المؤثرات التربوية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 29-07-2021, 02:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي المؤثرات التربوية

المؤثرات التربوية


محمد سلامة الغنيمي






أبى "يام" أن يلحَق بركب الإيمان، وآثر الإيواء إلى جبال الكفر، فهلك مع أمه ومعظم بني قومه، ولم ينجُ مع أبيه وإخوته، ولم تؤثِّر فيه دعوة أبيه التي استمرَّت تِسعة قرون ونصْفًا.

ذلك الموقف وضعنا أمام قضية مِن أهمِّ القضايا التربوية، تضاربت فيها الآراء واختلفت فيها النظريات بين المفكِّرين والفلاسفة قديمًا وحديثًا، لماذا لم يتأثَّر "يام" بدعوة أبيه، وهل كان سبب كفره تأثُّره وراثيًّا بأمه، أم بيئيًّا ببني قومه؟

وحتى تتضح هذه الإشكالية لا بدَّ مِن دراسة أثر الوراثة والبيئة على تكوين الفرد البدَني والعقلي والنفسي والسلوكي.

أولاً - أثر الوراثة في تكوين الشخصية:
لقد أَوْلَتِ الشريعة الإسلامية عملية الاختيار بين الزوجين اهتمامًا بالغًا؛ نظرًا لما يرثه الأبناء من الآباء والأجداد من صفات تؤثر على تكوينهم بشكل عام، وقد ورَد في القرآن والسنَّة العديد من النصوص التي تؤكِّد على تأثير الوراثة في تكوين الشخصية الجسمي والعقلي والنفسي والسلوكي، وذلك قبل أن تخرج أبحاث القسِّ مندل في هذا الشأن بعد قرون، والتي لم يصدِّقْها الغرب إلا بعد جدل طويل دام عشرات السنين.

وقد أكَّد النبي صلى الله عليه وسلم على أن بعض خصائص الأجداد قد تَكمُن في الفروع ولا تظهر إلا بعد أجيال؛ فعن أبي هريرة أنَّ رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ولد لي غلامٌ أسود؟! فقال: ((هل لك مِن إبل؟))، قال: نعم، قال: ((ما لونها؟))، قال: حُمْرٌ، قال: ((هل فيها مِن أورق؟!))، قال: نعم، قال: ((فأنى ذلك؟!))، قال: لعلَّه نزَعه عِرْق، قال: ((فلعل ابنك هذا نزَعه عرق)).

وكما يتأثَّر الولد وراثيًّا بأمِّه يتأثَّر أيضًا بأخواله، ويدلُّ على ذلك ما روتْه أم سلمة؛ قالت: جاءت أم سليم إلى النبي فقالت: يا رسول الله، إنَّ الله لا يستحيي من الحق، فهل على المرأة غسلٌ إذا احتلمَت، فقال رسول الله: ((نعم؛ إذا رأتِ الماء))، فقالت أم سلمة: يا رسول الله، وتحتلم المرأة؟! فقال: ((تربَت يداكِ، فبمَ يُشبهها ولدها؟))، وزاد في حديث عائشة: ((دعيها، وهل يكون الشبه إلا قبل ذلك، إذا علا ماؤها ماءَ الرجل أشبَه الولدُ أخواله، وإذا علا ماءُ الرجلِ ماءَها أشبه الرجلُ أعمامه)).

وقد علَّل القرآن الكريم اصطفاء الله تعالى لآل إبراهيم وآل عمران إلى توارُثِهم صفات النبوة وخصائص الاستقامة في قوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ........ ﴾ [آل عمران: 33]، وقرَّر أيضًا أن الفجور والسوء قد ينتقل من الأجداد والآباء إلى الأبناء، فقال على لسان بني إسرائيل: ﴿ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴾ [مريم: 28].

وقد رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تخيَّروا لنُطَفِكم، فانكحوا الأكفاء، وأنكِحوا إليهم)).

وقال لأشجِّ عبدالقيس: ((إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة.....))، وفيه قوله: ((جَبَلَك الله عليهما)).

وقد بيَّنت السنة النبوية التفاوتَ في الطبائع والصفات: ((الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقُهوا)).

ثانيًا - الفطرة:
هي تلك الصفات والخصائص التي يتوارثها البشر جيلاً بعد جيل من لدن الإنسان الأول عليه السلام إلى أن تقوم الساعة، ويتساوى في اكتسابها جميع المكلَّفين من البشر، والتي يقوم على أساسها الحساب يوم القيامة.

إذًا هي سرُّ التكليف؛ فالله تعالى قد خلَق كل البشر في صورتهم التي تمكِّنهم مِن دورهم في خلافة الأرض والابتلاء فيها، وجعل لهم حدًّا أدنى من القدرات العقلية يُميِّزون بها بين الحق والباطل، ونزعهم لحبِّ الخير وكراهية الشرِّ.

