ترتيب نزول السور وموقف الطاهر بن عاشور منه جمع ودراسة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 836929 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3919 - عددالزوار : 379447 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191303 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2671 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 664 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 951 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1105 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 857 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-03-2019, 06:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي ترتيب نزول السور وموقف الطاهر بن عاشور منه جمع ودراسة

ترتيب نزول السور


وموقف الطاهر بن عاشور منه


جمع ودراسة




د. شافي سلطان محمد العجمي (*)



ملخص البحث:


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وبعد:

فقد اعتمد كثير من المتأخرين من المفسرين في ترتيب نزول سور القرآن على آثار عن بعض التابعين تفيد ترتيب نزول السور، وأكثر من اعتنى بذلك في تفسيره الطاهر ابن عاشور، وسيبين الباحث معنى ترتيب نزول السور، وتاريخ هذا الترتيب، وبعض القواعد المفيدة في ذلك، وجهود الطاهر بن عاشور وتعليقه على آثار التابعين، وسيكون للباحث تعقيب على رأي الطاهر بن عاشور في ترتيب بعض السور، وقد خلص الباحث للنتائج الآتية:
ترتيب نزول السور من المباحث المهمة التي يعتمد عليها في الناسخ والمنسوخ وأسباب النزول، وربط مواضيع القرآن ذات النزول المتقارب.

جاءت السنة الصحيحة ببيان وقت نزول كثير من السور والآيات، دون بيان السور والآيات التي نزلت قبل ذلك أو بعده إلا قليلا.

من يعرف سمات المكي والمدني ويتدبر السنة والسيرة النبوية وينظر في آثار الصحابة يدرك كثيرا من تقدم نزول بعض السور والآيات.
أكثر اعتماد المتأخرين في ترتيب نزول السور على الآثار الواردة عن جابر بن زيد، وليس فيها شيء صحيح أو يقارب الصحيح.
اعتنى الشيخ محمد بن الطاهر بن عاشور بترتيب السور في فاتحة تفسير كل سورة، وقد تابع جابر بن زيد في غالب ترتيبه، وخالفه في شيء يسير من ذلك.
تبين للباحث خطأ ترتيب بعض السور المكية والمدنية في الروايات المسندة لبعض الصحابة والتابعين في رأي الشيخ ابن عاشور، وقد بين الباحث حجته في ذلك.
المقدمة:


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وبعد:
فقد روى البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم"، قال شقيق ابن سلمة: فجلست في الحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادا يقول غير ذلك ([1]).

وفي الصحيحين عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل لركبت إليه" ([2]).

وفي هاتين الروايتين دليل على عظيم معرفة ابن مسعود لكتاب الله عز وجل، وقد أخذ ابن مسعود بضعا وسبعين سورة مكية من فم النبي صلى الله عليه وسلم، ومعنى هذا: أن أكثر القرآن المكي قد أخذه عبد الله بن مسعود من رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا واسطة.
وقد تميزت معرفة ابن مسعود بكلام الله بخمس مميزات:
الأولى: أنه أخذ أكثر من ثلثي القرآن من رسول الله صلى الله عليه وسلم والباقي أخذه عن الصحابة.

والثانية: أنه أحاط بغالب السور المكية في مكة.
والثالثة: أنه عليم بكل أسباب النزول.
والرابعة: أنه عارف بمكان نزول كل آية.
والخامسة: أنه من أعلم الصحابة بكتاب الله سبحانه.
ويلزم من هذه المميزات الخمسة أن يعلم ابن مسعود ترتيب نزول القرآن.
ولا شك أن معرفة ترتيب نزول القرآن تشتمل على فوائد عدة:
أولها: معرفة المقاصد القرآنية التي ابتدأ الحديث عنها كالتوحيد ثم النبوة ثم البعث.
وثانيها: العلم بأهمية التدرج في بيان الحق، فإن القرآن أول ما نزل جاء في الأصول والترغيب والترهيب قبل الأحكام والحدود.
وثالثها: فهم السيرة النبوية وربطها بترتيب نزول الآيات.

ورابعها: ضرورة تصريف المعاني والمقاصد وتنويع الدلالات لترسيخها في قلوب الخلق.
وخامسها: معرفة الناسخ والمنسوخ والمتقدم والمتأخر (اللذان هما من أصول الفهم والاستنباط في القرآن).

ومع شدة الحاجة لمعرفة هذا الموضوع ومناقشة الآثار الواردة في ترتيب نزول القرآن والنظر في موافقة هذه الآثار للسنة والآثار الواردة عن الصحابة فلم أجد من استقبل هذا الموضوع ببحث أو رسالة، ولذلك فقد يممت وجهي لكتابة بحث يتناول ترتيب نزول القرآن، وقد اخترت مفسرا كبيرا قد انفرد بذكر ومناقشة ترتيب نزول السور في بداية كل سورة ألا وهو: الطاهر بن عاشور، وقد اعتنى بذكر ترتيب كل سورة من حيث النزول، وكان يتعقب ذلك مبينا دليله، وسيكون للباحث تعليق على رأي ابن عاشور معتمدا على سياق الآيات، ومعرفة السيرة النبوية، والاحاديث والآثار الواردة عن الصحابة رضي الله عنه في ذلك.
وقد طالعت اثنتين وخمسين من رسائل الماجستير والدكتوراه التي تناولت تفسير الطاهر بن عاشور، فلم أجد في شيء من ذلك تعريجا على هذه المسألة، فضلا عن جمعها أو مناقشتها.
وقد وجدت بحثين تناولا موضوعا يتصل بشيء من موضوعنا:
أحدهما للباحث محمد مجلي ([3]) بعنوان تفسير القرآن الكريم على ترتيب النزول، وقد ناقش أصحاب التفاسير الذين فسروا القرآن بحسب نزوله وضعف الآثار الواردة في ترتيب النزول، ولم يناقش ترتيب السور، ولم يستدل على ذلك، ولم يذكر شيئا من أصول ترتيب السور.
والثاني:
وهو الدكتور مصطفى مسلم ([4]) وقد ناقش-أيضا-هذه التفاسير من حيث الفائدة المرجوة من هذا الترتيب، ولم يتناول شيئا مما تناولناه في بحثنا.

وقد اقتضت طبيعة البحث أن يكون في مقدمة، وقد مضت، وتمهيدا في معنى ترتيب نزول السور وتاريخ ترتيب نزول القرآن، وترجمة الطاهر بن عاشور، وقواعد معرفة تقدم نزول بعض سور القرآن، ومبحثين: الأول: في ترتيب السور المكية، والثاني: في ترتيب السور المدنية وخاتمة.

والله الملاذ في كل مطلوب، وهو المعاذ عند كل مرهوب، وعليه التكلان.
التمهيد:


معنى ترتيب نزول السور القرآنية:

هناك ترتيبان للسور في علوم القرآن، ترتيب السور بحسب وضعها في المصحف، وترتيب نزول السور القرآنية، أما الأول فينظر في أقوال أهل العلم في هذا الترتيب وهل هو توقيفي أو اجتهادي، أو بعضه توقيفي وبعضه اجتهادي ([5]).
وأما ترتيب نزول السور فهو معرفة تقدم بعض السور على بعض وتأخر بعض السور عن بعض، وقد وردت آثار تبين ترتيب كل سورة وما قبلها وما بعدها، وفيها نظر قد سبق.
وسنبين في قواعد ترتيب نزول السور أن المقصود معرفة المتقدم والمتأخر، وليس المقصود معرفة موقع كل سورة بين السور، كما ورد في الآثار الضعيفة والواهية عن بعض الصحابة والتابعين.

ولا شك أن أكثر السور نزلت مفرقة " لاختلاف الأحداث التي نزلت فيها الآيات والسور، ولم تنزل السور جملة واحدة إلا السور القصيرة وسورة الأنعام، والعبرة في الحكم على ترتيب السور بالنظر إلى أول السورة دون أخرها أو وسطها، فسورة العلق-مثلا-نزل أولها قبل أول سورة المدثر، ونزل باقيها بعد أول المدثر، وسورة البقرة نزل أولها في أول قدوم المسلمين المدينة، ونزل أخرها قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأشهر، والسور التي نزلت جملة واحدة كثرها من السور القصيرة.

أما السور الطوال أو المثاني أو المئين: فقد نزلت مفرقة إلا سورة الأنعام، وقد قال الله تعالى ردا على سؤال الكفار: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا) ([6]).

2- في تاريخ ترتيب نزول السور القرآنية:

ليس في السنن المرفوعة حديث يبين ترتيب نزول السور القرآنية إلا حديثا واحدا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولا يصح ([7])، وقد أشار الباقلاني إلى أن مصحف علي بن أبي طالب كان مبدوءا بسورة اقرأ ([8]).
وليس في الآثار الموقوفة عن الصحابة شيء في ترتيب نزول القرآن إلا ما رواه ابن الضريس عن ابن عباس رضي الله عنه، ولم يصح أيضا ([9])، وأشهر الآثار الواردة عن التابعين في ترتيب نزول السور رواية جابر بن زيد، وقد ساقها السيوطي في الإتقان ولم تصح أيضا؛ ولذلك قال السيوطي بعد سوق الرواية:
"هذا سياق غريب، وفي هذا الترتيب نظر، وجابر بن زيد من علماء التابعين بالقرآن" ([10])، وجاءت آثار أخرى عن عكرمة والحسن بن أبي الحسن والزهري ومحمد ابن النعمان ابن بشير وعطاء الخراساني، وتختلف يسيرا في بعض السور ([11]).

