دروس شرح الأربعين النووية / الحديث السابع - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4411 - عددالزوار : 849150 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3941 - عددالزوار : 385652 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 171 - عددالزوار : 59783 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 168 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 112 - عددالزوار : 28269 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 803 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          السلفيون ومراعاة المصالح والمفاسد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 716 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 113 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-02-2009, 01:48 PM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي دروس شرح الأربعين النووية / الحديث السابع

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له، واشهد ان لااله الا اللهوحده لاشريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله بلغ الامانة وادى الرسالة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده ، اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين
أما بعد : فإن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وإن شر ألامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عن أبى رقية تميم بن اوس الدارى رضى الله تعالى عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال :" الدين النصيحة قلنا لمن ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " رواه مسلم
وقد ورد هذا الحديث فى روايه اخرى يكرر فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - كلمة " الدين النصيحه " ثلاث مرات بأن يقول " الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة .
حديثنا اليوم حديث عظيم ، ويكفينا دلالة على أهميته أنه يجمع أمر الدين كله في عبارة واحدة ، وهي قوله صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة ) ، فجعل الدين هو النصيحة ، كما جعل الحج هو عرفة ، إشارةً إلى عظم مكانها ، وعلو شأنها في ديننا الحنيف .
وهو من الأحاديث الكلية العظيمة التي اشتملت على الدين كله، العقائد، العبادات والمعاملات، حقوق الله، وحقوق رسوله -صلى الله عليه وسلم و حقوق عباده، فلفظ النصيحة.جامع لتلك الحقوق .
وهو من جوامع الكَلِم التي اختص الله بها رسولنا صلى الله عليه وسلم، فهو عبارة عن كلمات موجزة اشتملت على معانٍ كثيرة وفوائد جليلة، نجد سائر السنن وأحكام الشريعة أصولاً وفروعاً داخلةً تحته، ولذا قال العلماء:
هذا الحديث عليه مدار الإسلام.
الدين فقد تكلمنا عنه سابقا فى حديث جبريل - عليه السلام - انه الاسلام والايمان والاحسان وعبر عنه بعضهم بقوله ( ما شرعه الله تعالى لعباده من الأحكام )
والنصيحه في اللغة : مأخوذه من النصح وهو الخلوص .
أقول نصحت العسل إذا صفيته وخلصته من الشمع .
ويقال نصح الرجل ثوبه اى اصلح الخلل فيه أو اصلح مافسد منه فشبهوا فعل الناصح فيما يتحراه من صلاح المنصوح له بما يسد من خلل الثوب.
وقال الخطابي: النصيحة كلمة جامعة معناها حيازة الحظ للمنصوح له.
اما النصيحه فى الشرع : فهى إرادة الخير للمنصوح له , أقول ان فلانه نصحتنى اى انها ارادت الخير لى فى المسأله أو القضية التى نصحتنى فيها .
( الدين النصيحة ) ...نلاحظ من الحديث ان الرسول - صلى الله عليه وسلم حصر الدين بالنصيحه , فهل ان الدين كله نصيحه ؟
لا ، فالدين ليست النصيحة فقط , بل يشمل اركان الأسلام واركان الأيمان و الأحسان , وواجبات كثيرة وفرائض ومستحبات , لكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حصر الدين بالنصيحه :
أولا :من باب الاهتمام بها وتعظيم مكانتها واهميتها بين المسلمين كما فى قوله - صلى الله عليه وسلم - " الحج عرفه " فنحن كلنا نعلم ان الحج له اركان ومناسك ولكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حصر الحج كله بعرفه لأن الوقوف بعرفه هو الركن الأعظم من اركان الحج لذلك اراد النبى - صلى الله عليه وسلم - ان يبين لنا اهمية النصيحه وعظمتها ومكانتها وتأثيرها بيننا.
وثانيا: إعطاء النصيحة المفهوم الكبير والشامل فالنبي صلى الله عليه وسلم بين أن للنصيحة مفهوما كبيرا ليس محصورا في شيء معين . بل مفهوم كبير واسع يشمل كل ما يتعلق بالله جلا وعلا . وما يتعلق بكتابه , وما يتعلق برسوله صلى الله عليه وسلم وما يتعلق بالعلاقة بين أئمة المسلمين من حكامهم وعلمائهم وعامتهم .
فلما سئل صلى الله عليه وسلم : لمن يا رسول الله ؟ اجاب صلى الله عليه وسلم - لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
والنصيحة هي وظيفة الرسل عليهم الصلاة والسلام , فإنهم قد بعثوا لينذروا قومهم من عذاب الله , وليدعوهم إلى عبادة الله وحده وطاعته , فهذا نوح عليه السلام يخاطب قومه , ويبين لهم أهداف دعوته فيقول : { أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم } ( الأعراف : 62 ) ، وعندما أخذت الرجفة قوم صالح عليه السلام ، قال : { يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين } ( الأعراف : 79 ) .

ونبينا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ترسم خطى من سبقه من إخوانه الأنبياء , وسار على منوالهم , فضرب لنا أروع الأمثلة في النصيحة , وتنوع أساليبها ,ومراعاتها لأحوال الناس واختلافها ,ويتضح لنا ذلك في موقفه الحكيم عندما بال الأعرابي في المسجد , فلم ينهره , بل انتظره حتى فرغ من حاجته , يروي أبو هريرة رضي الله عنه تلك الحادثة فيقول : " بال أعرابيٌ في المسجد , فثار إليه الناس ليقعوا به , فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دعوه , وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء , أو سجلا من ماء , فإنما بعثتم ميسرين , ولم تبعثوا معسرين ) رواه البخاري

قالوا: لمن يا رسول الله ؟ واللام هنا في قولهم: لمن, يعني: للاستحقاق, يعني مستحقة, قالوا: لمن؟ يعني: من يستحقها في الدين؟


فأجابهم النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله, قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )


حدد النبي صلى الله عليه وسلم مواطن النصيحة , وأول هذه المواطن : النصيحة لله

فما معنى النصيحه لله ؟

هي كلمة جامعة لأداء حق الله -جل وعلا- الواجب والمستحب, تندرج تحتها معان كثيرة ومن أعظمها :


الإخلاص لله تبارك وتعالى في الأعمال كلها , فحق الله الواجب هو الإيمان به , بربوبيته وإلوهيته, وبأسمائه وصفاته, إيمان بأنه هو الرب المتصرف في هذا الملكوت وحده, لا شريك له في ربوبيته, ولا في تدبيره للأمر, ما شاء كان, وما لم يشأ لم يكن,يحكم ما يشاء, ويفعل ما يريد سبحانه وتعالى , ونفي الشريك عنه وترك الإلحاد في صفاته، ووصفه بصفات الكمال والجلال كلها , وتنزيهه سبحانه وتعالى عن جميع أنواع النقائص .


والنصيحة لله في ألوهيته أن يُعْطَى الحق الذي له في ألوهيته, وهو أن يُعْبَد وحده بجميع أنواع العبادات, وألا يُتَوَجَّه لأحد بشيء من العبادات إلا له -سبحانه وتعالى, كل عبادة تُوُجه إلى غير الله -جل وعلا- فهي خروج عن النصيحة لله ،يعني عن أداء الحق الذي له سبحانه وتعالى.


والنصيحة لله في أسمائه وصفاته -جل وعلا- أن نؤمن بأنه -سبحانه- له الأسماء الحسنى, والصفات العلا, وأنه لا سَمِي له, ولا ند له, ولا كفوَ له,كما قال سبحانه: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ) وكما قال : وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ )


فيعتقد المسلم أن الله -جل وعلا- له ما أثبت لنفسه من الأسماء الحسنى, ومن الصفات العلا,وأنه في أسمائه وفي صفاته ليس له مثيل, كما أخبر عن نفسه بقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )


ومن معاني النصيحة لله تعالى القيام بطاعته ,و اجتناب معصيته, والحب فيه ,والبغض فيه , ومودة من أطاعه , ومعاداة من عصاه , وجهاد من كفر به , والاعتراف بنعمه , وشكره عليها , والإخلاص في جميع الأمور والإنابة إليه والتوكل عليه وأن يديم العبد ذكر خالقه ومولاه في أحواله وشؤونه , فلا يزال لسانه رطبا بذكر الله , و أن يذبّ عن حياض الدين , ويدفع شبهات المبطلين , داعيا إلى الله بكل جوارحه , ناذرا نفسه لخدمة دين الله .


النصيحه لكتابه : النصيحة لكتابه قد تشمل الكتب المنزلة كلها وما فصل لنا منها كالتوراة , وألأنجيل , و الزبور, وصحف ابراهيم وموسى والقرآن الكريم , وقد يقصد بها القرءان فقط والله أعلى وأعلم .


نؤمن بأنها كتب منزله من عند الله جلا وعلا على رسله ونؤمن بما جاء بها من أخبار وأن القرآن الكريم خاتم هذه الكتب وآخرها وأن لانعمل الا بالقرآن الكريم .


فالنصيحة لكتابه تعني النصيحة مستحقة للكتاب, وهو القرآن, ومعنى ذلك أن يُعْطَى القرآن حقه, وهو أن نوقَن بأنه كلام الله -جل وعلا-, تكلم به -سبحانه وتعالى-, وأنه آية عظيمة, وأعظم الآيات التي أوتيها الأنبياء, وأنه الحجة البالغة إلى قيام الساعة.




نأتمربأوامرالله به في القرآن وننتهي عن ما نهى عنه وزجر, وتصديق ما أخبر به -سبحانه-, وعدم التردد فيه, و حسن تلاوته وتدبر ما فيه من المعاني العظيمة , كما قال عزوجل : { ورتل القرآن ترتيلا } ( المزمل : 4 ) والعمل بما فيه وألا نهجره في سماعه وتلاوته, والأستشفاء به ثم تعليمه للناس ..


النصيحه لرسوله : و هو النبى محمد - صلى الله عليه وسلم , وتكون النصيحة لرسوله بـ

1- الأيمان بأنه رسول من عند الله وهو خاتم الأنبياء والمرسلين, وأن كل دعوة للرسالة بعده -عليه الصلاة والسلام- كذب وزور وباطل وطغيان.
2- نأتمر بأوامره ونجتنب مانهى عنه وزجر. " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " .

3- تصديقه فيما أخبر به من الوحي , والتسليم له في ذلك , حتى وإن قصُر فهمنا عن إدراك بعض الحقائق التي جاءت في سنّته المطهّرة , انطلاقا من إيماننا العميق بأن كل ما جاء به إنما هو وحي من عند الله .
4 – نشر سنته والدفاع عنها وإحياء طريقته, وبث دعوته, والعمل بها حتى لو كانت مخالفة لما تهوى وتميل اليه نفوسنا ( لايؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به).ومجانبة من ابتدع سنته أو تعرض لأحد من أصحابه ونصرته حياً وميتاً , ومعاداة من عاداه وموالاة من ولاه , وإعظام حقه وتوقيره.
5- لانعبد الله الا بما شرع عليه الصلاة والسلام..
6- محبته صلى الله عليه وسلم وتعظيمه والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه ,، ومحبة أهل بيته وأصحابه وتشريفهم وتكريمهم .لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من نفسه ووالده وولده . وفي رواية والناس اجمعين .

النصيحه لأئمة المسلمين:
المراد بهم العلماء والأمراء والحكام على السواء .
فالعلماء هم أئمة الدين الذين يديرون أمور الدين.
والأمراء والحكام هم أئمةٌ الدنيا الذين يديرون شؤون المسلمين .
وعامتهم ما سوى الحكام والعلماء .
فأما النصح للعلماء : فيكون بتلقّي العلم عنهم , والالتفاف حولهم ,ونشر مناقبهم بين الناس , حتى تتعلّق قلوب الناس بهم , ومن النصح لهم : عدم تتبع أخطائهم وزلاتهم فإن هذا من أعظم البغي والعدوان عليهم , وفيه من تفريق الصف وتشتيت الناس ما لا يخفى على ذي بصيرة .
ومن المعلوم أن أعلى المؤمنين إيمانا هم الراسخون في العلم, أو هم أهل العلم العاملون به, كما قال -جل وعلا-) يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )

فالنصيحة لأهل العلم أن يُحَبُّوا, وأن يذب عن أعراضهم, وأن يؤخذ ما ينقلونه من العلم, وأن ينصروا فيما نصروا فيه الشريعة, وأن تُحْفَظ لهم مكانتهم ,ونشرهم للعلم, ونشرهم للدين.
والنصيحة لأئمة المسلمين تكون في:
1- حبهم وحب صلاحهم لأن في صلاحهم صلاح المجتمع كله.
2- إجتماع الأمة عليهم وطاعتهم وإعا نتهم على القيام بما حمّلوا من أعباء الولاية , وطاعتهم في المعروف , وشد أزرهم ومعاونتهم على الحق , وأمرهم به ونهيهم وتذكيرهم برفق , وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين ,وتأليف قلوب المسلمين لطاعتهم .
3-عدم الخروج عليهم بالقول أوالفعل أوالسيف .
4- الدعاء لهم بالهدى والصلاح والتوفيق والسداد.
5- تقديم المشورة لهم عند طلبها بل وحتى لو لم تطلب اذا رأى الناصح ضرورة ذلك وبذل النصح لهم وتنبيههم على ما يخطئون فيه وما يتجاوزون فيه الشرعية .
وهذه المرتبة -كما قال ابن دقيق العيد في شرحه وغيره-: هذه فرض كفاية تسقط بفعل البعض من أهل العلم ونحوهم.

