قلب أحلام وسهم كيوبيد! (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854472 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389420 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-06-2021, 02:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي قلب أحلام وسهم كيوبيد! (قصة)

قلب أحلام وسهم كيوبيد! (قصة)


محمد حسن جباري















على فراشها الوثير.. كانت (أحلامُ) تتقلَّب مرارًا كمن يضطجع على حصير من الشوك! تَفتح عينيها السَّوداوين مرة بعد أخرى، وتحدق في الساعة في قلق ظاهر.



رن جرس المنبه، ألقت عنها الغطاء، وقفزَت من السرير بجسدها الرشيق مباشرة إلى صِوان الملابس؛ حيث تحفَظ فستانها الأحمر الجديد، وحذاءها القرمزي، وعلبة ملفوفةً بعناية في غلاف مورد بورود حمراء، علَته بطاقةٌ لطيفة، يظهر عليها رسمُ صبي صغير بجناحين أبيضين، يسدد نُشَّابه صوب قلبٍ مجنح، كتب عليها بحروف أعجمية مذهَّبة: (عيد حبٍّ سعيد).



كانت تُمعن النظر في هذه الأغراض بعينين ملتمعتين، وتغمرها بابتسامة دافئة من ثَغرها الصغير.



جلسَت أمام المرآة، صفَّفَت شعرها الفاحم الناعم، الذي كان يتوضَّع على رأسها كسبيكةٍ واحدة، ويحضن وجهها الأبيض المستدير.



ما أطولَ هذه الليلة! (حدَّثَت نفسها).

التهمَت فطورها بسرعة، ودَّعت أمها بقبلة عميقة على جبينها، وانسلَّت من البيت كنسمة رقيقة.



في الخارج.. تخلَّصَت الفراشة من أوهاق شرنَقتِها الخانقة، وانطلقَت تستعرض تلك التهاويل المعترِكة من الألوان في أجنحتها الفاتنة، تحتفي بها السماء، وتمدُّ عليها جَناحًا من كنفها الأزرق النديِّ، وتحييها الشمس بابتسامة حالمة تتدفَّق رضًا وإعجابًا.



كانت كزهرة ندية في صحراء مجدِبة، تتعاورها الأبصار من كل حدَبٍ وصوب، ويشيِّعها الناس بنظرات والهة أضناها جمالُها الصارخ.



عيد حب سعيد.

التفتت لترى أعز صديقاتها (هالة) وهي تَرفُل في حلّتها الحمراء، وتمد إليها يدَها الغضة مصافحة.



من حسن الحظ أنكِ حضرت، وإلا فقد كاد يُغمى عليَّ من فرط فضول هذه الكائنات البشريَّة.

اللوم عليك. (قالتها هالة مع ضحكة خفيفة)

السلام عليكم. (حيَّتهما زميلتهما نهى)

ردتا التحيَّة، وواصلن السير جميعًا.



ما قصة هذه الألوان الحمراء التي تصبغ الشوارعَ اليوم؟

أنت تعرفين قصتها (قالت هالةُ بنبرة يُشتَمُّ منها رائحة التبرم والتضجر).

لكنه أمرٌ لا يجوز في شرعنا.



وراحت نهى تَحكي لهما قصةَ هذا العيد المبتدع، وتَسرُد على مسامعهما ما قرأَته على موقع (الألوكة) وغيره من فتاوى العلماء، ونصائح الدعاة، وتوجيهات الوعَّاظ... فيما يخص هذا الأمر.



لكن الحب ليس حرامًا، إنه عاطفة فطرية ينبض بها قلب الإنسان، وتتدفَّق في شرايينه (قالت أحلام).



نعم... لكنه مضبوط بضوابطَ شرعية تصونه من التفلُّت، وتَكبَح فيه جموحَ الانطلاق الذي يفضي به إلى الانحلال والتفسُّخ؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ﴾ [البقرة: 168].



لم يبق لكم سوى أن تحرموا الإنسان من وجوده كلِّه. (قالت هالة)، ثم أضافت:

على العموم.. شكرًا جزيلاً؛ لقد بلَّغتِ ما عليك.



غير بعيد من باب الثانوية وقف شابٌّ متوسط القامة، تلوح عليه علائم الثراء، يرتدي حلة سوداء أنيقة، ويتكئ على سيارة فارهة، كأنه ينتظر أحدًا.



تدفق طابور الطلبة عبر الباب، بينما انطلقت أحلام وهالة صوب الشاب.