ومحصل القول في هذه الآثار: أنها لا تصح سندا ولا متنا، أما الأسانيد: ففيها من الضعفاء والمجاهيل والمخلطين ما يطمس عليها ([12])، وأما متنها: ففيه من الاختلاف والتقديم والتأخير ما يقطع بنكارتها كما سيأتي في الدراسة العملية عند الطاهر بن عاشور، وهذا يبرهن على سقوط الاستدلال بها، وترك الركون إليها.

وهذا كله يقوي ما رواه ابن الضريس عن ابن سيرين، قال: "قلت لعكرمة: ألفوه كما أنزل، الأول فالأول؟ فقال عكرمة: "لو اجتمع الإنس والجن على أن يؤلفوه ذلك التأليف ما استطاعوا". ([13])
ويشير ابن بطال إلى ذلك فيقول في شرحه للبخاري: "ومما يدل أنه لا يجب إثبات القرآن في المصاحف على تاريخ نزوله "لأنهم لو فعلوا ذلك لوجب أن يجعلوا بعض أية سورة في سورة أخرى وأن ينقصوا ([14]) ما وقفوا عليه من سياقه ترتيب السور ونظامها؛ لأنه قد صح وثبت أن الآيات كانت تنزل بالمدينة فيؤمروا بإثباتها في السورة المكية، ويقال لهم: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا. ألا ترى قول عائشة: وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده، يعنى بالمدينة، وقد قدمتا في المصحف على ما نزل قبلهما من القرآن بمكة، ولو ألفوه على تاريخ النزول لوجب أن ينتقض ترتيب آيات السور" ([15]).
ومع ذلك فقد اعتمد الشيخ الطاهر بن عاشور على ترتيب جابر بن زيد لشهرته، ثم خالف ذلك الترتيب في بعض السور، وذكر أدلته على ذلك كما سيأتي.

3- ترجمة الطاهر بن عاشور: ([16])

ولد محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور، الشهير بالطاهر بن عاشور، بتونس في (1298 هـ=1879 م) في أسرة علمية عريقة، تمتد أصولها إلى بلاد الأندلس، وقد استقرت هذه الأسرة في تونس بعد حملات التنصير ومحاكم التفتيش التي تعرض لها مسلمو الأندلس.

حفظ الطاهر القرآن الكريم، وتعلم اللغة الفرنسية، والتحق بجامع الزيتونة سنة (1310 هـ=1892 م) وهو في الرابعة عشرة من عمره، فدرس علوم الزيتونة ونبغ فيها، وتخرج الطاهر في الزيتونة عام (1317 هـ=1896 م)، والتحق بسلك التدريس في هذا الجامع العريق، ولم تمض إلا سنوات قليلة حتى عين مدرسا من الطبقة الأولى بعد اجتياز اختبارها سنة (1324 هـ=1903 م).
وكان الطاهر قد اختير للتدريس في المدرسة الصادقية سنة (1321 هـ=1900 م)، وفي سنة (1321 هـ=1903 م)، وقد عين نائبا أول لدى النظارة العلمية بجامع الزيتونة سنة (1325 ه=1907 م)؛ واختير في لجنة إصلاح التعليم الأولى بالزيتونة في (صفر 1328 ه=1910 م)، وكذلك في لجنة الإصلاح الثانية (1342 ه=1924 م)، ثم اختير شيخا لجامع الزيتونة في (1351 ه=1932 م)، كما كان شيخ الإسلام المالكي؛ فكان أول شيوخ الزيتونة الذين جمعوا بين هذين المنصبين، ولكنه لم يلبث أن استقال من المشيخة بعد سنة ونصف بسبب العراقيل التي وضعت أمام خططه لإصلاح الزيتونة، وبسبب اصطدامه ببعض الشيوخ عندما عزم على إصلاح التعليم في الزيتونة.
أعيد تعينه شيخا لجامع الزيتونة سنة (1364 هـ=1945 م)، وفي هذه المرة أدخل إصلاحات كبيرة في نظام التعليم الزيتوني؛ فارتفع عدد الطلاب الزيتونيين، وزادت عدد المعاهد التعليمية.

ولدى استقلال تونس أسندت إليه رئاسة الجامعة الزيتونية سنة (1374 هـ=1956 م).
وقد توفي الطاهر بن عاشور في (13 رجب 1393 هـ=12 أغسطس 1973 م) بعد حياة حافلة بالعلم والإصلاح والتجديد على مستوى تونس والعالم الإسلامي.

4- قواعد معرفة تقدم نزول بعض سور القرآن:


لما كانت الآثار الواردة في ترتيب نزول السور ضعيفة وفيها نظر ظاهر اختار الباحث قواعد معينة لمعرفة تقدم بعض السور على بعض؛ ليكون ذلك بديلا عن تحديد ترتيب نزول السور. وإذا تبين تقدم النزول علمنا تقدم ترتيب بعض السور على بعض، فتقدم نزول سورة العلق على المدثر يفيد ترتيبها قبلها، وتأخر سورة الأحزاب بعد غزوة بني النضير يفيد تقدم سورة الحشر على سورة الأحزاب، والمقصود: أن هذه القواعد تقرب القول في تقدم بعض السور على بعض، وهذا ما توصل إليه الباحث أما الاعتماد على الآثار الواردة في تحديد موقع كل سورة: ففيها نظر ظاهر كما سبق.
وقد نظرت في صنيع المفسرين فاستخرجت من كلامهم قواعد تصلح لتقريب القول في ترتيب تقدم نزول بعض السور:

القاعدة الأولى: معرفة تقدم نزول بعض السور بحسب السياق القرآني:


والسياق القرآني يبين تقدم نزول بعض السور على بعض؛ لتقدم ذكر الأحكام والأحداث والناسخ والمنسوخ وسمات المكي والمدني، وذلك على النحو الآتي:

الأصل الأول: معرفة تقدم نزول بعض السور بحسب ورود الأحكام في السورة أو الآية:


وهذا أكثر الأصول استعمالا لمعرفة وقت نزول السورة والآية، ولذلك أمثلة:
سياق سورة البقرة في نصفها الأول يدل على ابتداء نزولها في المدينة من وجهين:
الوجه الأول: ذكر تحويل القبلة وقد حولت بعد ستة عشر شهرا من قدوم المسلمين المدينة؛ لما رواه البخاري ومسلم عن البراء بن عازب، قال: "صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا" حتى نزلت الآية التي في البقرة (وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) ([17])، فنزلت بعدما صلى النبي صلى الله عليه وسلم، فانطلق رجل من القوم فمر بناس من الأنصار وهم يصلون، فحدثهم، فولوا وجوههم قبل البيت" ([18]).

الوجه الثاني: ذكر فرض الصيام، وقد فرض في السنة الثانية من الهجرة ([19]).

وهذا يقتضي تقدم أول سورة البقرة على جميع السور المدنية.
قوله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) ([20])، وقد نزلت في السنة السادسة حين صد المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن البيت ([21]).

وهذا يفيد أن الشطر الثاني من سورة البقرة تأخر عن أولها وسبقته سورة الحشر والأحزاب والأنفال وغيرها.
الأصل الثاني: معرفة تقدم نزول بعض السور بحسب الأحداث التي تحدثت عنها الآيات:


ذكر سرية عبد الله بن جحش في السنة الثانية وقد قال الله فيهم: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ([22])). ([23])
جعل ابن عباس سورة الحشر نازلة في بني النضير، فعن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: سورة التوبة، قال: "التوبة هي الفاضحة، ما زالت تنزل، ومنهم ومنهم، حتى ظنوا أنها لن تبقي أحدا منهم إلا ذكر فيها"، قال: قلت: سورة الأنفال، قال: "نزلت في بدر"، قال: قلت: سورة الحشر، قال: "نزلت في بني النضير" ([24])، وغزوة بني النضير كانت في السنة الثالثة أو الرابعة ([25]) مما يدل على تقدم نزول سورة الحشر، بخلاف ما اختاره كثير من المتأخرين من تأخر نزولها.
ذكر سدرة المنتهى في سورة النجم يدل على أن مقدم السورة قد نزل بعد الإسراء والمعراج لا قبله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يطلع على سدرة المنتهى إلا في الإسراء والمعراج، ولذلك قال تعالى مادحا نبيه (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) ([26])، وفي حديث الإسراء عن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى، وإذا ورقها كآذان الفيلة، وإذا ثمرها كالقلال فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت، فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها" ([27])

الأصل الثالث: معرفة تقدم نزول بعض السور بحسب الناسخ والمنسوخ


قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ) ([28])، وهذا منسوخ ([29]) بقوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا) ([30]).
آية آل عمران: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً) ([31])، منسوخة ([32]) بأية البقرة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا) ([33]).
الأصل الرابع: معرفة تقدم نزول بعض السور بحسب سمات المكي والمدني:


من سمات القرآن المكي: البدء بالقسم ([34])، فسورة العاديات من السور المكية؛ لأن سماتها سمات المكي، بخلاف ما اصطلح عليه كثير من المتأخرين من وضع العاديات في عداد السور المدنية، وأما حديث ابن عباس: ([35]) -وفيه أن العاديات مدنية-فقد استغربه جدا ابن كثير في تفسيره ([36])، وقد قال ابن عاشور: "وعدت الرابعة عشرة في ترتيب نزول السور، ثم قال: ذكر الواحدي في "أسباب النزول" عن مقاتل وعن غيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خيلا سرية إلى بني كنانة وأمر عليها المنذر بن عمرو الأنصاري فأسهبت، أي أمعنت في سهب، وهي الأرض الواسعة شهرا، وتأخر خبرهم فأرجف المنافقون وقالوا: قتلوا جميعا، فأخبر الله عنهم بقوله: والعاديات ضبحاً، إعلاما بأن خيلهم قد فعلت جميع ما في تلك الآيات ([37])، وهذا الحديث قال في "الإتقان" رواه الحاكم وغيره، وقد علق ابن عاشور على استغراب ابن كثير فقال: غرابة الحديث لا تنافي قبوله، وهو مروي عن ثقات، إلا أن في سنده حفص بن جميع، وهو ضعيف، فالراجح أن السورة مدنية" ([38]).

