تفسير سورة النحل: من الآية 30 – 50 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4417 - عددالزوار : 853462 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3948 - عددالزوار : 388611 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 214053 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-07-2019, 10:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير سورة النحل: من الآية 30 – 50

تفسير سورة النحل: من الآية 30 – 50
سيد مبارك








﴿ وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ﴾ [النحل: 30].

إعراب مفردات الآية[1]:

(الواو): استئنافية ﴿ قِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ ﴾ مرَ إعرابُها في مقال سابق، (اللام): حرف جر، (الذين): اسم موصول مبني في محل جر متعلق ب (قيل)، (ألقوا): مثل اتقوا «[2]»، (خيرًا): مفعول به لفعل محذوف؛ أي: أنزل خيرًا، (للذين): مثل الأول متعلق بخبر مقدم، (أحسنوا): فعل ماضٍ وفاعله، (في): حرف جر، (ها): حرف تنبيه، (ذه): اسم إشارة مبني في محل جر متعلق بـ(أحسنوا)، (الدنيا): بدل من (ذه) تبعه في الجر، وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف، (حسنة): مبتدأ مؤخر مرفوع، (الواو): عاطفة، (اللام): لام الابتداء، (دار): مبتدأ مرفوع، (الآخرة): مضاف إليه مجرور، (خير): خبر مرفوع، (الواو): عاطفة، (اللام): لام التأكيد، (نعم): فعل ماضٍ جامد لإنشاء المدح، (دار): فاعل مرفوع، (المتقين): مضاف إليه مجرور، وعلامة الجر الياء، والمخصوص باألمدح محذوف تقديره: هي؛ أي: دار الآخرة.



روائع البيان والتفسير:

﴿ وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا ﴾ [النحل: 30].

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الجزئية من الآية: قوله تعالى: ﴿ وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا ﴾ [النحل: 30]، هذا خبر عن السعداء، بخلاف ما أخبر به عن الأشقياء، فإن أولئك قيل لهم: ماذا أنزل ربكم قالوا معرضين عن الجواب: لم ينزل شيئًا؛ إنما هذا أساطير الأوَّلين، وهؤلاء قالوا: ﴿ خَيْرًا ﴾؛ أي: أنزل خيرًا؛ أي: رحمة وبركة لمن اتِّبعه، وآمن به؛ ا.هـ [3].



﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ﴾ [النحل: 30].

قال السعدي رحمه الله في تفسيرها ما نصُّه: ﴿ لِلَذِينَ أَحْسَنُوا ﴾ في عبادة الله تعالى، وأحسنوا إلى عباد الله فلهم ﴿ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ﴾ رزق واسع، وعيشه هنية، وطمأنينة قلب، وأمن وسرور.



﴿ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ ﴾ من هذه الدار، وما فيها من أنواع اللذَّات والمشتهيات، فإن هذه نعيمها قليل محشو بالآفات منقطع، بخلاف نعيم الآخرة؛ ولهذا قال: ﴿ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ﴾؛ ا هـ [4].



وأضاف أبو جعفر الطبري في بيان قوله تعالى: ﴿ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ﴾ فقال رحمه الله: يقول: ولنعم دار الذين خافوا الله في الدنيا، فاتقوا عقابه بأداء فرائضه، وتجنُّب معاصيه، دار الآخرة؛ ا هـ [5].



﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ ﴾ [النحل: 31].

إعراب مفردات الآية[6]:

(جنات): خبر لمبتدأ محذوف، تقديره هي «[7]»، (عدن): مضاف إليه مجرور، (يدخلونها) مضارع مرفوع، و(الواو): فاعل، و(ها): ضمير مفعول به، (تجري): مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء، (من تحتها): جار ومجرور متعلق ب (تجري) «[8]»، وفيه حذف مضاف؛ أي: من تحت بيوتها أو أشجارها، و(ها): مضاف إليه، (الأنهار): فاعل تجري مرفوع، (اللام): حرف جر، و(هم): ضمير في محل جر متعلق بخبر مقدم، (فيها): مثل لهم متعلق بالخبر، (ما): اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ مؤخر، (يشاؤون): مضارع مرفوع.



و(الواو): فاعل، (الكاف): حرف جر وتشبيه «[9]»، (ذلك): اسم إشارة مبني في محل جر متعلق بمحذوف مفعول مطلق عامله (يجزي)، والإشارة إلى الجزاء، و(اللام): للبعد، و(الكاف): للخطاب، (يجزي الله): مثل تجري الأنهار، (المتقين): مفعول به منصوب، وعلامة النصب الياء.



روائع البيان والتفسير:

﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ ﴾ [النحل: 31].

قال السعدي في تفسيرها إجمالًا ما نصه: ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ ﴾؛ أي: مهما تمنته أنفسهم وتعلقت به إرادتهم، حصل لهم على أكمل الوجوه وأتمها، فلا يمكن أن يطلبوا نوعًا من أنواع النعيم الذي فيه لذة القلوب وسرور الأرواح، إلا وهو حاضر لديهم، ولهذا يعطي الله أهل الجنة كل ما تمنوه عليه، حتى إنه يذكرهم أشياء من النعيم لم تخطر على قلوبهم، فتبارك الذي لا نهاية لكرمه، ولا حد لجوده الذي ليس كمثله شيء في صفات ذاته، وصفات أفعاله وآثار تلك النعوت، وعظمة الملك والملكوت.



﴿ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَهُ الْمُتَقِينَ ﴾ لسخط الله وعذابه بأداء ما أوجبه عليهم من الفروض والواجبات المتعلقة بالقلب والبدن واللسان من حقه وحق عباده، وترك ما نهاهم الله عنه؛ ا.هـ [10].



﴿ الَذِينَ تَتَوَفَاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾[النحل: 32].

إعراب مفردات الآية [11]

(الذين تتوفاهم الملائكة) مر إعرابها «[12]»، (طيبين) حال منصوبة من مفعول تتوفاهم (يقولون) مثل يدخلون (سلام) مبتدأ مرفوع «[13]»، (على) حرف جر، و(كم) ضمير في محل جر متعلق بخبر المبتدأ (ادخلوا الجنة) مثل ادخلوا أبواب.. «[14]»، (بما كنتم تعملون) مر إعرابها «[15]».



روائع البيان والتفسير:

﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 32].

قال السعدي في تفسيرها إجمالًا ما نصه: ﴿ الَذِينَ تَتَوَفَاهُمُ الْمَلائِكَةُ ﴾ مستمرين على تقواهم ﴿ طَيِبِينَ ﴾؛ أي: طاهرين مطهرين من كل نقص ودنس يتطرق إليهم ويخل في إيمانهم، فطابت قلوبهم بمعرفة الله ومحبته وألسنتهم بذكره والثناء عليه، وجوارحهم بطاعته والإقبال عليه، ﴿ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ﴾ أي: التحية الكاملة حاصلة لكم والسلامة من كل آفة.



وقد سلمتم من كل ما تكرهون: ﴿ ادْخُلُوا الْجَنَةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ من الإيمان بالله والانقياد لأمره، فإن العمل هو السبب والمادة والأصل في دخول الجنة والنجاة من النار، وذلك العمل حصل لهم برحمة الله ومنته عليهم لا بحولهم وقوتهم؛ ا.هـ[16].



وزاد الشنقيطي رحمه الله في بيان الآية وارتباط معناها بآيات أخرى في القرآن، فقال ما مختصره: في هذه الآية الكريمة أن المتقين الذين كانوا يمتثلون أوامر ربهم، ويجتنبون نواهيه تتوفاهم الملائكة؛ أي: يقبضون أرواحهم في حال كونهم طيبين؛ أي: طاهرين من الشرك والمعاصي على أصح التفسيرات ويبشرونهم بالجنة، ويسلمون عليهم.



وبين هذا المعنى أيضًا في غير هذا الموضع؛ كقوله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30]، وقوله: ﴿ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 23، 24]، والبشارة عند الموت، وعند دخول الجنة من باب واحد؛ لأنها بشارة بالخير بعد الانتقال إلى الآخرة، ويفهم من صفات هؤلاء الذين تتوفاهم الملائكة طيبين، ويقولون لهم: سلام عليكم ادخلوا الجنة أن الذين لم يتصفوا بالتقوى لم تتوفهم الملائكة على تلك الحال الكريمة، ولم تسلم عليهم، ولم تبشرهم، وقد بيَّن تعالى هذا المفهوم في مواضع آخر؛ كقوله: ﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ﴾ [النحل: 28]، وقوله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 97]، وقوله: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ﴾ [الأنفال: 50] إلى غير ذلك من الآيات.



