الحزبية التي ينبني عليهـا ولاء وبـراء للأشخاص هذه حزبية ما أنزل الــلـه به سلطان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         صلاة التطوع (فضائلها وأحكامها) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          احترام وتقدير النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          "يا غزة المجد .. عذرا" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          المسلمون بالهند يخشون المجاهرة بإسلامهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          مراتب الجهاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ما كانَ خلقٌ أبغضَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ منَ الكذبِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          حديث: أبغضَ الكلامِ إلى اللَّهِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 45 )           »          إنَّ اللَّه جمِيلٌ يُحِبُّ الجمال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 34 )           »          الانتكاسة: أسبابها وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-05-2024, 02:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,846
الدولة : Egypt
افتراضي الحزبية التي ينبني عليهـا ولاء وبـراء للأشخاص هذه حزبية ما أنزل الــلـه به سلطان

فضيلة الشيخ أبو الحسن المأربي:الحزبية التي ينبني عليهـا ولاء وبـراء للأشخــــــــاص هذه حزبية ما أنزل الــلـــه بهـــا من سلطــان، وغالبًا ما تكــون إلــى فشــــــــل وإلــى ضيـــاع


استكمالا للحور الذي أجراه الدكتور خالد السلطان مع الشيخ أبو الحسن المأربي، الذي كان على هامش زيارة الشيخ لجمعية إحياء التراث الإسلامي بدعوة من لجنة العالم العربي، وقد تركز الحوار (في الحلقة السابقة) على الواقع الذي تمر به الأمة، ودور السلفيين في هذا الواقع، وإلى باقي الحوار.
- لماذا لا يجتمع السلفيون على كلمة سواء، وتتوحد جهودهم على مستوى العالم ولاسيما في ظل هذه الأحداث التي تمر بالأمة؟
- هناك فرق بين الأمنيات والرغبات وبين الواقع، نحن نتمنى أن يكون السلفيون الذين يمثلون بمعتقدهم، ويمثلون بمرجعيتهم، ويمثلون بقواعدهم التي ينتمون إليها يمثلون الإسلام الصافي الوافي، الإسلام بكماله وجماله، الإسلام ببهائه ونقائه، ولا شك أننا نتمنى أن هذا الصنف وهذا النمط تجتمع قلوبهم أولاً، ثم بعد ذلك يكون لهم عمل كما كان سلفهم، فلا تظنوا أن أسلافنا فتحوا الفتوحات، ومصروا الأمصار، وغزوا الدنيا، ونصبوا الولاة، ونصبوا القضاة، وأقاموا المحاكم، وردوا المظالم، وأخذوا على يد المجرمين، هل تظنون أنهم فعلوا ذلك وهم فوضى؟ هل تظنون أنهم فعلوا ذلك بعقلية إذا اختلفت مع أخي في أي شيء أقطع الود وأصرم المودة بيني وبينه؟ والله ما وصلوا إلى هذا إلا بالتعاون على البر والتقوى، وبتآلف وبتحاب، وكما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه: «ما من قوم ائتلفوا إلا سادوا وملكوا، وما من قوم اختلفوا إلا فسدوا وهلكوا»، فالفساد والهلاك قرين الاختلاف، والسؤدد والتمكين قرين الائتلاف، فيجب علينا أن نأتلف ولا نختلف، فهذه الأمنية نتمنى أن تتحقق ويعود السلفيون إلى مجدهم، وإلى مجد أسلافهم، لابد أن ندرك أيها الإخوة أننا نجتمع على ثوابت وأصول، والجزئيات والفرعيات يكون التناصح فيها فيما بيننا، لا يكون الفرقة والتدابر بسببها، اختلف السلف، اختلف الأئمة، كم بين الشافعي وأحمد من خلافات، والشافعي شيخ أحمد، كم بين الشافعي وأبي حنيفة من خلافات، كم بين فلان وفلان، ولو أعددنا هذا نجده أمراً لا ينحصر.
