|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
بحث تفسيري في الآيات 37 ،38 ،39 من سورة البقرة
بحث تفسيري في الآيات 37 ،38 ،39 من سورة البقرة بسم الله الرحمن الرحيم بحث تفسيري 12: تفسير قوله تعالى { فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)} العناصر البحثية : أولاً - القراءات : - القراءات في قوله تعالى:{فتلقّى آدم من ربّه كلماتٌ} - القراءات في قوله تعالى:{إنّه هو التّوّاب الرّحيم} - القراءات في قوله تعالى:{فلا خوف عيهم} ثانيا - المسائل التفسيرية : - معنى "فتلقى آدم" - المراد ب "كلمات" - معنى "فتاب عليه" - معنى "التواب الرحيم" - معنى {قلنا اهبطوا منها جميعاً} - السبب في تكرار الأمر في الهبوط - معنى "هدىً" - من المخاطبين في {فإما يأتينكم مني هدىً} - معنى "التواب الرحيم" - معنى {فمن تبع هداي} - معنى {فلا خوف عليهم} - معنى {ولا هم يحزنون} - معنى {والذين كفروا} - معنى "بآياتنا" - معنى {أولئك أصحاب النار} - معنى {هم فيها خالدون} ثالثاً - المسائل اللغوية : - معنى "فتلقى" في اللغة - موضع "آدم" في الجملة - علام تعود الهاء في "فتاب عليه" - معنى "التواب" في اللغة - إعراب "جميعاً" - معنى "فإمَّا" وموضعها في الآية - وجه تحريك "هدايَ" بالفتح - وجه فتح ما قبل النون في "يأتيَنَّكم" - معنى "فلا" و "لا" - الشرط الأول وجوابه والشرط الثاني وجوابه - محل {والذين كفروا} - إعراب "أولئكَ" - إعراب "أصحابُ" - معنى الصحبة - إعراب "هم فيها خالدون" رابعاً - الأحاديث والآثار الواردة في الآيات : ما ورد في قوله تعالى:{فَتَلَقَّ ى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)} ما ورد في قوله تعالى:{قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} 38)} ماورد في قوله تعالى:{وَالَّذِي نَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)} خامساً - الفوائد العامة والسلوكية : ****************************** ********************* أولاً - القراءات : - القراءات في قوله تعالى: {فتلقّى آدم من ربّه كلماتٌ} قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : وقد قرأ بعضهم: (فتلقّى آدم من ربّه كلماتٌ) فجعل الكلمات هي المتلقيّة آدم. وذلك وإن كان من وجهة العربيّة جائزًا إذ كان كلّ ما تلقّاه الرّجل فهو له متلقٍّ وما لقيه فقد لقيه، فصار للمتكلّم أن يوجّه الفعل إلى أيّهما شاء ويخرج من الفعل أيّهما أحبّ، فغير جائزٍ عندي في القراءة إلاّ رفع آدم على أنّه المتلقّي الكلمات لإجماع الحجّة من القرّاء وأهل التّأويل من علماء السّلف والخلف على توجيه التّلقّي إلى آدم دون الكلمات، وغير جائزٍ الاعتراض عليها فيما كانت عليه مجمعةً بقول من يجوز عليه السّهو والخطأ. قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): وقد قرأ بعض القرّاء: "فتلقّى آدم من ربّه كلماتٌ" فجعل الفعل للكلمات، والمعنى -والله أعلم- واحد؛ لأن ما لقيك فقد*لقيتَه،*وما نالك فقد نلته. قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فتلقّى آدم من رّبّه كلماتٍ فتاب عليه إنّه هو التّوّاب الرّحيم}* قوله:*{فتلقّى آدم من رّبّه كلماتٍ}*فجعل "آدم" المتلقي، وقد قرأ*بعضهم (آدمَ) نصبًا،*ورفع "الكلمات" جعلهن المتلّقيات).*[معاني القرآن: 1 /53] قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): قرأ ابن كثير:*(فتلقى*آدمَ *من ربّه كلمات)،*والاختيا ر ما عليه الإجماع، وهو في العربية أقوى، لأن آدم تعلم هذه الكلمات، فقيل: تلقّى هذه الكلمات، والعرب تقول: تلقيت هذا من فلان، المعنى: فهمي قبله من لفظه).