وسياق السورة يدل على أنها مكية لأربعة أسباب:
السبب الأول: بدء السورة بالقسم يشير إلى مكيتها؛ لأن السور المكية يكثر القسم في بدايتها ([39]).

السبب الثاني: بيان حقيقة الإنسان وحبه للمال كان موضوعا من مواضيع السور المكية، كما في سورة المعارج والفجر، قال تعالى: (وَجَمَعَ فَأَوْعَى) ([40]) وقال عز وجل (وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا) ([41])، وقال سبحانه: (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا) ([42]).

السبب الثالث: التخويف من يوم القيامة نمط من أنماط السور المكية.
السبب الرابع: أن سبب النزول الذي نسب للحاكم واعتمد عليه لا يصلح دليلا على مدنيتها من ستة أوجه:

الوجه الأول: أن السند ضعيف جدا؛ لأن حفص بن جميع إذا روى عن سماك فإنه يروي المناكير، وما كان كذلك فلا يصلح الاعتماد عليه ([43]).

الوجه الثاني: من نظر في عادة القرآن ونزول الآيات التي تنزل لبيان حادثة إما أن تبين أحكامها، أو ما قال الكفار فيها والرد عليهم، فمن الأول: سورة الأنفال والحشر والأحزاب ونحوها، ومن الثاني: سورة الأنعام والمدثر ونحوها، وليس في السورة هذا ولا ذاك، فلو كانت نازلة للحديث عن السرية لبينت شيئا مما جرى عليها أو أحكامها.

الوجه الثالث: أن مقصود السورة يطوف حول حقيقة الإنسان وتهديده والبدء بالقسم كان توطئة لذلك، وتنبيها عليه، وهذا سياق مكي، ويبعد أن يكون مدنيا.

الوجه الرابع: قال ابن القيم في التبيان في أقسام القرآن-رادا على من اختار أن السورة مدنية لذكر الخيل فيها، ولا خيل ولا جهاد في مكة: "وأما قولكم: إنه لم يكن بمكة حين نزول الآية جهاد ولا خيل تجاهد، فهذا لا يلزم؛ لأنه سبحانه أقسم بما يعرفونه من شأن الخيل إذا كانت في غزو فأغارت فأثارت النقع وتوسطت جمع العدو، وهذا أمر معروف، وذكر خيل المجاهدين أحق ما دخل في هذا الوصف فذكره على وجه التمثيل لا الاختصاص، فإن هذا شأن خيل المقاتلة، وأشرف أنواع الخيل: خيل المجاهدين، والقسم إنما وقع بما تضمنه شأن هذه العاديات من الآيات البينات من خلق هذا الحيوان الذي هو من أكرم البهيم وأشرفه" ([44])

من سمات القرآن المدني الحديث عن المنافقين ([45]) فسورة الحديد من السور المدنية لورود ذكر المنافقين فيها، مع أن حديث ابن مسعود: "ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين" ([46]) يدل على مكيتها، ولكن الجواب عن ذلك: أن يقال بمكية الآية فقط، لا السورة؛ لأن العبرة بغالب آياتها.

من سمات القرآن المكي: أن السور الطوال لم تنزل في أول العهد المكي ([47])، وحديث عائشة يشير إلى ذلك، فقد روى البخاري في صحيحه عنها أنها قالت: "إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل، فيها ذكر الجنة والنار" ([48]).

القاعدة الثانية: معرفة تقدم نزول بعض السور بالسنة:

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لما نزلت: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ) ([49]) شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: أينا لا يظلم نفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس هو كما تظنون، إنما هو كما قال لقمان لابنه: (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) ([50])" ([51])، وهذا يقتضي نزول آية لقمان قبل آية الأنعام.
عن أنس رضي الله عنه قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: "أنزلت علي آنفا سورة" فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)" ([52])، وهذا يدل على مدنية سورة الكوثر، لأن أنس إنما يروي بالمدينة.
القاعدة الثالثة: معرفة تقدم نزول بعض السور بآ ثار الصحابة:


قال ابن مسعود رضي الله عنه: "ما كان بين إسلامنا وبين عتاب الله لنا بهذه الآية ([53]) إلا أربع سنين" رواه مسلم ([54])، وهذا يقتضي تقدم نزول هذه الآيات، بخلاف ما اصطلح عليه بعض المتأخرين، كما سيأتي بحث ذلك في المبحث الثاني.
قراءة عمر رضي الله عنه لسورة طه ([55])، وقد أسلم في السنة الرابعة أو الخامسة ([56]).

قراءة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه لسورة مريم في الحبشة ([57])، وهذا يدل على تقدم سورة مريم على الهجرة للحبشة، وقد كانت الهجرة للحبشة في السنة الخامسة ([58]).
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، قالت: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ وهو يصلي نحو الركن قبل أن يصدع بما يؤمر (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) ([59])" ([60]) قال ابن مسعود رضي الله عنه في بني إسرائيل، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء: "إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادي" ([61])، ومقتضى كلام ابن مسعود أن هذه السور الخمس من أوائل ما نزل في مكة، بخلاف ما اصطلح عليه كثير من المتأخرين.
قال ابن حجر في فتح الباري: "ومراد ابن مسعود أنهن من أول ما تعلم من القرآن" ([62]) وفي قول ابن مسعود إشارة إلى تقارب نزول هذه السور لقوله العتاق الأول أي المحفوظ الأول.
القاعدة الرابعة: معرفة ترتيب نزول السور بأقوال التابعين:

وقد حصل في ذلك اختلاف في الآثار الواردة عنهم ([63])، ولكن ما اتفقوا عليه ولم يخالفوا فيه نصا أو أثرا فالأصل تقديم رأيهم على رأي غيرهم، ما لم يأت في أصول الترجيح ما يدفع رأيهم.
المبحث الأول: ترتيب نزول السور المكية:

ورد في أثر جابر بن زيد الذي اعتمده أكثر المتأخرين ست وثمانون سورة نزلت بمكة، بدأها بسورة اقرأ، وختمها بسورة المطففين، وسنبين السور التي وافق فيها ابن عاشور على ترتيب جابر بن زيد وما خالفه فيه:

المطلب الأول: السور التي وافق فيها الشيخ ابن عاشور جابر بن زيد:

وقد وافق الشيخ ابن عاشور جابر بن زيد في السور الآتية ([64]):
(اقرأ "1"، والمسد" 6"، والتكوير "7"، والأعلى "8"، والليل " 9"، والفجر "10"، والضحى "11"، والانشراح "12"، والعصر "13"، والعاديات "14"، والتكاثر "16"، والماعون "17"، والكافرون "18"، والفيل "19"، والفلق "20"، والناس "21"، والإخلاص "22"، والنجم "23"، وعبس "24"، والقدر "25"، والشمس "26"، والبروج "27"، والتين "28"، والإيلاف "29" والقارعة "30"، والقيامة "31"، والهمزة "32"، والمرسلات "33"، وق "34"، والبلد "35"، والطارق "36"، والقمر "37"، وص "38"، والجن "40"، ويس "41"، والفرقان "42"، وفاطر "43"، ومريم "44"، وطه "45"، والواقعة "46"، والشعراء "47"، والنمل "48"، والقصص "49"، الإسراء "50"، ويونس "51"، وهود "52"، ويوسف "53"، والحجر "54"، والأنعام "55"، والصافات "56"، ولقمان "57"، وسبأ "58"، والزمر "59"، وغافر "60"، وفصلت "61"، والزخرف "62"، والدخان "63"، والجاثية "64"، والأحقاف "65"، والذاريات "66"، والغاشية "67"، والكهف "68"، والشورى "69"، وإبراهيم "70"، والأنبياء "71"، والنحل "72"، والسجدة "73"، ونوح "74"، والطور "75"، والمؤمنين "76"، والملك "77"، والحاقة "78"، والمعارج "79"، والنبأ "80"، والنازعات "81"، والانفطار "82"، والانشقاق "83"، والروم "84"، والعنكبوت "85"، والمطففين "86".
المطلب الثاني: السور المكية التي خالف فيها ابن عاشور جابر بن زيد:

وقد خالف الشيخ ابن عاشور جابر بن زيد في خمس سور وهي على النحو الآتي:

سورة المدثر: قال ابن عاشور "سورة المدثر أول سورة نزلت بعد فترة الوحي، كما في "الإتقان"" ([65]).