وقد نسَبَها الله تعالى إليه في قوله: ﴿ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾ [الروم: 30]، وهذه النزعات الفطرية قد تَنحرف بتأثير البيئة؛ كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ما مِن مولود إلا ويولد على الفِطرة، فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه....)).

ثالثًا - البيئة:
لا يَختلف اثنان حول دور البيئة في تكوين الإنسان النفسي والسلوكي والجسدي كذلك، فلكلِّ مجتمع نظام مِن القيم والمعتقدات وأساليب العيش التي تَحكمه وتتجسَّد في إفراده، يورثها الآباء إلى الأبناء، فالأطفال الذين عُثر عليهم في الغابات، تأثَّروا بتلك البيئة فظهَرت عليهم علامات وَصِفات تُناسب تلك البيئة من التوحُّش والقوة، وحدَّة النظر، والجرْي على أربع.

إذًا العوامل الجغرافية والاجتماعية والدينية والاقتصادية تؤثِّر في تكوين شخصية أفرادها بجوانبها المُختلفة، بما يتلاءم مع كل بيئة ويُناسبها من ظروف.

﴿ الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا ﴾ [التوبة: 97]؛ حيث يَغلب عليهم التفكير المادي وقسوة الظروف الجغرافية، على خلاف الحضر، كما يقول ابن عباس: "مَن سكَن البادية جَفا".

وقد نهى الإسلام عن رفقة السوء: ﴿ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، وأمر بمصاحبة ومجالسة الصالحين: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ﴾ [الكهف: 28].

وبعد العرض السريع للمؤثِّرات الثلاثة، يتبادَر إلى الأذهان سؤال مفاده: أيهما أكثر تأثيرًا في تكوين الشخصية؟
إنَّ شخصية الإنسان محصلة للتفاعل المستمر بين الخصائص الوراثية والنزعات الفِطرية والعوامل البيئية؛ فالمُعطيات الوراثية لا تفعل فعلها، ولا تؤدي دورها، إلا إذا تفاعلَت مع ظروف بيئة مناسبة، ومِن ثَمَّ فالمُعطيات الوراثية سبب لكنه غير كافٍ، ومِن خلال تفاعُل المؤثِّرات الثلاثة تتكون الشخصية وتَحدُث التربية، ويتَفاوت تأثير كلٍّ منهما مِن حيث الشدة والضَّعف بحسب طبيعة الموقف والظروف الملائمة.

التنشئة الاجتماعية:
وتَرتكز عملية التربية كليًّا على الفطرة التي وضعها الله في الإنسان مِن خلال ما وضَعه الله في كل إنسان مِن مَيلٍ للطواعية والتقليد، لا سيما الصغار؛ ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما مِن مولود إلا ويولد على الفِطرة، فأبواه يهوِّدانه، أو يُمجِّسانه))، فالله تعالى قد فطَر الإنسان على العبادة، فإن نشَأ الطفل في بيئة تَعبُد الله قلَّدهم، والعكس صحيح.

وكما ذكرْنا آنفًا أنَّ الإنسان مفطور على إشباع غرائز معيَّنة لولاها لانقرضَت البشرية منذ زمن بعيد؛ مثل الشهوات المادية، ومثل الحاجة للطعام والشراب، وستر العورة، أو الشهوات المعنوية مثل حبِّ الظهور، أو الجنسية.

وقد أنزل الله الكتب وأرسل الرسل لتهذيب تلك الغرائز وتقويمها بما يُحقِّق الغاية مِن خَلقِ الإنسان؛ بحيث لا إفراط ولا تفريط، وجعل الجنة أو النار جزاءً على ذلك، ومِن ثَمَّ فعمل الشيطان كله يَرتكِز حول هذه النقطة: ﴿ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [ص: 82]، ﴿ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ﴾ [النساء: 120].

أما ما يتعلق بـ"يام" بن نوح - على نوحٍ السلام - فأثَّر فيه ما ورثه من أمه من موروثات ظهرت ونشطت في وجود بيئة ساعدت على ظهورها، في الوقت الذي ساعدت فيه تلك الظروف البيئية على تنحِّي موروثاته من أبيه، ويبرز ذلك نجاة إخوته الآخرين مِن أمٍّ صالحة مع أبيهم؛ ولذلك قال الله تعالى لإبراهيم عندما سأله: ﴿ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 124]، رغم اصطفاء الله لآل إبراهيم، وجعل في عقبِه النبوَّة.


نفْس الأمر مع أبناء يعقوب عليه السلام فعَلوا بيوسف ما فعلوه نتيجة ظُروف بيئية ساعَدَت على ذلك، وقد أثَّر فيهم ما ورثوه من خير في التخفيف من حدَّة انتقامهم من يوسف عليه السلام، وفي اعتذارِهم وتوبتِهم على ما اقترفوه في حق أخيهم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 78.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 76.43 كيلو بايت... تم توفير 1.94 كيلو بايت...بمعدل (2.48%)]