لكن إن أردنا حقًا أن يكون للسلفيين عمل عام، فليبدؤوا أولا بمعرفة أسباب النزاع الذي فرق كلمتهم، وشتت جهودهم، وشغلهم ببعضهم. الآن أكثر السلفيين شبه مشغول ببعضه عن القضية الكبري، وعن الفرق التي تريد أن تجتث الفضيلة من الأمة، وتجتث العقيدة من الأمة، نحن شغلنا ببعضنا عن هذه القضية الكبرى.
فأولا لابد من معرفة أسباب النزاع، ولابد من دراستها دراسة علمية صافية؛ حتى تجتمع القلوب على العلم، ونبدأ هذا في بلد ما، ثم في بلد أخرى، وأنا في محافظة وأنت في محافظة، وأنا في دولة وأنت في دولة، ننشر هذا الخير في الناس، ونمهد لهذه الفكرة، ونهيئ النفوس لتقبلها والعمل بها، وإلا فكثير من الناس عندهم نيات أن تجتمع الكلمة، لكن إذا اجتمعوا تجد بعضهم يقول: دعوا فلاناً وفلاناً، وتجدهم يختلفون من أول مجلس، وقد اختلفوا من اللجنة التحضيرية.
لا بد من علاج هذا كله علميًا أولا، حتى تجتمع مع أخيك وتتقرب إلى الله بالاجتماع معه، ثم بعد ذلك ننتقل شيئًا فشيئًا، وعسى أن يتم الله هذا النور، ونحن ما علينا إلا أن نتحرك خطوة على هذا الطريق، ونضع لبنة في جدار الخير. والله المسئول بالتوفيق والسداد.
- ما الفرق بين الحزبية والتنظيم الذي جعله بعضهم مرتكزاً للولاء والبراء، وأصبح يُفرق بين الناس ويُخرجهم من السلفية على أساس أن هذا حزبي وهذا يرى بالتنظيم، إلى آخر ما يقال في هذا السياق، فما الفرق بين الحزبية والتنظيم؟
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن الحزب عبارة عن جماعة اجتمعوا على فكرة، وتعاضداوا وتناصروا عليها، فإن كانت الفكرة حقًا في ذاتها، فإن هذا الحزب حق، والله قد مدح حزب الله – ليس حزب اللات الموجود الآن – {ألا إن حزب الله هم المفلحون} (المجادلة: 22)، فإذا كان هؤلاء الناس قد اجتمعوا على فكرة مخالفة للشريعة، أو مصادمة لها، فهذه الحزبية لها نصيبها من حزب الشيطان بقدر المخالفة التي هي عليها.
وعلى كل حال نحن في الحقيقة نجد حساسية عند كثير من طلبة العلم من كلمة حزب، ومن حروف هذه الكلمة، وكذلك من كلمة التنظيم، حتى يضطر أحدهم للهروب منها فيقولون ننسق أعمالنا، نرتب أعمالنا، ولا يقول ننظم أعمالنا حتى لا يتهم أنه يشتغل بالتنظيم. أنا أقول: إنَّ الحزبية قائمة على التنظيم، وقائمة على ترتيب أمور وصلاحيات، وواجبات ومسؤوليات، والمسؤوليات بقدر الصلاحيات، وهذا يعرف عمله، وهذا يعرف عمله، هذه كلها أشياء لترتيب الدعوة وإصلاحها، لكن إذا انعقد عليها ولاء وبراء، وهذه حزبية مقيتة قامت على أصل فاسد.
الحزبية التي ينبني عليها ولاء وبراء للفكرة، أو للأشخاص، أو للرؤى، هذه حزبية ما أنزل الله بها من سلطان، وغالبًا ما يكون أهلها في النهاية - والعياذ بالله - إلى فشل وإلى ضياع.
