رؤية رمضان (قصة قصيرة) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854591 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389511 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-06-2021, 02:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رؤية رمضان (قصة قصيرة)

رؤية رمضان (قصة قصيرة)


د. مصطفى عطية جمعة






سنذهب كلنا لنرى "رؤية رمضان".

هكذا قال الأولاد في الحي، تزاحم في عيوني مشهد الرؤية، إنه اليوم الذي يسبق أول الشهر الكريم، يشبهونه بيوم طلعة محمل الكعبة المشرّفة في القاهرة، وقد شاهدتُها في التلفزيون في فيلم تسجيلي قديم بالأبيض والأسود، مسجّل من سنوات الستينيات، في موكب مهيب يخترق شوارع القاهرة القديمة، والناس متجمعون حول موكب يضرب في حفريات الزمن القاهري منذ قرون، هكذا شاهدت، وهكذا اختزنت ذاكرتي ما رواه أبي الذي حضر طلعة المحمل مرات خلال سني إقامته في المحروسة، وسمعته أيضاً من جدي الذي رواه عن أبيه، وعن أهل الخير الذين كانوا يسافرون للعاصمة خصيصى لحضوره.
♦ ♦ ♦


في رؤية رمضان، يتجمع أهل الفيوم (المدينة) في ميدان " قارون " خلف السواقي التي تدور دافعة المياه من ترعة بحر يوسف، ثم تقذفها في قنوات خرسانية، فتتلوى موجاتها، وأستعيد في ريقي لذة ماء النيل.

منذ الخامسة من عمري؛ اعتدت الذهاب مع أخي الأكبر، أتعلق بملابسه خائفا أن أتوه في الزحمة، يصرخ فيّ لأترك يدي القابضة على كُمّ قميصه، أتشبث أكثر، لا أرى إلا الأكتاف، بحنو يحملني على كتفه، أشرف من عليائي على الرؤوس، رصيف الشارع يلمع تحت أشعة شمس العصر الصفراء، الناس يصفّرون ويلوحون، رافعين بيارق خضراء وصفراء، وعلم مصر القديم ذا الهلال والنجوم، وعلمها الحالي ذا الألوان الثلاثة، يمر مشهد الرؤية: عربات الجيش والشرطة مزدانة بالأعلام. أشعر بخجل والعيون تتطلع نحوي، ضحكات من رفاق أخي، تمردت من عليائي معترضاً، فأنزلني أخي.، هكذا تلاعبت الذكرى بي.
♦ ♦ ♦

هذه السنة، قررت وأنا في الصف الثالث الابتدائي ألا أذهب مع أخي الأكبر، لن أتقيد به، سأذهب بمفردي، أعرف السّكة جيدًا، فكم مرة سرت في شارع البحر، وجلست عند السواقي آكل اللب، أو أقفز إلى داخل الحديقة أتطلع إلى عمارة الأوقاف أعلى عمارات بلدنا ذات الطوابق الاثنتي عشرة، وأسفلها المحلات التجارية، بزحامها الدائم.

كعادته، تعلّق أخي " أحمد " الصغير بي، عمره أربع سنوات، يأتي معي واثقًا أنني سآخذه إلى أمكنة إن لم يحبها، سيجد فيها تسالي وألعابا. ابتسمت له، واستجابت كفي بمعانقة كفّه.

في الطريق، راح يشير إلى معالم شارع البحر الرئيسي المتوسط لمدينتنا، أجيبه، وأحكي له ما سمعته من أخي الأكبر، عن الأبنية العالية، والقصور المزخرفة، والبيوت ذات الشرفات الواسعة، يستمتع بكلامي، يظنه حواديت، وأجد متعة وأنا أجيب عن أسئلته المتصلة.

شدّني بقوة، توقفتُ، رفع ذراعيه عالياً، يريد أن أحمله، حملته، استراح على صدري، واصل إشاراته، وواصلت حكاياتي.

اقتربت من مكان الطلعة، الزحام كثيف، عليّ أن أقترب من المقدمة لأشاهد كل شيء، استجابت عيون الناس وعطفت على جسدي الصغير الحامل لطفل أصغر، وسمحت لي أن أتقدم حتى صرتُ في الواجهة، كان العيال رفاقي ورفاق أخي على الجانب الآخر، " لا شك أنهم يحسدونني الآن على مكاني ".

ما لبثت أن ارتفعت أصوات الطبول، وتراءت البيارق، وتتابعت سيارات المطافئ، مكسوة بعناقيد الخضرة والورود، وقد رفعت كل سيارة صوت السارينة عالياً، لنغرق في موسيقى صاخبة، تلتها سيارة المدفع، الذي سينطلق مغرب كل يوم معلنا الإفطار ثم يدوي قبل الفجر معلنا الإمساك، مدفع قديم، ماسورته سوداء، وعجلاته بنيّة، همست لأخي – الذي ارتكن برأسه على كتفي – أنه متوارث منذ أيام الملك المعظّم، هكذا أخبرني جدي، يضع الجندي القنبلة من الخلف، ثم يشدّ الحبل، لتنطلق الدانة منفجرة، يقولون إنها قنبلة " فشنك "، لا تأثير لها، وهذا ما جعلني غير مندهش من وجود المدفع في ساحة مديرية الأمن.

جاءت عربات الجيش تنثر الزهور البيضاء والحمراء والصفراء، والناس تهلل، وتكبّر، ثم سيارات البلدية تنثر الماء في الهواء، فيتطاير قطراتٍ، مرطبا الجو والرؤوس، أضحك مع الناس، وأنا أتحسس شعري والماء البارد يقطّر منه.

سأعود متباهياً أمام والديّ وأصحابي؛ لذهابي دون مساعدة من أحد إلى الطلعة، ولأخذي أخي " أحمد " معي، وكانت أول مرة يشاهد الرؤية على يدي.

خبا صوت الطبول، مع انتهاء عربات الموكب.، الناس تصافح بعضها مهنئين بالشهر الكريم، فغدًا صيام وقيام، وإفطار وسحور. وعليّ أن أبدأ الشهر بصيام الأيام الأولى، ثم أتفاوض مع أبي في إفطار أيام أخرى.

هكذا رويت لأخي أحمد، الذي ما زال على كتفي، وأنا أنفذ بين الأرجل، متخذاً طريق العودة.
♦ ♦ ♦

قابلتُ رفاقي، ورفاق أخي، توقعت كلمات الثناء.، كلهم يضحكون.، ينظرون إليّ.، سألت أخي متعجباً: لماذا؟

حين اقتربت منهم، قالوا لي في أصوات متداخلة:
طوال وقت الرؤية، تتكلم مع أخيك وهو نائم؟!


يضيف أحدهم:
وغارق في النوم!
أمسكت برأس أخي، عيناه مغمضتان بعمق، وتقاطيع وجهه مرتخية، ورائحة عرقه تملأ أنفي.

قال أخي الأكبر:
ناديتك كثيرًا في الطلعة أن الولد نائم لتنتبه، لكن صوتي ضاع وسط الطبول.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.40 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]