القلم.. رسول ضمائرنا - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         التوبة في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          فضل صلاة التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          خطر الشذوذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          مجازر الطحين.. إرهاصات نصر وعز وتمكين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          ليكن زماننا كله كرمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حديث:ويَقْرَأُ فيها ما بيْنَ السِّتِّينَ إلى المِائَةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          وصايا نبوية مهمة للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حديث:من رَكعَ أربعَ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ وأربعًا بعدَها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أنوية العلمانيين، وهم يواجهون أعداءهم من أهل القبلة، وحراس العقيدة... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          لفظ (الناس) في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-04-2019, 11:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,316
الدولة : Egypt
افتراضي القلم.. رسول ضمائرنا

القلم.. رسول ضمائرنا


د. خالد سعد النجار




بسيط في شكله عظيم في شأنه.. كم عبرنا به عن مكنونات نفوسنا وخلجات صدورنا، وبه تعلمنا وأبصرنا نور العلم، وبه سطرت حضارات وقامت ممالك وإمبراطوريات، وبه جمع حصاد العلوم والمعارف والأفكار والأشعار.
إنه «القلم» الذي أقسم الله عزوجل به في كتابه، لعظم قدره وخطورة أمره، فما أكثر من نشروا بالقلم الخير المديد، وأيضا هناك من تجاوزت أقلامهم الخطوط الحمراء فعاثوا فسادا في بحور الظلام، يمالئون ظالما ويبررون منكرا ويداهنون فاجرا، ويقلبون بمعسول كتاباتهم الحق باطلا.. فكم رفع القلم أناسا ووضع آخرين.
قال ابن الهيثم: «من جلالة القلم أنه لم يكتب الله كتابا إلا به، ولذلك أقسم به. الأقلام مطايا الفطن ورسل الكرام. وقيل: البيان اثنان: بيان لسان، وبيان بنان، ومن فضل بيان البنان أن ما بينته الأقلام باق على الأيام، وبيان اللسان تدرسه الأعوام».
وقال سهل بن هارون‏:‏ ‏«‏القلم أنف الضمير، إذا رعف (نزف) أعلن أسراره، وأبان آثاره‏».
وقال ابن أبي دؤاد‏:‏ «‏القلم سفير العقل، ورسوله الأنبل، ولسانه الأطول وترجمانه الأفضل»‏‏.‏
وقالوا: «‏القلم أصم يسمع النجوى‏.‏ وأخرس يفصح بالدعوى‏.‏ وجاهل يعلم الفحوى»‏‏.
قال " صلى الله عليه وسلم" : «إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب، قال: ما أكتب؟ قال: اكتب القدر ما كان وما هو كائن إلى الأبد» (رواه الترمذي). وقال " صلى الله عليه وسلم" : «يا أبا هريرة، جف القلم بما هو كائن» (البخاري:5076).
وكما بين النبي " صلى الله عليه وسلم" أن القلم خلق أولا لكتابة المقادير، فقد بين " صلى الله عليه وسلم" تاريخ القلم في البشر، وذكر أول من كتب به من الناس، فقال " صلى الله عليه وسلم" عن نبي الله إدريس عليه السلام: «وهو أول من خط بالقلم» (كنز العمال:11/481).
وعن جعفر بن أبي المغيرة قال: سألت سعيد بن جبير عن الألواح (ألواح التوراة) من أي شيء كانت؟ قال: من ياقوتة كتابه الذهب، كتبها الرحمن بيده، فسمع أهل السموات صريف القلم وهو يكتبها (عبدالله بن أحمد في السنة 1/294).
وذكر ابن عبدالبر من حديث ابن مسعود "رضي الله عنه" عن النبي " صلى الله عليه وسلم" قال: «إن بين يدي الساعة: التسليم على الخاصة. وفشو التجارة، حتى تعين المرأة زوجها على التجارة. وقطع الأرحام. وفشو القلم. وظهور شهادة الزور. وكتمان شهادة الحق).
الكتابة أمانة
لاشك أن الكتابة مهمة جليل أثرها وعظيم قدرها، فهي قناة لا يستهان بها في توجيه الرأي العام، والتأثير على العقول والمفاهيم، وهي سلاح ذو حدين.. الكلمة الطيبة التي ترفع صاحبها وأيضا الكلمة الخبيثة التي توبق كاتبها. قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)} (إبراهيم:24-27).