التعليق: اتفقت الروايات الواردة في ترتيب النزول عن ابن عباس وعكرمة والحسن وجابر بن زيد على جعل المدثر هي الرابعة في النزول، وقد خالفهم الشيخ الطاهر بن عاشور فجعل المدثر ثانية؛ لحديث جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: وهو يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فترة الوحي فقال في حديثه: "بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء، فرفعت بصري، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فرعبت منه، فرجعت فقلت: زملوني زملوني "فأنزل الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ) إلى قوله (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) ([66]). فحمي الوحي وتتابع ([67])

وجه الدلالة من الحديث قوله: فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالسا على كرسي بين السماء والأرض، وهذا يعني أن سورة المدثر لم تكن أول سورة بل كانت ثانية بعد السورة التي جاء بها جبريل أول مرة.

سورة الفاتحة: قال ابن عاشور: "وقال كثير أنها أول سورة نزلت، والصحيح أنه نزل قبلها: اقرأ باسم ربك وسورة المدثر ثم الفاتحة، وقيل نزل قبلها أيضا: ن والقلم وسورة المزمل، وقال بعضهم: هي أول سورة نزلت كاملة، أي غير منجمة، بخلاف سورة القلم، وقد حقق بعض العلماء أنها نزلت عند فرض الصلاة فقرأ المسلمون بها في الصلاة عند فرضها، وقد عدت في رواية عن جابر بن زيد السورة الخامسة" ([68]).

التعليق: اختلفت الروايات في ترتيب السور في ترتيب الفاتحة ففي ترتيب جابر بن زيد الخامسة، وقد سقطت من ترتيب عكرمة والحسن، وذكرها ابن عباس فيما نزل أولا، ولم يحدد ترتيب نزولها.

أما قول الشيخ ابن عاشور: وقال كثير: إنها أول سورة نزلت، فهذا منقول عن السيوطي في الإتقان ([69])، وفيه نظر، لأني حين رجعت للإتقان وجدت السيوطي ينقل عن الزمخشري ما نصه: "سورة الفاتحة قال في الكشاف: ذهب ابن عباس ومجاهد إلى أن أول سورة نزلت "اقرأ " وأكثر المفسرين إلى أن أول سورة نزلت فاتحة الكتاب".
وقد نسب الزمخشري لكثير من المفسرين قولا لم يقولوه، فقال: "وأكثر المفسرين على أن الفاتحة أول ما نزل، ثم سورة القلم" ([70])، وهذا وهم نبه عليه ابن حجر فقال: "والذي ذهب إليه أكثر الأئمة هو الأول، وأما الذي نسبه إلى الأكثر فلم يقل به إلا عدد أقل من القليل ([71]) بالنسبة إلى من قال بالأول" ([72]).
سورة المزمل: قال ابن عاشور: "واختلف فيما نزل بعد سورة العلق، فقيل سورة ن والقلم، وقيل نزل بعد العلق سورة المدثر، ويظهر أنه الأرجح، ثم قيل: نزلت سورة المزمل بعد القلم، فتكون ثالثة. وهذا قول جابر بن زيد في تعداد نزول السور، وعلى القول: بأن المدثر هي الثانية يحتمل أن تكون القلم ثالثة والمزمل رابعة، ويحتمل أن تكون المزمل هي الثالثة والقلم رابعة، والجمهور على أن المدثر نزلت قبل المزمل" ([73]).

التعليق: ترتيب سورة المزمل في الآثار الواردة عن ابن عباس وعكرمة والحسن وجابر بن زيد الثالثة، وقد ذكر الشيخ ابن عاشور في تفسير الفاتحة أن الفاتحة نزلت بعد العلق والمدثر، وهنا يذكر أن المزمل أو القلم هي الثالثة، فإما أن يكون هذا القول ناسخا لقول الشيخ السابق، أو أن الشيخ قد نسي ما صححه في تفسير الفاتحة.

ولا يظهر أن سورة المزمل نزلت بعد المدثر، بل يمكن أن يقال: قد تأخر نزولها عن أول العهد المكي لسببين:

الأول: أن سورة المزمل تأمر بصلاة الليل، والصلاة المكتوبة لم تفرض مبكرة، بل تأخر فرضها ([74])، وليس في أول سورة العلق أو أول المدثر الدعوة الصريحة للصلاة.

الثاني: روى مسلم في صحيحه أن عائشة قالت لسعد بن هشام: ألست تقرأ يا أيها المزمل؟" قلت: بلى، قالت: "فإن الله عز وجل افترض قيام الليل في أول هذه السورة، فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء" ([75])، وهذا يدل على أن خاتمة سورة المزمل نزلت بعد مقدمتها بسنة، وفي الخاتمة: حديث عن القتال في سبيل الله في قوله: وآخرون يقاتلون في سبيل الله، وهذا أشبه بآخر العهد المكي.
سورة القلم: قال ابن عاشور: "وهذه السورة عدها جابر بن زيد ثانية السور نزولا قال: نزلت بعد سورة اقرأ باسم ربك، وبعدها سورة المزمل، ثم سورة المدثر، والاصح حديث عائشة "أن أول ما أنرل سورة اقرأ باسم ربك ثم فتر الوحي ثم نزلت سورة المدثر".

وما في حديث جابر بن عبد الله "أن سورة المدثر نزلت بعد فترة الوحي" يحمل على أنها نزلت بعد سورة اقرأ باسم ربك، جمعا بينه وبين حديث عائشة رضي الله عنها" ([76]).
التعليق: في ترتيب جابر بن زيد: أن سورة ن والقلم هي الثانية، وكذا في رواية عكرمة والحسن، ورواية عن ابن عباس، وفي ذلك نظر؛ لقوله تعالى: (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) ([77])، وهذا كان عند تفاوض المشركين مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يجر التفاوض بعد نزول المدثر والعلق، بل كان بعد ذلك بمدة، كما في كتب السير ([78]).

سورة الكوثر: قال ابن عاشور: "والأظهر أن هذه السورة مدنية، وعلى هذا سنعتمد في تفسير آياتها، وعلى القول بأنها مكية عدوها الخامسة عشرة في عداد نزول السور، وعلى القول بأنها مدنية فقد قيل: أنها نزلت في الحديبية" ([79]).

التعليق: ترتيب السورة عند جابر بن زيد الخامسة عشرة، وعند ابن عباس وعكرمة والحسن الرابعة عشرة.


يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27-03-2019, 06:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ترتيب نزول السور وموقف الطاهر بن عاشور منه جمع ودراسة

ترتيب نزول السور


وموقف الطاهر بن عاشور منه


جمع ودراسة




د. شافي سلطان محمد العجمي (*)




والذي يظهر للباحث أنها مدنية؛ وذلك لخمسة أوجه:
الوجه الأول: ما رواه مسلم في صحيحه عن أنس قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله قال: "أنزلت علي آنفا سورة" فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) ([80]).

الوجه الثاني: أن الله أمر بالنحر، ولم ينحر النبي صلى الله عليه وسلم إلا في المدينة ومحال أن يأمر الله به ويحول بين نبيه وبينه.

الوجه الثالث: أن المقصود بقوله: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) يعني مبغضك، ولفظ الآية عام يدخل فيه كل من أبغض النبي صلى الله عليه وسلم، سواء أكان العاص بن وائل أم كعب بن الاشرف أو غيرهم من المشركين واليهود والنصارى.

الوجه الرابع: أن وقت نزول السورة قد يكون موافقا لوقت وفاة كعب بن الأشرف ليكون ذلك دليلا على بتره وانقطاعه، ومعلوم: أن كعب بن الاشرف قتل في السنة الثانية من الهجرة بعد غزوة بدر ([81]).

الوجه الخامس: أن قوله: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) أي الخير الكثير ([82])، وهذا يشمل خير الدنيا والآخرة، ولا شك أن الله قد أعطى نبيه في المدينة من خير الدنيا ما لم يكن عنده في مكة.

المبحث الثاني: ترتيب نزول السور المدنية:


بلغ عدد السور المدنية في ترتيب جابر بن زيد ثمان وعشرين سورة، وقد وافقه الشيخ الطاهر بن عاشور على خمس عشرة سورة، وخالفه في ثلاث عشرة سورة:
المطلب الأول: السور المدنية التي وافق فيها الشيخ ابن عاشور جابر بن زيد:

(البقرة "87"، آل عمران "88"، والأحزاب "90"، المائدة "91"، الممتحنة "92"، والنساء "93"، ومحمد "96"، والطلاق "100"، والبينة "101"، والحشر "102"، والتغابن "107"، والحجرات "108"، والتحريم "109"، والجمعة "110"، والتوبة "114").
المطلب الثاني: السور التي خالف فيها الطاهر بن عاشور جابر بن زيد:

سورة الأنفال: قال ابن عاشور: "وقد عدت السورة التاسعة والثمانين في عداد نزول سور القرآن في رواية جابر بن زيد عن ابن عباس ([83])، ثم قال: والأصح أنها ثانية السور بالمدينة نزولا بعد سورة البقرة" ([84]).

التعليق: ترتيبها عند جابر بن زيد التاسعة والثمانون، وعند ابن عباس السابعة والثمانون وعند عكرمة والحسن السادسة والثمانون، والسنة تدل على نزول الأنفال بعد غزوة بدر، وفي أسارى بدر كما في صحيح البخاري ([85])، وليس في ذلك ما يدل على أن الأنفال هي الثانية نزولا في المدينة.