وأما إذا كانت هذه الأشياء لنصرة الدين، كحزب في مقابل أحزاب الباطل، كالأحزاب السنية التي تقوم في مواجهة الأحزاب الباطلة الأخرى، فهذه يجب أن يكون الولاء والبراء فيها لله عز وجل من خلال هذا العمل في خدمة الدين، وما يظهر لي الآن حتى مجلسي هذا أن هناك فارقاً كبيراً بين كلمة حزب وكلمة تنظيم، إنما كلاهما إذا كان فيه ولاء وبراء ضيقان فكلاهما مذموم، وإذا كان كلاهما لنصرة الدين بدون ولاء وبراء لأشخاص أو لأفكار أو لشيوخ أو لمقالات، فلا بأس بذلك والله تعالى أعلم.
- كثير يربط بين الأحزاب والتنظيمات بما فعله الإخوان المسلمون بوصفه نموذجاً، ويحكمون على ذلك من خلال سلبياتهم.
- هذه إشكالية موجودة دائمًا، إذا طلب منا شيء من وجوه الحق، ننظر إليه من خلال عمل من سبقنا، فإذا كان من سبقنا قد أساء إليه، ننفي من أجل ذلك هذا الحق، هذا غير صحيح، يعني أصل التحزب من أجل نصرة الدين هذا من الدين، والله مدح حزب الله وقال سبحانه: {ألا إن حزب الله هم المفلحون}، وقال: {وتعاونوا على البر والتقوى} (المائدة: 2)، ولا يمكن التعاون على البر والتقوى إلا من خلال عمل جماعي، لكن مشكلتنا أنه إذا قيل شيء من هذا نظرنا إلى من سبقنا في هذا، وحكمنا عليه من خلال سلبيات الآخرين، هذا أيضًا يحصل فيما دون ذلك، حتى العمل الخيري في بناء المساجد وكفالة الأيتام إذا دعوت الناس إلى ذلك، قالوا هذا عمل الجماعة الفلانية، هذا فهم فاسد، أنت تسأل عن الشيء هو حقٌ في ذاته أم لا؟ سواء تعمل به الجماعة الفلانية أم لا تعمل، يعمل به رجل صالح أم لا يعمل، يعمل به رجل فاسد أم لا يعمل، لا يهم ذلك طالما هو حقٌ في نفسه، المهم أنني أطبقه بالطريقة الحق التي ترضي الله عز وجل.
- هناك بعض الدول غير المسلمة بها أقليات مسلمة لا تستطيع أخذ حقها إلا بالمظاهرات، وانسحب هذا الأمر على دولنا العربية والمسلمة، بل حتى الدول المستقرة والآمنة، فما حكم المظاهرات من حيث الأصل؟ وما الحكم في التعامل معها؟
- من حيث الأصل يجب أن نفرق بين الموجود الآن الذي يسمى بالمظاهرات، وبين المعنى الذي ينظر إليه على أنه وسيلة ضغط لاسترداد شيء من الحقوق، الذي يحدث في الواقع الآن فوضى، واقع المظاهرات في البلاد العربية فوضى، وتدمير، وتخريب، وما يجري في مصر أكبر مثال على ذلك، وما تأخرت مصر هذا التأخر وما طمع فيها الأعداء إلا بسبب هذه الأعمال، فمن كان يريد أن يجلب لبلده هذا فهو مولود شؤم. الدول التي ليس لها وسيلة إلا أن تطالب بحقها في هذا، وفعلا تسترد حقها، هذه لها ظروفها ولها حكمها، وفي نظري أنهم إذا فعلوا ذلك في تلك البلاد فلا عيب عليهم، ولا يلامون إذا كانت لهم حقوق شرعية في ذلك، بل ربما في بعض البلاد الإسلامية مثل العراق، عندما يقوم أهل السنة بإخراج نسائهم من السجون، من الذي يصبر على وجود زوجته أو ابنته أو أخته في السجن وهو لا يعلم عنها شيئاً، لو استطعنا أن نقف في وجههم بكل ما نستطيع لفعلنا، فعلى الأقل أن نقف وننادي ونتكلم ونجمع المنكوبين والمصابين في هذا البلد لينادوا بحقوقهم، أما البلاد الآمنة المستقرة - كما تكلمنا قبل قليل - ماذا يريد هؤلاء من وراء هذه المظاهرات؟ هل المظاهرات في أمريكا جلبت هذا الخير الموجود؟ جلبت هذا الأمن الموجود؟ جلبت هذا الانسجام والتناغم الموجود بين القيادة وبين الرعية؟ فإذا كانت الأمور هنا ديمقراطية، وهناك ديمقراطية، فعلى الأقل نحافظ على الدنيا، فلا هي أتت بالحكم الإسلامي، ولا حافظت على الدنيا إذا قمنا بها.
