هل أتاك حديث اللغة؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 794 )           »          منهج أهل السنة والجماعة في نبذ الخلاف والحرص على وحدة الصف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          اتباع الهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          سعة الصدر على المخالف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 16229 )           »          ولا تبغوا الفساد في الأرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          تحرر من القيود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          فن التعامـل مع الطالبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          العمل السياسي الديـموقراطي سيؤثر في الصرح العقائدي وفي قضية الولاء والبراء وهي قضية م (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 134 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-04-2019, 12:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,583
الدولة : Egypt
افتراضي هل أتاك حديث اللغة؟

هل أتاك حديث اللغة؟



محمد الصباني

للغة شأن خطير وعظيم يكمن في تحديد هوية صاحبها، بحيث لا تنفك عنه إلا كما ينفك الروح عن الجسد، وإذا حصل ذلك الانفصال كانت النهاية وعدم الحياة، وإذا ثبت هذا، فأنت لا تكون أنت إلا انطلاقاً من ذاتك، لا ابتداء من غيرك، ولهذا فأنت حينما تنظر في المرأة لن ترى إلا نفسك ولن ترى غيرك، فإذا رأيته فإما أنك مصاب بالهوس، وهذا مرض، وإما أنك فاقد لهويتك، وهذه علة أيضاً تطلب العلاج بقدر ما يطلبه المرض الأول، إن لم تفقه في الطلب درجات لارتباطها بالشخصية في عمقها وجوانيتها، مع استحضار سابق علمنا بأن الشخصية ليست ظاهرة مادية ولا حتى تاريخية أو سياسية، ولهذا ينبغي عدم الإخلال بأركان إحقاق الهوية وشروط إثبات الكيانية، ولا سبيل إلى تحصيل ذلك بالإضافة إلى المعتقد والعالم الداخلي للإنسان، غير سبيل اللغة.
إن التنازل عن اللغة يدخل بالهوية في طور التقليد، ومعلوم أنه لا أعدى للإبداع ولا أضر للذات منه، فمن أراد أن يكون هو هو فلا بد له من الإبداع، وإلا اندرج مع من يطلب هوية غيره ليعبر عن هويته، وهذا أمر في غاية الغرابة، لا يضاهيه في إثارة العجب إلا ذلكم الكسول الذي نقل كل الأجوبة من ورقة زميله بالغاً في نقله ذاك، حتى اسم ذلك الزميل، ظاناً منه أنه حصل النهاية في الجواب.
وعليه فلا طريق إلى الإبداع غير لغة الهوية لأنها كيان منك، لا انفصال لك عنه، تماماً كما أنه لا خلق بيد غيرك، ولا رؤية بعين سواك إذا أردت تحقيق اليقين من حضورك وكينونتك، وإذا خالفت ذلك وقعت في آفة النقصان التي يراها المسلوب كمالاً، مثله في ذلك مثل الذي يتنازل عن يده طالباً يد غيره، مدعياً أن تحصيل هذه اليد انطلاق نحو الإبداع وانبعاث نحو الإقلاع، وهكذا الأمر في كل مكونات الكيانية، حتى إذا صرنا إلى أن هذا التنازل آفة في حق الذات، كان التنازل عن لغة الهوية أشنع ومحاولة تحقيقها بلغة غيرها أفظع.
واللغة عندنا لغة موصولة، لأنها تصل الأرض بالسماء، بخلاف لغة غيرنا، فهي مفصولة عن الوصل السابق، لأنها وقافة عند حدود الأرض، ولا ينفع حينها ادعاء بعضهم وجود لغات ارتبطت بالسماء لدخول آفة التحريف عليها، ومعضلة التزوير لها، ومن ثمة تكون اللغة العربية لغة شمولية، وبالأولى لغة إطلاقية.
أما شموليتها فتنسحب حتى على تعاملها مع بقية لغات العالمين، لئلا يفهم أن الانتصار للعربية لا يكون إلا بإنكار غيرها، ذلك بأنه إن حدث هذا، فسيوقع في آفة الغرور التي تؤدي إلى ثلاثة أمور:
أولاً: تفويت فرصة معرفة ألسنة أخرى معرفة تساهم في بيان كفاءة اللغة العربية ومقدرتها على التجدد والاستمرار.
ثانياً: فقدان ثقة المتلقي الذي لن يقتنع إلا بعلم لغة مقارن، توظف فيه أقوى المناهج الاستقرائية وأمتن الأدوات اللغوية في بيان مرجحات لغة على أخرى.
ثالثاً: فقدان القدرة على رد تحامل المخالف الذي يسعى إلى تجميل لغته وإشهارها بكل ما أوتي من قوة، من جهة اعتبارها حية.
وأما إطلاقيتها فلأنها وإن كانت تصدر من جهة البشر، فإنها تصدر من جهة رب البشر أيضاً، وبذلك تكون لغة مسددة، صانها بعض أهلها ببيانها وتأصيلها، وصانها رب الناس بحفظها وتعهد استمرارها.
وإذا كان للغة ارتباط بالعقل، فإن لها ارتباطاً بالوجدان كذلك؛ ولعل الذين فقدوا هويتهم نظروا إليها من جهة العقل، وإن كنا لا نسلم لهم بهذا الميل، لدخول عدة شبه عليه موصولة بالمقولات الفلسفية والتصورات العقلية لكل أمة من الأمم، في جوابها على أسئلة مجالها وزمانها، فدلالة الإسناد عندنا بين الموضوع والمحمول على الحميمية التي أصلها الإسلام انطلاقاً من مبدأ الأخوة والصدق والإخلاص في المجتمع، لا يضاهيها إسناد في لغة غيرنا، لافتقاره إلى الفعل المساعد الجامع بين ركني الجملة، وهكذا الأمر بالنسبة لمقولة الإضافة وغيرها من المقولات التي تثبت من الناحية العقلية أن لكل لغة خصائصها الاستدلالية ومميزاتها الحجاجية.
وإذا نظرنا إلى اللغة من جهة الوجدان فلا شبهة قائمة لانفراد كل أمة بمخيالها، واختصاص كل رابطة برموزها، بحيث لا يصلح التوسل بمخيال غيرك لفهم ثقافتك، ولا التوصل بإشارته لتحسس شعورك وفؤادك، وهذا ما يفسر عجز الترجمة عن نقل دوال إلى غير لغاتها كالبركة والصدقة والشفقة والصراط والوضوء، وبالمثل عجز الآخر عن فهم السر الذي ترسله الإشارة في سياق غير سياقه المجتمعي، ولهذا كانت كلمة (جحا) وحدها، تضحك في سياق، ولا تثير شيئاً في سياق آخر.
خلاصة ما سبق أن اللغة محددة للوجود، لأنها أسلوب في الحياة، وطريقة في العيش، قبل أن تكون مجرد أداة تواصلية وهي وسيلتنا لترسيخ ذواتنا في الوجود والحضور، على أسلوبنا، لا على أسلوب غيرنا.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.49 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.61%)]