الرجاء عبادة قلبية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 849998 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386186 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-10-2020, 02:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي الرجاء عبادة قلبية

الرجاء عبادة قلبية
نجلاء جبروني







تعريف الرجاء: هو تعلق القلب بحصول شيء محبوب في المستقبل.
وقيل: هو الاستبشار بجود الله وفضله، والطمع في إحسانه وعطائه، مع بذل الجهد وحسن التوكل.

الفرق بين الرجاء والتمنِّي:
الرجاء: يكون مع بذل الجهد وحسن التوكل.
التمني: يكون مع الكسل وترك العمل.
فمَن بذل الأسباب بفعل الطاعات وترك المحرَّمات، منتظرًا لرحمة الله تعالى وجوده وكرمه وإحسانه، فهذا هو الراجي، أما مَن انتظر شيئًا بدون بذل الأسباب، فلا يسمى راجيًا بل متمنيًا.
قال تعالى: ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ﴾ [النساء: 123].
فليس الإيمان بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدَّقه العمل؛ قال تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110].
قال صلى الله عليه وسلم: ((الكيِّس مَن دان نفسه وعمِل لما بعد الموت، والعاجز مَن أتبع نفسه هواها وتمنَّى على الله الأماني))؛ حديث حسن، (سنن الترمذي 249).
قال ابن القيم رحمه الله: "أجمع العارفون على أن الرجاء لا يصلح إلا مع العمل"؛ (مدارج السالكين).

منزلة الرجاء:
الرجاء عبادةٌ قلبية من أعظم العبادات، وعليه وعلى الحب والخوف مدارُ السَّير إلى الله تعالى؛ {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} [الإسراء: 57]، فابتغاء الوسيلة إليه: طلب القرب منه بالعبودية والمحبة، فذكر مقامات الإيمان الثلاثة التي عليها بناؤه: الحب، والخوف، والرجاء.
وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - قبل موته بثلاث -: ((لا يموتنَّ أحدُكم إلا وهو يُحسِن الظنَّ بربه)).
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم: (( يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، فليظنَّ بي ما شاء)).

الدليل على أن الرجاء عبادة:
أن الله مدح أهله وجعله صفة لعباده المؤمنين، فقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 218]، وقال تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110].

فمَن كان يرجو ثواب الله ولقاءه، ورؤيته في الجنة والنظر إلى وجهه، فليعمل عملًا صالحًا، وهو ما كان موافقًا للشرع ومقصودًا به وجه الله، إذا امتدح مَن قام بالرجاء فترتب عليه العمل الصالح، وهذا العمل الصالح ثمرته الجنة، فدلَّ على أن هذا الرجاء ممدوحٌ، فهو مرضيٌّ، فيصدق عليه حينئذٍ حد العبادة، وسبق أن الله جل وعلا إذا امتدح الفعل أو امتدح الشخص الذي اتصف بوصفٍ ما، حينئذٍ دل على أنه مرضي وأنه محبوب، إذًا فهو عبادة، فالعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.

والدليل على أن صرفه لغير الله يكون شركًا الآياتُ العامة في النهي عن صرف العبادة لغير الله؛ مثل قوله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء: 36]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]؛ أي: ولا يجعل لله تعالى شريكًا في عبادته، بما في ذلك عبادة الرجاء؛ لأن العبادة لا تصلح إلا لله جل وعلا.

وكل مسلم محتاج إلى الرجاء: لأن المسلم يدور بين ذنب يرجو غفرانه، وعيبٍ يرجو إصلاحه، وعملٍ صالح يرجو قبوله، واستقامةٍ يرجو حصولها وثباتها، وقربٍ من الله يرجو الوصول إليه.
لذلك كان الرجاء من أهم الأسباب التي تعين المرء على السير إلى ربه، والثبات على دينه.


رجاء طبيعي
رجاء العبادة
هو رجاء المخلوق فيما يقدر عليه؛ مثل قولك لإنسان: أرجوك أن تفعل كذا، أو ترجوه أن يعطيك مالًا، أو يعينك على القيام بعمل معين.
حكمه: هذا النوع ليس داخلًا في العبادة، فهو جائز.
بشرط ألا يعلق قلبه بهذا المخلوق، فإذا رجا المخلوق فيما يقدر عليه، مع اعتماده بقلبه على هذا المخلوق، فهذا (شرك أصغر).
هو رجاء ما لا يقدر عليه إلا اللهُ عز وجل؛ مثل أن يطمَع في شفائه مِن مرض، أو يرجو ألا يصاب بمصيبة، أو يرجو الولد أو الرزق الواسع، أو أن يدخل الجنة.
فهذا النوع لا يمكن أن يرجى إلا من الله، وهذا هو رجاء العبادة.
حكمه: لا يجوز صرفه لغير الله.
فمن رجا غير الله فيما لا يقدر عليه إلا اللهُ، فهذا (شرك أكبر)؛ لأن الله هو الذي بيده كل شيء، فيجب أن يخلص هذا الرجاء لله وحده.





