زواج غرام (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4417 - عددالزوار : 853340 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3948 - عددالزوار : 388491 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213914 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-06-2021, 03:32 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي زواج غرام (قصة)

زواج غرام (قصة)


عادل عبدالله أحمد محمد الفقيه








نجمة أشرقت في عين مُجتمعها، بل سحابة سقت أبناءهم وبناتهم حبًّا وأدبًا وذوقًا، إنها طفلة تبلغ من العمر أحد عشر عامًا، تدرس في الصف الرابع في مدرسة قريتها، تستيقِظ كلَّ صباحٍ مع والدها؛ حتى تؤدي معه صلاة الصبح، فما إن تُكمل صلاتها حتى تَنطلق نحو المطبخ لتصنع لوالدَيها كوبين من القهوة، ثم تجلس معهما لِيُلْقِي والدها على أفراد أسرته بعض الدروس من القرآن الكريم أو السنَّة المطهَّرة.

هكذا نشأت غرام في مائدة القرآن محبةً لله ورسوله، ما إن تعود من المدرسة حتى تُغيِّر ثيابها لترتدي ثيابًا أُخَر تُقيم فيها صلاة الظهر، ومِن بعدها تَنطلق لمساعدة أمِّها في تَجهيز وجبة الغداء.

أكملت غرام الصفوف الأولية في قريتها، ثمَّ توجَّهت صوب مدرسةٍ أخرى، إنها مدرسة أروى النموذجية للبنات.

وفي أول يوم دراسي دخلت إلى الفصل، فأوقفتها المعلمة قائلةً: إلى أين أيتها الفتاة؟!
غرام: إلى قاعة العلم والمعرفة معلمتي الفاضلة.
المعلمة: لِمَ تخالفين قوانين المدرسة؟
غرام: أي قوانين خالفتُها معلمتي؟
المعلمة: ألا ترين الفتيات ماذا يلبسْن؟! إنه الزي المدرسي، عليك أن تَرتديه غدًا لتلتزمي بالنظام والقانون، وإلا لا مكان لكِ بينَنا.
غرام: خيرًا معلمتي.

عادت غرام إلى البيت، وقد غمرها الحزن والكآبة، أغلقت على نفسها الغرفة، سارعت أمُّها لتعرف ما لفَتاتها الجميلة عادت على غير عادتها.
سألتْها: ما بال شمسي قد أفلت وذهب نورُها؟
أجهشت غرام بالبكاء قائلة: إنها مُعلمتي يا أمي.
وفي أثناء الحديث دخل والدها، تقدَّمت الأم صوب زوجها قائلة: سلْ فتاتك ماذا حصل؟
الوالد: ما الخبر فتاتي الغالية؟
غرام: لقد أوقفتني معلمتي، طالبةً مني تغيير ثيابي بثيابٍ يَظهر منها بعضُ جسمي.

الوالد: وما رأي غرام في هذا؟
غرام: لقد قررتُ أن أترُكَ المدرسة ولا أصنَع ما تطلبه معلمتي.

الوالد: وهل هذا هو الحل الوحيد؟
غرام: وما الحل إذًا والدي؟

الوالد: عودي بثيابك إلى المدرسة، ولنرى ما يكون، وسيُفرجها الله.
إنَّ الله يقول لك أمرًا، ومعلمتك تقول لك أمرًا، وأنت مَن يُنفِّذ أمر أحدهما.

توجَّهت غرام إلى المدرَسة كالعادة بحجابها، وما إن رأتها معلمتها حتى اشتعل غضبها، فنادت: أنتِ أيتها الفتاة، عودي من حيث أتيتِ، فليس لك مكانٌ في مدرستنا.

نظرت غرام نحو السماء ثم طأطأت رأسها مرارًا وتكرارًا، ثم تقدَّمت صوب معلمتها قائلةً: أنتِ تقولين، وهو كذلك، فأُطيعه وليكُن ما يكون، خرجت بعد هذه الكلمات.