*[معاني القرآن : 1/ 116-117] - القراءات في قوله تعالى:{إنّه هو التّوّاب الرّحيم} قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : قرأ الجمهور: «إنه» بكسر الألف على القطع. وقرأ ابن أبي عقرب: «أنه» بفتح الهمزة على معنى لأنه، - القراءات في قوله:{فمن اتبع هداي} - وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل قال:*«قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم*{فمن اتبع هداي}*بتثقيل الياء وفتحها» قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : وقرأ الجحدري وابن أبي إسحاق: هدىً وهي لغة هذيل. قال أبو ذؤيب يرثي بنيه: سبقوا هويّ وأعنقوا لهواهم*.....فتخرمو ا ولكل جنب مصرع وكذلك يقولون عصى وما أشبهه، وعلة هذه اللغة أن ياء الإضافة من شأنها أن يكسر ما قبلها، فلما لم يصح في هذا الوزن كسر الألف الساكنة أبدلت ياء وأدغمت. - القراءات في قوله تعالى:{فلا خوف عليهم} قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : وقرأ الزهري ويعقوب وعيسى الثقفي: «فلا خوف عليهم» نصب بالتبرية ووجهه أنه أعم وأبلغ في رفع الخوف، ووجه الرفع أنه أعدل في اللفظ لينعطف المرفوع من قولهم يحزنون على مرفوع، «ولا» في قراءة الرفع عاملة عمل ليس. وقرأ ابن محيصن باختلاف عنه «فلا خوف» بالرفع وترك التنوين وهي على أن تعمل «لا» عمل ليس، لكنه حذف التنوين تخفيفا لكثرة الاستعمال. ****************************** ********************* ثانيا - المسائل التفسيرية : - معنى "فتلقى آدم" قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :*(القول*في تأويل قوله تعالى:*{فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ} أمّا تأويل قوله:*{فتلقّى آدم}*فإنّه: أخذ وقبل، وأصله التّفعّل من اللّقاء كما يتلقّى الرّجل الرّجل يستقبله عند قدومه من غيبةٍ أو سفرٍ، فكذلك ذلك في قوله:*{فتلقّى}كأن ّه استقبله فتلقّاه بالقبول، حين أوحى إليه، أو أخبر به. فمعنى ذلك إذًا: فلقّى اللّه آدم كلمات توبةٍ فتلقّاها آدم من ربّه وأخذها عنه تائبًا فتاب اللّه عليه بقيله إيّاها وقبوله إيّاها من ربّه. قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : المعنى: فقال الكلمات فتاب الله عليه عند ذلك، والتلقي من آدم هو الإقبال عليها والقبول لها والفهم. وحكى مكي قولا: أنه ألهمها فانتفع بها. - المراد ب "كلمات" قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :*(القول*في تأويل قوله تعالى:*{فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ} بعد أن سرد أقوال السلف: وهذه الأقوال الّتي حكيناها عمّن حكيناها عنه وإن كانت مختلفة الألفاظ، فإنّ معانيها متّفقةٌ في أنّ اللّه جلّ ثناؤه لقّى آدم كلماتٍ، فتلقّاهنّ آدم من ربّه فقبلهنّ وعمل بهنّ وتاب بقيله إيّاهنّ وعمله بهنّ إلى اللّه من خطيئته، معترفًا بذنبه متنصّلاً إلى ربّه من خطيئته، نادما على ما سلف منه من خلاف أمره. فتاب اللّه عليه بقبوله الكلمات الّتي تلقّاهنّ منه وندمه على سالف الذّنب منه. والّذي يدلّ عليه كتاب اللّه أنّ الكلمات الّتي تلقّاهنّ آدم من ربّه هنّ الكلمات الّتي أخبر اللّه عنه أنّه قالها متنصّلاً بقيلها إلى ربّه معترفًا بذنبه وهو قوله:*{ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين}*وليس ما قاله من خالف قولنا هذا من الأقوال الّتي حكيناها بمدفوعٍ قوله، ولكنّه قولٌ لا شاهد عليه من حجّةٍ يجب التّسليم لها فيجوز لنا إضافته إلى آدم، وأنّه ممّا تلقّاه من ربّه عند إنابته إليه من ذنبه. وهذا الخبر الّذي أخبر اللّه عن آدم من قيله الّذي لقّاه إيّاه فقاله تائبًا إليه من خطيئته، تعريفٌ منه جلّ ذكره جميع المخاطبين بكتابه كيفيّة التّوبة إليه من الذّنوب، وتنبيهٌ للمخاطبين بقوله:*{كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم}*على موضع التّوبة ممّا هم عليه من الكفر باللّه، وأنّ خلاصهم ممّا هم عليه مقيمون من الضّلالة نظير خلاص أبيهم آدم من خطيئته مع تذكيره إيّاهم من السّالف إليهم من النّعم الّتي خصّ بها أباهم آدم وغيره من آبائهم).