ثم ذكر رحمه الله فائدة جليلة من الآية فقال: أسند هنا جل وعلا التوفي للملائكة في قوله: ﴿ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ﴾ [النحل: 28]، وأسنده في «السجدة» لملك الموت في قوله: ﴿ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ ﴾ [السجدة: 11]، وأسنده في «الزمر» إلى نفسه جل وعلا في قوله: ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ﴾ [الزمر: 42]، وقد بيَّنا في كتابنا (دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب) في سورة «السجدة» أنه لا معارضة بين الآيات المذكورة، فإسناده التوفي لنفسه؛ لأنه لا يموت أحد إلا بمشيئته تعالى؛ كما قال: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا ﴾ [آل عمران: 145]، وأسنده لملك الموت؛ لأنه هو المأمور بقبض الأرواح، وأسنده إلى الملائكة؛ لأن لملك الموت أعوانًا من الملائكة ينزعون الروح من الجسد إلى الحلقوم، فيأخذها ملك الموت، كما قاله بعض العلماء، والعلم عند الله تعالى؛ ا.هـ [17].



﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [النحل: 33].

إعراب مفردات الآية [18]:

(هل) حرف استفهام فيه معنى النفي، (ينظرون) مضارع مرفوع.. و(الواو) فاعل (إلا) للحصر، (أن) حرف مصدري ونصب، (تأتيهم) مضارع منصوب..، و(هم) ضمير مفعول به، (الملائكة) فاعل مرفوع، (أو) حرف عطف (يأتي) مثل الأول ومعطوف عليه، (أمر) فاعل مرفوع، (ربك) مضاف إليه مجرور.. و(الكاف) مضاف إليه، والمصدر المؤول (أن تأتيهم...) في محل نصب مفعول به عامله ينظرون، (كذلك فعل الذين) مثل كذلك يجزي الله «[19]»، (من قبلهم) جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول الذين...، و(هم) ضمير مضاف إليه، (الواو) استئنافية، (ما) نافية، (ظلمهم) فعل ماض..، و(هم) مفعول به، (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع، (الواو) عاطفة، (لكن) حرف استدراك، (كانوا) فعل ماض ناقص ناسخ، والواو اسمه، (أنفس) مفعول به مقدم منصوب، و(هم) ضمير مضاف إليه، (يظلمون) مثل ينظرون.



روائع البيان والتفسير:

﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِكَ ﴾:

قال السعدي رحمه الله في بيان هذه الجزئية من الآية ما نصه: يقول تعالى: هل ينظر هؤلاء الذين جاءتهم الآيات فلم يؤمنوا، وذكِروا فلم يتذكروا، ﴿ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ ﴾ لقبض أرواحهم ﴿ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِكَ ﴾ بالعذاب الذي سيحل بهم، فإنهم قد استحقوا وقوعه فيهم؛ اهـ [20].



وأضاف القرطبي رحمه الله في تفسيرها ما نصه: هذا راجع إلى الكفار؛ أي: ما ينتظرون إلا أن تأتيهم الملائكة لقبض أرواحهم وهم ظالمون لأنفسهم، ﴿ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِكَ ﴾؛ أي: بالعذاب من القتل كيوم بدر، أو الزلزلة والخسف في الدنيا، وقيل: المراد يوم القيامة؛ ا.هـ [21].



﴿ كَذَلِكَ فَعَلَ الَذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ

قال ابن كثير رحمه الله في بيانها: قوله: ﴿ كذلك فعل الذين من قبلهم ﴾؛ أي: هكذا تمادى في شركهم أسلافهم ونظراؤهم وأشباههم من المشركين حتى ذاقوا بأس الله، وحلوا فيما هم فيه من العذاب والنكال، ﴿ وما ظلمهم الله ﴾؛ لأنه تعالى أعذر إليهم، وأقام حججه عليهم بإرسال رسله وإنزال كتبه، ﴿ ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾؛ أي: بمخالفة الرسل والتكذيب بما جاؤوا به؛ ا.هـ [22].



﴿ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [النحل: 34]:

إعراب مفردات الآية [23]:

(الفاء) عاطفة (أصابهم سيئات) مثل ظلمهم الله، (ما) حرف مصدري، (عملوا) فعل ماض وفاعله،

والمصدر المؤول (ما عملوا...) في محل جر مضاف إليه، (الواو) عاطفة، (حاق) فعل ماض (الباء) حرف جر، و(هم) ضمير في محل جر متعلق بـ(حاق)، (ما) اسم موصول مبني في محل رفع فاعل «[24]، (كانوا... يستهزئون) مثل كانوا يظلمون (به) مثل بهم متعلق بـ(يستهزئون).



روائع البيان والتفسير:

﴿ فَأَصَابَهُمْ سَيِئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ

فلهذا أصابتهم عقوبة الله على ذلك، ﴿ وحاق بهم ﴾؛ أي: أحاط بهم من العذاب الأليم، ﴿ ما كانوا به يستهزئون ﴾؛ أي: يسخرون من الرسل إذا توعدوهم بعقاب الله؛ فلهذا يقال يوم القيامة: ﴿ هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴾ [الطور: 14]؛ ا.هـ، ذكره ابن كثير رحمه الله في تفسيره [25].



﴿ وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [النحل: 35].

إعراب مفردات الآية [26]:

(الواو) استئنافية، (قال) فعل ماض، (الذين) موصول فاعل، (أشركوا) فعل ماض وفاعله، (لو) حرف شرط غير جازم، (شاء) مثل قال، (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع، (ما) نافية، (عبدنا) فعل ماض وفاعله، (من دونه) جار ومجرور حال من شيء..، و(الهاء) مضاف إليه، (من) حرف جر زائد، (شيء) مجرور لفظًا منصوب محلًّا مفعول به، (نحن) ضمير منفصل مبني في محل رفع توكيد لضمير المتكلم نا، (الواو) عاطفة، (لا) زائد لتأكيد النفي، (آباؤنا) معطوف على ضمير المتكلم الفاعل...، و(نا) مضاف إليه، (الواو) عاطفة (حرمنا من دونه من شيء) مثل عبدنا من... من شيء (كذلك.. من قبلهم) مر إعرابها «[27]»، (الفاء) استئنافية، (هل) حرف استفهام بمعنى النفي، (على الرسل) جار ومجرور متعلق بخبر مقدم، (إلا) أداة حصر، (البلاغ) مبتدأ مؤخر مرفوع، (المبين) نعت للبلاغ مرفوع.



روائع البيان والتفسير:

﴿ وَقَالَ الَذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ﴾:

قال ابن كثير رحمه الله في بيانها: يخبر تعالى عن اغترار المشركين بما هم فيه من الشرك واعتذارهم محتجين بالقدر، في قولهم: ﴿ لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء ﴾؛ أي: من البحائر والسوائب والوصائل وغير ذلك، مما كانوا ابتدعوه واخترعوه من تلقاء أنفسهم، ما لم ينزل الله به سلطانًا، ومضمون كلامهم: أنه لو كان تعالى كارهًا لما فعلنا، لأنكره علينا بالعقوبة ولما مكنا منه؛ ا.هـ [28].



وزاد السعدي فقال رحمه الله: أي: احتج المشركون على شركهم بمشيئة الله، وأن الله لو شاء ما أشركوا، ولا حرموا شيئًا من الأنعام التي أحلها كالبحيرة والوصيلة والحام ونحوها من دونه، وهذه حجة باطلة، فإنها لو كانت حقًّا ما عاقب الله الذين من قبلهم؛ حيث أشركوا به، فعاقبهم أشد العقاب، فلو كان يحب ذلك منهم لما عذبهم، وليس قصدهم بذلك إلا رد الحق الذي جاءت به الرسل، وإلا فعندهم علم أنه لا حجة لهم على الله.



فإن الله أمرهم ونهاهم ومكنهم من القيام بما كلفهم، وجعل لهم قوة ومشيئة تصدر عنها أفعالهم، فاحتجاجهم بالقضاء والقدر من أبطل الباطل، هذا وكل أحد يعلم بالحس قدرة الإنسان على كل فعل يريده من غير أن ينازعه منازع، فجمعوا بين تكذيب الله وتكذيب رسله، وتكذيب الأمور العقلية والحسية؛ ا.هـ [29].



﴿ كَذَلِكَ فَعَلَ الَذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُسُلِ إِلَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾:

قال أبو جعفر الطبري رحمه الله في بيان قوله تعالى: ﴿ كَذَلِكَ فَعَلَ الَذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾، فقال: كذلك فعل الذين من قبلهم من الأمم المشركة الذين استَن هؤلاء سنتهم، فقالوا مثل قولهم، سلكوا سبيلهم في تكذيب رسل الله، واتباع أفعال آبائهم الضلال؛ ا.هـ [30].



وأضاف السعدي رحمه الله في بيان قوله تعالى: ﴿ فهل على الرسل إلا البلاغ المبين ﴾؛ أي: البين الظاهر الذي يصل إلى القلوب، ولا يبقى لأحد على الله حجة، فإذا بلغتهم الرسل أمر ربهم ونهيه، واحتجوا عليهم بالقدر، فليس للرسل من الأمر شيء، وإنما حسابهم على الله عز وجل؛ ا هـ [31].



﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾ [النحل: 36].

إعراب مفردات الآية [32]:

(الواو) استئنافية، (اللام) لام القسم لقسم مقدر، (قد) حرف تحقيق، (بعثنا) فعل ماض وفاعله، (في كل) جار ومجرور متعلق بـ(بعثنا)، (أمة) مضاف إليه مجرور، (رسولًا) مفعول به منصوب، (أن) حرف تفسير؛ لأن بعثنا بمعنى قلنا.. «[33]»، (اعبدوا) فعل أمر مبني على حذف النون... و(الواو) فاعل، (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب، (الواو) عاطفة (اجتنبوا الطاغوت) مثل اعبدوا الله (الفاء) عاطفة تفريعية، (من) حرف جر، و(هم) ضمير في محل جر متعلق بخبر مقدم، (من) اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ مؤخر «[34]».




يتبع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16-07-2019, 10:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير سورة النحل: من الآية 30 – 50

تفسير سورة النحل: من الآية 30 – 50
سيد مبارك





روائع البيان والتفسير:

﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ﴾ [النحل: 36].

قال أبو جعفر الطبري رحمه الله في بيانها: قول تعالى ذكره: ولقد بعثنا أيها الناس في كل أمة سلفت قبلكم رسولًا كما بعثنا فيكم بأن اعبدوا الله وحده لا شريك له، وأفردوا له الطاعة، وأخلصوا له العبادة، (وَاجْتَنِبُوا الطَاغُوتَ)، يقول: وابعدوا من الشيطان، واحذروا أن يغويكم، ويصدكم عن سبيل الله، فتضلوا، (فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَهُ) يقول: فممن بعثنا فيهم رسلنا من هدى الله، فوفَقه لتصديق رسله، والقبول منها، والإيمان بالله، والعمل بطاعته، ففاز وأفلح، ونجا من عذاب الله، (وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَتْ عَلَيْهِ الضَلالَةُ) يقول: وممن بعثنا رسلنا إليه من الأمم آخرون حقَّت عليهم الضلالة، فجاروا عن قصد السبيل، فكفروا بالله وكذبوا رسله، واتبعوا الطاغوت، فأهلكهم الله بعقابه، وأنزل عليهم بأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين؛ ا هـ[35].



وأضاف ابن كثير رحمه الله في بيانه لقوله تعالى: ﴿ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36]، فقال: فلم يزل تعالى يرسل إلى الناس الرسل بذلك، منذ حدث الشرك في بني آدم، في قوم نوح الذين أرسل إليهم نوح، وكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض إلى أن ختمهم بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي طبقت دعوته الإنس والجن في المشارق والمغارب، وكلهم كما قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25]، وقال تعالى: ﴿ وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ﴾ [الزخرف: 45]، وقال تعالى في هذه الآية الكريمة: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36]، فكيف يسوغ لأحد من المشركين بعد هذا أن يقول: ﴿ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [النحل: 35]... فلا حجة لهم فيها؛ لأنه تعالى خلق النار وأهلها من الشياطين والكفرة، وهو لا يرضى لعباده الكفر، وله في ذلك حجة بالغة وحكمة قاطعة، ثم إنه تعالى قد أخبر أنه عيَّر عليهم، وأنكر عليهم بالعقوبة في الدنيا بعد إنذار الرسل؛ اهـ [36].



﴿ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِبِينَ ﴾:

قال السعدي رحمه الله في بيانه لهذه الجزئية من الآية: ﴿ فَسِيرُوا فِي الأرْضِ ﴾ بأبدانكم وقلوبكم، ﴿فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِبِينَ﴾، فإنكم سترون من ذلك العجائب، فلا تجدون مكذبًا إلا كان عاقبته الهلاك؛ اهـ [37].



﴿ إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴾ [النحل: 37]:

إعراب مفردات الآية [38]:

(إن) حرف شرط جازم، (تحرص) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل أنت (على هداهم) جار ومجرور متعلق بـ(تحرص)، وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف..، و(هم) مضاف إليه، (الفاء) تعليلية، (إن) حرف مشبه بالفعل، (الله) لفظ الجلالة اسم إن منصوب، (لا) نافية، (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء..، والفاعل هو (من) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به، والعائد محذوف؛ أي: يضله، (يضل) مضارع مرفوع والفاعل هو أي الله، (الواو) عاطفة، (ما) نافية، (اللام) حرف جر، (هم) ضمير في محل جر متعلق بخبر مقدم (من) حرف جر زائد، (ناصرين) مجرور لفظًا مرفوع محلًّا مبتدأ مؤخر.



روائع البيان والتفسير:

﴿ إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَ اللَهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴾:

قال السعدي رحمه الله في بيانها إجمالًا: ﴿ إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ ﴾ وتبذل جهدك في ذلك، ﴿ فَإِنَ اللَهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُ ﴾، ولو فعل كل سبب لم يهده إلا الله؛ ا هـ [39].



وأضاف ابن كثير في بيانها رحمه الله: فقوله: ﴿ فإن الله ﴾؛ أي: شأنه وأمره أنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فلهذا قال: ﴿ لا يهدي من يضل ﴾؛ أي: من أضله فمن الذي يهديه من بعد الله؟ أي: لا أحد، ﴿ وما لهم من ناصرين ﴾؛ أي: ينقذونهم من عذابه ووثاقه، ﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54]؛ ا.هـ[40].



﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 38].

إعراب مفردات الآية [41]:

(الواو) استئنافية «[42]»، (أقسموا) فعل ماض وفاعله، (بالله) جار ومجرور متعلق بـ(أقسموا)، (جهد) مفعول مطلق نائب عن المصدر، فهو مبيِّن لنوعه، (أيمانهم) مضاف إليه مجرور، و(هم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية، (يبعث) مضارع مرفوع، (الله) فاعل مرفوع، (من) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به، (يموت) مثل يبعث، والفاعل هو وهو العائد، (بلى) حرف جواب لإيجاب المنفي؛ أي: بلى يبعثهم، (وعدا) مفعول مطلق لفعل محذوف؛ أي: وعد ذلك وعدًا، (على) حرف جر، و(الهاء) ضمير في محل جر متعلق بـ(وعدًا)، (حقًّا) مفعول مطلق لفعل محذوف؛ أي: حقَّ حقًّا«[43]»، (الواو) عاطفة، (لكن) حرف استدراك ونصب، (أكثر) اسم لكن منصوب (الناس) مضاف إليه مجرور، (لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، و(الواو) فاعل.




روائع البيان والتفسير:

﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًا وَلَكِنَ أَكْثَرَ النَاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾:

قال السعدي رحمه الله في بيانها: خبر تعالى عن المشركين المكذبين لرسوله أنهم ﴿ أَقْسَمُوا بِاللَهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ﴾؛ أي: حلفوا أيمانًا مؤكدة مغلظة على تكذيب الله، وأن الله لا يبعث الأموات، ولا يقدر على إحيائهم بعد أن كانوا ترابًا؛ قال تعالى مكذبا لهم: ﴿ بَلَى ﴾ سيبعثهم ويجمعهم ليوم لا ريب فيه ﴿ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًا ﴾ لا يخلفه ولا يغيره، ﴿ وَلَكِنَ أَكْثَرَ النَاسِ لا يَعْلَمُونَ ﴾، ومن جهلهم العظيم إنكارهم للبعث والجزاء؛ اهـ [44].



وأضاف القرطبي رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى: ﴿ ولكن أكثر الناس لا يعلمون ﴾ فقال: إنهم مبعوثون، وفي البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: كذَّبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي، فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدًا وأنا الأحد الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد «[45]»؛ ا هـ[46].




﴿ لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ ﴾ [النحل: 39]:

إعراب مفردات الآية [47]:

(اللام) للتعليل، (يبين) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو أي الله، (اللام) حرف جر، و(هم) ضمير في محل جر متعلق بـ(يبين)، (الذي) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به، (يختلفون) مضارع مثل يعلمون، (في) حرف جر، و(الهاء) ضمير في محل جر متعلق بـ(يختلفون).



والمصدر المؤول (أن يبين) في محل جر باللام متعلق بفعل يبعثهم المقدر.

(الواو) عاطفة، (ليعلم) مثل ليبين، (الذين) موصول فاعل، (كفروا) مثل أقسموا، (أنهم) حرف توكيد ونصب، و(هم) ضمير في محل اسم أن (كانوا) فعل ماض ناقص ناسخ، و(الواو) اسم كان (كاذبين) خبر كانوا منصوب وعلامة النصب الياء.



والمصدر المؤول (أن يعلم..) في محل جر باللام متعلق بفعل يبعثهم المقدر، فهو معطوف على المصدر المؤول الأول، والمصدر المؤول (أنهم كانوا... ) في محل نصب سد مسد مفعولي يعلم.



روائع البيان والتفسير:

﴿ لِيُبَيِنَ لَهُمُ الَذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَذِينَ كَفَرُوا أَنَهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ ﴾:

فسَّرها ابن كثير رحمه الله إجمالًا، فقال: ثم ذكر تعالى حكمته في المعاد وقيام الأجساد يوم التناد، فقال: ﴿ ليبين لهم ﴾؛ أي: للناس ﴿ الذي يختلفون فيه ﴾؛ أي: من كل شيء، و﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ﴾ [النجم: 31]، ﴿ وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين ﴾؛ أي: في أيمانهم وأقسامهم: لا يبعث الله من يموت؛ ولهذا يدعون يوم القيامة إلى نار جهنم دعًّا، وتقول لهم الزبانية: ﴿ هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ * أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ * اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الطور: 14- 16]؛ ا هـ [48].



﴿ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [النحل: 40]:

إعراب مفردات الآية [49]:

(إنما) كافة ومكفوفة، (قولنا) مبتدأ مرفوع.. و(نا) ضمير مضاف إليه (لشيء) جار ومجرور متعلق بقولنا (إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرد من الشرط متعلق ب (قولنا) (أردناه) فعل ماض وفاعله، و(الهاء) مفعول به (أن) حرف مصدري ونصب (نقول) مضارع منصوب، والفاعل نحن (اللام) حرف جر و(الهاء) ضمير في محل جر متعلق ب (نقول)، (كن) فعل أمر تام، والفاعل أنت (الفاء) استئنافية (يكون) مضارع تام مرفوع، والفاعل هو، والمصدر المؤول (أن نقول) في محل رفع خبر المبتدأ قولنا..



روائع البيان والتفسير:

﴿ إِنَمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾:

قال ابن كثير رحمه الله في بيانها ما مختصره: أخبر تعالى عن قدرته على ما يشاء، وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وإنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له: "كن"، فيكون، والمعاد من ذلك إذا أراد كونه فإنما يأمر به مرة واحدة، فيكون كما يشاء؛ كما قال: ﴿ وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ﴾ [القمر: 50]، وقال: ﴿ مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾ [لقمان: 28]، وقال في هذه الآية الكريمة: ﴿ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [النحل: 40]؛ أي: أن يأمر به دفعة واحدة فإذا هو كائن، ثم أضاف رحمه الله: قوله ﴿ فيكون ﴾، أي: إنه تعالى لا يحتاج إلى تأكيد فيما يأمر به، فإنه تعالى لا يمانع ولا يخالف؛ لأنه هو الواحد القهار العظيم، الذي قهر سلطانه وجبروته وعزته كل شيء، فلا إله إلا هو ولا رب سواه؛ ا.هـ[50].



وذكر القرطبي رحمه الله في بيانها فائدة، فقال ما مختصره وبتصرف يسير: أعلمهم سهولة الخلق عليه؛ أي: إذا أردنا أن نبعث من يموت، فلا تعب علينا ولا نصب في إحيائهم، ولا في غير ذلك مما نحدثه؛ لأنا إنما نقول له كن فيكون، وفي الآية دليل على أن القرآن غير مخلوق؛ لأنه لو كان قوله: "كن" مخلوقًا، لاحتاج إلى قول ثان، والثاني إلى ثالث وتسلسل وكان محالًا، وفيها دليل على أن الله سبحانه مريد لجميع الحوادث كلها خيرها وشرها نفعها وضرها، والدليل على ذلك أن من يرى في سلطانه ما يكرهه ولا يريده فلأحد شيئين: إما لكونه جاهلًا لا يدري، وإما لكونه مغلوبًا لا يطيق، ولا يجوز ذلك في وصفه سبحانه، وقد قام الدليل على أنه خالق لاكتساب العباد، ويستحيل أن يكون فاعلًا لشيء وهو غير مريد له؛ لأن أكثر أفعالنا يحصل على خلاف مقصودنا وإرادتنا، فلو لم يكن الحق سبحانه مريدًا لها لكانت تلك الأفعال تحصل من غير قصد، وهذا قول الطبيعيين، وقد أجمع الموحدون على خلافه وفساده؛ اهـ[51].



﴿ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 41].

إعراب مفردات الآية [52]:

(الواو) استئنافية (الذين) اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ»، (هاجروا) فعل ماض وفاعله (في الله) جار ومجرور متعلق بـ(هاجروا) على حذف مضاف؛ أي في سبيل الله، أو في إعلاء كلمة الله (من) بعد جار ومجرور متعلق بـ(هاجروا)، (ما) حرف مصدري (ظلموا) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم.. و(الواو) نائب الفاعل (اللام) لام القسم لقسم مقدر (نبوئنهم) مضارع مبني على الفتح في محل رفع.. و(النون) نون التوكيد، و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل نحن (في الدنيا) جار ومجرور متعلق بـ(نبوئن)، وعلامة الجر الكسرة المقدرة (حسنة) مفعول به ثان منصوب بتضمين الفعل معنى نعطين«[53]»، (الواو) عاطفة (اللام) لام الابتداء للتوكيد (أجر) مبتدأ مرفوع (الآخرة) مضاف إليه مجرور (أكبر) خبر مرفوع (لو) حرف شرط غير جازم (كانوا يعلمون) مثل كانوا يظلمون «[54]».



روائع البيان والتفسير:

﴿ وَالَذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ﴾:

قال السعدي في بيانه لهذه الجزئية من الآية ما نصه: يخبر تعالى بفضل المؤمنين الممتحنين ﴿ الَذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَهِ ﴾؛ أي: في سبيله وابتغاء مرضاته، ﴿ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ﴾ بالأذية والمحنة من قومهم، الذين يفتنونهم ليردوهم إلى الكفر والشرك، فتركوا الأوطان والخلان، وانتقلوا عنها لأجل طاعة الرحمن؛ ا هـ [55].



وأضاف ابن كثير رحمه الله: ويحتمل أن يكون سبب نزول هذه الآية الكريمة في مهاجرة الحبشة الذي اشتد أذى قومهم لهم بمكة، حتى خرجوا من بين أظهرهم إلى بلاد الحبشة، ليتمكنوا من عبادة ربهم، ومن أشرافهم: عثمان بن عفان، ومعه زوجته رقية [56] بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعفر بن أبي طالب ابن عم الرسول وأبو سلمة بن عبدالأسد [57] في جماعة قريب من ثمانين، ما بين رجل وامرأة، صديق وصديقة، رضي الله عنهم وأرضاهم؛ اهـ [58].



﴿ لَنُبَوِئَنَهُمْ فِي الدُنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾:

قال السعدي رحمه الله في بيانها: فذكر لهم ثوابين: ثوابًا عاجلًا في الدنيا من الرزق الواسع والعيش الهنيء الذي رأوه عيانًا بعد ما هاجروا، وانتصروا على أعدائهم، وافتتحوا البلدان وغنموا منها الغنائم العظيمة، فتمولوا وآتاهم الله في الدنيا حسنة ﴿ وَلأجْرُ الآخِرَةِ ﴾ الذي وعدهم الله على لسان رسوله ﴿ أَكْبَرُ ﴾ من أجر الدنيا؛ كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [التوبة: 20، 22]، وقوله: ﴿ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾؛ أي: لو كان لهم علم ويقين بما عند الله من الأجر والثواب لمن آمن به وهاجر في سبيله لم يتخلف عن ذلك أحد؛ ا هـ [59].



وأضاف ابن كثير رحمه الله في بيانه لقوله تعالى: ﴿ لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر ﴾، فقال بتصرف يسير: وقد فعل فوعدهم تعالى بالمجازاة الحسنة في الدنيا والآخرة، فقال: قال ابن عباس والشعبي، وقتادة: المدينة، وقيل: الرزق الطيب، قاله مجاهد.



ولا منافاة بين القولين، فإنهم تركوا مساكنهم وأموالهم، فعوضهم الله خيرًا منها في الدنيا، فإن من ترك شيئًا لله عوضه الله بما هو خير له منه، وكذلك وقع، فإنهم مكن الله لهم في البلاد وحكمهم على رقاب العباد، فصاروا أمراءَ حكامًا، وكل منهم للمتقين إماما، وأخبر أن ثوابه للمهاجرين في الدار الآخرة أعظم مما أعطاهم في الدنيا، فقال: ﴿ ولأجر الآخرة أكبر ﴾؛ أي: مما أعطيناهم في الدنيا؛ ا هـ[60].



﴿ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [النحل: 42]:

إعراب مفردات الآية [61]:

(الذين) موصول خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (صبروا) مثل هاجروا «[62]»، (الواو) عاطفة (على ربهم) جار ومجرور متعلق بـ(يتوكلون)، و(هم) مضاف إليه (يتوكلون) مضارع مرفوع.. و(الواو) فاعل.


يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16-07-2019, 10:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير سورة النحل: من الآية 30 – 50

تفسير سورة النحل: من الآية 30 – 50
سيد مبارك





روائع البيان والتفسير:

﴿ الَذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِهِمْ يَتَوَكَلُونَ ﴾:

قال السعدي رحمه الله في بيانها إجمالًا ما نصه: ﴿ الَذِينَ صَبَرُوا ﴾ على أوامر الله وعن نواهيه، وعلى أقدار الله المؤلمة، وعلى الأذية فيه والمحن ﴿ وَعَلَى رَبِهِمْ يَتَوَكَلُونَ ﴾؛ أي: يعتمدون عليه في تنفيذ محابه، لا على أنفسهم، وبذلك تنجح أمورهم وتستقيم أحوالهم، فإن الصبر والتوكل ملاك الأمور كلها، فما فات أحدًا شيءٌ من الخير إلا لعدم صبره وبذل جهده فيما أريد منه، أو لعدم توكله واعتماده على الله؛ اهـ [63].



وأضاف القرطبي رحمه الله في بيانه لقوله تعالى: ﴿ وعلى ربهم يتوكلون ﴾، فقال: في كل أمورهم، وقال بعض أهل التحقيق: خيار الخلق من إذا نابه أمر صبر، وإذا عجز عن أمر توكل، قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [النحل: 42]؛ اهـ [64].



﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43]:

إعراب مفردات الآية [65]:

(الواو) استئنافية (ما) نافية (أرسلنا) فعل ماض وفاعله (من قبلك) جار ومجرور متعلق بـ(أرسلنا).. و(الكاف) ضمير مضاف إليه (إلا) أداة حصر (رجالًا) مفعول به منصوب (نوحي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء.. والفاعل نحن للتعظيم (إلى) حرف جر و(هم) ضمير في محل جر متعلق ب (نوحي)، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدر (اسألوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. و(الواو) فاعل (أهل) مفعول به منصوب (الذكر) مضاف إليه مجرور (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط.. و(تم) ضمير اسم كان (لا) نافية (تعلمون) مضارع مرفوع.. و(الواو) فاعل.



روائع البيان والتفسير:

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾:

قال أبو جعفر الطبري رحمه الله في بيانها إجمالًا ما نصه: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وما أرسلنا من قبلك يا محمد إلى أمة من الأمم، للدعاء إلى توحيدنا، والانتهاء إلى أمرنا ونهينا، إلا رجالًا من بني آدم نوحي إليهم وحينا لا ملائكة، يقول: فلم نرسل إلى قومك إلا مثل الذي كنا نرسل إلى من قَبلهم من الأمم من جنسهم وعلى منهاجهم ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِكْرِ ﴾، يقول لمشركي قريش: وإن كنتم لا تعلمون أن الذين كنا نرسل إلى من قبلكم من الأمم رجال من بني آدم مثل محمد صلى الله عليه وسلم وقلتم: هم ملائكة؛ أي: ظننتم أن الله كلمهم قبلًا، فاسألوا أهل الذكر، وهم الذين قد قرؤوا الكتب من قبلهم: التوراة والإنجيل، وغير ذلك من كتب الله التي أنزلها على عباده؛ اهـ [66].



وقال الشنقيطي رحمه الله في تفسيرها ما مختصره: يفهم من هذه الآيات أن الله لم يرسل امرأة قط؛ لقوله: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا ﴾ [النحل: 43]، ويفهم من قوله: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ﴾ [النحل: 43] أن من جهل الحكم: يجب عليه سؤال العلماء والعمل بما أفتوه به، والمراد بأهل الذكر في الآية: أهل الكتاب، وهذه الأمة أيضًا يصدق عليها أنها أهل الذكر؛ لقوله: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ ﴾ [الحجر: 9]، إلا أن المراد في الآية أهل الكتاب؛ اهـ [67].



وزاد ابن كثير رحمه الله: والغرض أن هذه الآية الكريمة أخبرت أن الرسل الماضين قبل محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا بشرًا كما هو بشر؛ كما قال تعالى: ﴿ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا * وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 93، 94]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ﴾ [الفرقان: 20]، وقال: ﴿ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ * ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأنبياء: 8، 9]، وقال: ﴿ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ ﴾ [الأحقاف: 9]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ ﴾ [الكهف: 110]؛ ا.هـ[68].



﴿ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 44]:

إعراب مفردات الآية [69]:

(بالبينات) جار ومجرور متعلق ب (نوحي) «[70]»، (الواو) عاطفة (الزبر) معطوف على البينات مجرور (الواو) عاطفة (أنزلنا الذكر) مثل أرسلنا رجالًا (إليك) مثل إليهم متعلق بـ(أنزلنا)، (اللام) للتعليل (تبين) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل أنت (للناس) جار ومجرور متعلق بـ(تبين)، (ما) اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به (نزل) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إليهم) مثل الأول متعلق بـ(نزل)، والمصدر المؤول (أن تبين... ) في محل جر باللام متعلق بـ(أنزلنا).

(الواو) عاطفة (لعلهم) حرف مشبه بالفعل للترجي، و(هم) ضمير في محل نصب اسم لعل (يتفكرون) مثل تعلمون.



روائع البيان والتفسير:

﴿ بِالْبَيِنَاتِ وَالزُبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِكْرَ لِتُبَيِنَ لِلنَاسِ مَا نُزِلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَهُمْ يَتَفَكَرُونَ ﴾:

فسر ابن كثير رحمه الله قوله تعالى: ﴿ بِالْبَيِنَاتِ وَالزُبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِكْرَ لِتُبَيِنَ لِلنَاسِ مَا نُزِلَ إِلَيْهِمْ ﴾، فقال في تفسيره: ثم ذكر تعالى أنه أرسلهم ﴿ بالبينات ﴾؛ أي: بالدلالات والحجج، ﴿ والزبر ﴾ وهي الكتب؛ قاله ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، وغيرهم.



والزبر: جمع زبور، تقول العرب: زبرت الكتاب إذا كتبته، وقال تعالى: ﴿ ﴿ وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ ﴾ [القمر: 52]، وقال: ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ [الأنبياء: 105].



ثم قال تعالى: ﴿ وأنزلنا إليك الذكر ﴾ يعني: القرآن، ﴿ لتبين للناس ما نزل إليهم ﴾ من ربهم؛ أي: لعلمك بمعنى ما أنزل عليك، وحرصك عليه، واتباعك له، ولعلمنا بأنك أفضل الخلائق وسيد ولد آدم، فتفصل لهم ما أجمل؛ ا.هـ[71].



وأضاف السعدي رحمه الله في بيانه لهذه الجزئية من الآية فائدة، فقال في تفسيرها إجمالًا وبتصرف يسير ما نصه:

﴿ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ نبأ الأولين، وشككتم هل بعث الله رجالًا؟ فاسألوا أهل العلم بذلك الذين نزلت عليهم الزبر والبينات، فعلموها وفهموها، فإنهم كلهم قد تقرَّر عندهم أن الله ما بعث إلا رجالًا يوحي إليهم من أهل القرى، وعموم هذه الآية فيها مدح أهل العلم، وأن أعلى أنواعه العلم بكتاب الله المنزل، فإن الله أمر من لا يعلم بالرجوع إليهم في جميع الحوادث، وفي ضمنه تعديل لأهل العلم وتزكية لهم؛ حيث أمر بسؤالهم، وأن بذلك يخرج الجاهل من التبعة، فدل على أن الله ائتمنهم على وحيه وتنزيله، وأنهم مأمورون بتزكية أنفسهم، والاتصاف بصفات الكمال.



وأفضل أهل الذكر أهل هذا القرآن العظيم، فإنهم أهل الذكر على الحقيقة، وأولى من غيرهم بهذا الاسم، ولهذا قال تعالى: ﴿ وَأَنزلْنَا إِلَيْكَ الذِكْرَ ﴾؛ أي: القرآن الذي فيه ذكر ما يحتاج إليه العباد من أمور دينهم ودنياهم الظاهرة والباطنة، ﴿ لِتُبَيِنَ لِلنَاسِ مَا نزلَ إِلَيْهِمْ ﴾، وهذا شامل لتبيين ألفاظه وتبيين معانيه، ﴿ وَلَعَلَهُمْ يَتَفَكَرُونَ ﴾ فيه فيستخرجون من كنوزه وعلومه بحسب استعدادهم وإقبالهم عليه؛ ا.هـ [72].



﴿ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [النحل: 45].

إعراب مفردات الآية [73]:

(الهمزة) للاستفهام التوبيخي (الفاء) استئنافية (أمن) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبني في محل رفع فاعل (مكروا) فعل ماض وفاعله (السيئات) مفعول به منصوب «[74]» بتضمينه معنى عملوا، وعلامة النصب الكسرة (أن) حرف مصدري ونصب (يخسف) مضارع منصوب (الله) لفظ الجلالة فاعل (الباء) حرف جر و(هم) ضمير في محل جر متعلق بـ(يخسف)، (الأرض) مفعول به منصوب، والمصدر المؤول (أن يخسف) في محل نصب مفعول به عامله أمن، (أو) حرف عطف (يأتيهم) مثل يخسف ومعطوف عليه، و(هم) ضمير مفعول به (العذاب) فاعل مرفوع (من) حرف جر (حيث) اسم مبني على الضم في محل جر متعلق ب (يأتيهم)، (لا يشعرون) مثل لا تعلمون «[75]».



روائع البيان والتفسير:

﴿ أَفَأَمِنَ الَذِينَ مَكَرُوا السَيِئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴾:

قال القرطبي رحمه الله في تفسيرها: قوله تعالى: ﴿ أفأمن الذين مكروا السيئات ﴾؛ أي: بالسيئات، وهذا وعيد للمشركين الذين احتالوا في إبطال الإسلام، ﴿ أن يخسف الله بهم الأرض ﴾، قال ابن عباس: كما خسف بقارون، يقال: خسف المكان يخسف خسوفًا: ذهب في الأرض، وخسف الله به الأرض خسوفًا؛ أي: غاب به فيها، ومنه قوله: ﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ ﴾ [القصص: 81]، وخسف هو في الأرض وخسف به، والاستفهام بمعنى الإنكار؛ أي: يجب ألا يأمنوا عقوبة تلحقهم كما لحقت المكذبين، ﴿ أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون ﴾، كما فعل بقوم لوط وغيرهم، وقيل: يريد يوم بدر، فإنهم أهلكوا ذلك اليوم، ولم يكن شيء منه في حسابهم؛ اهـ [76].



وأضاف ابن كثير رحمه الله في بيانها إجمالًا ما مختصره: يخبر تعالى عن حلمه وإمهاله وإنظاره العصاة الذين يعملون السيئات ويدعون إليها، ويمكرون بالناس في دعائهم إياهم وحملهم عليها، مع قدرته على ﴿ أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون ﴾؛ أي: من حيث لا يعلمون مجيئه إليهم؛ كما قال تعالى: أأمنتم ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ﴾ [الملك: 16، 17]؛ ا هـ [77].



﴿ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ ﴾ [النحل: 46]:

إعراب مفردات الآية [78]:

(أو) مثل الأول (يأخذهم) مثل يأتيهم (في تقلبهم) جار ومجرور متعلق بحال من المفعول؛ أي: متلبسين في تقلبهم (الفاء) تعليلية (ما) نافية عاملة عمل ليس (هم) ضمير منفصل مبني في محل رفع اسم ما (الباء) حرف جر زائد (معجزين) مجرور لفظًا منصوب محلًّا خبر ما، وعلامة الجر الياء.



روائع البيان والتفسير:

﴿ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ ﴾:

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيرها ما نصه: وقوله ﴿ أو يأخذهم في تقلبهم ﴾؛ أي: في تقلبهم في المعايش واشتغالهم بها، من أسفار ونحوها من الأشغال الملهية، قال قتادة والسدي: ﴿ تقلبهم ﴾؛ أي: أسفارهم، وقال مجاهد، والضحاك: ﴿ في تقلبهم ﴾ في الليل والنهار، كما قال تعالى: ﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴾ [الأعراف: 97، 98]، وقوله ﴿ فما هم بمعجزين ﴾؛ أي: لا يعجزون الله على أي حال كانوا عليه؛ اهـ[79].



﴿ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 47]:

إعراب مفردات الآية [80]:

(أو يأخذهم على تخوف) مثل أو يأخذهم في تقلبهم (الفاء) تعليلية (إن) حرف توكيد ونصب (ربكم) اسم إن منصوب.. و(كم) ضمير مضاف إليه (اللام) المزحلقة للتوكيد (رؤف) خبر إن مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.



روائع البيان والتفسير:

﴿ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُفٍ فَإِنَ رَبَكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾:

قوله: ﴿ أو يأخذهم على تخوف ﴾؛ أي: أو يأخذهم الله في حال خوفهم من أخذه لهم، فإنه يكون أبلغ وأشد حالة الأخذ؛ فإن حصول ما يتوقع مع الخوف شديد؛ ولهذا قال العوفي عن ابن عباس: ﴿ أو يأخذهم على تخوف ﴾؛ يقول: إن شئت أخذته على أثر موت صاحبه وتخوُّفه بذلك، وكذا روي عن مجاهد، والضحاك، وقتادة وغيرهم، ذكره ابن كثير رحمه الله في تفسيره؛ اهـ.



وأضاف السعدي في تفسيره لقوله تعالى: ﴿ فَإِنَ رَبَكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾، فقال بتصرف يسير: لا يعاجل العاصين بالعقوبة، بل يمهلهم ويعافيهم ويرزقهم، وهم يؤذونه ويؤذون أولياءه، ومع هذا يفتح لهم أبواب التوبة، ويدعوهم إلى الإقلاع من السيئات التي تضرهم، ويعدهم بذلك أفضل الكرامات، ومغفرة ما صدر منهم من الذنوب، فليستحي المجرم من ربه أن تكون نعم الله عليه نازلة في جميع اللحظات ومعاصيه صاعدة إلى ربه في كل الأوقات، وليعلم أن الله يمهل ولا يهمل، وأنه إذا أخذ العاصي أخذه أخذ عزيز مقتدر، فليتب إليه، وليرجع في جميع أموره إليه فإنه رؤوف رحيم، فالبدار البدار إلى رحمته الواسعة وبره العميم، وسلوك الطرق الموصلة إلى فضل الرب الرحيم، ألا وهي تقواه والعمل بما يحبه ويرضاه؛ اهـ[81].



﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ ﴾ [النحل: 48]:

إعراب مفردات الآية [82]:

(الهمزة) للاستفهام التوبيخي (الواو) استئنافية (لم) حرف نفي وجزم (يروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. و(الواو) فاعل (إلى) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محل جر متعلق بـ(يروا) بتضمينه معنى ينظروا (خلق) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من شيء) جار ومجرور حال «[83]» من العائد المحذوف (يتفيأ) مضارع مرفوع (ظلاله) فاعل مرفوع.. و(الهاء) مضاف إليه (عن اليمين) جار ومجرور متعلق بـ(يتفيأ) «[84]»، (الواو) عاطفة (الشمائل) معطوف على اليمين مجرور (سجدًّا) حال من الظلال منصوبة (لله) جار ومجرور متعلق بـ(سجدًّا) (الواو) حالية (هم) ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ، ويعود على الظلال وقد نزلت منزلة العقلاء (داخرون) خبر مرفوع، وعلامة الرفع الواو.


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16-07-2019, 10:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير سورة النحل: من الآية 30 – 50

تفسير سورة النحل: من الآية 30 – 50
سيد مبارك





روائع البيان والتفسير:

﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَمَائِلِ سُجَدًا لِلَهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ ﴾:

قال ابن كثير رحمه الله في بيانها: يخبر تعالى عن عظمته وجلاله وكبريائه الذي خضع له كل شيء، ودانت له الأشياء والمخلوقات بأسرها: جمادها وحيواناتها، ومكلفوها من الإنس والجن والملائكة، فأخبر أن كل ما له ظل يتفيأ ذات اليمين وذات الشمال؛ أي: بكرةً وعشيًّا، فإنه ساجد بظله لله تعالى، قال مجاهد: إذا زالت الشمس سجد كل شيء لله عز وجل، وكذا قال قتادة، والضحاك، وغيرهم. وقوله: ﴿ وهم داخرون ﴾؛ أي: صاغرون؛ اهـ [85].



وزاد السعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَهُمْ دَاخِرُونَ ﴾، فقال: أي: ذليلون تحت التسخير والتدبير والقهر، ما منهم أحد إلا وناصيته بيد الله وتدبيره عنده؛ اهـ [86].



وذكر القرطبي رحمه الله فوائد لغوية من الآية، فقال: ووحد اليمين في قوله: ﴿ عن اليمين ﴾، وجمع الشمال؛ لأن معنى اليمين، وإن كان واحدًا الجمع، ولو قال: عن الإيمان والشمائل، واليمين والشمال، أو اليمين والشمال لجاز؛ لأن المعنى للكثرة، وأيضًا فمن شأن العرب إذا اجتمعت علامتان في شيء واحد أن تجمع إحداهما وتفرد الأخرى؛ كقوله تعالى: ﴿ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ ﴾ [البقرة: 7]، وكقوله تعالى: ﴿ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ [المائدة: 16]، ولو قال على أسماعهم وإلى الأنوار لجاز، ويجوز أن يكون رد اليمين على لفظ " ما"، والشمال على معناه، ومثل هذا في الكلام كثير؛ قال الشاعر:

الواردون وتيم في ذرا سبأ *** قد عض أعناقهم جلد الجواميس

ولم يقل: جلود، وقيل: وحد اليمين لام الشمس إذا طلعت وأنت متوجه إلى القبلة انبسط الظل عن اليمين، ثم في حال يميل إلى جهة الشمال ثم حالات، فسماها شمائل؛ اهـ [87].



﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [النحل: 49].

إعراب مفردات الآية [88]:

(الواو) استئنافية (لله) جار ومجرور متعلق بـ(يسجد) وهو مضارع مرفوع (ما) اسم موصول مبني في محل رفع فاعل (في السماوات) جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (ما في الأرض) مثل نظيرها ومعطوفة عليها (من دابة) جار ومجرور حال من ضمير الاستقرار في الصلة «[89]»، (الملائكة) معطوف على الموصول الأول (ما) بالواو مرفوع (وهم لا يستكبرون) و(هم) مثل الأول «[90]» (لا) نافية (يستكبرون) مضارع مرفوع، و(الواو) فاعل.



روائع البيان والتفسير:

﴿ وَلِلَهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾:

قال السعدي رحمه الله في تفسيرها ما نصه: ﴿ وَلِلَهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ مِنْ دَابَةٍ ﴾ من الحيوانات الناطقة والصامتة، ﴿ وَالْمَلائِكَةُ ﴾ الكرام خصهم بعد العموم لفضلهم وشرفهم وكثرة عبادتهم، ولهذا قال: ﴿ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾؛ أي: عن عبادته على كثرتهم وعظمة أخلاقهم وقوتهم؛ ا هـ[91].



وأضاف البغوي رحمه الله في بيانها: ﴿ ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض ﴾: إنما أخبر بما لغلبة ما لا يعقل على من يعقل في العدد، والحكم للأغلب كتغليب المذكر على المؤنث، ﴿ من دابة ﴾ أراد من كل حيوان يدب، ويقال: السجود: الطاعة، والأشياء كلها مطيعة لله عز وجل من حيوان وجماد؛ قال الله تعالى: ﴿ قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾ [فصلت: 11].



وقيل: سجود الأشياء تذلُّلها وتسخُّرها لما أريدت له وسُخِّرت له، وقيل: سجود الجمادات وما لا يعقل: ظهور أثر الصنع فيه، على معنى أنه يدعو الغافلين إلى السجود عند التأمل والتدبر فيه، قال الله تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ ﴾ [فصلت: 53]، ﴿ والملائكة ﴾ خص الملائكة بالذكر مع كونهم من جملة ما في السماوات والأرض تشريفا ورفعا لشأنهم، وقيل: لخروجهم من الموصوفين بالدبيب إذ لهم أجنحة يطيرون بها، وقيل: أراد ولله يسجد ما في السماوات من الملائكة وما في الأرض من دابة، وتسجد الملائكة، ﴿ وهم لا يستكبرون ﴾؛ اهـ [92].



﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [النحل: 50]:

إعراب مفردات الآية [93]:

(يخافون) مضارع مرفوع.. و(الواو) فاعل (ربهم) مفعول به منصوب.. و(هم) مضاف إليه (من فوقهم) جار ومجرور متعلق بحال من رب [94]؛ أي عاليًا من فوقهم بالقهر.. و(هم) مضاف إليه (الواو) عاطفة (يفعلون) مثل يخافون (ما) اسم موصول في محل نصب مفعول به (يؤمرون) مضارع مبني للمجهول.. و(الواو) نائب الفاعل والعائد محذوف.



روائع البيان والتفسير:

﴿ يَخَافُونَ رَبَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾:

قال السعدي رحمه الله في بيانها: ﴿ يَخَافُونَ رَبَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ﴾ لما مدحهم بكثرة الطاعة والخضوع لله، مدحهم بالخوف من الله الذي هو فوقهم بالذات والقهر، وكمال الأوصاف، فهم أذلاء تحت قهره، ﴿ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾؛ أي: مهما أمرهم الله تعالى امتثلوا لأمره طوعًا واختيارًا، وسجود المخلوقات لله تعالى قسمان: سجود اضطرار ودلالة على ما له من صفات الكمال، وهذا عام لكل مخلوق من مؤمن وكافر، وبر وفاجر، وحيوان ناطق وغيره، وسجود اختيار يختص بأوليائه وعباده المؤمنين من الملائكة وغيرهم من المخلوقات؛ اهـ [95].



وزاد القرطبي رحمه الله بيانًا لقوله تعالى: ﴿ يخافون ربهم من فوقهم ﴾، فقال ما نصه: أي عقاب ربهم وعذابه؛ لأن العذاب المهلك إنما ينزل من السماء، وقيل: المعنى يخافون قدرة ربهم التي هي فوق قدرتهم، ففي الكلام حذف، وقيل: معنى "يخافون ربهم من فوقهم"؛ يعني الملائكة، يخافون ربهم وهي من فوق ما في الأرض من دابة، ومع ذلك يخافون، فلأن يخاف من دونهم أولى؛ ا هـ[96].



تم تفسير الربع الرابع من الجزء الرابع عشر

ويليه الربع الخامس منه إن شاء الله





[1] الجدول في إعراب القرآن؛ لمحمود بن عبدالرحيم صافي، نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان، دمشق (14/ 309).



[2] في الآية (28) من هذه السورة.


[3] تفسير القرآن العظيم؛ لابن كثير، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع (4/ 568).


[4] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان؛ لعبدالرحمن بن ناصر السعدي، الناشر: مؤسسة الرسالة (1/ 439).


[5] جامع البيان في تأويل القرآن؛ لأبي جعفر الطبري، تحقيق: أحمد محمد شاكر، الناشر: مؤسسة الرسالة (17/ 179).


[6] الجدول في إعراب القرآن؛ لمحمود بن عبدالرحيم صافي، نشر: دار الرشيد، مؤسسة الإيمان، دمشق (14/ 310).


[7] أو مبتدأ خبره جملة: يدخلونها، أو لهم مضمر.


[8] أو متعلق بمحذوف حال من الأنهار.


[9] أو هي اسم بمعنى مثل في محل نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر، فهو نعت له، أو حال من ضمير المصدر، أو هي خبر لمبتدأ محذوف تقديره: الأمر كذلك.


[10] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لعبدالرحمن بن ناصر السعدي الناشر: مؤسسة الرسالة (1 / 439).


[11] الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبدالرحيم صافي، نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق (14/ 310).


[12] في الآية (28) من هذه السورة.


[13] جاز أن يكون مبتدأ وهو نكرة لأنه بمعنى الدعاء.


[14] في الآية (29) من هذه السورة.


[15] في الآية (28) من هذه السورة.


[16] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان؛ لعبدالرحمن بن ناصر السعدي الناشر: مؤسسة الرسالة (1 / 439 ).


[17] أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشنقيطي، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع بيروت - لبنان (2 / 373 ).


[18] الجدول في إعراب القرآن؛ لمحمود بن عبدالرحيم صافي نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق (14/ 312).


[19] في الآية (31) السابقة، ويقتصر هنا على تعليق الكاف بمفعول مطلق محذوف عامله فعل.


[20] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان؛ لعبدالرحمن بن ناصر السعدي الناشر: مؤسسة الرسالة (1 / 439 ).


[21] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي الناشر: دار الكتب المصرية - القاهرة ( 10/ 102 ).


[22] تفسير القرآن العظيم لابن كثير، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع (4 / 569 ).


[23] الجدول في إعراب القرآن؛ لمحمود بن عبدالرحيم صافي نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق (14/ 313).


[24] أو حرف مصدري، والمصدر المؤول فاعل على حذف مضاف؛ أي: جزاء استهزائهم.


[25] تفسير القرآن العظيم لابن كثير، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع (4 / 569 ).


[26] الجدول في إعراب القرآن؛ لمحمود بن عبدالرحيم صافي نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق (14/ 315).


[27] في الآية (33) من هذه السورة.


[28] تفسير القرآن العظيم لابن كثير، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع (4 / 570 ).


[29] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان؛ لعبدالرحمن بن ناصر السعدي، الناشر: مؤسسة الرسالة، (1 / 440).


[30] جامع البيان في تأويل القرآن؛ لأبي جعفر الطبري؛ تحقيق أحمد محمد شاكر، الناشر مؤسسة الرسالة ( 17/ 200).


[31] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان؛ لعبدالرحمن بن ناصر السعدي، الناشر: مؤسسة الرسالة (1 / 440 ).


[32] الجدول في إعراب القرآن؛ لمحمود بن عبدالرحيم صافي نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق، (14/ 316 ).


[33] يجوز أن تكون (أن) مصدرية، والمصدر المؤول في محل جر بحرف جر محذوف؛ أي: بأن اعبدوا، والجار متعلق بـ(بعثنا).


[34] أو هو نكرة في محل رفع مبتدأ.


[35] جامع البيان في تأويل القرآن؛ لأبي جعفر الطبري؛ تحقيق أحمد محمد شاكر، الناشر: مؤسسة الرسالة (17/ 201).


[36] تفسير القرآن العظيم لابن كثير، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع (4 / 570 ).


[37] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان؛ لعبدالرحمن بن ناصر السعدي الناشر: مؤسسة الرسالة (1 / 440 ).


[38] الجدول في إعراب القرآن؛ لمحمود بن عبدالرحيم صافي نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق (14/ 318).


[39] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان؛ لعبدالرحمن بن ناصر السعدي الناشر: مؤسسة الرسالة (1 / 440 ).


[40] تفسير القرآن العظيم لابن كثير، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع (4 / 571 ).


[41] الجدول في إعراب القرآن؛ لمحمود بن عبدالرحيم صافي نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان – دمشق (14/ 319).


[42] أو عاطفة، والجملة بعدها أقسموا معطوفة على جملة: قال الذين أشركوا الآية (35) وما بين المعطوف والمعطوف عليه من نوع الاعتراض.


[43] يجوز أن يكون المصدر نعتًا لـ(وعدًا) منصوب مثله.