رنَّت تلك الكلمات في أُذُن المعلمة فأوقفتها قائلة: توقَّفي أيتها الفتاة، من هو؟
غرام: إنه الله، ثم غادرت غرام المدرسة متوجِّهة صوبَ دارها.

أما معلمتها، فلم يهدأ لها بال، ولم تنم لها عين طيلة ليلها، أمست تذكر كلام غرام قائلةً في نفسها: أي فتاة هذه؟! أيُّ تربية تجعلها تترك مدرستها من أجل التمسُّك بحجابها؟

فما إن جاء اليوم الثاني حتى اشتاقت تلك المعلمة لرؤية غرام، دخلت الفصل، دار نظرها لترى غرامَ فلم تجد لها أثرًا، ازداد قدرُها لدى معلِّمتها، سألت عنها وعن منزلها، فما إن أكملت اليوم الدراسي حتى انطلقت صوب بيت غرام، طرقت المعلمة الباب وكانت مُرتدية حجابها.. لقد سلكتْ ما تمسكت به غرام.

اعتذرت المعلمة لغرام ولوالدها قائلة: إني أعتذر مما بدَر مني، إنَّ ابنتك مَن أعادتني إلى الصواب، وغيَّرت مجرى حياتي، نِعْمَ التربية تربيتك.

وما إن أتى اليوم الدراسي حتى أصدرت المعلمة قرارًا ينصُّ على أنه على كلِّ طالبة ارتداء الحجاب الإسلامي.

دارت الأيام وغرام مجدَّةٌ في دروسها حتى أكملت الثانوية العامة بدرجة جيد جدًّا.

قرَّرت بعدها أن تدخل الجامعة لنَيل شهادة البكالوريوس، سجَّلت في أحدِ الأقسام، وبينما هي مارةٌ من أمام بوابة الجامعة لفت انتباهها ملصوقٌ مكتوب عليه: "يُمنع منعًا باتًّا خروج الطلاب من قاعة المحاضرة الثانية حتى الساعة الثانية ظهرًا، ومَن يُخالف النظام يتحمَّل مسؤولية خطئه".

كان الغرض من هذا الإعلان هو عدم خروج الطلاب ليقيموا صلاة الظهر، وكان مَن يُدير الجامعة علمانيًّا في منهجه.

لكنَّ غرام كانت له بالمرصاد، كيف لا وهي من تربَّت على مائدة القرآن والسنة المحمدية؟!

بدأت المحاضرة الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، وكانت غرام داخل القاعة مع زملائها، وفي أثناء المحاضرة نادى المنادي لصلاة الظهر، رفعت غرام يدها عاليًا، ظنَّ الدكتور أن الفتاة بحاجة إلى إجابة عن سؤال في المادة.

فإذا بغرام تقول: لقد نادى منادي الصلاة يا دكتور!
الدكتور: أسمَعُ ذلك!
غرام: لكنَّك مشغول عنها!

الدكتور: ألم تقرئي إعلان الجامعة؟!
غرام: بلى، لكني أقرأ كلام الله ورسوله!

الدكتور: وما المطلوب إذًا؟
غرام: أَأخرُج؟
الدكتور: نعم!

خرجت غرام لتقيم صلاة الظهر في مسجد الجامعة، ولم يتجرَّأ أحدٌ على أن يصنع ما صنعَتْ.

أكملت الصلاة وفي أثناء عودتها إلى القاعة منَعها الدكتور من دخول القاعة.

عادت غرام إلى منزلها ولم تُخبر والدها بما صار، أما الدكتور فقد عاد إلى البيت ووجهه تغمره السعادة، وبينما هو يتناول مع والدته وجبة الغداء، سألته أمُّه: لمَ أراك اليوم سعيدًا؟

الدكتور: لقد وجدتُ ما أبحَث عنه منذ سنين.
الأم: وما هو يا ولدي؟!

الدكتور: إنها الزوجة التي أبحث عنها منذ زمن.
الأم: مَن هي سعيدة الحظ؟

الدكتور: لا أُخبركِ الآن؛ ما زلت أختبرها.
الأم: بالله عليك إلا شرحتَ لي ما حصل.