سورة الزلزلة: قال ابن عاشور: "وقد عدت الرابعة والتسعين في عداد نزول السور وقال أيضا: واختلف فيها فقال ابن عباس وابن مسعود ومجاهد وعطاء والضحاك: هي مكية وقال قتادة ومقاتل: مدنية، ونسب إلى ابن عباس أيضا. والأصح: أنها مكية واقتصر عليه البغوي وابن كثير ومحمد بن الحسن النيسابوري في تفاسيرهم، وذكر القرطبي عن جابر أنها مكية، ولعله يعني: جابر بن عبد الله الصحابي" ([86]).

التعليق: ترتيبها عند جابر بن زيد الرابعة والتسعون، وعند ابن عباس الثانية والتسعون، وعند عكرمة والحسن الواحدة والتسعون، ولم يذكر الشيخ ترتيبها بين السور المكية، والذي يظهر: أنها متقدمة النزول، وقد يكون نزولها قريبا من نزول سورة الواقعة.

سورة الحديد: قال ابن عاشور: "وفي كون هذه السورة مدنية أو مكية اختلاف قوي لم يختلف مثله في غيرها، فقال الجمهور: مدنية، وحكى ابن عطية عن النقاش: أن ذلك إجماع المفسرين، وقد قيل: إن صدرها مكي؛ لما رواه مسلم في "صحيحه" والنسائي وابن ماجه عن عبد الله بن مسعود أنه قال: "ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ) إلى قوله: (وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) إلا أربع سنين، وعبد الله بن مسعود من أول الناس إسلاما، فتكون هذه الآية مكية.

وهذا يعارضه ما رواه ابن مردويه عن أنس وابن عباس: أن نزول هذه الآية بعد ثلاث عشرة سنة أو أربع عشرة سنة من ابتداء نزول القرآن، فيصار إلى الجمع بين الروايتين أو الترجيح، ورواية مسلم وغيره عن ابن مسعود أصح سندا، وكلام ابن مسعود يرجح على ما روي عن أنس وابن عباس؛ لأنه أقدم إسلاما، وأعلم بنزول القرآن، وقد علمت آنفا أن صدر هذه السورة كان مقروءا قبل إسلام عمر بن الخطاب، قال ابن عطية "يشبه صدرها أن يكون مكيا والله أعلم، ولا خلاف أن فيها قرأنا مدنيا".
وأقول: الذي يظهر أن صدرها مكي، كما توسمه ابن عطية، وأن ذلك ينتهي إلى قوله: (وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)، وأن ما بعد ذلك بعضه نزل بالمدينة كما تقتضيه معانيه مثل حكاية أقوال المنافقين، وبعضه نزل بمكة مثل آية (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا) الآية كما في حديث مسلم، ويشبه أن يكون آخر السورة قوله: (إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)، نزل بالمدينة ألحق بهذه السورة بتوقيف من النبيء صلى الله عليه وسلم في خلالها أو في آخرها.
قلت: وفيها آية لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح الآية، وسواء أكان المراد بالفتح في تلك الآية فتح مكة أم فتح الحديبية، فإنه أطلق عليه اسم الفتح، وبه سميت "سورة الفتح"، فهي متعينة؛ لأن تكون مدنية، فلا ينبغي الاختلاف في أن معظم السورة مدني.
وقد عدت السورة الخامسة والتسعين في ترتيب نزول السور، جريا على قول الجمهور: أنها مدنية، فقالوا: نزلت بعد سورة الزلزال وقبل سورة القتال، وإذا روعي قول ابن مسعود: إنها نزلت بعد البعثة بأربع سنين، وما روي من أن سبب إسلام عمر بن الخطاب أنه قرأ صحيفة لأخته فاطمة فيها صدر سورة الحديد لم يستقم هذا العد؛ لأن العبرة بمكان نزول صدر السورة لا نزول آخرها فيشكل موضعها في عد نزول السورة.
وعلى قول ابن مسعود يكون ابتداء نزولها آخر سنة أربع من البعثة؛ فتكون من أقدم السور نزولا، فتكون نزلت قبل سورة الحجر وطه، وبعد غافر، فالوجه: أن معظم آياتها نزل بعد سورة الزلزال" ([87]).
سورة الرعد: قال ابن عاشور: "ومعانيها جارية على أسلوب معاني القرآن المكي من الاستدلال على الوحدانية وتقريع المشركين وتهديدهم. والأسباب التي أثارت القول بأنها مدنية أخبار واهية، ومن آياتها: آيات نزلت بالمدينة وألحقت بها. فإن ذلك وقع في بعض سور القرآن، فالذين قالوا: هي مكية لم يذكروا موقعها من ترتيب المكيات سوى أنهم ذكروها بعد سورة يوسف، وذكروا بعدها سورة إبراهيم، والذين جعلوها مدنية عدوها في النزول بعد سورة القتال وقبل سورة الرحمن، وعدوها سابعة وتسعين في عداد النزول" ([88]).

التعليق: ترتيبها عند جابر بن زيد: السابعة والتسعون، وعند ابن عباس: الخامسة والتسعون، وعند عكرمة والحسن: الرابعة والتسعون.

سورة الرحمن: قال ابن عاشور: "وعدها الجعبري ثامنة وتسعين، بناء على القول بأنها مدنية، وقال أيضا: وهي مكية في قول جمهور الصحابة والتابعين، وقال أيضا: فالوجه أن تعد ثالثة وأربعين، بعد سورة الفرقان، وقبل سورة فاطر" ([89]).

التعليق: ترتيبها عند جابر بن زيد: الثامنة والتسعون، وعند ابن عباس السادسة والتسعون، وعند عكرمة والحسن الخامسة والتسعون، وقد جاءت الاحاديث والآثار تشهد على تقدم نزولها، مثل: ما رواه أحمد في مسنده عن أسماء، قالت: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم-وهو يقرأ، وهو يصلي نحو الركن قبل أن يصدع بما يؤمر-(فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ([90])) " ([91]).

وفي سنن الترمذي عن جابر قال: لقد قرأتها على الجن ليلة الجن، فكانوا أحسن مردودا منكم، كنت كلما أتيت على قوله (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) ([92]) قالوا: لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد ([93])، وهذان الحديثان يدلان على مكية السورة، بل يدلان على تقدم نزولها في أول العهد المكي.
سورة الإنسان: قال ابن عاشور: "والأصح: أنها مكية، فإن أسلوبها ومعانيها جارية على سنن السور المكية، وقال أيضا: وعدها جابر بن زيد الثامنة ([94]) والتسعين في ترتيب نزول السور. وقال: نزلت بعد سورة الرحمن، وقبل سورة الطلاق، وقال أيضا: فإذا كان الاصح أنها مكية-أخذا بترتيب مصحف ابن مسعود-فتكون الثلاثين أو الحادية والثلاثين، وجديرة بأن تعد قبل سورة القيامة أو نحو ذلك، حسبما ورد في ترتيب ابن مسعود" ([95]).

التعليق: ترتيبها عند جابر بن زيد: التاسعة والتسعون، وعند ابن عباس: السابعة والتسعون، وعند عكرمة والحسن: السادسة والتسعون.

سورة النصر: قال ابن عاشور: وعدها جابر بن زيد السورة المائة والثلاث في ترتيب نزول السور، وهذا جار على رواية أنها نزلت عقب غزوة خيبر، وقال أيضا: واختلف في وقت نزولها، فقيل: نزلت منصرف النبي ء صلى الله عليه وسلم من خيبر (أي في سنة سبع) ثم قال: وعن قتادة: نزلت قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين. وقال الواحدي عن ابن عباس: "نزلت منصرفه من حنين"، فيكون الفتح قد مضى، ودخول الناس في الدين أفواجا مستقبلا، وهو في سنة الوفود سنة تسع، وعليه تكون (إذا) مستعملة في مجرد التوقيت دون تعيين.

وروى البزار والبيهقي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن ابن عمر: أنها نزلت أواسط أيام التشريق (أي عام حجة الوداع) ثم قال: وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها نحوا من ثلاثة أشهر، وعليه تكون (إذا) مستعملة للزمن الماضي؛ لأن الفتح ودخول الناس في الدين قد وقعا. ثم قال: وعن ابن عباس أنها أخر سورة نزلت من القرآن، فتكون على قوله السورة المائة وأربع عشرة نزلت بعد سورة براءة، ولم تنزل بعدها سورة أخرى" ([96])، ولم يرجح الشيخ ابن عاشور شيئا.
التعليق: ترتيبها عند جابر بن زيد: الثالثة بعد المائة، وعند ابن عباس: الواحدة بعد المائة، وعند عكرمة والحسن: المائة، وجاء في السنة ما يشير إلى وقت نزولها فقد روى مسلم في صحيحه عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول: "سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه" قالت: فقلت يا رسول الله، أراك تكثر من قول: "سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه؟" فقال: "أخبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي، فإذا رأيتها أكثرت من قول: سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه، فقد رأيتها (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) فتح مكة، (ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) ([97]).

وجه الدلالة: قول النبي صلى الله عليه وسلم: خبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي، فقوله: سأرى أي في المستقبل، وهذا يقتضي أن سورة النصر نزلت قبل فتح مكة.

وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فقال بعضهم: لم تدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال: "إنه ممن قد علمتم" قال: فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم قال: وما رأيته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني، فقال: ما تقولون في (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا) حتى ختم السورة، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وقال بعضهم: لا ندري، أو لم يقل بعضهم شيئا، فقال لي: يا ابن عباس، أكذاك تقول؟ قلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله له: إذا جاء نصر الله والفتح فتح مكة، فذاك علامة أجلك: فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا. قال عمر: "ما أعلم منها إلا ما تعلم". ([98])
وجه الدلالة: أن ابن عباس قال بحضرة عمر وأشياخ بدر أن الفتح فتح مكة، ووافقه عمر، وأقره أشياخ بدر، وهذا كله يشير إلى أن السورة نزلت قبل فتح مكة.

