شرح حديث المقداد: "أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار، فاقتتلنا" - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         السيول والأمطار دروس وعبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          مضى رمضان.. فلا تبطلوا أعمالكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          فضل علم الحديث ورجاله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الترهيب من قطيعة الرحم من السنة النبوية المباركة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          لمحات في عقيدة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          عقيدة الشيعة فيك لم تتغير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          شرح حديث: تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          كيف تعود عزة المسلمين إليهم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أدومه وإن قل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-06-2021, 07:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,466
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث المقداد: "أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار، فاقتتلنا"

شرح حديث المقداد:











"أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار، فاقتتلنا"





سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين




عن أبي معبد المقداد بن الأسود رضي الله عنه، قال: قلتُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيتَ إنْ لقيتُ رجلًا من الكفار، فاقتتلنا، فضرَبَ إحدى يديَّ بالسيف، فقطَعها، ثم لاذَ مني بشجرة، فقال: أسلمتُ لله، أأقتُلُه يا رسول الله بعد أن قالها؟ فقال: ((لا تقتُلْه))، فقلت: يا رسول الله، قطَع إحدى يديَّ، ثم قال ذلك بعد ما قطَعها؟! فقال: ((لا تقتُلْه، فإنْ قتَلتَه، فإنه بمنزلتك قبل أن تقتُلَه، وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمتَه التي قال))؛ متفق عليه.







ومعنى ((أنه بمنزلتك))؛ أي: معصوم الدم، محكومٌ بإسلامه، ومعنى ((أنك بمنزلته))؛ أي: مباحُ الدم بالقِصاص لورَثتِه، لا أنه بمنزلته في الكفر، والله أعلم.







وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال: بعَثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى الحُرَقةِ مِن جُهَينةَ، فصبَّحْنا القومَ على مياههم، ولحقتُ أنا ورجل من الأنصار رجلًا منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكفَّ عنه الأنصاريُّ، وطعنتُه برمحي حتى قتَلتُه، فلما قدمنا المدينة، بلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال لي: ((يا أسامة، أقتَلتَه بعدما قال: لا إله إلا الله؟!))، قلت: يا رسول الله، إنما كان متعوِّذًا، فقال: ((أقتَلتَه بعدما قال: لا إله إلا الله؟!))، فما زال يُكرِّرها عليَّ حتى تمنيت أني لم أكن أسلمتُ قبل ذلك اليوم. متفق عليه.







وفي رواية: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أقال: لا إله إلا الله، وقتَلتَه؟!))، قلتُ: يا رسول الله، إنما قالها خوفًا من السلاح، قال: ((أفلا شققتَ عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟!))، فما زال يُكرِّرها حتى تمنيتُ أني أسلمتُ يومئذٍ.







((الحُرَقة)) بضم الحاء المهملة وفتح الراء: بطنٌ مِن جُهينة القبيلةِ المعروف، وقوله: ((متعوِّذًا)): أي معتصمًا بها من القتل، لا معتقدًا لها.







قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:



ثم ذكَرَ المؤلِّف حديثين عجيبين، فيهما قصتان عجيبتان:



الأول: حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: يا رسول الله، إن لقيتُ رجلًا من المشركين، فقاتَلتُه، فضربني بالسيف حتى قطع يدي، ثم لاذَ مني بشجرة، ثم قال: أشهد أنْ لا إله إلا الله، أفأقتُلُه؟ قال: ((لا تقتُلْه))، وهو مشرك قطع يد رجل مسلم، ولاذ بالشجرة، وقال: أشهد أنْ لا إله إلا الله. قال: أأقتُلُه؟




قال ((لا تقتُلْه))، فإنْ قتَلتَه فأنت مِثلُه قبل أن يقول هذه الكلمة، يعني تكون كافرًا.








مع العلم بأني أنا وأنتم، نظن أن هذا الرجل قال: أشهد أنْ لا إله إلا الله؛ خوفًا من القتل، ومع ذلك يقول: لا تقتله، فعصَمَ دمَه وماله.







وفي هذا الحديث أيضًا الدليل على أن ما أتلَفَه الكفار من أموال المسلمين وما جنَوْهُ على المسلمين غيرُ مضمون. يعني الكافر لو أتلف شيئًا للمسلمين، أو قتل نفسًا، لا يضمن إذا أسلَمَ، فالإسلام يمحو ما قبله.