رجاء محمود
رجاء مذموم
1) رجاء المحسن ثواب ربه على إحسانه.
2) رجاء المذنب التائب قَبول توبته والعفو والمغفرة.
وهذان الأمران يجتمعان للمؤمن.
فالمؤمن إذا أحسن وأطاع ربه، فهو يرجو ثواب الله، وإذا أساء فعصى، ثم تاب واستغفر، فهو يرجو مغفرته وعفوه.
رجاء رجل متمادٍ في التفريط والخطايا، يرجو رحمة الله بلا عمل، فهذا هو الغرور والتمني والرجاء الكاذب.


ثمرات الرجاء:
1) الرجاء يُورث العبد فعلَ الطاعات والمواظبة عليها، ويبعثه على الاجتهاد في العبادة، بل يولِّد عنده اللذَّة بالعبادة، ولو كانت شاقةً وصعبة على نفسه، فيتلذذ بها؛ لأنه عرَف الأجر ورغب فيه.
كان أحد السلف يقول: "كابدتُ قيام الليل عشرين سنة، ثم تنعَّمت به عشرين سنة".
2) الرجاء يُشعر العبد بالإقبال على الله، والتعلق به، والتنعم بمناجاته، فإذا تعلق القلب بالله ورجائه، فأعطاه الله ما رجاه، حصل مزيد تعلق وإقبال على الله، ومزيد تشجع وسؤال، فلا يزال العبد في ازدياد في الإيمان.
3) إظهار العبودية من قِبل العبد والحاجة والافتقار إلى الرب سبحانه.
4) أن الله يحب مِن عباده أن يسألوه ويرجوه، ومَن لا يسأل الله يغضب عليه، فمن ثمرات الرجاء التخلصُ من غضب الله.
5) الرجاء يحدو بالعبد في سيره إلى الله، فيحثه على السير، ويطيب مسيره، فلولا الرجاء ما سار أحد.
6) الرجاء سببٌ من أسباب زيادة محبة الله عز وجل في قلب العبد، فكلما اشتد رجاؤه وحصل له ما يرجوه، ازداد حبًّا لربه ورضا عنه.
7) الرجاء يبعث العبد على مقام الشكر.
8) الرجاء يُوجب المزيد من التعرُّف على أسماء الله الحسنى وصفاته العلى؛ لأن الراجي متعلقٌ بأسماء الله؛ ومنها: التواب، الرحيم، الغفور...
9) الرجاء فيه انتظارٌ وترقب لفضل الله عز وجل، فيتعلق القلب أكثر بخالقه في كل أحواله.
10) على قدر رجاء العباد وخوفهم يكون فرحهم يوم القيامة بحصول المرجو الأعظم، وهو نَيل رضا الله والجنة ورؤية الله عز وجل فيها.

عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبَّيك ربنا وسَعْديك، والخير في يدَيْك، فيقول: هل رضيتُم؟ فيقولون: ما لنا لا نرضى وقد أعطيتَنا ما لم تعطِ أحدًا من خلقك؟ فيقول: أفلا أعطيكم أفضلَ من ذلك؟ قالوا: وأي شيء أفضل من ذلك يا رب؟ فيقول: أُحِلُّ عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدًا))؛ رواه البخاري ومسلم.
عن صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخل أهل الجنةِ الجنةَ، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيِّض وجوهَنا، ألم تُدخلنا الجنة، وتُنجِنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أُعطوا شيئًا أحب إليهم مِن النظر إلى ربهم عز وجل، ثم تلا هذه الآية: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾ [يونس: 26]))؛رواه مسلم، والترمذي، والنسائي.

كيف نحقق الرجاء؟
1) ذكر سوابق فضلِ الله علينا جميعًا في خلقنا، وتسخير ما في الكون لنا، وهدايتنا بإرسال الرسل وإنزال الكتب، وسائر نعمه علينا في الدين والدنيا، بدون استحقاق منا.
2) ذكر نعم الله علينا في الحال (الآن) من غير سؤال منا.
3) ذكر وعد الله تعالى من جزيل ثوابه، وعظيم كرمه وجوده لمن استقام، وآيات الوعد كثيرة؛ منها قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾ [النساء: 122].
4) ذكر سَعة رحمة الله تعالى، وأنها سبقت غضبه، وهو الرحمن الرحيم، الرؤوف بعباده المؤمنين، ﴿ قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ﴾ [الأنعام: 12].

5) أن الله عز وجل فتح باب الرجاء لعباده في مغفرةِ أي ذنب، فقال سبحانه: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].

وفي الحديث القدسي: ((يا بن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرتُ لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا بن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتَني، غفرتُ لك ولا أبالي، يا بن آدم، إنك لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتَني لا تشرك بي شيئًا، لأتيتُك بقُرابها مغفرة))؛ سنن الترمذي 3540.

ومن أحاديث الرجاء أيضًا قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل يُدني المؤمن يوم القيامة حتى يضع عليه كَنَفه، يستره من الناس، فيقول: أيْ عبدي، تعرفُ ذنب كذا وكذا؟ فيقول: نعم، أيْ رب، حتى إذا قرَّره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه قد هلك، قال: إني قد سترتُها عليك في الدنيا، وقد غفرتُها لك اليوم))؛ صحيح ابن خزيمة.

العلاقة بين الخوف والرجاء:
الخوف يستلزم الرجاء، ولولا ذلك لكان يأسًا وقنوطًا من رحمة الله، والرجاء يستلزم الخوف، ولولا ذلك لكان أمنًا من مكرِ الله؛ فالخوف والرجاء متلازمانِ، فكل راجٍ خائف، وكل خائف راجٍ؛ ولذلك حسُن وقوع الرجاء في مواضع يحسُن فيها وقوع الخوف؛ مثل قوله تعالى: ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ [نوح: 13].

قال المفسرون: "ما لكم لا تخافون لله عظمة"، فكل راجٍ خائف من فوات مرجوِّه ومطلوبه.
فالمؤمن عندما يسير إلى الله له نظران:
نظر إلى نفسه وعيوبه، وآفات عمله؛ من العُجب، والرياء، والاغترار بالعمل، وهذا يفتح عليه باب الخوف، وينقله بعد ذلك إلى سَعة رحمة الله وفضله، فيفتح له باب الرجاء، وهذا هو النظر الثاني؛ نظر إلى سَعة رحمة الله عز وجل.
ولا بد من الموازنة بين الخوف والرجاء؛ كما قال بعض العلماء: العبد في سيره إلى الله كالطائرِ يطير بجناحين (الخوف والرجاء)، فجناحا الطائر إذا استويا استوى الطائر وتم طيرانه، وإذا نقص أحدهما اختل توازنه نوعًا ما، وإذا ذهب الجناحان صار الطائر في حدِّ الموت، فالمؤمن يجمع بين الخوف والرجاء.

قال تعالى: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ﴾ [الزمر: 9]، وقال عز وجل: ﴿ وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ﴾ [الأعراف: 56]، وهذه الآية من أدلة وجوب الخوف والرجاء.

وليس كما يقول بعضهم: (لا أعبدك خوفًا من نارك، ولا طمعًا في جنتك)، فهذا الكلام غير صحيح؛ قال تعالى عن آل زكريا عليه السلام: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الأنبياء: 90]، لا كما يزعم البعض أن الخوف والرجاء من مقامات العوامِّ، التي يتنزه عنها الخواص، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((اللهمآتِنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار)).

مسألة تغليب الخوف والرجاء:
استحبَّ السلف للمسلم أن يُقوِّي جانب الخوف على الرجاء في حالة الصحة؛ حتى تستقيم أموره، ويبتعد عن المعاصي.
أما إذا نزل به الموت، فعليه أن يُقوِّي جانب الرجاء في رحمته وعفوه، قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يموتنَّ أحدكم إلا وهو يحسن الظنَّ بربه)).

حال بعض السلف عند الاحتضار من الرجاء بعد الخوف:
حضرت بلالًا الوفاةُ، فقالت زوجته: واحزناه! قال بلالٌ: بل واطرباه، غدا نلقى الأحبة، محمدًا وحزبه.
وقال معاذ رضي الله عنه عند الاحتضار: اللهم إني قد كنتُ أخافك، وأنا اليوم أرجوك.
ولما حضرتْ آدمَ بن إياس الوفاةُ - وكان شيخ الشام وإمامًا حافظًا قدوة - ختمَ القرآن وهو مسجى، ثم قال: بحبي لله إلا رفقتَ بي في هذا المصرع، كنت أؤملك لهذا اليوم، كنت أرجوك، ثم قال: لا إله إلا الله، ثم قضى.

مُسَجى: أي مغطى بثوب ونحوه.
أسيرُ الخطايا عندَ بابِك واقفُ
على وجلٍ مما به أنتَ عارفُ

يخافُ ذنوبًا لم يَغِبْ عنك غيبُها
ويرجُوكَ فيها فَهْو راجٍ وخائفُ

ومَن ذا الذي يُرجَى سواك ويُتَّقى

وما لك في فصلِ القضاءِ مخالفُ

فيا سيدي لا تُخْزِني في صحيفتي
إذا نُشِرت يومَ الحسابِ الصحائفُ

قال يحيى بن معاذ: إلهي، أحلى العطايا في قلبي رجاؤك، وأعذب الكلام على لساني ثناؤك، وأحب الساعات إليَّ ساعة يكون فيها لقاؤك.
اللهم اجعلنا ممن يرجون رحمتك، ويخافون عذابك، ويؤمنون بوعدك











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.23 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.67%)]