هل تحب القرآن حقا؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 344 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12642 - عددالزوار : 221474 )           »          كيف أشعر بالسعادة؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          العسر القرائي «الدسلكسيا».. مفهومه ومظاهره وانتشاره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          أثـار الفتـن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أوقاف المغاربة في القدس.. ألم لا يُنسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          دولة الصفويين.. تاريخ من العمالة والقتل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          أفلام الكرتون تسلية محفوفة بالمخاطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          المـد والجـزر في حياة المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 43 - عددالزوار : 2208 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-04-2024, 11:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,405
الدولة : Egypt
افتراضي هل تحب القرآن حقا؟

هل تحب القرآن حقًّا؟

مريم رضا ضيف


هب أن هناك من يقوم بجولة ويسأل بعض الناس: هل تحب القرآن؟!

في رأيكم ماذا سيكون ردُّهم؟ بلا تردُّد: نعم!

ولو أعاده عليهم بشكل آخر، وكيف تحبه؟ فلربما جاء الجواب مترددًا؛ لأن كثيرًا منا قد لا يدري كيف تكون محبة كلام الله!

هناك من تكون محبته للقرآن ظاهرية فيقدِّسه ويجلّه بالمحافظة عليه ورفعه إلى أعلى رفٍّ من مكتبته، والبعض محبته له أن يستبرك به فيضعه في سيارته، أو تحمله في حقيبتها.

في رأيكم: أهكذا تكون المحبة؟! ألذلك أُنزِل القرآن؟!

كيف نحب قرآننا، دستور حياتنا، ونبراس طريقنا، وكتاب ربنا؟

أيُّها المُحِب إنَّ المُحِب على ما يحبُّ مقبل، فهل أنت مُقبِل على كلام ربِّك؟

هل تراك تشتاق لتلاوته؟!

أتجلس معه طويلًا بلا مللٍ وتأنس بمعيَّته؟!

ادعيت محبته فهل يصحبك في يومك؟!

لا تحزن إن غصَّك الجواب، لنصطحب سويًّا نتعرف على جمال وعظيم أوصاف كنزنا الذي بحوزتنا، ومنَّ الله به علينا؛ لنُقبل عليه إقبال المحب المشتاق ولنغترف من لآلئه الثمينة، وننهل من فيض بركته متنعمين متلذِّذين.

يكفي أن نستشعر أن الله عز وجل اختصَّ أمتنا بكلامه، فهو كتاب عزيز، يعز وجود مثله، فلا مثيل له، فهو لم يتبدَّل ولن يتحرَّف كالكتب السابقة.

يقول تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 41، 42].

أمدرك عظيم ما منحك الله ووهبك، كتابه الذي حفظه مذ تنزيله وسيحفظه حتى قيام الساعة، ليكون بين يديك هدًى وشفاء، أفيعقل أن تغفل عنه وتنشغل بغيره؟! أدركه قبل أن يرفع من المصاحف والصدور بسبب الغفلة؛ إنه لأمر ترجف منه القلوب، أن نحرم منه ولم ننهل من معينه بعد، ولم نعمل به كما يجب، ولم نتلوه حقَّ تلاوته ولم تستشفِ قلوبنا به وتطيب، فلنُقبل على خير الكتب ولنأخذه بقوة.

إن كتاب الله تعالى مبارك، يعني متى ما صاحبته حلَّت بركاته على قلبك وروحك وحياتك، قال تعالى: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ ﴾ [الأنعام: 92].

كم تتلهف قلوبنا وأرواحنا للبركة التي بتنا نشعر قلتها في جميع حياتنا.

أفرأيت حالنا حين غفلنا عن بركته ونوره وهداه؟! فوالله بدونه لن تستقيم أمورنا إلا بهديه وبركاته.

تمعَّن بقلبك قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ((إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ)).

وتأمل عندما يكون القرآن هو شأنك، يرفعك الله عز وجل به دون أن تطلب، أفتبتغي الرفعة والعزة من غيره؟! أو تدبر عنه ولا تقبل عليه؟!

ثمَّ تعالَ معي لنرى كرامة الله تعالى لأهل القرآن، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ))، قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ((أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ)).