القصة الثانية: بعَثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أسامةَ بن زيد في سريَّة إلى الحُرَقةِ مِن جُهينةَ، فلما وصلوا إلى القوم وغَشَوْهم، هرَب من المشركين رجلٌ، فلحقه أسامةُ ورجلٌ من الأنصار يتبعانه يريدان قتْلَه، فلما أدركاه قال: لا إله إلا الله، أما الأنصاري فكان أفقهَ من أسامة، فكفَّ عنه، ترَكَه لما قال: لا إله إلا الله، وأما أسامة فقتَلَه.







فلما رجَعوا إلى المدينة، وبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لأسامة: ((أقتَلتَه بعد أن قال: لا إله إلا الله؟!))، قال: نعم يا رسول الله؛ إنما قال ذلك يتعوذ من القتل، يستجير بها من القتل، قال: ((أقتَلتَه بعد أن قال: لا إله إلا الله؟!))، قال: نعم، قالها يتعوَّذ من القتل. كرَّر ذلك عليه، حتى قال له في رواية لمسلم: ((ما تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءتك يومَ القيامة؟)).







يقول أسامة رضي الله عنه: حتى تمنيتُ أني لم أكن أسلمتُ قبل هذا اليوم؛ لأنه لو كان كافرًا ثم أسلم عفا الله عنه، لكن الآن فعَلَ هذا الفِعلَ وهو مسلم، فهذا مشكل جدًّا على أسامة.







والرسول صلى الله عليه وسلم يكرِّر: ((أقتلتَه بعد أن قال: لا إله إلا الله؟))، ((ما تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءتك يوم القيامة؟))، مع العلم بأن الذي يغلب على الظنِّ ما فهمه أسامة؛ أنه قالها متعوِّذًا من القتل يستجير بها من القتل، لكن مع ذلك إذا قال: لا إله إلا الله، انتهى الأمر، ويجب الكفُّ عنه، ويُعصَم بذلك دمُه وماله، وإن كان قالها متعوذًا أو قالها نفاقًا، فحسابُه على الله.







فهذا دليل على أننا نحمل الناس في الدنيا على ظواهرهم، أما ما في القلوب، فموعدُه يوم القيامة، تنكشف السرائر، ويُحصَّل ما في الضمائر؛ ولهذا علينا أيها الإخوة أن نطهِّر قلوبنا قبل كل شيء ثم جوارحنا.







أما بالنسبة لمعاملتنا لغيرنا، فعلينا أن نعامل غيرَنا بالظاهر، واسمع إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إنكم تختصمون إليَّ)) يعني تخاصمون مخاصمات بينكم، ((ولعل يعضكم أن يكون ألحَنَ بحُجَّتِه من بعضٍ))؛ يعني أفصح وأقوى دعوى، ((فأقضي له بنحو ما أسمع، فمن اقتطعتُ له من حقِّ أخيه شيئًا فإنما أقتطع له جمرةً من نار، فليستقِلَّ أو ليستكثِرْ)).







فحمَلَ النبيُّ عليه الصلاة والسلام الأمرَ في الخصومة على الظاهر، لكن وراءك النار إذا كنت كاذبًا في دعواك، وأنك أخَذتَ القاضيَ بلسانك وبشهادة الزُّور، فإنما يقتطع لك جمرة من النار، فاستقِلَّ أو استكثر.







وخلاصة ما تَقدَّم: أن الإنسان في الدنيا على الظاهر، وأما يوم القيامة فعلى الباطن.







فعلينا نحن أن نعامل غيرنا بما يظهر لنا من حاله، وأمرُه إلى الله، وعلينا نحن أنفسنا أن نطهِّر قلوبنا، لا يكون فيها شيء؛ لا يكون فيها بلاء، كِبر، حقد، حسد، شِرك، شكٌّ، نسأل الله أن يعيذنا من هذه الأخلاق، فإن هذا خطير جدًّا.







نسأل الله أن يهديَنا وإياكم لأحسن الأخلاق والأعمال، لا يهدي لأحسنِها إلا هو، وأن يجنِّبَنا سيئات الأخلاق والأعمال، ولا يجنِّبُنا إياها إلا هو.







المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 279- 282)






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.49 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]