البـدانة بعد الزواج

[ابوالوليد المسلم]

البـدانة بعد الزواج
ماجد رمضان رجب


السؤال:
أنا متزوجة منذ خمس سنوات، ولديَّ طفلان، لكن أنا أحس بإحباط باستمرار؛ وذلك لسببين أولهما: أني بعد ما تزوجت أصبح جسمي ممتلئًا بعض الشيء، ولكن زوجي لا يرغب في أن أذهب إلى طبيب تخسيس، وهذا يفرق معي كثيرًا. أما المشكلة الثانية فهي أننا كنا متفقين على أني بعد الزواج أكمل الدراسة، لكن زوجي رفض، وأنا طيلة هذه المدة ألح عليه كثيرًا وهو رافض بتاتا، ومع ذلك لم أخالف رأيه، بعد ذلك قلت له أريد عمل مشروع صغير ولو في البيت، ولكنه يقول لي دائماً: إن شاء الله.. مع العلم أنه يرفض تماما أن أخرج إلى الشارع بمفردي.. لقد تعبت كثيرًا وأريد حلاً.. أرشدوني مأجورين..
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الأخت الفاضلة.
بالنسبة للمشكلة الأولى: تعتبر البدانة بعد الزواج مشكلة صحية لدى كل من الرجل والمرأة، إلاّ أنها تعد مشكلة جمالية ونفسية بصفة خاصة لدى المرأة. وحلم استرجاع القوام الممشوق الذي كنت عليه قبل الزواج والولادة، هو حلم أي امرأة.
ولا بد أن نعرف أن مقياس الجمال الشائع غير واقعي، وهناك دراسة في الأنثروبولوجي "علم دراسة الإنسان" تقول إنه لا يستطيع الوفاء بمقاييس الجمال العالمي إلا 5% فقط من المجتمع النسائي في العالم! أما ال95% من النساء فتظل في صراع طوال حياتها لعدم وصولها للصورة المطلوبة والمرغوبة في المجتمع.
وأنت لم تذكري وزنك وطولك وما مقدار الزيادة؟ وما سبب عدم رغبة زوجك للذهاب للطبيب المتخصص؟ هل عدم اقتناعه بالذهاب إلى الطبيب؟ أم أنه لا يراك بدينة تحتاجين لطبيب؟ أم يريد طبيبة متخصصة؟ لابد من مناقشة الموضوع بهدوء مع تخير الوقت المناسب للمناقشة، ومحاولة إقناع زوجك بحاجتك للذهاب إلى الطبيب.
ويفضل أن يكون اتباع أي نظام غذائي تحت إشراف طبيب متخصص، ولكن يمكنك اتباع النصائح العامة التالية التي تساعدك في الحفاظ على وزنك تحت شعار "غذاء متوازن + نشاط بدني":
• الإرادة تصنع المعجزات وتحقق المستحيل، اجعلي فكرك الشاغل هو الانتصار على نفسك وخفض وزنك.
• أفضل نظام يمكنك اتباعه للتخسيس هو تقليل الدهون والسكريات والنشويات البسيطة كالخبز الأبيض والأرز، والإكثار من الخضراوات، ولا تتناولي وجبة قبل النوم مباشرة، وإذا رغبت في الأكل قبل النوم فيجب أن يكون ذلك بعد تناول الوجبة بساعتين على الأقل وتذكري الحكمة الصينية القائلة:
• ليكن إفطارك كالملك، وغذاؤك كالأمير، وعشاؤك كالشحاذ. أو المثل القائل: إفطارك كُلْه كُلَّه، وغذاؤك كل نصه، وعشاؤك تبرع به لجارك (أوعدوك).
• أن تشغلي وقتك بشكل مفيد، فالقيام بأعمال البيت والاهتمام بالأولاد يساعدك على ملء جزء من وقتك بعمل،فالإحساس بالملل أو الفشل يزيدان من التوجه إلى الطعام كتعويض لا شعوري عن الكبت النفسي والعاطفي.
• عند الذهاب إلى الصديقات أو إلى أي اجتماع عائلي تلبية إحدى دعوات الطعام أو المطاعم يمكن تناول صحن سلطة أو خضراوات مسلوقة قبل الذهاب، إذ إنه عندما تكون المعدة خاوية، قد لا يستطيع المرء التحكم بشهيته لدى تقديم الطعام له.
• الانتباه إلى كيفية طهي الطعام بالبيت، وتقليل نسبة الدهون وخصوصاً الحيوانية المستعملة في الطهي.
• الإكثار من الحركة وممارسة أي نوع من التمارين الرياضية كالمشي وصعود الدرج إلى آخره، ويمكن الإكثار من الحركة على سبيل المثال بالاستغناء عن استخدام السيارة للمسافات القريبة أو صعود الدرج بدلاً من المصعد، والاستغناء عن أجهزة التحكم الآلي في المنزل،فالرياضة تحرق الدهون الواردة إليه عن طريق الطعام أو المتراكمة في أنسجة الجسم المختلفة، وبالإضافة إلى ذلك فهي تخفف من حدة الاكتئاب لأنها تزيد من نسبة السيروتونين في الدماغ، وهو الهرمون الذي يمنح المرء الشعور بالسعادة.
وبالنسبة للمشكلة الثانية:
قضية استكمال الدراسة أو العمل بالنسبة للمرأة ينظر إليها بعض الرجال على أنها تعطل المرأة عن أداء دورها كزوجة وأم، ولا يمكن تصحيح هذه المفاهيم إلا عن طريق الحوار والنقاش بين الطرفين مع اختيار الكلمات المناسبة والوقت المناسب والأسلوب الهادئ، والموضوعية في النقاش، علما بأنه يمكنك استكمال دراستك أو العمل عن طريق المراسلة أو عن بعد، وبالتالي لا يؤدي ذلك إلى أي تقصير من جانب الزوجة، ويمكن الاتفاق على أن يكون الأمر كتجربة وتجتهدين في إثبات نجاحك في واجباتك والتزاماتك.
ونسأل الله أن يصلح حالكم، وأن يصلح ذات بينكم، وأن يسهل أمركم، وأن يختار لنا ولكم ما فيه الخير.
ونتمنى من الله -عز وجل- أن نكون قد وفقنا في الرد عليك، ندعو الله أن يمن عليك بحياة سعيدة وصحة وافرة.