سورة النور: قال ابن عاشور: "وسيأتي أن سبب نزول قوله تعالى: (الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً) ([99]) الآية، قضية مرثد بن أبي مرثد مع عناق، ومرثد بن أبي مرثد استشهد في صفر سنة ثلاث للهجرة في غزوة الرجيع، فيكون أوائل هذه السورة نزل قبل سنة ثلاث، والاقرب أن يكون في أواخر السنة الاولى، أو أوائل السنة الثانية أيام كان المسلمون يتلاحقون للهجرة، وكان المشركون جعلوهم كالأسرى، ومن آياتها آيات قصة الإفك، وهي نازلة عقب غزوة بني المصطلق من خزاعة، والأصح أن غزوة بني المصطلق كانت سنة أربع، فإنها قبل غزوة الخندق، ومن آياتها (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ) ([100]) الآية، نزلت في شعبان سنة تسع بعد غزوة تبوك؛ فتكون تلك الآيات مما نزل بعد نزول أوائل هذه السورة وهذا يقتضي أن هذه السورة نزلت منجمة متفرقة في مدة طويلة وألحق بعض آياتها ببعض، وقد عدت هذه السورة المائة في ترتيب نزول سور القرآن عند جابر بن زيد عن ابن عباس. قال: نزلت بعد سورة إذا جاء نصر الله، وقبل سورة الحج " ([101]).

التعليق: ترتيبها عند جابر بن زيد: الرابعة بعد المائة، وعند ابن عباس: الثانية بعد المائة، وعند عكرمة والحسن: الواحدة بعد المائة.

سورة الحج: قال ابن عاشور: "ويشبه أن يكون أولها نزل بمكة، فإن افتتاحها بـــــ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) ([102]) جار على سنن فواتح السور المكية. وفي أساليب نظم كثير من آياتها ما يلائم أسلوب القرآن النازل بمكة، ثم قال: ولذلك فأنا أحسب هذه السورة نازلا بعضها آخر مدة مقام النبيء صلى الله عليه وسلم بمكة كما يقتضيه افتتاحها ب يا أيها الناس، فقد تقرر أن ذلك الغالب في أساليب القرآن المكي، وأن بقيتها نزلت في مدة مقام النبي ء صلى الله عليه وسلم بالمدينة، ثم قال: عدت السورة الخامسة والمائة في عداد نزول سور القرآن في رواية جابر بن زيد، عن ابن عباس، قال: نزلت بعد سورة النور وقبل سورة المنافقين" ([103]).

التعليق: ترتيبها عند جابر بن زيد: الخامسة بعد المائة، وعند ابن عباس: الثالثة بعد المائة، وعند عكرمة والحسن: الثانية بعد المائة.

سورة المنافقين: قال ابن عاشور: "وقد عدت الثانية ([104]) بعد المائة في عداد نزول السور عند جابر بن زيد. والصحيح أنها نزلت في غزوة بني المصطلق" ([105]).

التعليق: ترتيبها عند جابر بن زيد: السادسة بعد المائة، وعند ابن عباس: الرابعة بعد المائة وعند عكرمة والحسن: الثالثة بعد المائة، وفي صحيح البخاري أنها نزلت في غزوة بني المصطلق ([106])، وكانت في السنة السادسة أو الخامسة. ([107])

سورة المجادلة: قال ابن عاشور: " وهي السورة المائة وثلاث ([108])، والذي يظهر أن سورة المجادلة نزلت قبل سورة الأحزاب لأن الله تعالى قال في سورة الأحزاب: (وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ) ([109])، وذلك يقتضي أن تكون هذه الآية نزلت بعد إبطال حكم الظهار بما في سورة المجادلة لأن قوله: ما جعل يقتضي إبطال التحريم بالظهار، وإنما أبطل بآية سورة المجادلة" ([110]).

التعليق: ترتيبها عند جابر بن زيد: السابعة بعد المائة، وعند ابن عباس: الخامسة بعد المائة، وعند عكرمة والحسن: الرابعة بعد المائة.

ولا يلزم نزول آية الأحزب في الظهار أن تكون بعد آية الظهار، فقد تكون آية الأحزاب ممهدة لآية المجادلة، وذكر الكفارة، ولو قال قائل إن ابطال الظهار حصل بآية الأحزاب وجاءت آية المجادلة لتتم التحريم بذكر الكفارة لما كان بعيدا.
سورة الصف: قال ابن عاشور: "وهي السورة الثامنة والمائة، وكان نزولها بعد وقعة أحد، وعن علي بن طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ" ([111]) قال: كان ناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون: لوددنا أن الله عز وجل دلنا على أحب الاعمال إليه فنعمل به فأخبر الله أن أحب الاعمال: إيمان به وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولم يقروا به. فلما نزل الجهاد كره ذلك ناس من المؤمنين وشق عليهم. فأنزل الله سبحانه وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ " ([112]).

ومثله عن أبي صالح يقتضي أن السورة نزلت بعد أن أمروا بالجهاد بآيات غير هذه السورة. وبعد أن وعدوا بالانتداب للجهاد ثم تقاعدوا عنه وكرهوه. وهذا المروي عن ابن عباس وهو أوضح وأوفق بنظم الآية" ([113]).
التعليق: ترتيبها عند جابر بن زيد: الثانية عشرة بعد المائة، وعند ابن عباس: العاشرة بعد المائة، وعند عكرمة والحسن: السابعة بعد المائة.

وإذا كان نزولها بعد وقعة أحد فتعدادها بعد سورة آل عمران وقبل الأحزاب والمنافقين، وفي قول ابن عباس السابق ما يفيد أنها من أوائل ما نزل، وقد تكون نزلت في السنة الاولى أو الثانية بعد الأمر بالجهاد.
سورة الفتح: قال ابن عاشور: "ونزولها سنة ست وهي الثالثة عشرة بعد المائة" ([114]).

التعليق: ترتيبها عند جابر بن زيد: الثالثة عشرة بعد المائة، وعند ابن عباس: الحادية عشرة بعد المائة، وعند عكرمة والحسن: العاشرة بعد المائة.

وإذا كان الشيخ يرى أن نزول سورة الفتح سنة ست وهو قول جمهور المفسرين ([115]) فكيف يكون تعداد نزولها قبل سورة التوبة، بل الذي يظهر أن تعدادها بعد سورة الأحزاب والمنافقين.

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27-03-2019, 06:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ترتيب نزول السور وموقف الطاهر بن عاشور منه جمع ودراسة

ترتيب نزول السور


وموقف الطاهر بن عاشور منه


جمع ودراسة




د. شافي سلطان محمد العجمي (*)




الخاتمة


نخلص من بحثنا بعدة نتائج:

ترتيب نزول السور من المباحث المهمة التي يعتمد عليها في الناسخ والمنسوخ وأسباب النزول، وربط مواضيع القرآن ذات النزول المتقارب.
جاءت السنة الصحيحة ببيان وقت نزول كثير من السور والآيات دون بيان السور والآيات التي نزلت قبل ذلك أو بعده إلا قليلا.
من يعرف سمات المكي والمدني ويتدبر السنة والسيرة النبوية وينظر في آثار الصحابة يدرك كثيرا من ترتيب السور والآيات.
أكثر اعتماد المتأخرين في ترتيب نزول السور على الآثار الواردة عن جابر بن زيد، وليس فيها شيء صحيح أو يقارب الصحيح.
اعتنى الشيخ محمد بن الطاهر بن عاشور بترتيب السور في فاتحة تفسير كل سورة، وقد تابع جابر بن زيد في غالب ترتيبه، وخالفه في شيء يسير من ذلك.
تبين للباحث خطأ ترتيب بعض السور المكية والمدنية في الروايات المسندة لبعض الصحابة والتابعين، وفي رأي الشيخ ابن عاشور، وقد بين الباحث حجته في ذلك.

