5]. فشبه الله تعالى الضلال بالظلام، وما أبلغه من تشبيه. فها هم المظلمون يتخبطون في غياهب الكفر والضلال. فمنهم من قتل نفسه، ومنهم من شوه خلقته وجعلها تشبه مرأي الشيطان، ومنهم من بدل جنسه، ومنهم من عبد الحجارة والبقر والفئران. وغيرها من الضلالات. فأصبحوا كالعُمي الذين لا يرون الحق، والصم الذين لا يسمعونه، والبكم الذين لا ينطقون به. قال تعالى: {(وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)} [6]. ولا تجدهم بعد ذلك إلا أتعس الناس بتلك المتاهات. فهم كمن يمشي في أنفاق تحت الأرض وليس معه إلا القليل من الضوء. فيدخل من نفق إلى آخر ومن متاهة إلى أخرى ولا يستطيع الخروج منها ولا أن يجد المنفذ. وذلك لأنه رفض أن يستمع لنبي الرحمة الذي دله على المنفذ والمخرج للنور والهداية والنجاة. وما هذا إلا لتكبره وتأنفه من أن يتبع عربي أمِّي من الصحراء. وهو لا يدري أن هذا الأمي - صلوات الله وسلامه عليه - هو الذي علَّم البشرية أصول العلم وأنوار الحق وآداب الإسلام ونشر الخير في الدنيا. ففتح الله له بلاد العرب والفرس والشام، وأخضع له ملوك الأرض وأمرائها. فيا للخسران لمن تكبر عليه واستحقره وولى عنه. لقد خسر خسراناً مبيناً. فأعماه الله لتكبره ذلك وتركه في غيه وضلاله يتخبط بين أوجاع الدنيا ومتاهاتها. واتبع هواه ولعبه وفجوره في فتنة الدنيا وغيها. فخاب وتاه عن الطريق المستقيم. قال تعالى: {(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)} [7]. وقال: {(وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ ۗ مَن يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)} [8]. وذلك لعلمه بالحق وجحده له. فلم يعد قلبه يقبل الحق عقاباً له على تكبره وكفره.
فالحمد لله الذي وفقنا لسماع الحق وقبوله، ولأتباع نبيه. والحمد لله الذي أشرقت بنوره السماوات والأرض ومتعنا بنوره فيهما. وإياه نسأل أن يثبتا على الحق والنور المبين حتى الموت، وأن نلقاه وهو راضٍ عنا وضاحكٌ إلينا. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصبحه وسلم.
[1] الزمر 69.

[2] النساء 174.

[3] التغابن 8.

[4] الأنعام 122.

[5] يوسف 103.

[6] البقرة 171.

[7] الجاثية 23.

[8] الأنعام 39.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 47.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.61 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (4.88%)]