عيد حب سعيد. (قال الشاب)

أطرقَت أحلام برأسها، وعلا وجهَها حمرةُ خجل زادتها بهاء ورونقًا.

قدمت له الهدية، وولَّت صوب الثانوية.



يجب أن نلتقي بعد الدوام. (قال الشاب)

لا أستطيع، قد أتأخر عن البيت...

أخبريهم أنكِ ذهبت مع هالة إلى بيتهم.

لا أستطيع أن أكذب عليهم.



إنه يوم عيد الحب، يجوز فيه للمحبين ما لا يجوز لغيرهم. (قالها وكز فمه عن ابتسامة باهتة)، ثم هو يومٌ واحد، لا يقدم ولا يؤخر.



لا تكوني جبانة يا أحلام. (قالت هالة)

تحت هذا الإلحاح الشديد لم تجد أحلام بدًّا من الاستجابة.



لكن يجب ألا نتأخر كثيرًا!

جولة صغيرة ثم تعودين إلى البيت. (قال الشاب)

بعد جولة صغيرة، ركن الشاب السيارة بجانب أحد المنازل، وطلب من أحلام الدخول.

جفلَت، اعترضت.. ثم لم تلبَث صلابةُ إرادتها أن ذابَت في أتون كلماته الحارة..

في غرفة من غرف المنزل جلسَت لتلتقط أنفاسها، وتهدئ من رُوعها.

إنها لا تكاد تصدق أنها في بيت خالٍ رفقة رجل غريب.



عاد إليها رشدها رويدًا رويدًا، وبدأت نفسُها تَعافُ هذا المكان.. ظهر ذلك على تصرفاتها وكلماتها.. ثم هبّت واقفةً للانصراف.



إلى أين يا حبيبتي؟

يجب أن أخرج فورًا، ما عدت أطيق البقاء هنا.



بعد أخذ وردٍّ.. وبعد أن باءت محاولاته كلها في استبقائها بالفشل، كشَّر الحمَلُ الوديع عن أنياب ذئب فاتك، وصفعها بكل وقاحة على وجه كرامتها بطلَبه الخبيث!



أظلمَت الدنيا في عينيها، واكفهرَّت السماء في وجهها، واستحالت ابتسامةُ الشمس الدافئةُ إلى عبوس قاتل.



تحولت أحلام إلى ذبابة قذرة تَفرُك يديها عند مكبِّ النفايات، بعد أن كانت فراشةً جميلة تعانق شذى الورود في الحدائق الغنَّاء.



في هذ الجو المعتم تراءى لها وجهُ (نهى) بملامحه الهادئة، وهي تنظر إليها بعينين ذابلتين تطلُّ منهما الحسرة، وتعَضُّ على إصبعها في أسف بالغ.



لعنَتْ عيد الحب، لعنَت كيوبيد، ولعنَتِ اللون الأحمر!

ليتني سمعتُ كلام (نهى)!.. ليتني سمعت كلام ربي: ﴿ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ﴾ [البقرة: 168]!



أرادَت أن تنصرف، فدفعها بقوةٍ أوقعَتها على الأريكة، وانقضَّ عليها ككلب جائع ليشبع نهمته من جسدها الغض.



ملأت الدنيا عويلاً وصراخًا، قاومَت بكل ما تملك من قوة، رفست برجليها الواهنتين.. لكن دون جدوى.



شلَّ الخوفُ أطرافها، وسرى بردُ اليأس في أوصالها، وأضحَت لقمة سائغة في هذا الفكِّ الذي لا يرحم.



فجأة.. اقتُحمَت الغرفة؛ ثلاثة أفراد من شرطة الآداب، يَعقُبهم والدا أحلام، ألقَوا القبض على الجاني، وهُرعت أحلام إلى أمها، دفنَت وجهها الشاحب في أحضانها، وأخذت تنشج نشيجًا مرًّا، وتستجدي العفو والغفران.



... في ردهة المنزل، وقفَت (نهى) بحجابها الرماديِّ النظيف، وخمارها الأبيض، يطل منه وجه هادئُ القسمات يشع براءة وصدقًا.



عليك أن تشكري (نهى)، فلولا الله تعالى ثم هي لحدثَت الكارثة. (قالت الأم).

شكرًا جزيلاً نهى، لن أنسى لك جميلَكِ ما حييتُ.

العفو.. هذا واجبي، وكرامتك من كرامتي.



نظرَت أحلام إلى نهى بعينين دامعتين، وتلَت قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ﴾ [البقرة: 168].. ثم أضافت:

كاد سهمُ كيوبيد أن يصيبني في مقتل!

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.72 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.18%)]