يا الله! لك أن تتخيَّل عظم المكانة، إنهم أهل الله، كيف ستكون معاملة الله لهم؟! إنهم في معيَّته وولايته.

خصَّهم بكفالته، فهل عليهم خوف أو هم يحزنون؟!

وعن عظيم ثواب تلاوته، اقرأ قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ((مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ كَانَ لَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ ﴿ الم ﴾ حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ)).

كم هي الحسنات والأجور التي يمكن أن تُملأ بها الصحف والميزان، ولكننا نغفل عنها! ومع هذا تضيع كثير من أوقاتنا هباء بلا شعور منا، فللعاقل أن يتخيَّر لنفسه يوم تضع الموازين القسط.

وَأَمَّا فِي الْجَنَّةِ فحديث آخر: ((يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ فِي الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤهَا)).

لا يزال يرتقي بك القرآن من درجات الدنيا، إلى الدرجات العليا من الجنة، فتمسَّك به حتى تلقى الله وهو شغلك الشاغل.

ولا نحرم أنفسنا من خيراته وبركاته التي من لدن الرزَّاق الكريم.

إنَّه الخسران المبين في الدنيا والآخرة، أن نهجر كتاب الله عز وجل تلاوةً، وتدبرًا، وعملًا.

عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب)).

وقال سهل بن عبدالله لأحد طلابه: أتحفظ القرآن؟ قال: لا؟ قال: واغوثاه لمؤمن لا يحفظ القرآن! فبمَ يترنم؟ فبمَ يتنعَّم؟ فبمَ يناجي ربَّه؟

إن القرآن هو سلوة المؤمن في تلك الدنيا، يتخذه دليلًا وهاديًا ومرشدًا، يحصِّن به نفسه، ويلوذ إليه في الكربات فتطيِّب الآيات قلبه، تأخذه الدنيا فتزجره آيات العذاب وتردعه قصص السابقين، يقف عند آيات الجنة ونعيمها فيصبر على كدر الدنيا ويتشوَّق إلى لقاء الله، لا غنى لمؤمن عنه فهو شفاء روحه ونعيم صدره، لا يغفل عنه في ليله أو نهاره.

فيا عبدالله يا من تحب كتاب ربك حقًّا، أقبل عليه وامنحه جُلَّ وقتك، اجعل لك وِرْدًا منه تتلوه وتتدبَّره وتأنس به، تحفظه وتردِّده وتسمعه، فيكون يومك مليئًا بالقرآن، فهذا هو ديدن المحب.

إنَّ العيش مع القرآن من نعيم الدنيا المُعجَّل، فلا تحرم نفسك من العيش في فيئه والفوز ببركاته في الدنيا والآخرة.

وصدق الناظم رحمه الله حين قال:
وَإِنَّ كِتابَ اللهِ أَوْثَقُ شَافِعٍ
وَأَغْنى غَناءً وَاهِبًا مُتَفَضِّلَا
وَخَيْرُ جَلِيسٍ لا يُمَلُّ حَدِيثُهُ
وَتَرْدَادُهُ يَزْدَادُ فِيهِ تَجَمُّلا
وَحَيْثُ الْفَتى يَرْتاعُ في ظُلُمَاتِهِ
مِنَ القَبْرِ يَلْقَاهُ سَنًا مُتَهَلِّلا
هُنالِكَ يَهْنِيهِ مقِيلًا وَرَوْضَةً
وَمِنْ أَجْلِهِ فِي ذِرْوَةِ الْعِزِّ يُجْتلَى
يُناشِدُ في إرْضائِهِ لحبِيبِهِ
وَأَجْدِرْ بِهِ سُؤْلًا إلَيْهِ مُوَصَّلا
فَيا أَيُّها الْقَارِي بِهِ مُتَمَسِّكًا
مُجِلًّا لَهُ فِي كُلِّ حَالٍ مُبَجِّلا
هَنِيئًا مَرِيئًا وَالِداكَ عَلَيْهِما
مَلابِسُ أَنْوارٍ مِنَ التَّاجِ وَالحُلا
فَما ظَنُّكُمْ بالنَّجْلِ عِنْدَ جَزائِهِ
أُولئِكَ أَهْلُ اللهِ والصَّفوةُ الملا

هذا والله المستعان والهادي.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.91 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]