المصادر والمراجع


الإتقان في علوم القرآن للسيوطي. المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، الطبعة: 1394 هـ/ 1974 م.
الاحسان في ترتيب صحيح ابن حبان ترتيب: الامير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي (المتوفى: 739 هـ)، حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه: شعيب الارنؤوط.
أحكام القرآن لابن العربي، راجع أصوله وخرج أحاديثه وعلق عليه: محمد عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان، الطبعة: الثالثة، 1424 هـ-2003 م.
أسباب النزول للواحدي، تحقيق الحميدان، الناشر: دار الإصلاح-الدمام، الطبعة: الثانية، 1412 هـ-1992 م.
الأعلام للزركلي، دار العلم للملايين، الطبعة: الخامسة عشر-أيار / مايو 2002 م.
الانتصار للقرآن للباقلاني تحقيق: د. محمد عصام القضاة، الناشر: دار الفتح-عمان، دار ابن حزم-بيروت، الطبعة: الاولى 1422 هـ-2001 م.
بدائع الفوائد لابن قيم الجوزية، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان.
البرهان في علوم القرآن للزركشي. المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم الطبعة: الاولى، 1376 هـ-1957 م، الناشر: دار إحياء الكتب العربية عيسى البابى الحلبي وشركائه.
التبيان في أقسام القرآن، لمحقق: محمد حامد الفقي، الناشر: دار المعرفة، بيروت، لبنان.
تفسير الطبري، تحقيق: الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات الإسلامية بدار هجر الدكتور عبد السند حسن يمامة، الناشر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، الطبعة: الاولى، 1422 هـ-2001 م.
تفسير ابن أبي حاتم، المحقق: أسعد محمد الطيب، الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز-المملكة العربية السعودية.
تفسير ابن كثير. المحقق: سامي بن محمد سلامة، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة: 1420 هـ-1999 م.
تفسير الكشاف للزمخشري، الناشر: دار الكتاب العربي-بيروت، الطبعة: الثالثة-1407 ه.
جوامع السيرة لابن حزم، دار الكتب العلمية-بيروت.
حلية الاولياء لابي نعيم، الناشر: السعادة، 1394 هـ-1974 م.
الدرر في اختصار المغازي والسير لابن عبد البر، المحقق: شوقي ضيف، الناشر: دار المعارف-القاهرة، الطبعة: الثانية، 1403 هـ.
دراسات في علوم القرآن للدكتور فهد الرومي، الطبعة: الثانية عشرة 1424 هـ-2003 م.
دلائل النبوة للبيهقي المحقق: د. عبد المعطي قلعجي، الناشر: دار الكتب العلمية، دار الريان للتراث، الطبعة: الأولى-1408 هـ-1988 م.
دلائل النبوة لأبي نعيم، حققه: الدكتور محمد رواس قلعه جي، عبد البر عباس، الناشر: دار النفائس، بيروت، الطبعة: الثانية، 1406 هـ-1986 م.
السرايا والبعوث حول المدينة، لبريك العمري، الناشر: دار ابن الجوزي، الطبعة: الأولى-جمادى الأول-1417 هـ-1996 م.
سنن الترمذي، تحقيق: بشار عواد معروف، الناشر: دار الغرب الإسلامي-بيروت.
سنن ابن ماجة، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء الكتب العربية-فيصل عيسى البابي الحلبي.
السيرة النبوية لابن كثير تحقيق: مصطفى عبد الواحد، الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع بيروت-لبنان، عام النشر: 1395 هـ-1976 م.
سيرة ابن هشام، تحقيق: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، الطبعة: الثانية، 1375 هـ-1955 م.
السيرة النبوية لابن حبان، صححه، وعلق عليه الحافظ السيد عزيز بك وجماعة من العلماء.
الناشر: الكتب الثقافية-بيروت، الطبعة: الثالثة-1417 ه.
شرح ابن بطال لصحيح البخاري. أبو تميم ياسر بن إبراهيم. دار النشر: مكتبة الرشد-السعودية، الرياض، الطبعة: الثانية، 1423 هـ-2003 م.
الشيخ محمد الطاهر بن عاشور ومنهجه في التفسير للدكتورة هيا ثامر العلي.
صحيح البخاري، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي-بيروت.
صحيح ابن خزيمة تحقيق: د. محمد مصطفى الاعظمي، الناشر: المكتب الإسلامي-بيروت.
عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني، الناشر: دار إحياء التراث العربي-بيروت.
عيون الأثر لابن سيد الناس، تعليق: إبراهيم محمد رمضان، الناشر: دار القلم-بيروت.
فتح الباري لابن حجر، الناشر: دار المعرفة-بيروت، 1379.
فضائل القرآن لابن الضريس. تحقيق: غزوة بدير، الناشر: دار الفكر، دمشق-سورية، الطبعة: الاولى، 1408 هـ-1987 م.
مباحث في علوم القرآن لمناع القطان، الناشر: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة 1421 ه-2000 م.
مجلة علوم الشريعة والقانون الأردنية مجلد 37، عدد 1 سنة 2010.
المستدرك على الصحيحين للحاكم، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية-بيروت، الطبعة: الاولى، 1411-1990.
مسند أحمد، المحقق: شعيب الأرنؤوط-عادل مرشد، وآخرون، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الاولى، 1421 هـ-2001 م.
مصنف ابن أبي شيبة، المحقق: كمال يوسف الحوت، الناشر: مكتبة الرشد-الرياض.
موقع ملتقى التفسير.
[·] أستاذ مساعد بقسم التفسير والحديث-كلية الشريعة والدراسات الإسلامية-جامعة الكويت.

[1] رواه البخاري في صحيحه. كتاب فضائل القرآن. باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. رقم الحديث 5000. ورواه مسلم في صحيحه. كتاب فضائل الصحابة. باب فضائل ابن مسعود وأمه. رقم الحديث 2462.

[2] رواه البخاري في صحيحه. كتاب فضائل القرآن. باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. رقم الحديث 5002. ورواه مسلم في صحيحه. كتاب فضائل الصحابة. باب فضائل عبد الله بن مسعود وأمه. رقم الحديث 2463.

[3] بحث منشور في مجلة علوم الشريعة والقانون الأردنية مجلد 37، عدد 1 سنة 2010.

[4] بحث منشور في موقع ملتقى التفسير، واسمه: التفاسير حسب ترتيب النزول في الميزان، وقد ذكر الدكتور مصطفى أنه قدم بحثه هذا لأحد المؤتمرات، ولكنه لم يذكر عنوان المؤتمر أو تاريخه.

[5] الإتقان في علوم القرآن (1/ 216).

[6] سورة الفرقان: 32.

[7] لا يصح عن علي بن أبي طالب، وليس له طريق إلا في كتاب مخطوط مجهول، وأسانيده غريبة، وليس لهذا الأثر عن علي بن أبي طالب وجود في كتب السنة والآثار، وليس له وجود في كتب التفسير وعلوم القرآن، وهذا كله يقتضي أن هذا الأثر مختلق مصنوع، انظر بحث محمد مجلي علوم الشريعة والقانون الأردنية مجلد 37، عدد 1 سنة 2010.

[8] الانتصار للقرآن للباقلاني (1/ 278).

[9] فضائل القرآن لابن الضريس (1/ 33).

[10] الإتقان في علوم القرآن للسيوطي (1/ 96) والبرهان في علوم القرآن للزركشي (1/ 194).

[11] انظر بحث محمد مجلي في مجلة كلية الشريعة والقانون الأردنية مجلد 37، عدد 1 سنة 2010.

[12] بين الباحث محمد مجلي أسانيد الآثار الواردة في ترتيب نزول القرآن ونقدها كلها وبين ضعفها.

[13] رواه ابن الضريس في فضائل القرآن (1/ 35).

[14] سياق الحديث يقتضي (ينقضوا) بدل (ينقصوا) وقد اثبت ما وجدته في المطبوع.

[15] شرح ابن بطال لصحيح البخاري (10/ 240).

[16] الشيخ محمد الطاهر بن عاشور حياته وأثاره للدكتور بلقاسم الغالي وهو أجمع من ألف في ترجمة الشيخ.

[17] سورة البقرة: 144.

[18] رواه البخاري في صحيحه. كتاب الصلاة. باب التوجه نحو القبلة حيث كان رقم الحديث 399، ورواه مسلم في صحيحه. كتاب الصلاة. باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة رقم الحديث 525.

[19] انظر: التحرير والتنوير لابن عاشور (1/ 201)، والسيرة النبوية لابن كثير (2/ 546)، وبداية المجتهد لابن رشد (2/ 45).

[20] سورة البقرة: 196.

[21] انظر: تفسير الطبري (3/ 25)، والسيرة النبوية لابن كثير (3/ 342).

[22] سورة البقرة: 217.

[23] انظر: السيرة النبوية لابن كثير (2/ 368) وسيرة ابن هشام (1/ 604) ودلائل النبوة للبيهقي (3/ 18) والسرايا والبعوث في زمان النبوة (1/ 63).

[24] رواه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب سورة الحشر، رقم الحديث 4882، ورواه مسلم في صحيحه، كتاب التفسير، باب في سورة براءة والأنفال والحشر، رقم الحديث 3031.

[25] اختار الواقدي أن غزوة بني النضير وقعت في السنة الثالثة (1/ 4) واختار ابن إسحاق وابن هشام في السير أنها وقعت في الرابعة (2/ 190).

[26] سورة النجم: 17، 16.

[27] رواه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، رقم الحديث 3207، ورواه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات، وفرض الصلوات، رقم الحديث 259.

[28] سورة البقرة: 240.

[29] ذهب جمهور المفسرين من المتقدمين والمتأخرين إلى القول بالنسخ، كما في تفسير الطبري (4/ 396) وفي تفسير ابن أبي حاتم قال: وروي عن أبي موسى الأشعري وابن الزبير ومجاهد وإبراهيم وعطاء والحسن وعكرمة وقتادة والضحاك وزيد بن أسلم والسدي ومقاتل بن حيان وعطاء الخراساني والربيع بن أنس، أنها منسوخة. (2/ 451)، وذكر ابن كثير في تفسيره عن مجاهد وعطاء أنها ليست منسوخة؛ واختاره ابن تيمية ورده ابن عبد البر (1/ 659).

[30] سورة البقرة: 234.

[31] سورة آل عمران: 130.

[32] القول بالنسخ عند ابن عباس وابن عمر والشعبي ومجاهد وقتادة والربيع بن أنس وعبد الرحمن بن زين بن أسلم. انظر تفسير التحرير والتنوير (2/ 340).

[33] سورة البقرة: 278.