*[جامع البيان: 1/ 579-587] قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ):*({فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ فتاب عليه إنّه هو التّوّاب الرّحيم (37)}* قوله:*{فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ} اختلف في تفسيره على*ستّة أوجهٍ: فأحدها: [الوجه الأول] - حدّثنا عليّ بن الحسين بن أشكاب، ثنا عليّ بن عاصمٍ، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أبيّ بن كعبٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:«قال آدم عليه السّلام: أرأيت يا ربّ إن تبت ورجعت، أعايدي إلى الجنّة؟ قال: نعم. قال:*فذلك قوله:*{فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ}». والوجه الثّاني: - حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا عبيد اللّه، ثنا إسرائيل، عن السّدّيّ، عمّن حدّثه، عن ابن عبّاسٍ:*{فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ}*قال:*«قال آدم: يا ربّ، ألم تخلقني بيدك؟ قيل له: بلى: ونفخت فيّ من روحك؟ قيل له: بلى. وعطست فقلت: يرحمك اللّه، وسبقت رحمتك غضبك؟ قيل: بلى. وكتبت عليّ أن أعمل هذا؟ قيل: بلى، قال: أرأيت إن تبت هل*أنت أنتراجعي إلى الجنّة؟ قال: نعم». وكذلك فسّره عطيّة والسّدّيّ. الوجه الثّالث: - حدّثنا أبي، ثنا عبد اللّه بن محمّدٍ النّفيليّ، ثنا زهيرٌ، ثنا أبو إسحاق، عن رجلٍ من بني تميمٍ، قال: أتيت ابن عبّاسٍ فسألته: ما الكلمات الّتي تلقّى آدم من ربّه؟ قال:*«علّم شأن الحجّ، فهي الكلمات». والوجه الرّابع: - حدّثنا أحمد بن سنانٍ، ثنا عبد الرّحمن -يعني ابن مهديٍّ-، عن سفيان، عن عبد العزيز بن رفيعٍ، أخبرني من سمع عبيد بن عميرٍ يقول:*«قال آدم: يا ربّ، خطيئتي الّتي أخطأت شيءٌ كتبت عليّ قبل أن تخلقني، أو شيءٌ ابتدعته من قبل نفسي؟ قال: بل كتبته عليك قبل أن أخلقك. قال: فكما كتبته عليّ فاغفره لي». قال:*«فذلك قوله:*{فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ}». والوجه الخامس: - حدّثنا أحمد بن سنانٍ، ثنا ابن مهديٍّ، عن سفيان، عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ وسعيد بن جبيرٍ:*{فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ}*قالا:*«قو له:{ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين}».*وروي عن الحسن وقتادة ومحمّد بن كعبٍ القرظيّ وخالد بن معدان وعطاءٍ الخراسانيّ والرّبيع بن أنسٍ نحو ذلك. الوجه السّادس: - حدّثنا أبي، ثنا أبو حذيفة، ثنا شبلٌ، حدّثني عبد اللّه بن كثيرٍ، أنّ مجاهدًا كان يقول في قول اللّه:*{فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ}:*الكلمات اللّهمّ لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، ربّ إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي إنّك خير الغافرين. اللّهمّ لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، ب إنّي ظلمت نفسي فتب عليّ إنّك أنت التواب الرحيم»).*[تفسير القرآن العظيم: 1/ 90-91] قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : اختلف المتأولون في الكلمات، - فقال الحسن بن أبي الحسن:*«هي قوله تعالى:*{ربّنا ظلمنا أنفسنا}*الآية*[الأعراف: 23]». - وقال مجاهد:*«هي أن آدم قال: سبحانك اللهم لا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت التواب الرحيم». - وقال ابن عباس:*«هي أن آدم قال: أي رب ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى، قال: أي رب ألم تنفخ فيّ من روحك؟ قال بلى، قال: أي رب ألم تسكني جنتك؟ قال: بلى. قال: أرأيت إن تبت وأطعت أراجعي أنت إلى الجنة؟ قال: نعم». - قال عبيد بن عمير:*«إن آدم قال: أي رب أرأيت ما عصيتك فيه أشيء كتبته علي أم شيء ابتدعته؟*قال: بل شيء كتبته عليك. قال: أي رب كما كتبته علي فاغفر لي». - وقال قتادة:*«الكلمات هي أن آدم قال: أي رب أرأيت إن أنا تبت وأصلحت؟ قال: إذا أدخلك الجنة». - وقالت طائفة: إن المراد بالكلمات ندمه واستغفاره وحزنه، رسول الله فتشفع بذلك، فهي الكلمات. - وقالت طائفة: إن المراد بالكلمات ندمه واستغفاره وحزنه، وسماها كلمات مجازا لما هي في خلقها صادرة عن كلمات، وهي كن في كل واحدة منهن، وهذا قول يقتضي أن آدم لم يقل شيئا إلا الاستغفار المعهود. وسئل بعض سلف المسلمين عما ينبغي أن يقوله المذنب، فقال: يقول ما قال أبواه، ربّنا ظلمنا أنفسنا. وما قال موسى:*{ربّ إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي}*[القصص: 16]. وما قال يونس:{لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين}*[الأنبياء: 87]. قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :*({فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ فتاب عليه إنّه هو التّوّاب الرّحيم (37)} قيل: إنّ هذه الكلمات مفسّرةٌ بقوله تعالى:*{قالا ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين}*[الأعراف: 23]*روي هذا عن مجاهدٍ، وسعيد بن جبيرٍ، وأبي العالية، والرّبيع بن أنسٍ، والحسن، وقتادة، ومحمّد بن كعبٍ القرظي، وخالد بن معدان، وعطاءٍ الخراسانيّ، وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، وقال أبو إسحاق السّبيعي، عن رجلٍ من بني تميمٍ، قال: أتيت ابن عبّاسٍ، فسألته: [قلت]: ما الكلمات الّتي تلقّى آدم من ربّه؟ قال:*«علم [آدم] شأن الحج». وقال سفيان الثّوريّ، عن عبد العزيز بن رفيع، أخبرني من سمع عبيد بن عمير، وفي روايةٍ: [قال]: أخبرني مجاهدٌ، عن عبيد بن عميرٍ، أنّه قال: قال آدم: يا ربّ، خطيئتي الّتي أخطأت شيءٌ كتبته عليّ قبل أن تخلقني، أو شيءٌ ابتدعته من قبل نفسي؟ قال: بل شيءٌ كتبته عليك قبل أن أخلقك. قال: فكما كتبته عليّ فاغفر لي. قال: فذلك قوله تعالى:*{فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ}. وقال السّدّيّ، عمّن حدّثه، عن ابن عبّاسٍ:*{فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ}، قال:*«قال آدم، عليه السّلام: يا ربّ، ألم تخلقني بيدك؟ قيل له: بلى. ونفخت فيّ من روحك؟ قيل له: بلى. وعطست فقلت: يرحمك اللّه، وسبقت رحمتك غضبك؟ قيل له: بلى، وكتبت عليّ أن أعمل هذا؟ قيل له: بلى. قال: أفرأيت إن تبت هل أنت راجعي إلى الجنّة؟ قال: نعم». وهكذا رواه العوفيّ، وسعيد بن جبيرٍ، وسعيد بن معبد، عن ابن عبّاسٍ، بنحوه. ورواه الحاكم في مستدركه من حديث سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرّجاه وهكذا فسّره السّدّيّ وعطيّة العوفي. وقد روى ابن أبي حاتمٍ هاهنا حديثًا شبيهًا بهذا فقال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن إشكاب، حدّثنا عليّ بن عاصمٍ، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:*«قال آدم، عليه السّلام: أرأيت يا ربّ إن تبت ورجعت، أعائدي إلى الجنّة؟ قال: نعم. فذلك قوله:*{فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ}». وهذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه وفيه انقطاعٌ. وقال أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، في قوله تعالى:*{فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ}*قال:*«إنّ آدم لمّا أصاب الخطيئة قال: يا ربّ، أرأيت إن تبت وأصلحت؟ قال اللّه: إذن أرجعك إلى الجنّة فهي من الكلمات. ومن الكلمات أيضًا:*{ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين}*[الأعراف: 23]*». وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ أنّه كان يقول في قول اللّه تعالى:*{فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ}*قال:*«الك لمات: اللّهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك، ربّ إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي إنّك خير الغافرين، اللّهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك، ربّ إنّي ظلمت نفسي فارحمني، إنّك خير الرّاحمين. اللّهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك، ربّ إنّي ظلمت نفسي فتب عليّ، إنّك أنت التّوّاب الرحيم». - معنى "فتاب عليه" قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :*(القول في*تأويل قوله تعالى:*{فتاب عليه}. وقوله:*{فتاب عليه}*يعني على آدم، والهاء الّتي في*{عليه}*عائدةٌ على آدم، وقوله:*{فتاب عليه}*يعني رزقه التّوبة من خطيئته. والتّوبة معناها الإنابة إلى اللّه والأوبة إلى طاعته ممّا يكره من معصيته).*[جامع البيان: 1 /587] قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : و«تاب عليه» معناه رجع به، والتوبة من الله تعالى الرجوع على عبده بالرحمة والتوفيق، والتوبة من العبد: الرجوع عن المعصية والندم على الذنب مع تركه فيما يستأنف وإنما خص الله تعالى آدم بالذكر هنا في التلقي والتوبة، وحواء مشاركة له في ذلك بإجماع لأنه المخاطب في أول القصة بقوله:*{اسكن أنت وزوجك الجنّة}*فلذلك كملت القصة بذكره وحده، وأيضا فلأن المرأة حرمة ومستورة فأراد الله الستر لها، ولذلك لم يذكرها في المعصية في قوله:*{وعصى آدم ربّه فغوى}*[طه: 121]. وروي أن الله تعالى تاب على آدم في يوم عاشوراء. وكنية آدم أبو محمد، وقيل: أبو البشر. - معنى "التواب الرحيم" قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :*(القول في*تأويل قوله تعالى:*{إنّه هو التّوّاب الرّحيم قلنا اهبطوا منها جميعًا}. وتأويل قوله:*{إنّه هو التّوّاب الرّحيم}*أنّ اللّه جلّ ثناؤه هو التّوّاب على من تاب إليه من عباده المذنبين من ذنوبه التّارك مجازاته بإنابته إلى طاعته بعد معصيته بما سلف من ذنبه. وقد ذكرنا أنّ معنى التّوبة من العبد إلى ربّه: إنابته إلى طاعته، وأوبته إلى ما يرضيه بتركه ما يسخطه من الأمور الّتي كان عليها مقيمًا ممّا يكرهه ربّه، فكذلك توبة اللّه على عبده هو أن يرزقه ذلك، ويتوب من غضبه عليه إلى الرّضا عنه، ومن العقوبة إلى العفو والصّفح عنه. وأمّا قوله:*{الرّحيم}فإ نّه يعني أنّه المتفضّل عليه مع التّوبة بالرّحمة، ورحمته إيّاه إقالتة عثرته وصفحه عن عقوبة جرمه).