الشمعة (قصة قصيرة) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         السيول والأمطار دروس وعبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          مضى رمضان.. فلا تبطلوا أعمالكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          فضل علم الحديث ورجاله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الترهيب من قطيعة الرحم من السنة النبوية المباركة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          لمحات في عقيدة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          عقيدة الشيعة فيك لم تتغير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          شرح حديث: تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          كيف تعود عزة المسلمين إليهم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          أدومه وإن قل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-04-2021, 04:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,466
الدولة : Egypt
افتراضي الشمعة (قصة قصيرة)

الشمعة (قصة قصيرة)


عبدالغفور مغوار


انقطع التيارُ الكهربائي بفعل هبوبرياح قويَّة؛ مما زادني توترًا تلك الليلة، أطفأت الشمعة بنفث قويٍّ يفشي سرَّ احتقاني، وجذبت بنفس العصبية لحافي ألفُّ به رأسي، حاولت إغماضَ عينَيَّ استعجالاً للنوم، فأبَتِ الأهداب أن تلتقي، أحسست باختناق؛ فأخرجتُ رأسي من تحت اللِّحاف، فبدَتْ لي الشمعة متَّقِدة من جديد بضوء خافت، لسانها كان ثابتًا لا يتحرك؛ تيبَّست شفتاي حين همَمْتُ بالنفث عليها لتنطفئ، نَمِلَ كلُّ عضو في جسدي، ودارت بذهني خرافات مبهمة، سألت نفسي: هل انطفأَتِ الشمعةُ قبل أن أغمَّ رأسي باللحاف؟ فأجاب صوت قريب مني:
ما دهاك؟ أَأَذْهَبَتِ السِّنون تركيزَك أيها البائس؟


لم أستطع الردَّ، ولا تمييز مصدر الصوت، همهمت بشيء أنا نفسي لم أميِّزه، فجاءني صوت قهقهةٍ قريب جدًّا، فحدقت بالشمعة، وصار الصوت يُردد:
تحدق بي هكذا، كأنك لم ترَ شمعة من قبلُ تتحدث كما يتحدَّثُ البشر؟!


أردت أن أقول: نعم، إنها الحقيقة، لكن لساني تاهت عنه لغتُه، حاولت أن أنهض، أو على الأقلِّ أن أعتدل على مرفقي، ففشلتُ، ضاعت أعصابي بمواصلة الصوت:
تريد النومَ، ومِن أين لك أن تنام وأنت بلا جسد؟!


حاولت أن أتحسَّس ذاتي تحت اللِّحاف، فما لمستْ يدي - أو ما أزعم أنها كانت يدي - إلا الفراش.
سألت: أين أنا؟ أين ذهب جسمي؟ أرى وأسمع وأفكِّر، فأين الباقي من جسدي؟


ضحك الصوت مرة أخرى مردِّدًا بسخرية:
عبثًا تحاول أن تجد نفسك في هذا الظلام المؤثَّث بهذا الضوء الخافت مني؟


قلت: ضوء خافت، لكنْ مُؤْنِسٌ، وكان ما قلت لم تتحرك به شفتي، ردَّتِ الشمعة بعدما تيقَّنت أنها هي مَن تحادثني:
أبشع ما رأيت: إنسان ذائب، تقوم على دمعِه شمعة لا تريد أن تنطفئ!


بالفعل، كنت أذوب ودمعي يهمي، سمعت من تلك الشمعة حكايات مَن قابلت قبلي، وكيف كانت نهايتهم؛ فتخيَّلتُ نهايتي على أحوال متعددة ومختلفة، كلها أليمة ومُحْزنة! هل كانت بداية جنون غير متوقَّع؟ هل كان كابوسًا مباغِتًا؟

لم أنتبه أني في غمرة تلك الحيرة قد نمتُ أخيرًا، ولكن عند صحوتي وجدت نفسي أنفثُ على الشمعة، وأجذب اللِّحاف على وجهي، مغالبًا حاجتي المُلحَّة في السهر، ولما غمَّ عليَّ اللحاف، أخرجت رأسي لآخذ نفسًا، فصدمت لكون الشمعة كانت لا تزالُ متَّقدة، وأصوات غريبة تخاطب غرباءَ في غرفتي لم تَرَهم عيني، كانوا قد ذابوا في أماكنهم حسب ما فهمتُ من سياق ما جاءت به الأصوات، فسلَّمت بكوني قد أصبحت أنا أيضًا فردًا ضمن كائنات ذائبة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.75 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.51%)]