فحق ولي الأمر المسلم أن يُنْصَح بمعنى أن يُؤْتَى إليه, وأن يُبَيَّن له الحق, وأن يُبَصَّر به, وأن يوضح له ما أمر الله -عز وجل- به, وما أمر به الرسول -صلى الله عليه وسلم, وأن يُعان على الطاعة ويسدد فيها، ويُبَيَّن له ما قد يقع فيه من عصيان أو مخالفة للأمر.


وهذه النصيحة الخاصة لولاة الأمر جاءت لها شروط وضوابط في شروح الأحاديث ومنها ما ذكره ابن رجب -رحمه الله- في "جامع العلوم والحكم" وساق عن ابن عباس وعن غيره أنواعا من الآداب والشروط، التي ينبغي للناصح أن يتحلى بها إذا نصح ولي الأمر المسلم.


فمن ذلك:


1- أن تكون النصيحة برفقٍ وسهولة لفظ لأن حال ولي الأمر -في الغالب- أنه تعزّ عليه النصيحة إلا إذا كانت بلفظ حسن وقد قال -جل وعلا- لموسى وهارون: (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ) فربما كان اللفظ خشنا فأدى ذلك إلى رفض الحق ومعلوم أن الناصح يريد الخير للمنصوح له كما قال أهل العلم في تفسير النصيحة: أنها إرادة الخير للمنصوح له.


2- أن تكون النصيحة لولي الأمر سرًّا وليست بعلن لأن الأصل في النصيحة عامة -لولي الأمر ولغيره- أن تكون سرا بخلاف الإنكار كما في حديث سعيد الخدري: ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده )إن الأصل في الإنكار أن يكون علنا وأن الأصل في النصح أن يكون سرا.


فالنصيحة لولي الأمر يجب ويشترط لكونها شرعية أن تكون سرا بمعنى: أنه لا يعلم بها من جهة الناصح إلا هو وألا يتحدث بها بأنه نصح وعمل وكذا لأنه ربما أفسد المراد من النصيحة بذكره وصعب قبول النصيحة بعد اشتهار أن ولي الأمر نُصِح.


وعلى هذا جاء الحديث المعروف الذي صحَّحه بعض أهل العلم هو قوله -عليه الصلاة والسلام-: ( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولكن ليخْلُ به وليدْنُ منه فإن قبل منه فذاك وإلا فقد أدَّى الذي عليه)


وقد سئل ابن عباس -رضي الله عنهما- هل أُنْكِر على الإمام علنا ؟ فقال: لا بل دَارِهِ بذلك سرا.


وفي صحيح البخاري -أيضا-: ن أسامة بن زيد جاءه جماعة وقالوا له: ألا تنصح لعثمان؟ ألا ترى ما نحن فيه؟ فقال: أما إني لا أكون فاتح باب فتنة وقد بذلته له سرا )


أما النصيحة لعامة المسلمين : أي سائر المسلمين ماسوى العلماء والحكام.


تكون ببذل النصيحة لهم بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروفوالنهي عن المنكر وتعليمهم وارشادهم وتوجيهم لما فيه الخير والتقى والصلاح لهم ,نحب لهم ما نحب لأنفسنا فنرشدهم إلى ما يكون لصالحهم في معاشهم ومعادهم ونهديهم إلى الحق إذا حادوا عنه ، وتذكّرهم به إذا نسوه متمسكين بالحلم معهم والرفق بهم وبذلك تتحقق وحدة المسلمين فيصبحوا كالجسد الواحد : ( إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) .


فهذه هي مواطن النصيحة التي أرشدنا إليها النبي صلى الله عليه وسلم فإذا عملنا بها حصل لنا الهدى والرشاد والتوفيق والسداد .