*[جامع البيان: 1/ 587] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : وقوله تعالى:*{إنّه هو التّوّاب الرّحيم}*أي: إنّه يتوب على من تاب إليه وأناب، كقوله:*{ألم يعلموا أنّ اللّه هو يقبل التّوبة عن عباده}*[التّوبة: 104]*وقوله:*{ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثمّ يستغفر اللّه يجد اللّه غفورًا رحيمًا}*[النّساء: 11]، وقوله:*{ومن تاب وعمل صالحًا فإنّه يتوب إلى اللّه متابًا}*[الفرقان: 71]*وغير ذلك من الآيات الدّالّة على أنّه تعالى يغفر الذّنوب ويتوب على من يتوب وهذا من لطفه بخلقه ورحمته بعبيده، لا إله إلّا هو التّوّاب الرّحيم. - معنى {قلنا اهبطوا منها جميعاً} قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :*({قلنا اهبطوا منها جميعًا فإمّا يأتينّكم منّي هدًى فمن تبع هداي فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون (38) والّذين كفروا وكذّبوا بآياتنا أولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون (39)} يقول تعالى مخبرًا عمّا أنذر به آدم وزوجته وإبليس حتّى أهبطهم من الجنّة، - السبب في تكرار الأمر في الهبوط قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :*(وكرر*الأمر بالهبوط لما علق بكل أمر منهما حكما غير حكم الآخر، فعلق بالأول العداوة، وعلق بالثاني إتيان الهدى. وقيل: كرر الأمر بالهبوط على جهة تغليظ الأمر وتأكيده، كما تقول لرجل قم قم. وحكى النقاش: أن الهبوط الثاني إنما هو من الجنة إلى السماء، والأول في ترتيب الآية إنما هو إلى الأرض، وهو الآخر في الوقوع، فليس في الأمر تكرار على هذا. قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : [وذكر هذا الإهباط الثّاني لما تعلّق به ما بعده من المعنى المغاير للأوّل، وزعم بعضهم أنّه تأكيدٌ وتكريرٌ، كما تقول: قم قم، وقال آخرون: بل الإهباط الأوّل من الجنّة إلى السّماء الدّنيا، والثّاني من سماء الدّنيا إلى الأرض، والصّحيح الأوّل، واللّه تعالى أعلم بأسرار كتابه]).*[تفسير ابن كثير: 1/ 240-241] - معنى "هدىً" قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :*(القول*في تأويل قوله تعالى:*{منّي هدًى فمن تبع هداي فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} والهدى في هذا الموضع: البيان والرّشاد. قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :* واختلف في معنى قوله:*{هدىً}؛ - فقيل: بيان وإرشاد.*قال القاضي أبو محمد رحمه الله: والصواب أن يقال: بيان ودعاء. - وقالت فرقة: الهدى الرسل، وهي إلى آدم من الملائكة، وإلى بنيه من البشر: هو فمن بعده. - من المخاطبين في {فإما يأتينكم مني هدىً} نقل ابن جرير الطبري عن أبي العالية: في قوله:*{فإمّا يأتينّكم منّي هدًى}*قال:*«الهدى : الأنبياء والرّسل والبيان». فإن كان ما قال أبو العالية في ذلك كما قال، فالخطاب بقوله:*{اهبطوا}وإ ن كان لآدم وزوجته، فيجب أن يكون مرادًا به آدم وزوجته وذرّيتهما. فيكون ذلك حينئذٍ نظير قوله:*{فقال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين}*بمعنى: أتينا بما فينا من الخلق طائعين.*ونظير قوله في قراءة ابن مسعودٍ: ربّنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذرّيّتنا أمّةً مسلمةً لك وأرهم مناسكهم، فجمع قبل أن تكون ذرّيّةٌ، وهو في قراءتنا:*{وأرنا مناسكنا}،*وكما يقول القائل لآخر: كأنّك قد تزوّجت وولد لك وكثرتم وعزّزتم. ونحو ذلك من الكلام. وإنّما قلنا إنّ ذلك هو الواجب على التّأويل الّذي ذكرناه عن أبي العالية؛ لأنّ آدم كان هو النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أيّام حياته بعد أن أهبط إلى الأرض، والرّسول من اللّه جلّ ثناؤه إلى ولده، فغير جائزٍ أن يكون معنيًّا وهو الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم بقوله:*{فإمّا يأتينّكم منّي هدًى}*خطابًا له ولزوجته: فإمّا يأتينّكم منّي أنبياء ورسلٌ إلاّ على ما وصفت من التّأويل. وقول أبي العالية في ذلك وإن كان وجهًا من التّأويل تحتمله الآية، فأقرب إلى الصّواب منه عندي وأشبه بظاهر التّلاوة أن يكون تأويلها: فإمّا يأتينّكم منّي يا معشر من أهبط إلى الأرض من سمائي، وهو