|
|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
تركنا الحساب ليوم الحساب
تركنا الحساب ليوم الحساب د. حيدر الغدير كانت السيدة زبيدة أعظمَ نساء عصرها، وزوجةَ هارون الرشيد أعظم رجال عصره، كتب الله تعالى لها الحج فحجَّت، ورأت ما يُعانيه الحُجَّاجُ، فمهَّدَتْ طريقًا للقوافل، فيه محطَّات تحوي كل ما تحتاج إليه من راحة، وطعام، وشراب، وأمان، ونقلت الماء من جبال الطائف إلى مكة المكرمة، وأنفقَتِ الأموالَ الطائلةَ على هذين المشروعَينِ اللذين خدما المسلمين أكثر من ألف عام، وعلى شاطئ دجلة جاءها القيم على إنفاذ المشروعين، وبين يديه سجل الإنفاق، فألقته في الماء، وهتفت بهذه الجملة المتألِّقة بيانًا واحتسابًا: "تركنا الحساب ليوم الحساب". وفي اللَّيلِ واللَّيلُ للخيرِ باب لبرٍّ إلى ربِّه قد أناب زبيدةُ قامَتْ تُضيءُ الدُّجى بطيبِ الدُّعاء وآيِ الكتاب وفي مُقْلتَيْها دموعٌ حِرار تُريد من الله حُسْنَ المآب رأتْ كعبةَ اللهِ في طهرها تُنادي الشيوخَ وتدعُو الشباب وحجَّتْ وأفراحُها ديمة هتون تلذُّ بهنَّ الصعاب وروَّعها ما يُعاني الحجيج فعادَتْ وفيها أجلُّ الرغاب أعدَّتْ إلى الحجِّ دَرْبًا له وأهْدَتْهُ سُقْيًا كشهْدٍ مُذاب
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: تركنا الحساب ليوم الحساب
وجادَتْ بأموالها كُلِّها وفيها سعود وفيها احتساب أوَتْ ذاتَ يومٍ إلى دِجْلة ودِجْلةُ نَهْرٌ خِضَمٌّ عُباب هناك أتى كاتبٌ في يديه سجلٌّ طويلٌ عريضٌ عُجاب يضمُّ السجلُّ الذي أنْفَقَتْ وفيه أدَقُّ وأجْلى الحِساب فقالت وألْقَتْه في دجلة: "تركنا الحسابَ ليوم الحساب" ♦ ♦ ♦ وأبقى الكنوز سخاء يراد به الله والعمر غضُّ الإهاب فقلِّدْ زبيدةَ في صُنْعِها ففازَتْ فإنَّ الحياةَ سراب وما الجُودُ إلَّا الرِّضا واليقين وما البُخْلُ إلَّا رغاب كذاب
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |