وقفات مع حديث قاتل المائة نفس - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4417 - عددالزوار : 853425 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3948 - عددالزوار : 388580 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 214016 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26-03-2020, 08:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي وقفات مع حديث قاتل المائة نفس

وقفات مع حديث قاتل المائة نفس












أحمد صلاح





"إن مما يؤلم القلب: ابتعادنا عن السنة النبوية، أقوالها وأفعالها، بل قد ينجذب بعضنا إلى أقوال الفلاسفة والحكماء وغيرهم أكثر بكثير من انجذابنا للسنة المطهرة، فيعبون من الأقوال والحِكم عبًّا، وصدورهم وعقولهم فارغة من أبلغ كلام لبشر على وجه الأرض، هذا الكلام الذي فيه حث على كل خير نافع، وتحذير من كل شر ضار، كما جاء في الصحيحة للألباني 4/417 بسند حسن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تركتُ شيئًا مما أمركم اللهُ به إلا قد أمرتُكم به، وما تركتُ شيئًا مما نهاكم عنه إلا قد نهيتُكم به"، فهنا يوضح لنا النبي صلى الله عليه وسلم بمنتهى الوضوح أنه دلنا على أوامر الله، وحذرنا عن المنهيات؛ حتى لا تزل أقدامنا فيما يغضب ربنا، أو نُحجم عما يحبه ويرتضيه لنا.."؛ (من كتاب الدقيقة الرابحة، للكاتب. دار بداية، ص38).







ومن الأحاديث التي يجب الوقوف عندها كثيرًا، وإرجاع البصر فيها كرات وكرات، حديث قاتل المائة نفس، والتطواف حول معانيه، واستنباط الدروس المعلمة منه، وأخذ منهجية واضحة في علاج مشكلات الانحراف السلوكي بصورها المتعددة.







عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدْرِي رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كان فيمن كان قبلكم رجل قَتَلَ تِسْعةً وتِسْعين نفسًا، فسأَل عن أَعلمِ أهلِ الأرضِ، فدُلَّ على راهِبٍ فأتاه، فقال: إنه قَتَل تِسعةً وتسعِينَ نَفْسًا، فَهلْ له مِنْ توْبَةٍ؟ فقال: لا، فقتلَهُ فكمَّلَ بِهِ مائةً، ثمَّ سأل عن أعلم أهلِ الأرضِ، فدُلَّ على رجلٍ عالمٍ، فقال: إنه قتل مائةَ نفسٍ، فهل له من تَوْبة؟ فقالَ: نعم، ومنْ يحُول بيْنه وبيْنَ التوْبة؟ انْطَلِقْ إِلَى أرض كذا وكذا؛ فإن بها أُناسًا يعْبدون الله تعالى فاعْبُدِ الله معهم، ولا ترجعْ إِلى أَرْضِكَ؛ فإِنها أرضُ سُوءٍ، فانطَلَق حتَّى إِذا نَصَف الطَّريقُ، أَتَاهُ الموتُ فاختَصمتْ فيه مَلائكة الرَّحْمة وملائكةُ العَذابِ، فقالتْ ملائكةُ الرَّحْمة: جاء تائِبًا مُقْبلًا بِقلبه إلى اللَّه تعالى، وقالَتْ ملائكة العذاب: إنه لمْ يَعْمل خيرًا قطُّ، فأَتَاهُمْ مَلكٌ في صورة آدمي، فجعلوه بينهم؛ أَي: حَكمًا، فقال: قيسوا ما بينَ الأَرْضَينِ، فإِلَى أَيَّتِهما كَان أَدْنى فهْو لَهُ، فقاسُوا فوَجَدُوه أَدْنى إِلَى الأرض التي أَرَادَ فَقبَضَتْهُ مَلائكَةُ الرحمة). متفقٌ عليه.







وفي روايةٍ في الصحيح: (فكان إلى القرية الصَّالحَةِ أقربَ بِشِبْرٍ، فجُعِل مِنْ أَهْلِها)، وفي رِواية في الصحيح: (فأَوْحَى اللَّهُ تعالَى إلى هذه أن تباعَدِي، وإلى هذه أَن تَقرَّبِي، وقَال: قِيسُوا مَا بيْنهمَا، فَوَجدُوه إِلَى هَذِهِ أقربَ بِشِبْرٍ فَغُفِرَ له)، وفي روايةٍ: (فنأَى بِصَدْرِهِ نحوها).







ولنا مع هذا الحديث العظيم - قليل الكلمات جم المعاني والدروس - وقفات سريعة، نستلهم منها ما يرشدنا ويبصرنا بموضع أقدامنا:



1- إن الإنسان بداخله فقر وحاجة إلى قوة عظمى يركن إليها، ومهما وصل في هذه الدنيا ارتقاءً ومكانةً، سيظل قلبه في قلق وتوتر ما لم يصل إلى هذه القوة، حين ينطرح طالبًا من الله العون والرحمة، وهذا المعنى قد اختزله ابن القيم في كلمات قليلة نافعة: "ففي القلب شعثٌ لا يلمه إلا الإقبال على الله، وعليه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه، ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه، وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون هو وحده المطلوب، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته ودوام ذكره والإخلاص له، ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدًا!".







فحصِّل ما شئت من العلوم، وتعلم ما شئت من المعارف، واكتسب ما شئت من الشهادات، وحُزْ ما شئت من الدنيا، سيظل القلب متوترًا قلقًا متحسرًا ما لم يتعرف على مولاه، ويحسن التعبد بين يدي خالقه.