آدم وزوجته وإبليس، كما قد ذكرنا قبل في تأويل الآية الّتي قبلها: إمّا يأتينّكم منّي بيانٌ من أمري وطاعتي ورشادٌ إلى سبيلي وديني، فمن اتّبعه منكم فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، وإن كان قد سلف منهم قبل ذلك إليّ معصيةٌ وخلافٌ لأمري وطاعتي. يعرّفهم بذلك جلّ ثناؤه أنّه التّائب على من تاب إليه من ذنوبه والرّحيم بمن أناب إليه كما وصف نفسه بقوله:*{إنّه هو التّوّاب الرّحيم}. وذلك أنّ ظاهر الخطاب بذلك إنّما هو للّذين قال لهم جلّ ثناؤه:*{اهبطوا منها جميعًا}*والّذين خوطبوا به هم من سمّينا في قول الحجّة من الصّحابة والتّابعين الّذين قد قدّمنا الرّواية عنهم. وذلك وإن كان خطابًا من اللّه جلّ ذكره لمن أهبط حينئذٍ من السّماء إلى الأرض، فهو سنّة اللّه في جميع خلقه، وتعريفٌ منه بذلك للّذين أخبر عنهم في أوّل هذه السّورة بما أخبر عنهم في قوله:*{إنّ الّذين كفروا سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون}،*وفي قوله:*{ومن النّاس من يقول آمنّا باللّه وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين}*أنّ حكمه فيهم إن تابوا إليه وأنابوا واتّبعوا ما أتاهم من البيان من عند اللّه، على لسان رسوله محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، أنّهم عنده في الآخرة، ممّن لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، وأنّهم إن هلكوا على كفرهم وضلالتهم قبل الإنابة والتّوبة، كانوا من أهل النّار المخلّدين فيها. قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :* اختلف في المقصود بهذا الخطاب؛ - فقيل: آدم وحواء وإبليس وذريتهم، - وقيل: ظاهره العموم ومعناه الخصوص في آدم وحواء، لأن إبليس لا يأتيه هدى، وخوطبا بلفظ الجمع تشريفا لهما، والأول أصح لأن إبليس مخاطب بالإيمان بإجماع، و«إن» في قوله:*{فإمّا}*هي للشرط دخلت ما عليها مؤكدة ليصح دخول النون المشددة، فهي بمثابة لام القسم التي تجيء لتجيء النون، وفي قوله تعالى:*{منّي}إشار ة إلى أن أفعال العباد خلق الله تعالى. قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :*({قلنا اهبطوا منها جميعًا فإمّا يأتينّكم منّي هدًى فمن تبع هداي فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون (38) والّذين كفروا وكذّبوا بآياتنا أولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون (39)} يقول تعالى مخبرًا عمّا أنذر به آدم وزوجته وإبليس حتّى أهبطهم من الجنّة، والمراد الذّرّيّة: أنّه سينزل الكتب، ويبعث الأنبياء والرّسل - معنى "التواب الرحيم" قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :*(القول في*تأويل قوله تعالى:*{إنّه هو التّوّاب الرّحيم قلنا اهبطوا منها جميعًا}. وتأويل قوله:*{إنّه هو التّوّاب الرّحيم}*أنّ اللّه جلّ ثناؤه هو التّوّاب على من تاب إليه من عباده المذنبين من ذنوبه التّارك مجازاته بإنابته إلى طاعته بعد معصيته بما سلف من ذنبه. وقد ذكرنا أنّ معنى التّوبة من العبد إلى ربّه: إنابته إلى طاعته، وأوبته إلى ما يرضيه بتركه ما يسخطه من الأمور الّتي كان عليها مقيمًا ممّا يكرهه ربّه، فكذلك توبة اللّه على عبده هو أن يرزقه ذلك، ويتوب من غضبه عليه إلى الرّضا عنه، ومن العقوبة إلى العفو والصّفح عنه. وأمّا قوله:*{الرّحيم}فإ نّه يعني أنّه المتفضّل عليه مع التّوبة بالرّحمة، ورحمته إيّاه إقالتة عثرته وصفحه عن عقوبة جرمه).