التأصيل التربويّ ضرورة الدعوة وصلاح الأمّة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-11-2019, 02:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي التأصيل التربويّ ضرورة الدعوة وصلاح الأمّة

التأصيل التربويّ ضرورة الدعوة وصلاح الأمّة
د. عبد المجيد البيانوني





إنّ أكبر عقبة ومعضلة تواجه الدعاة إلى الله تعالى هي الجهل بالإسلام خصوصاً ، وقد عمّ الجهل بالإسلام العالم الإسلاميّ من أقصاه إلى أقصاه ، بعد احتلاله والقضاء على مؤسّساته التربويّة والتعليميّة ، أو إضعافها ومحاولات تعويقها عن أداء رسالتها ([1]) .

ومن هنا فإننا نجد كلّ المصلحين والدعاة الربّانيّين خلال تاريخ هذه الأمّة يتّخذون التربية منهجاً ووسيلة لتحقيق التغيير الاجتماعيّ ، الذي يريده الله منهم ، لتكون الأمّة وفق ما يرضي الله عنها ، تحمل الرسالة ، وتؤدّي الأمانة ، وتكون خير أمّة أخرجت للناس ، لأنّ الله تعالى يقول في محكم تنزيله : ( ..إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"11" ) الرعد . وعلى ذلك فإنّ التربية في مفهوم الإسلام ليست محصورة في جانب اجتماعيّ أو اقتصاديّ بل هي قبل ذلك ضرورة عقديّة وأخلاقيّة ، وحضاريّة وإنسانيّة ، بمعناها الواسع الرحب .

والحاجة إلى الحديث عن التربية لا تتوقّف ، لأنّها لا تعدو أن تكون ذكرى لما ينسى ، أو تأصيلاً وترسيخاً لما يعرف ، أو تشخيصاً لظواهر أدواء وعلل ، تختلف وجهات النظر في تشخيص أسبابها ، ويتّخذ الناس مناحي شتّى في تقديم الحلول ، واقتراح العلاج ، ويسيرون في اتّجاهات متعدّدة تبعاً لذلك ، أو قد تدفع إلى الحديث عن التربية الحاجة إلى مواكبة ما يستجدّ من حاجات ، وعلاج ما يطفو في حياتنا من مشكلات ، نتيجة ما يحيط بحياتنا الفرديّة والأسريّة والاجتماعيّة من ظروف متغيّرة ، تجعل ما نؤمن به من حقائق ومبادئ وقيم ، يتعرّض إلى هزّات عنيفة ، وتشكيك خطير ، منها ما يكون بصورة عفويّة ، وكثير منها مقصود هادف ، يرمي إلى زعزعة الثقة بالقيم الأصيلة ، التي تبنى عليها حياتنا الإسلاميّة ، وتقوم على أسسها وقواعدها .

وإذا كان بعض الناس يطيب لهم أن ينظروا إلى قضيّة التربية نظرة سطحيّة ساذجة ، ويتجاهلوا كثيراً من مداخلاتها الشائكة المعقّدة ، فإن ذلك الموقف لا يخفّف كثيراً من أزماتنا الراهنة ، بله أن يلغيها ، ويجتثّ جذورها ، وهو لا يعدو أن يكون على حدّ منطق القائل :
إذا لم تستطع شيئاً فدعه وجاوزه إلى ما تستطيعُ
وهو منطق إن صلح في بعض أمور المعاش ، فلن يصلح ولن تصلح به الحياة في صراع الحقّ مع الباطل ، وتنازع المبادئ في قيادة الناس ، وبسط سلطان الحقّ في الأرض .

وإذا كان بعض الناس يحلو لهم أن يعدّوا الحديث عن بعض الأمور غدا ضرباً من الترف الفكريّ ، وباباً من أبواب المتعة العقليّة ، قد كثر فيه القول ، وسئم منه التكرار ، فإن قضيّة التربية في حياتنا الإسلاميّة قضيّة أساسيّة ملحّة ، إذ إنها كما تتوقّف عليها استقامة حياة الإنسان العاجلة ، ونيل السعادة الآجلة ، فهي تنبني عليها مفاهيم وتصوّرات ، وقيم ومبادئ ، هي أصل لما يقوم عليها من مناهج ، وما يتّخذ من مواقف ، أو يختار من اتّجاهات في الحياة .

ومن ثمّ فإن قضيّة التربية لا تزال القضيّة المركزيّة ، التي ينبغي أن يهتمّ بها دعاة الإسلام في كلّ مكان ، ولا تزال المهمّة الأولى التي تنتظر العلماء والدعاة ، والمتجرّدين لها الأكفاء .

وإنه بدون التربية الإسلاميّة الأصيلة المتوازنة ، لا نجد المسلم الصالح المصلح ، الذي يصاغ الصياغة الإسلاميّة المتميّزة ، ويهيّأ لأداء مسئوليّاته في الحياة ، ولا نجد الأسرة المسلمة التي هي محضن الطفل الفطريّ ، وسرّ نشأته السويّة ، وتكوينه القويم ، ولا نجد المجتمع الإيمانيّ ، والجماعة القويّة ، الراسخة المتماسكة ، التي أراد الله تعالى لأمّة الإسلام أن تكون إيّاها ، لتتنزّل عليها رحمة الله ورضوانه ، وتأييده ورعايته ، وهي محلّ عونه وفتحه ، ونصرته وتمكينه .

وإن مثل التربية في الحياة الإسلاميّة ، ومن يمثّلها ، ويقوم بها ، كمثل مركز الدائرة من الدائرة ، وما يتّصل بها من حقائقها الخاصّة ، من المحيط والوتر ، والقطر ونصف القطر ، وكما أن مركز الدائرة يحقّق وجود الدائرة بحقيقتها ، فكذلك لابدّ في الحياة الإسلاميّة من مركز لها ، يتحقّق عنده وبه وجودها : إنّه العالم الداعية الربّانيّ ، أو المعلّم المرشد المربّي .

--------
([1]) ـ ينظر : مشكلات تربويّة في البلاد الإسلاميّة ، للدكتور الشيخ عباسي مدني ، ص/224/ .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.22 كيلو بايت... تم توفير 1.76 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]