فأنا أقول: أمامنا وسائل كثيرة نصل بها إلى الحق الذي نريد، فعلى سبيل المثال وأراها نصيحة مني لإخواننا هنا في الكويت أن يستغلوا كل ما عند المعارضة من مطالب حق ويتبناها عقلاء وأعيان ووجهاء من الإعلاميين الصادقين، ومن الحقوقيين الناصحين، ومن شيوخ القبائل، ومن أهل العلم يحسنون كيف يدخلون على ولاة الأمور، ويقومون بدور الوساطة، ويجلسون معهم، ويطرحون معهم هذه الأطروحات، ويقال لولي الأمر: هذا مطالب حق، وهذا مطلب حق.
وكذلك يوجهون المعارضة بأننا في أمن واستقرار، وأن هذه الأساليب أساليب مدمرة، وشيئًا فشيئًا تصير الأمور إلى خير، وما لم يتحقق اليوم يتحقق غدًا، وما لم يتحقق غدًا يتحقق بعد غد، والعاقل كما قال القائل: «إن اللبيب إذا بدا في جسمه مرضان مختلفان داوى الذي هو أخطر». والعاقل الذي يعرف كيف يفوت الفرصة على المتربصين.
- بعضهم يقوم بما يسمى المهرجانات الخطابية؛ حيث يقوم بجمع الناس وحشدهم للتحدث عن بعض المنكرات التي تحدث بالدولة مثلاً، أو بعض المطالب التي يريدون إيصالها إلى القيادة وولي الأمر، فما حكم ذلك شرعًا؟
- هذه أخت تلك؛ لأن هذه المهرجانات توغر الصدور، وتؤدي في النهاية إلى الأمر الذي كنا نحذر منه، أنا في نظري أن وجود طائفة صادقة محبة للخير عاقلة تحمل مطالب الحق، وتقوم بدور الوساطة الفاعلة، بين هذا الطرف وذاك الطرف، سيكون بإذن الله لها تأثير، ومالا يدرك كله لا يترك جله، وأنت لا ترفع سقف الطلبات بالكلية حتى تعين الشيطان على الآخرين، وإذا علم الناس صدق هذا الناصح وصدق مقصده، ربما تعاونوا معه في أشياء كثيرة؛ لأن هناك فرقاً كبيراً بين الحكام في هذه البلاد، وبين حكام آخرين لا يرفعون بكرامة الإنسان شيئًا، ولا يرفعون بكرامة الإنسان رأسًا، تأتي راقصة عنده فيقبل شفاعتها ولا يقبل شفاعة مجموعة من العلماء.
أنا أقول استغلوا هذه الفرصة التي مازال فيها الخير قريبًا، مازال ماء البئر قريبًا، ومازال الخير ميسورًا.