[34] دراسات في علوم القرآن للدكتور فهد الرومي (1/ 130).

[35] رواه الواحدي في أسباب النزول (1/ 463).

[36] تفسير ابن كثير (8/ 466).

[37] رواه الواحدي في أسباب النزول (1/ 463)، واستغربه ابن كثير في تفسيره (8/ 466) ولم يذكره الطبري في تفسيره (24/ 557) وأورده بن أبي حاتم بلا سند عن ابن عباس (10/ 3457) وعزاه السيوطي في الدر المنثور لابن المنذر (8/ 599) والمطبوع منه إلى سورة النساء.

[38] التحرير والتنوير (30/ 498).

[39] دراسات في علوم القرآن للدكتور فهد الرومي (1/ 130).

[40] سورة المعارج: 18.

[41] سورة المعارج: 21.

[42] سورة الفجر: 20.

[43] حفص بن جميع ضعيف عند الجميع، وإذا روى عن سماك فإنه يروي المناكير، وحديثه هذا لم يتابعه عليه أحد، وليس هو في المستدرك كما نقل الشيخ عن السيوطي في الإتقان، والحديث لا يصح لا سندا ولا متنا، فكيف يعتمد عليه، انظر: تهذيب الكمال للمزي (7/ 6).

[44] التبيان في أقسام القرآن (1/ 76).

[45] انظر في سمات المكي ذكر المنافقين (البرهان في علوم القرآن) للزركشي (1/ 188).

[46] رواه مسلم في صحيحه. كتاب التفسير. باب في قوله تعالى: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ). رقم الحديث 3027.

[47] قال ابن عاشور: السور الطوال يظهر أنها لم تنزل في أول البعثة، التحرير والتنوير (8/ 5).

[48] رواه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل القرآن، باب تأليف القرآن، رقم الحديث 4993.

[49] سورة الأنعام: 82.

[50] سورة لقمان: 13.

[51] رواه البخاري في صحيحه. كتاب التفسير. باب قول الله تعالى: ولقد آتينا لقمان الحكمة. رقم الحديث 3428، ورواه مسلم في صحيحه. كتاب الإيمان. باب صدق الإيمان وإخلاصه. رقم الحديث 197.

[52] رواه مسلم في صحيحه. كتاب الصلاة. باب حجة من قال: البسملة آية من أول كل سورة سوى براءة. رقم الحديث 400.

[53] وهي قوله تعالى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ لذكر الله، سورة الحديد: 16.

[54] رواه مسلم في صحيحه. كتاب التفسير. باب في قوله تعالى: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ). رقم الحديث 3027.

[55] رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (4/ 65) رقم الحديث 6897، ورواه الضياء في المختارة (7/ 141).

[56] اختلف أهل السير في زمن إسلام عمر، ولم يثبت في ذلك شيء، وتدور أقوال أهل العلم على هذين الوقتين، انظر البداية والنهاية لابن كثير (3/ 101).

[57] رواه أحمد في مسنده عن أم سلمة، رقم الحديث 1740، وصححه ابن خزيمة في صحيحه، رقم الحديث 2260.

[58] سيرة ابن هشام (1/ 321) والسيرة النبوية لابن كثير (2/ 4).

[59] سورة الرحمن: 13.

[60] رواه أحمد في مسنده. رقم الحديث 26955.

[61] رواه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب سورة بني إسرائيل، رقم الحديث 4708.

[62] فتح الباري لابن حجر (8/ 388).

[63] جمع هذه الآثار الباحث محمد مجلي في مجلة كلية الشريعة والقانون، مجلد 37، عدد 1 سنة 2010، وقد تكلم على أسانيدها ونقدها كلها ولم يستثن منها أثرا كما بين بعض الاختلافات في المتن بينها وسنذكر أمثلة كثيرة في المبحثين الأول والثاني عن رواية التابعين جابر بن زيد وعكرمة والحسن.

[64] وضعت بجانب كل سورة ترتيبها عند جابر بن زيد والشيخ ابن عاشور.

[65] التحرير والتنوير (29/ 292).

[66] سورة المدثر: 1-5.

[67] رواه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب وثيابك فطهر، رقم الحديث 4925، ورواه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب بدء الوحي إلى رسول الله الله صلى الله عليه وسلم، رقم الحديث 255.

[68] التحرير والتنوير (1/ 131).

[69] الإتقان للسيوطي (1/ 94).

[70] تفسير الكشاف للزمخشري (4/ 775).

[71] قال العيني الحنفي في شرح البخاري "وأبعد من قال: إن أول ما نزل الفاتحة بل هو شاذ" (1/ 62).

[72] فتح الباري لابن حجر (8/ 714).

[73] التحرير والتنوير (29/ 255).

[74] فرضت الصلوات الخمس في الإسراء والمعراج وكان قبل الهجرة بسنتين أو ثلاث عند الجمهور، ويشكل على ذلك ما ورد في حديث الهجرة للحبشة عن جعفر بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمرهم بالصلاة والصيام والزكاة، فإذا صح الخبر فهو محمول على أصل الصلاة والزكاة والصيام، وليست الاركان المعهودة.

[75] رواه مسلم في صحيحه في كتاب صلاة المسافرين، باب جامع صلاة الليل، ومن نام عنه أو مرض، رقم الحديث 746.

[76] التحرير والتنوير (29/ 58).

[77] سورة القلم: 9.

[78] انظر سيرة ابن هشام (1/ 294) وسيرة ابن إسحاق (1/ 207) والسيرة النبوية لابن حبان (1/ 85) والتحرير والتنوير (29/ 68).

[79] التحرير والتنوير (30/ 572).

[80] رواه مسلم في صحيحه. كتاب الصلاة. باب حجة من قال: البسملة آية من أول كل سورة سوى براءة. رقم الحديث 400.

[81] انظر في ذلك كتب السيرة: سيرة ابن هشام (2/ 51)، وجوامع السيرة لابن حزم (1/ 122) ودلائل النبوة للبيهقي (3/ 187) والفصول في السيرة لابن كثير (1/ 143).

[82] هذا تفسير ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة وقتادة ومن قال: أن الكوثر هو نهر في الجنة أو حوض النبي صلى الله عليه وسلم فهو داخل في الخير الكثير، انظر تفسير الطبري (24/ 648).

[83] رواية جابر بن زيد موقوفة عليه وليست مسندة إلى ابن عباس.

[84] التحرير والتنوير (9/ 245).

[85] روى البخاري عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: سورة الأنفال، قال: "نزلت في بدر"، كتاب التفسير، باب تفسير سورة الأنفال، رقم الحديث 4645.

[86] التحرير والتنوير (30/ 490).

[87] التحرير والتنوير (27/ 357).

[88] التحرير والتنوير (13/ 75).

[89] التحرير والتنوير (27/ 228).

[90] سورة الرحمن: 13.

[91] رواه أحمد في مسنده. رقم الحديث 26955.

[92] سورة الرحمن: 13.

[93] رواه الترمذي في جامعه. كتاب التفسير. باب ومن سورة الرحمن. رقم الحديث 3291، واستغربه الترمذي وصححه الحاكم في المستدرك. (2/ 515)، رقم الحديث 3766.

[94] لعله سبق قلم.

[95] التحرير والتنوير (29/ 370)، وتأليف ابن مسعود رواه ابو داود (رقم: 1396) واستغربه ابن كثير في فضائل القرآن (1/ 147).


[96] التحرير والتنوير (30/ 589).

[97] رواه مسلم في صحيحه. كتاب الصلاة. باب ما يقال في الركوع والسجود. رقم الحديث 484.

[98] رواه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب قوله: فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا، رقم الحديث 4970.

[99] سورة النور: 3.

[100] سورة النور: 6.

[101] التحرير والتنوير (18/ 140).

[102] سورة الحج: 1.

[103] التحرير والتنوير (17/ 183) ولم أجد أثرا بهذا النص عن ابن عباس، ويبدو أن الطاهر بن عاشور يقصد ترتيب السور المنسوب لابن عباس فقد رتب الحج بين سورة النور والمنافقين.

[104] لعله سبق قلم.

[105] التحرير والتنوير (28/ 232).

[106] رواه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب ما ينهى من دعوة الجاهلية.

[107] قال ابن كثير في السيرة النبوية (3 /297): قال محمد بن إسحاق: وذلك في سنة ست، وقال موسى بن عقبة سنة اربع، وقال النعمان بن راشد عن الزهري: كان حديث الإفك في غزوة المريسيع. هكذا رواه البخاري عن مغازي موسى بن عقبة أنها كانت في سنة أربع، والذي حكاه عنه وعن عروة أنها كانت في شعبان سنة خمس.

[108] في ترتيب جابر بن زيد (وقبل سورة الحجرات).

[109] سورة الأحزاب: 4.

[110] التحرير والتنوير (28/ 6).

[111] سورة الصف: 2.

[112] سورة الصف: 2، وأثر ابن عباس رواه الطبري في تفسيره (23/ 354).

[113] التحرير والتنوير (28/ 172).

[114] التحرير والتنوير (26/ 142).

[115] تفسير الطبري (22/ 189) وتفسير ابن عطية (5/ 125)، والكشاف للزمخشري (4/ 331) وتفسير البغوي (7/ 293)، وزاد المسير (4/ 125) والبحر المحيط (9/ 481) وتفسير ابن كثير (7/ 325).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 146.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 143.71 كيلو بايت... تم توفير 2.80 كيلو بايت...بمعدل (1.91%)]