الدكتور: اقعدي إذًا؟
جلست الأم وبدأ الدكتور يشرَح لها ما حدث بالتفصيل المملِّ.

الأم: وما الامتحان الذي ستُعدُّه لها؟
الدكتور: ما أخبرك، ألا تَحضُرين لتري ما أصنع؟

الأم: بكلِّ سرور، لكن مَن هي البنت؟ وما اسمها؟
الدكتور: غرام يا أمي.

الأم: مَن؟
الدكتور: غرام.. أقول لك!
الأم: بالله عليك إلا أخذتَني معك.

وفي اليوم الثاني كانت غرام كعادتها داخل القاعة مُستمعةً لما يُلْقي الدكتور، فنادى منادي الصلاة، رفعت غرام يدَها تَطلُب الخروج، فقال الدكتور وهو يَشتاط غضبًا: مِن غَير عودة إلى القاعة يا غرام!

قالت غرام: لك ذلك أيها الدكتور الفاضل، مِن غير عودتنا جميعًا أيُّها الدكتور الفاضل.

لكنها لم تخرج بمفردها هذه المرَّة، بل خرَج معها كثير من الطلاب والطالبات.

نظرتِ الأمُّ إليه، فتقدَّم الدكتور إليها قائلًا: لقد اجتازت الامتحان بامتياز يا أمي.

الأم: إني أعرفُها جيدًا يا بني، إنها مَن كانت السبب في هداية أمِّك منذ كانت في الصفوف الأولى، وبدأت الأم تحكي له قصتها مع غرام في المدرسة.

الدكتور: أمي، كيف السبيل إلى الوصول إليها؟
الأم: دع الأمر لي، فأنا مَن أطلبها لك.

ذهبت الأم إلى والد غرام تطلب منه يد فتاته المهذَّبة غرام.
الأب: الأمر لغرام، فهي صاحبة القرار الأول والأخير.

تقدَّمت صوب غرام حتى تسمَع رأيها فيما طلبت، فقالت غرام: ومَن ولدُك؟ إني لا أعرفه!
الأم: إنك تعرفينه جيدًا، وهو يعرفك كذلك، إنه من يبحث عن فتاة منذ زمن، وكلما وقع نظره في فتاة امتحنها فلم تتجاوَز امتحانه، وأنتِ مَن تجاوزت امتحانه وفزتِ بنجاح.

غرام: مَن تقصِدين؟ أنا لا أعرفه!
الأم: إنه معلِّمك في الجامعة، لقد حكى لي كل ما دار في القاعة، وكنتُ بالأمس حاضرةً في القاعة لأرى ما حدث، لقد دعاني لأرى إن كنتِ ستَتجاوزين الفترة الثانية أم لا!

غرام: وهل نجحت أم لا؟!
الأم: بدرجة امتياز يا غرام، فهو مَن يَطلُب يدك الآن، فهل تقبلينه زوجًا لك؟

غرام: لا أُوافق عليه؛ فهو معلِّم لا أخلاق له مع ربه.
الأم: لا يا غرام، إنه صاحب أخلاق ودين، لكنه كان يَمتحنُك فلم يرَ أشجع ولا أنبل منك فتاةً.

غرام: القرار قرار والدي.
والد غرام: إذًا على بركة الله.

وما هي إلا أيامٌ، وإذا على بوابة الجامعة ملصوقٌ مكتوب عليه: "يهنِّئ أعضاء هيئة التدريس في الجامعة الدكتور أكرم بمناسبة عقد القران وقُربِ الزفاف".

عرف الطلاب بعد ذلك أن غرام هي مَن كانت صاحبة الحظ.

تقدم الدكتور قائلًا: لقد بحثتُ في كل قاعة منذ التحاقي بهذه الجامعة لأرى فتاةً تَستحِقُّ أن تكون زوجةً لي، فلم أرَ غير "غرام" هي الأنسب.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.41 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.05%)]