لماذا نكثر الخصوم، لماذا نوجد العداوات، نريد جوًا هادئا لدعوتنا، الرسول صلى الله عليه وسلم كان حريصًا على إيجاد الجو الهادئ لدعوته، ذهب لصلح الحديبية، وتعرض لشروط قاسية جدًا، برغم أنه كان قادرًا على أن يستأصل شأفة قريش، فقد حاربهم في بدر وقتلهم، والصحابة بايعوه على الموت لما جاءهم خبر أن عثمان رضي الله عنه قد قتل، وقال لقريش لقد عضدتكم الحرب فخلوا بيني وبين الناس، وإلا تفعلوا والله لأقاتلن على هذا الأمر حتى تنفرد سالفتي – أي تسقط صفحة عنقي – فكان الرسول قادرًا على أن يقاتل، ولكنه ترك ذلك حتى يوجد جوًا هادئًا للدعوة.
يا إخوان، دعوة أهل السنة تتنفس في هدوء، أما دعوات الفوضى والمشكلات والتفجيرات والاغتيالات هذه لا تتنفس إلا في الغبار، فأوجدوا جوًا هادئًا حولكم، وسيروا بتؤدة، وسيروا بحكمة، لا تكثروا الخصوم والأعداء، وسترون من الناس خيرًا، الناس فيهم الخير قبل أن نولد، بنوا المساجد قبل أن نولد، وقاموا بأعمال البر ولم نكن وجدنا على وجه الأرض، وأمة محمد صلى الله عليه وسلم كالمطر لا يعلم أوله خير أم آخره خير.
توجيه كريم للشباب الذين يقعون في إخوانهم سواء من العلماء أم من السياسيين، ويسيئون الظن فيهم، ويجعلون همهم التويترات والفيس بوك، أقول: - بارك الله فيكم - أيها الأحبة - إننا نعيش في زمن وفي مجتمعات ليست الكلمة الأولى والأخيرة لنا، نحن في مجتمعات حُكْمها بيد غيرنا، ونعيش في مجتمع مزيج من الشرائح والاتجاهات والمشارب، ونحن بين ثلاثة خيارات في مسألة المشاركة في العمل السياسي:
- الخيار الأول: الاعتزال، والاعتزال كما ذكرنا سيؤدي إلى تقليل مساحة الخير وتقويضها، وفتح المجال للشر أكثر وأكثر، وهذا الذي يسعد الخصوم.
- الخيار الثاني: لا نشارك ولكن ننابذ ونقاتل، ونعلن الجهاد على هؤلاء الذين أتوا بالديمقراطية، وأنتم تعرفون أن الذين سلكوا هذا المسلك باسم الجهاد ماذا جنوا على الأمة، وماذا حصل للأمة، فأطت الأمة وحق لها أن تئط، بهذه الأعمال التي يظن أنها جهاد وفي الحقيقة أنها فساد.
- الخيار الثالث: هو المشاركة، والمشاركة على غصصها، وعلى لأوائها، وعلى كدرها.
وكما قلنا: إن الأمر ليس بأيدينا، ونحن محكومون بنظام، وهذا النظام فيه أشياء تُرْتَضى وأشياء لا تُرْتَضى، وعلى ذلك فإن قواعد الشريعة، والأدلة الشرعية، وأصول أهل العلم، تقضي بأنه إذا دخل بنية تقليل الشر، فإنه محسن غير مسيء، وأنه متبع وغير مبتدع، وأنه بهذا يجب عليه - إن كان صادقًا - أن يفعل، هذه فتاوى وقواعد أهل العلم.
فأنصح إخواننا أن يتقوا الله في إخوانهم، وأن يقدروا معاناة إخوانهم، ويجب ألا نتعامل مع هذه الأمور برواسب عقلية، وإنما بحكمة وعلم، ولنعلم أن هناك أناساً مستعدين أن يدفعوا المليارات للوصول إلى هذه الأماكن، من أجل أن يضع لبنة أو بذرة شر تجني ولو بعد حين. بارك الله في الجميع وشكر الله لكم.


اعداد: وائل رمضان




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.81 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.96%)]