*[جامع البيان: 1/ 587] - معنى {فمن تبع هداي} قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : وقوله:*{فمن تبع هداي}*يعني: فمن اتّبع بياني الّذي أبيّنه على ألسن رسلي أو مع رسلي. قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : {فمن تبع هداي}*أي: من أقبل على ما أنزلت به الكتب وأرسلت به الرّسل. - معنى {فلا خوف عليهم} قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : وقوله:*{فلا خوفٌ عليهم}*يعني: فهم آمنون في أهوال القيامة من عقاب اللّه غير خائفين عذابه، بما أطاعوا اللّه في الدّنيا واتّبعوا أمره وهداه وسبيله، قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : - ويحتمل قوله تعالى:*{لا خوف عليهم}*أي: فيما بين أيديهم من الدنيا، و{لا هم يحزنون}*على ما فاتهم منها، - ويحتمل أن*{لا خوف عليهم}*يوم القيامة، و{لا هم يحزنون}*فيه، - ويحتمل أن يريد أنه يدخلهم الجنة حيث لا خوف ولا حزن).*[المحرر الوجيز: 1/ 190-192] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : {فلا خوفٌ عليهم}*أي: فيما يستقبلونه من أمر الآخرة* - معنى {ولا هم يحزنون} قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :* *{ولا هم يحزنون}*يومئذٍ على ما خلّفوا بعد وفاتهم في الدّنيا. قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : - ويحتمل قوله تعالى:*{لا خوف عليهم}*أي: فيما بين أيديهم من الدنيا، و{لا هم يحزنون}*على ما فاتهم منها، - ويحتمل أن*{لا خوف عليهم}*يوم القيامة، و{لا هم يحزنون}*فيه، - ويحتمل أن يريد أنه يدخلهم الجنة حيث لا خوف ولا حزن).*[المحرر الوجيز: 1/ 190-192] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : {ولا هم يحزنون}*على ما فاتهم من أمور الدّنيا، كما قال في سورة طه:*{قال اهبطا منها جميعًا بعضكم لبعضٍ عدوٌّ فإمّا يأتينّكم منّي هدًى فمن اتّبع هداي فلا يضلّ ولا يشقى}*[طه: 123]*قال ابن عبّاسٍ:«فلا يضلّ في الدّنيا ولا يشقى في الآخرة». - معنى {والذين كفروا} قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :*(وقوله:{والّذين كفروا وكذّبوا بآياتنا أولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون}*يعني: والّذين جحدوا آياتي وكذّبوا رسلي، قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :*(وقوله*تعالى:{وا لّذين كفروا}*الآية، عطف جملة مرفوعة على جملة مرفوعة، وقال:{وكذّبوا}*وك ان في الكفر كفاية لأن لفظة*{كفروا}*يشتر ك فيها كفر النعم وكفر المعاصي، ولا يجب بهذا خلود فبين أن الكفر هنا هو الشرك، بقوله:*{وكذّبوا بآياتنا}. - معنى "بآياتنا" قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : وآيات اللّه: حججه وأدلّته على وحدانيّته وربوبيّته، وما جاءت به الرّسل من الأعلام والشّواهد على ذلك، وعلى صدقها فيما أنبأت عن ربّها. وقد بيّنّا أنّ معنى الكفر: التّغطية على الشّيء. - معنى {أولئك أصحاب النار} قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : {أولئك أصحاب النّار}*يعني: أهلها الّذين هم أهلها دون غيرهم المخلّدون فيها أبدًا إلى غير أمدٍ ولا نهايةٍ. - معنى {هم فيها خالدون} قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : المخلّدون فيها أبدًا إلى غير أمدٍ ولا نهايةٍ قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : {والّذين كفروا وكذّبوا بآياتنا أولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون}*أي: مخلّدون فيها، لا محيد لهم عنها، ولا محيص. يتبع منقول
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: بحث تفسيري في الآيات 37 ،38 ،39 من سورة البقرة
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
رد: بحث تفسيري في الآيات 37 ،38 ،39 من سورة البقرة
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |