خطبة عيد الفطر - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215346 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61198 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29180 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-05-2020, 08:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عيد الفطر

خطبة عيد الفطر














الشيخ محمد بن عبدالله الهبدان



الخطبة الأولى


اللهم لك الحمد بما أنعمت به علينا من نعمك العظيمة وآلائك الجسيمة؛ حيث أرسلت إلينا أفضل رسلك؛ وأنزلت علينا خير كتبك؛ لك الحمد بالإيمان، ولك الحمد بالقرآن، ولك الحمد بالسنة، لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث، أو سر أو علانية، أو عامة أو خاصة، أو شاهد أو غائب.





لك الحمد حتى ترضى؛ ولك الحمد إذا رضيت، ولا حول ولا قوة إلا بك.





والصلاة والسلام على النبي الكريم الأمين، وآله والصحب والتابعين.





الله أكبر، الله أكبر، كلما صاحَ المجاهدُ وزمجر.


الله أكبر، الله أكبر، كلما ناضلَ الفدائُي وفجّر.


الله أكبر، الله أكبر، عندما يُهزم الصليب ويُقهر.


الله أكبر، الله أكبر، عدد ما سالَ دم الشهيدِ وسطَّر.





أيها المسلمون:


أعياد المسلمين أعياد فرحٍ وسرورٍ، بها تتصافى القلوب، وتتزاور النفوس، وتذهب الشحناءُ، وتزول البغضاء، ويحصل الوئام، وتحلو الأيام، دون خللٍ أو تقصيرٍ في شرائعِ الإسلامِ.





فأعيادُنا ليست كأعيادِ النصارى، رقص وطرب، وفسق ومجون. كلا، بل هي شكر لله - تعالى -على إتمامِ الصيامِ، وتوفيقِه - سبحانه - لنا بالقيامِ، فنسأل اللهَ - تعالى -أن يتقبلَ منا ومنكم، وأن يختمَ لنا شهرنا بالغفرانِ والنجاةِ من النيرانِ.





الله أكبر، الله أكبر.





أيها المسلمون:


إني في حيرة من أمري!.





أيليق في مثل هذا اليوم، الذي يفرح فيه المسلمون بيوم عيدهم، ويهنئ بعضهم بعضاً على إتمامِ الصيامِ والقيامِ، أن أهمسَ في آذانِكم وأطرقَ أسماعكم، بما يدبرُه لكم عبادُ الصليبِ وأحفادُ القردةِ والخنازيرِ، ولكن هذا هو الحقُ الذي يجب إذاعته، لأن الساكتَ عن الحقِ شيطان أخرس.





نعم.. لقد أصبحوا يجاهرونَ بها علناً في وسائلِ الإعلامِ، وتتناقلها وكالاتُ الأنباءِ، كلٌ يعلمُ غطرسةَ حاميةِ الصليبِ، وكلنا يدركُ أبعادَ الحملةِ الأمريكيةِ على العالمِ الإسلاميِ، وهي تسيرُ في مخططها، وتقتنصُ ضحاياها، ضحيةً تلو ضحيةٍ، فبدأتَ بأفغانستان، وشاهدنا وشاهد العالمُ، ماذا فعلتْ من جرائمَ تفوقُ الخيالَ، وهاهي تُعِّرجُ على العراق، بعد حصار دام سنين عدداً، ثم تأتي البقيةُ تباعاً، وأنتم الهدفُ الأكبرُ للعدو الأمريكي، فقد سمعتم في الأيامِ الماضيةِ التصريحاتِ الأمريكية، والتهديداتِ التي تنذر بشرر كالقصر، ومن طبيعةِ حاميةِ الصليبِ، أنها لا تثير الكلام، ولا تلقي التصريحات هكذا جزافاً، بل إنهم يبيتون شراً، وقد أضمروا حرباً على كافة المستويات الدينيةِ والاقتصاديةِ والعسكريةِ، وكما يقال: الحرب أولُها كلام.




توقَّ الأذى من كلّ نَذْلٍ وساقطٍ

فكم قد تأذّى بالأراذِلِ سيّدُ









وإن المرءَ لا يعجب من هذه التصريحات، ولا يستغرب مثلَ هذه الكتابات، لأن الله - تعالى -أخبرنا عن حقدهم الدفين منذ أربعةَ عشرَ قرناً من الزمان: ﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاء ﴾. [سورة النساء، الآية: 89] ﴿ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾. [سورة البقرة، الآية: 105]. وأخبرنا - سبحانه - أنهم لا يزالون يقاتلوننا فقال - سبحانه -: ﴿ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾. [سورة البقرة، الآية: 217].





لكنَّ العجبَ كلَ العجب، أن عدوَّنا على قدمٍ وساقِ يُجري الاستعدادِ لشنِ حملةٍ صليبيةٍ حاقدةِ، ونحن على قدمٍ وساقٍ نجري الاستعداد لإهدارِ الأوقاتِ والأموالِ، عدوُنا يمتلك الأسلحةَ الفتاكة، والصواريخَ العابرةَ للقارات، والرؤوسَ النوويةَ، ونحنُ نمتلك رؤوسَ أموالِ مكدسةَ في بنوكٍ غربيةٍ!.





عدوُنا يخططُ لضربنا والقضاءِ علينا، ونحنُ لا نزالُ منغمسينَ في الترفِ والمباحاتِ، وغارقين في اللهوِ واللعبِ والترهات!.





عدوُنا يحشدُ أصواتَ المؤيدين لضرباتِه، ونصرةِ قضيتِه الظالمة، ونحنُ نحشدُ المغنين والفرقَ الموسيقيةَ لتغييب الإيمانِ في قلوبِ شبابنِا وفتياتنِا، أبناءُ القردةِ والخنازيرِ يتراقصونَ على أشلاءِ إخواننِا في فلسطين الجريحة، ونحن نتراقصُ على أنغامِ الموسيقى الصاخبةِ، عدوُنا يمارس معنا وسيلةَ الإذلالِ والإهانةِ، ونحن نمارس معه مزيداً من التذللِ و الانبطاحِ، فمن أجله تُنشأ النوادي النسائية!! ومن أجله تقحم المرأةُ في ميادين الرجالِ!! ومن أجله تقود المرأةُ السيارة!! ومن أجله يقضى على القيمِ والأخلاقِ: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾. [البقرة : 120].





أيليق بنا أيها المسلمون ونحن في ظلِ ظروفٍ صعبةٍ حرجةٍ حالكةٍ، أن تبقى حياتنُا كما هي، لا تتغير، ولا تتبدل؟! هل تنتظرون اليوم الذي نصبح فيه أسارى في أيدي عبادِ الصليب و أحفادِ القردة والخنازير؟! لاسيما وقد شاهدنا المعاملةَ اللا إنسانية لإخواننا المأسورين في كوبا و التي لا يُعامل بها الحيوان فضلاً عن الإنسانِ الذي كرمهُ الله!.





أم تنتظرون اليومُ الذي تُنتهكُ فيه أعراضُكم، وتُسلبُ فيه أموالُكم، وتُسفكُ فيه دماؤُكم - لا قدر اللهُ - إنهم لا يرقبون فينا إلاً ولا ذمة، فلقد رأينا ما فعلوا بإخواننا في فلسطين و أفغانستان.





أليست هذه دروس عملية، لننتبه من غفلتِنا، ونستيقظَ من رقدتنِا؟!.


إن استمرارنا على لهونِا وعبثنِا، وانغماسِنا في حياتِنا وشهواتِنا، دون اهتمام في رصدِ عدوِنا، وعودة إلى ربِنا، إنه إيذان بزوالِنا، يقول اللهُ جلَّ في علاه: ﴿ وإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً ﴾. [الإسراء: 16].





والله، إننا لنخشى أن يصيبنا ما أصابَ غيرَنا من الأمم، فبينما هم في نومهم غارقون، وفي أحلامهم سادرون، وفي سكرتهم يعمهون، إذ بهم يُفاجَئون بصبح وساء صباحُ المنذَرين. يقول جبيرُ بن نفير: "لما فُتحت قبرص فُرّق بين أهلها فبكى بعضهم إلى بعض، ورأيت أبا الدرداء جالساً وحده يبكي، فقلت: يا أبا الدرداء، ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله؟! قال: ويحك يا جبير، ما أهونِ الخلق على الله إذا هم تركوا أمرَه! بينا هي أمة قاهرة ظاهرةُ لهم الملك تركوا أمرَ اللهِ فصاروا إلى ما ترى".





نعم، تركوا أمر الله - تعالى -، فلم يمتثلوا، تركوا أمر الله فلم يستجيبوا، جاءتُهمْ النذرُ من بين أيديهِم ومن خلفهِم وعن أيمانهِم وعن شمائلِهم، ولكن ما تذكروا ولا اعتبروا، فحقت كلمةُ العذابِ على القومِ الظالمين.





الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.





أيها المسلمون:


إن اللهَ - تعالى - أمرنا بالإعدادِ والاستعدادِ فقال: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ ﴾. [الأنفال: 60].





فلابد من الإعداد والتهيؤ لأي ظرفٍ طارئ، فالأمرُ لا يحتمل مزيداً من الترفِ والفسقِ والضياعِ، خاصة ونحن نواجه عدواً خارجياً وعدوّاً داخلياً وهم الرافضة، وأتباع المذاهب الضالة، فلابد من إعدادِ النفوسِ وتربيةِ الأجيال على الجنديةِ والشجاعةِ، والبطولةِ والبسالة، لابد أن يتهيأ الناسُ لوقت الأزماتِ، لابد من تأهيلِ المجتمعِ لأي طارئٍ يطرأُ أو حادثٍ يحدثُ! ماذا يفعل الناسُ لو اختلَ الأمنُ لا قدر الله في حالِ الحرب؟! ماذا يفعل الناسُ لو قلَ الماءُ؟! ماذا يفعل الناسُ لو قلَ الوقودُ؟! ماذا يفعل الناسُ لو قل التموينُ؟! وغيرها من القضايا التي نحتاجُ إليها في حالِ الأزماتِ والملمات.





فكفى أيها الناسُ ضياعاً وانشغالاً بالترهات، كفى انشغالاً بالأغاني الماجنات، والكرةِ والدورياتِ، والأفلامِ والسهراتِ، يقول اللهُ جل في علاه: ﴿ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴾. [التوبة: 46].





أيها المسلمون:


لقد آن الأوان للأمة أن تفيقَ من غفلتها، وتعود إلى رشدِها، وتتمسكَ بهدي ربِها وسنةِ نبيِها - صلى الله عليه وسلم -، حتى يعودَ لنا تاريخُنا المجيدُ، ونسطرَّ صفحاتِ البطولةِ والفداءِ.





فيا أيها العلماء الربانيون، والدعاة الصادقون:


أيقظوا الأمةَ من رقدتها، وأحيوا فيها روحَ الجهادِ و لنرفع الذلَ الذي أصابها فالعلماءُ هم قادةُ الأمةِ في الملماتِ، وهم نورُها في المدلهمّاتِ.





ويا أيها المعلمون والمربون:


إنكم مؤتمنون على من تحتَ أيديِكم من الطلابِ والمتعلمينِ فاغرسوا فيهم روحَ الولاءِ والبراء، عمّقوا في نفوسهم محبةَ اللهِ ورسولِه والمؤمنين، وبغضَ الكافرين والمنافقين، ربوهم على سيرِ الأخيارِ الأطهارِ من الصحابةِ والتابعين وأبطالِ الإسلامِ، ذكروهم بسيرةِ مصعبٍ الداعيةِ المجاهدِ الشهيد، وصولات خالد، وعبادة ابن عمر، وعلم ابن عباس، ربوهم على الجد والحزم، وأعدوهم للجهاد والاستشهاد دفاعاً عن الدين وعن أمةِ الإسلامِ.





وأنتم أيها الآباء والأولياءُ:


آن لكم أن تنبذوا حياةَ الترفِ واللهو، وتربّوا أبناءكم ومن تحتَ أيديِكم تربيةَ جهاديةً صادقةً.





ويا أيتها الأمهات:


إنّ لكنّ دوراً عظيماً في غرس المعاني الفاضلةِ والطموحاتِ الساميةِ في نفوس أبنائكن، فعلى أي شيء تربين أبناءك؟ ولأي شيء تعدينهم؟! هل تعدينهم لينالوا من الدنيا مالاً ومنصباً؟! ثم ماذا؟!.




ما أبعدَ العِزَّ عن بيتٍ وعن وطنٍ

بالذلِّ فيه تُربي الأمُ مَنْ تَلِدُ









أم تعدينَهم لنصرةِ الدينِ وإعلاءِ كلمة التوحيد والشهادة في سبيل الله ليكون اللقاءُ في جناتِ عدنٍ عند مليكٍ مقتدر؟!.





أيها الناس:


أيقظوا الإيمانَ في النفوسِ، فنحنُ والذي نفسي بيده بأمسّ الحاجة إليه، خاصة ونحن الآن في وقت المحنِ والشدائدِ، فهل من عودة صادقة إلى الله؟! هل من رجعة إلى الله؟! هل من تضرّع والتجاء إلى الله؟!.




إذا ما حَذِرْتَ الأمرَ فاجْعَلْ إزاءَهُ

رجوعاً إلى ربٍّ يَقِيك المحاذرا




ولا تخْشَ أمراً أنت فيه مُفَوِّض

إلى الله غاياتٍ له ومصادِرا









الخطبة الثانية


لقد كان من هدي النبيِ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أن يخصِّصَ جزءاً من موعظتِه للنساءِ، وما ذلك، إلا للمكانةِ التي تحظى بها المرأةُ المسلمةُ عند رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فيا فتاةَ الإسلامِ، إنّ العدوَ يراهنُ في إفسادِ هذا الشعب من خلالك أنت، فهم يطالبون عبر أذنابهم، بإنشاء النوادي النسائية، وقيادةِ المرأةِ للسيارة، وإخراجِ البطاقةِ لك، وإقحامِك في دوامةِ الرجال، فهم يطالبون أن تعملي في الفنادق، وينادون بأن تعملي في المصانع، وتعملي في كلِ مجال، سواءً أناسب طبيعتك أم لا.





ولابد أن تدركي - يا أخية - أن ما يفعلونه - والذي نفسي بيده - ليس حباً لسواد عينيك، ولا حرصاً على مصلحتك، ولكنّ الهدفَ الذي جندوا له كافةَ جهودهم وسخروا له جلَ إمكاناتهِم، هو القضاءُ على عفافِك وحجابِك، ليتسنى لهم إشباعَ رغباتهِم من بناتِ الطهرِ والعفاف، فتصبحينَ لقمةَ سائغةَ في أفواههِم، ثم يجري عليك ما يجري على المرأةِ الغربية والكثيرِ من المجتمعات الإسلامية، الذي ضاعت حقوقُها في ظل الحريةِ المزعومةِ، فأصبحت تبحث عن لقمةِ العيش، وتُبتزُ جنسياً في كلِ مكان، وتتعرضُ للاغتصاب وتسلطِ الرجال، ولقد جرى عليها من المآسي ما لو تأملته لعرفت أنك في نعمةٍ كبرى، ومنحةٍ عظمى، تستحقُ منك أن تعُضي عليها بالنواجذ.





أيتها المسلمة:


إن الشرعَ لا يمانعُ أن تعملَ المرأةُ وفقَ الضوابطِ الشرعيةِ.





لكن يا أخية: أيهما أولى بالعمل أنت أم الشباب؟! ومن هم هؤلاء الشباب؟!.





إنهم أبناؤك، وإخوانُك، ومحارمُك.





أترضين أن يبقى هؤلاء عاطلين، وفي الشوارع متسكعين، وأنت التي تعملين؟!.





أترضين أن يبقى الرجلُ في المنزل ليتابع الأولاد وأنت تذهبين لطلب الرزق؟!.





ألا يُعدُّ ذلك انتكاسةً في القيمِ والمبادئ، ومخالفةً للسنةِ الربانية، في أنّ الذي يعمل ويكدح هو الرجل، فهو المطالب بخدمتِك وقضاءِ حوائجك؟!.





أليس البيتُ هو مملكتك، ومقرَ عملكِ الأصلي، ترعينَ فيه الزوجَ والأولاد، وتديرين شؤونَ المنزل؟! يقول الله - تعالى -: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾. [الأحزاب: 33]. فأنت مأمورةُ بالبقاءِ في المنزل، وألا تنشغلي عنه بغيره، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - أناطَ مسؤوليةَ المنزلِ بك أنت فقال - صلى الله عليه وسلم -: "... والمرأة في بيت زوجها راعية ومسئولة عن رعيتها". [رواه مسلم].





وإذا كنتِ في بيتِ والدك، فإنك تتحملينَ جزءً من المسئوليةِ في إعانِة أمكِ على تدبيرِ المنزل، ومتابعةِ شئونِ الصغارِ.





وأيضاً أنت مطالبة بأن تبني نفسِك في تعلّمِ كتابِ الله - تعالى -، ودراسةِ فنِ التعامل مع الأولادِ والزوجِ ونحو ذلك من القضايا التي ينبغي للفتاةِ أن تتعلمها استعداداً لعشِ الزوجيةِ الذهبي.





أيتها المسلمة:


يجبُ ألا يطغى عليك حبُ المال، والخروجُ من المنزل، من فعل الأصلح لك ولأمتك، فإن البلاءَ إذا حلّ عمَ الجميع، وستكون العاقبةُ وخيمةً على أبنائك في المستقبل، وعلى بناتك.





نعم، سيكون هؤلاء هم الضحيةَ الثانيةَ بعدك، وذاك من جراء اللهث وراءَ بريقِ المادة، خاصة وقد أدركت أن هذه الفرصَ الوظيفيةَ التي تتاحُ لك الآن ستؤثر سلباً على المجتمع الذي تعيشين فيه من جراء اختلاطِك بالرجالِ الأجانبِ، وهذا يُعدُّ بؤرةً للفساد، ومدعاةً لكثرةِ البطالة في صفوف الشباب، وتفككِ الأسر وتشردِها وضياعِ أفرادها.





كلُ ذلك وغيرُه مما يطول الحديثُ بذكرها، يحصل من أجل حفنةٍ من الريالات، تذهب في لذةٍ عابرة، أو متعةٍ غابرة.





أمن أجلِ هذا المتاعِ الزائلِ تضحينَ بمصلحةِ شعبٍ كامل؟! بعد أن ضحيت بأهمِ وظيفةٍ اختارها لك ربُك - عز وجل - وارتضاها لك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وهي أشرفُ وظيفةٍ، وأجلّ رسالةٍ، وأكرمُ مهمةٍ، ألا وهي بقاؤك في بيتك، وبين أبنائك، تخرجين للأمة أجيالاً كرماء، ورجالاً فضلاءَ، يحمون الديار، ويقاتلونَ الكفارَ، ويسترخصون الأعمارَ من أجلِ دينهِم وأمتهم، ويكونون مثالاً يحتذى، ونبراساً يهتدى، ويعيدون للأمة مجدَها التليد، وعزَها السليب، وتاريخَها المجيد، ويبنون ما كانت أوائُلهم تبني، بل خيراً مما كانوا يصنعون؟!.





فهل من عودةٍ صادقةٍ، وتفكير جادٍ في العواقب ودراسةٍ متأنيةٍ في المصالحِ والمفاسدِ؟!.


وتذكّري أن: "من ترك شيئا لله عوضه اللهُ خيراً منه".





واعلمي أنّ بقاءَك في المنزل ورعايتَك لأبنائِك وزوجِك يكتب الله لك مثلَ أجرِ المجاهدين في سبيل الله - تعالى -، فيا لها من منزلةٍ عظيمة، ونعمةٍ كريمة خصك اللهُ - تعالى -بها، وحباك إياها؟!. فاحمدي اللهَ - تعالى - واشكريه.





الله أكبر، الله أكبر.





أيها الأخوةُ والأخواتُ:


إن لنا إخواناً في فلسطين والشيشانِ وأفغانستانَ ينامونَ على أزيزِ الطائراتِ، وأصواتِ المدافعِ والرشاشاتِ، قد أتاهم عيدُنا وهم بين جريحٍ وطريدٍ ومريضٍ وشريدٍ، قد اعتاضوا عن الفرحةِ بالبكاءِ، وحلَّ محلَّ البهجةِ الأنينُ والعناءُ، فكم من يتيمٍ ينشدُ عطفَ الأبوةِ الحانيةِ، ويتلمَّسُ حنانَ الأمِ الرؤومِ، كم من أرملةٍ توالتْ عليها المحنُ، فقدَتْ عشيرَها تذكرَتْ بالعيدِ عزاً قد مضى تحتَ كنفِ زوجٍ عطوفٍ، كلُ أولئك وأمثالُهم قد استبدلوا بالعزِ ذلاً، وبالرخاءِ والهناءِ فاقةً وفقراً، فحق على كلِ ذي نعمةٍ ممن صامَ وقامَ أن يتذكرَ هؤلاءِ.





ولذا سنجمعُ إن شاءَ اللهُ - تعالى - ما نحققُ من خلاله معنى الإخاءِ في مثلِ هذا اليومِ الذي يجعلنا نشعرُ بالجسدِ الواحدِ فأنفقوا ينفقِ اللهُ عليكم ويُخلفْ لكم خيراً وأنفقنَ أيتها الأخواتُ فإن النبيَ - صلى الله عليه وسلم - رآكنَّ أكثرَ أهلِ النارِ وأمركنَّ بالصدقةِ.





أحبتي الكرامُ:


هاهو رمضانُ قد انتهى، فيا تُرى من السعيدُ فنُهنيْه، ومن المحرومُ فنعزيْه[1]، أيها المقبولُ هنيئاً لك، أيها المردودُ جبر اللُه مصيبتَك[2].





تقبلَ اللهُ منا ومنكم الصيامَ والقيامَ، وجعلنا وإياكم ووالدينا وجميعَ المسلمين من الذين خُتم لهم شهرُ رمضانَ بالرضى والرضوانِ، والفوزِ بالجنانِ، والنجاةِ من النيرانِ. إنه سميع مجيب الدعواتِ.





ونسأله - سبحانه - أنْ يعيد على أمة الإسلام هذا العيد وهي تزهو بثوب النصر والعزة والكرامة.





وصلى الله و سلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلم.






[1] رُوي عن علي بنِ أبي طالب - رضي الله عنه - أنه كان ينادي في آخرِ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ: "يا ليت شعري من هذا المقبولُ فنهنيْه، ومن هذا المحرومُ فنعزيْه".


وعن ابن مسعودٍ أنه كان يقولُ: "من هذا المقبولُ فنهنيْه، ومن هذا المحرومُ منا فنعزيْه".




[2] لطائف المعارف، صفحة 247.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.81 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (2.46%)]