من فوائد الحديث

أولاً: انحصار الدين في النصيحة لقول النبي صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة).
ثانياً: أن مواطن النصيحة خمسة: لله, ولكتابه, ولرسوله, لأئمة المسلمين,وعامتهم.
ثالثا - الحث على النصيحة في هذه المواطن الخمسة, لأنها إذاكانت هذه هي الدين فإن الإنسان بلا شك يحافظ على دينه ويتمسك به, ولهذا جعل النبيصلى الله عليه وسلم النصيحة فيهذه المواطن الخمسة.
وللنصيحة آداب معينة وطرق علينا مراعاتها في تقديم النصيحة للغير لكي تجني ثمارها يانعة ونتائجها ايجابية طيبة.
فما هى هذه الآداب ؟
1- إخلاص النصيحه لله - عزوجل - ان ابتغي فى هذه النصيحه وجه الله تبارك وتعالى وان اتقرب بها الى الله واتعبد بها لله - عزوجل - ولا ابتغى بها مصلحه دنيويه او شهره .
2- ان تكون نيتى ارادة الخير للمنصوح .
3- ان تكون فى محلها بين الناصح والمنصوح له اى تكون بيننا وبين المنصوح له وان نختار الوقت المناسب والوضع المناسب وقيل انه من نصحك امام الناس فقد فضحك ,وقال الشاعر :
تغمدني بنصحك في انفراد... وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع... من التوبيخ لا أرضي استماعه
فإن خالفتني وعصيت أمري... فلا تجزع إذا لم تلق طاعــه

وكلنا لا نحب ان ينصحنا احد امام الناس إلا فى حالات خاصه تكون النصيحه فيها امام الناس ، متى ؟ اذا كانت النصيحه عامه لا تخص شيئا معينا فمثلا خطيب الجمعه إذا اراد ان ينبه على شئ فيقول مابال اقوام يعملون كذا وكذا فما بالهم لماذا لا يعملون كذا وكذا, أو قد تكون ظاهرة شائعة بين الناس فيمكن للناصح أن يقول مابال الناس يعملون كذا وكذا فهنا النصيحه تكون ادت ثمارها ونتائجها الإيجابيه التي يريدها الناصح .
4- ان نكون على علم بما ننصح به والعلم بما دل عليه الكتاب والسنة , والعلم بالطريقه التى انصح بها ولمن ننصح وبم ننصح؟
5- استخدام الأسلوب الطيب والكلمات والألفاظ اللينة والموعظة الحسنه والحكمه اثناء النصيحه كما نلاحظ ذلك فى قصة موسى - عليه السلام - عندما ارسله الله واخاه هارون الى فرعون ذلك الطاغيه المتجبر فقال له سبحانه ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى ) فإذا كان هذا القول اللين لكافر فكيف يكون لأخوة المسلمين.
من أهداف النصيحة : ( معذرة الى ربكم ولعلهم يتقون ).
حتى لو لم يستجيبوا فليس علينا النتائج , نحن ننصح والنتيجة على الله سبحانه وتعالى ولم يعاقب الله الناصح اذا لم تقبل نصيحته أو لم يستجاب له وإلا لعاقب موسى وهرون لما لم يستجيب لهم فرعون , فالنصيحة تؤتي ثمارها في الدنيا على الناصح بأن الله يوفقه ويبارك له في اعماله .
ولكن ما ثمار النصيحه على المجتمع إذا تناصح ابناء المجتمع على الخير والتقوى بينهم ؟ اذا عمت النصيحه بين افراد المجتمع سلم المجتمع من عقاب الله اولا لأنهم ائتمروا فيما بينهم بالمعروف .
وسيكونون ممن تبع سنة الحبيب - صلى الله عليه وسلم - واتبع هديه فى التناصح والدعوه الى الله تعالى والدعوه الى الهدى كما قال من دعا الى هدى كان له مثل اجر من تبعه الى يوم القيامه من غير ان ينقص من اجورهم شيئا.
اسئله الواجب :-
حفظ الحديث
س1- لماذا حصر النبى - صلى الله عليه وسلم - الدين بالنصيحه ؟
س2:- ما هى آداب النصيحه ؟
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
فما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطأ أو زلل أو نسيان فمنى ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه .
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح و يخلص لنا القول والعمل وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه صلاة باقية دائمة الى يوم الدين

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لااله الا أنت نستغفرك ونتوب اليك

__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17-02-2009, 09:29 AM
عاشق البيان عاشق البيان غير متصل
موقوف من قبل الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: السعوديه
الجنس :
المشاركات: 2,651
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: دروس شرح الأربعين النووية / الحديث السابع

جزاك الله خيرا اختي على هذا الموضوع الرائع
ننتظر المزيد والابداع
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 84.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 81.69 كيلو بايت... تم توفير 2.32 كيلو بايت...بمعدل (2.76%)]