[44] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان؛ لعبدالرحمن بن ناصر السعدي الناشر: مؤسسة الرسالة (1 / 440 ).


[45] أخرجه البخاري برقم/ 4974 بَابُ قَوْلِهِ: (وَامْرَأَتُهُ حَمَالَةُ الحَطَبِ).


[46] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي الناشر: دار الكتب المصرية.


[47] الجدول في إعراب القرآن؛ لمحمود بن عبدالرحيم صافي نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق (14/ 320).


[48] تفسير القرآن العظيم؛ لابن كثير، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع (4 / 571 ).


[49] الجدول في إعراب القرآن؛ لمحمود بن عبدالرحيم صافي نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق (14/ 321).


[50] تفسير القرآن العظيم لابن كثير، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع (4 / 571).


[51] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي الناشر: دار الكتب المصرية – القاهرة (10 / 107 ).


[52] الجدول في إعراب القرآن؛ لمحمود بن عبدالرحيم صافي نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان – دمشق (14/ 322 ).


[53] أو بمعنى ننزلنهم؛ أي دارًا حسنة، واختار أبو حيان أن يكون مفعولًا مطلقًا نائبًا عن المصدر؛ أي: تبوئة حسنة، أو أن الفعل بمعنى نحسنن إليهم حسنة.


[54] في الآية (33) من هذه السورة.


[55] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لعبدالرحمن بن ناصر السعدي، الناشر: مؤسسة الرسالة (1 / 440 ).


[56] رُقية بنت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَمَ وأمها خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَى بْنِ قصي، كان تزوجها عتبة بن أبي لهب بن عبدالمطلب قبل النبوة، فلما بعث رسول الله وأنزل الله «تَبَتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ» المسد: قال له أبوه أبو لهب: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته، ففارقها ولم يكن دخل بها، وأسلمت حين أسلمت أمها خديجة بنت خويلد، وبايعت رسول الله صَلَى اللَهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ هي وأخواتها حين بايعه النساء، وتزوجها عثمان بن عفان وهاجرت معه إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعًا؛ [قال رسول الله. ص: إنهما لأول من هاجر إلى الله تبارك وتعالى بعد لوط؛ وكانت] في الهجرة الأولى قد أسقطت من عثمان سقطًا ثم ولدت له بعد ذلك ابنًا فسماه عبدالله.
وكان عثمان يُكنى به في الإسلام وبلغت سنُّه سنتين فنقره ديك في وجهه، فطمر وجهه فمات، ولم تلد له شيئًا بعد ذلك، وهاجرت إلى المدينة بعد زوجها عثمان حين هاجر رسول الله، ومرضت ورسول الله يتجهز إلى بدر فخلف عَلَيْهَا رَسُولُ اللَهِ صَلَى اللَهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ عُثْمَانَ بن عفان، فتوفيت ورسول الله ببدر في شهر رمضان عَلَى رأس سبعة عشر شهرًا مِن مهاجر رسول الله؛ انظر الطبقات الكبرى لابن سعد برقم/ 4099.


[57] أبو سلمة بن عبدالأسد هلال بن عبدالله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، اسمه: عبدالله بن عبدالأسد، أمه برة بنت عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف، فهو ابن عمة النَبِي صَلَى اللَهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ كَانَ قديم الإسلام، وعن ابن إسحاق، قَالَ: وانطلق أبو عبيدة بن الحارث، وَأَبُو سلمة بن عبدالأسد، والأرقم بن أبي الأرقم، وعثمان بن مظعون، حَتَى أتوا رسول الله صَلَى اللَهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ فعرض عَلَيْهِم الإسلام، وقرأ عليهم القرآن، فأسلموا وشهدوا أَنهُ عَلَى هدى ونور، قَالَ: ثُم أسلم ناس من العرب، منهم سعيد بن زيد، وذكر جماعة وهاجر إلى أرض الحبشة معه امرأته أم سلمة، ثُم عاد وهاجر إلى المدينة، وشهد بدرًا، وجرح بأحد جرحًا اندمل ثُم انتقض، فمات مِنْه فِي جمادى الآخرة سنة ثلاث من الهجرة، قاله ابن عمر؛ انظر أسد الغابة لابن الأثير مختصرًا برقم/ 5978.


[58] تفسير القرآن العظيم لابن كثير، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع (4 / 572 ).


[59] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان؛ لعبدالرحمن بن ناصر السعدي الناشر: مؤسسة الرسالة (1 / 440 ).


[60] تفسير القرآن العظيم لابن كثير، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع (4 / 572 ).


[61] الجدول في إعراب القرآن؛ لمحمود بن عبدالرحيم صافي نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق (14/ 323).


[62] في الآية (41) السابقة.


[63] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان؛ لعبدالرحمن بن ناصر السعدي الناشر: مؤسسة الرسالة (1 / 440 ).


[64]الجامع لأحكام القرآن للقرطبي الناشر: دار الكتب المصرية - القاهرة (10 / 107).


[65] الجدول في إعراب القرآن؛ لمحمود بن عبدالرحيم صافي نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان – دمشق (14/ 324).


[66] جامع البيان في تأويل القرآن لأبي جعفر الطبري؛ تحقيق أحمد محمد شاكر الناشر: مؤسسة الرسالة (17/ 208).


[67] أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشنقيطي الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع بيروت – لبنان (2 / 379 ).


[68] تفسير القرآن العظيم لابن كثير، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع (4 / 572 ).


[69] الجدول في إعراب القرآن؛ لمحمود بن عبدالرحيم صافي نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان – دمشق (14/ 325).


[70] يجوز تعليقه بمحذوف نعت ل (رجالًا)؛ أي: رجالًا محملين بالبينات أو مصاحبين لها، أو هو متعلق بفعل أرسلنا داخلًا بالحصر مع رجال؛ أي: ما أرسلنا إلا رجالًا بالبينات.. ويجوز أن يكون متعلقًا بمحذوف بعد إلا تقديره أرسلناهم.


[71] تفسير القرآن العظيم لابن كثير، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع (4 / 574 ).


[72] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان؛ لعبدالرحمن بن ناصر السعدي الناشر: مؤسسة الرسالة (1 / 441 ).


[73] الجدول في إعراب القرآن؛ لمحمود بن عبدالرحيم صافي نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان – دمشق (14/ 327 ).


[74] أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي مكروا المكرات السيئات، والمكرات بفتح الكاف جمع مكرة بسكون الكاف مصدر المرة من المكر.. ويجوز أن يكون مفعولا به ل (أمن)، أي أمنوا العقوبات السيئات، وعلى هذا فالمصدر المؤول (أن يخسف) بدل منه.


[75] في الآية (43) من هذه السورة.


[76]الجامع لأحكام القرآن للقرطبي الناشر: دار الكتب المصرية - القاهرة ( 10/ 109 ).


[77] تفسير القرآن العظيم لابن كثير، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع (4 / 574 ).


[78] الجدول في إعراب القرآن؛ لمحمود بن عبدالرحيم صافي نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان – دمشق (14/ 328).


[79] تفسير القرآن العظيم لابن كثير، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع (4 / 575 ).


[80] الجدول في إعراب القرآن؛ لمحمود بن عبدالرحيم صافي نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان – دمشق (14/ 328).


[81] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لعبدالرحمن بن ناصر السعدي الناشر: مؤسسة الرسالة (1 / 442 ).


[82] الجدول في إعراب القرآن؛ لمحمود بن عبدالرحيم صافي نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان – دمشق (14/ 329).


[83] أو تمييز للموصول (ما).


[84] أو متعلق بمحذوف حال من الظلال.


[85] تفسير القرآن العظيم لابن كثير، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع (4 / 575 ).


[86] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان؛ لعبدالرحمن بن ناصر السعدي الناشر: مؤسسة الرسالة (1 / 442 ).


[87] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي الناشر: دار الكتب المصرية – القاهرة (10 / 112 ).


[88] الجدول في إعراب القرآن؛ لمحمود بن عبدالرحيم صافي نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان – دمشق (14/ 330).


[89] أو تمييز للموصول (ما) الثاني.


[90] في الآية السابقة (48).


[91] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان؛ لعبدالرحمن بن ناصر السعدي الناشر: مؤسسة الرسالة (1 / 442 ).


[92]انظر معالم التنزيل للبغوي الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع ( 5/ 22 ).


[93] الجدول في إعراب القرآن؛ لمحمود بن عبدالرحيم صافي نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق( 14/ 330).


[94] أو متعلق بـ(يخافون) على حذف مضاف؛ أي: يخافون عذاب ربهم من فوقهم؛ لأن العذاب ينزل من فوق.


[95] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لعبدالرحمن بن ناصر السعدي الناشر: مؤسسة الرسالة (1 / 442 ).



[96] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي الناشر: دار الكتب المصرية – القاهرة (10 / 113 ).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 164.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 160.83 كيلو بايت... تم توفير 3.28 كيلو بايت...بمعدل (2.00%)]