وبالرغم من عظم هذه المسؤولية وخطورة هذه القضية فإن الكتابة الآن صارت ميدانا لا حمى له، وساحة ينازل فيها من يقدر ومن لا يقدر، وكأن الناس تسوقها أقلامها لحتوفها وهي لا تدري، فسكرة الكتابة تعميها عن مسؤوليتها، ونشوة النشر تنسيها يوم وقوفها أمام بارئها، ومتعة الربح ألغت ضمائرها، خاصة أن الكاتب في هذا الزمان لا يحتاج سوى بعض الجرأة على الإسلام ونبيه وتعاليمه.. وهذا كفيل أن تتهافت حوله الفضائيات والمنظمات العالمية المشبوهة التي لا تألو جهدا في حمايته، ثم تقوم بخلع أفخم الألقاب عليه، ومنحه أعلى الدرجات.
الكتابة في زمن العجب
وإني لأتعجب من أولئك الكتاب الذين سلم منهم أعداء الأمة المتربصون بها، ولم يسلم منهم أهل العلم والدعوة والإصلاح! حتى تاه البسطاء، فلم يجدوا طريقا لرموز الأمة من أهل الفضل والعدل، وحار الفضلاء من تشويه النجباء، واختلط الحابل بالنابل، والغث بالسمين، ودخلنا طريق التيه الذي لا نجاة منه.
أتعجب من انقلاب الموازين وتهجم الجهلاء على العلماء، فصرنا نسمع عن الكاتب الجريء والصحفي الحر الذي اتهم الشريعة الإسلامية بالرجعية وعلماء الشريعة بالمنغلقين.. قال الشافعي: «إن لم يكن العلماء أولياء الله؛ فمن يكون؟!». وقال سفيان: «أرفع الناس منزلة: من كان بين الله وبين عباده؛ وهم الرسل والعلماء».
أتعجب من جرأة الكتاب غير المتخصصين الذين نصبوا أنفسهم علماء راسخين؛ فتارة تجدهم مفسرين، وتارة محدثين، وتارة فقهاء مجتهدين؛ ولا يتورع الواحد منهم عن استنباط الآراء والاجتهادات، ولي أعناق النصوص في سبيل تطويعها لمراده.
أتعجب من غياب الحياء، وعدم وجود أي غضاضة في أن يجهر الكاتب بأنه علماني أو ليبرالي أو يساري.. بل نجد مؤسسة فكرية عربية شهيرة تصف نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها: «يسارية علمانية ديموقراطية»!! وقد تخصصت في لمز الإسلام، وعرضه بطريقة مهينة.
أتعجب من صولة الذئاب واشتداد عوائها تحت مظلة الحرية والديموقراطية والليبرالية.. وهي في الحقيقة إباحية وانحلال وهدم لصروح القيم النبيلة والثوابت الجليلة.. قاموا وقعدوا، وأرغوا وأزبدوا، وخبوا ووضعوا، وأجلبوا بخيلهم ورجلهم، وشمروا واستنفروا؛ فكتبوا ونعقوا ونهقوا، فتارة يلوحون، وتارة يصرحون؛ فلا تخلو كتاباتهم من انتقاد واعتراض على حق، أو إقرار لباطل، أو بث شبهات وشهوات، وألصقوا التهم وعمموا الأحكام.
أتعجب من أصحاب الأقلام المأجورة، باعة المبادئ، الذين باعوا أقلامهم بحفنة من عرض رخيص زائل، وسطروا من الفجور والضلال والنفاق ما إن مزج بماء البحر لمزجه خبثا ونتنا وعفنا. قد جندوا أنفسهم لهدم المجتمعات وبث بذور الشر والفساد.
ألا فليتق الله تعالى كل من حمل قلما، وليعلم أن كتاباته من جملة أعماله التي سيحاسب عليها، وأنها أعمال باقية يجري خيرها أو وزرها، فاللبيب من حمل أمانة القلم بحقها، والمغبون من حمله قلمه للهاوية.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.37 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]