2- كل نفس بها بذرة خير، تنتظر من يسقيها بماء الحياة، فتنبت وتزهر، وتصنع من صاحبها شخصًا جديدًا، وهذه مهمة العبد مع نفسه، ومهمة الدعاة مع أنفسهم وغيرهم، أن يبحثوا عن تلك البذرة، ويمدوها بالماء الذي يرويها.







3- كن مفتاحَ خير لا مفتاح شر، ولا تتألَّ على الله، ولا تُقنِّط عباد الله من رحمة الله، وافتح لكل عاصٍ طريقًا يضيء له ظلمة حياته، فرحم الله عبدًا دل عباده عليه، وقربهم منه، وحببهم إلى مولاهم، ومهد لهم سبيل الوصول إليه، والتذلل على أعتابه، واعلم أن غلق الأبواب أمام العبد تجعله هائجًا يائسًا، فهذا الذي يبحث عن توبة عندما أوصدت الأبواب في وجه أعاد الكرة فقتل! فاذبَح بسكين الأمل يأس اليائسين.







4- في إجابة العالم أمر عجيب، وهو أمره أن يترك القرية التي فيها؛ لأن أهلها أهل سوء! والحقيقة أنه هو صاحب السوء لا هم، وهو القاتل وهم المقتولون، وهو المجرم وهم الضحايا، وكأنها إشارة خفية من العالم إلى أن سوءهم نابت من ضعفهم، وعدم تحكيم منهج ربهم، فالقرية التي تترك قاتلًا لكل هذه الأنفس يسير بينهم هم لا شك أهل سوء!







5- طلب العالم منه الذهاب إلى قرية أخرى، إشارة صريحة إلى دور البيئة في حياة الإنسان، فالصاحب ساحب، والمرء يعرف بقرينه، ولو سألت الكثيرين من الشباب حول انجرارهم إلى التدخين أو الإباحية أو المخدرات، أو غيرها من السلوكيات الخاطئة أو الإدمانية؛ لوجدت للصحبة حضورًا واضحًا، بل لو سألت شبابًا ضاع طموحه، وتكاسلت نفسه عن تحصيل المعالي بعد أن كان سائرًا في طريقها، لوجدت أيضًا للصحبة حضورًا واضحًا.







وهذا ما يعبر عنه المثل الإنجليزي (You are the average of the five people you spend the most time with) ومعناه: أنت متوسط الأشخاص الخمسة الذين تقضي معظم الوقت معهم.







فانظر لأقرب خمسة أشخاص حولك ما همهم، فهو همك، بهم ترتقي وبهم تنحدر، بهم تتقدم وبهم تتأخر، بهم تنطلق وبهم تتقهقر.







فتغيير البيئة أمر في غاية الأهمية، وتغيير البيئة قد يكون تغيير الأشخاص أو تغيير الأماكن، أو تغيير العادات والسلوكيات.







6- قدِّم خطوة واحدة تأتيك خطوات، وقدم قدَمًا ييسر الله لك أميالًا، فهذا القاتل تقدم إلى الله خطوة، فكان من قدر الله يموت في منتصفها، لم يبدأ حياته الجديدة بعدُ، وكأنها لحكمة بأن الأمر مع الله ليس بالنتيجة ولكن بالعمل، فمن رحمة الله بعباده أنه يبذل لهم الأجر والمكافأة حتى ولو لم يتمكنوا من الوصول إلى النتيجة المرجوة.







فالمعلمون وأساتذة الجامعات والمديرون، وكل من بيده درجة، يرون نتائجك ويقيمونك عليها، والله يرى تعبك وبذلك، يرى جهدك وألمك، يرى سهرك الليالي وتواصل نهارك، يرى ضعفك ولحظات انهيارك وتشتتك، يرى محاولة إظهار تماسكك وبقائك واقفًا شامخًا رغم ما يعتصر قلبك من آلام وأحزان، يرى دموعك التي لم يرها غيرك، ويسمع أنينك الذي يتردد صداه بصدرك، ويعلم عدد قطرات عرقك التي أغرقت ثيابك، يراك وأنت تعافر من أجل النجاح والتفوق، ويراك وأنت تجاهد من أجل التخلص من المعاصي والذنوب، ويراك وأنت تخوض غمرات الحياة حرصًا على أكل الحلال وإعفاف نفسك وأهلك في زمن كثرت فيه الفتن، يرى ذلك كله ويرصده، وتحصيه ملائكته وكتبته، ويجازيك بتعبك وجهدك إن أخطأت الوصول، كما يجازيك بالأجرين إن أصبتَ، فهل رأيت أرحم بك من مولاك؟







7- لا تسوف ولا تؤخِّر ولا تؤجل، فالتسويف هو سلاح القتل البطيء، فتخيل لو تأخر هذا القاتل ثوان لا دقائق، لكان أبعد عن أرض التوبة، فلا تدري كم تبقى من عمرك، ولا تدري ما المسافة المطلوبة لتصل إلى ربك، فبادر والله يتولى أمري وأمرك.







8- رحمة الله بعباده فوق إدراك البشر، فقد تتغير نواميس الكون للعبد المؤمن، فقد أغرق بالطوفان الأرض من أجل ثلة من المؤمنين، وأوقف الشمس لعباده في قصة يوشع بن نون، وأذهب عن النار خاصية الإحراق، وجعل بطن الحوت مأمنًا، ومع هذا القاتل التائب: (فأَوْحَى اللَّهُ تعالَى إلى هذه أن تباعَدِي، وإلى هذه أَن تَقرَّبِي)، رحمة وكرم وفضل لا محدود.







9- وفي روايةٍ: (فنأَى بِصَدْرِهِ نحوها)، تخيل المشهد معي، تخيل هذا الذي في النزع الأخير، فلم يستسلم ولم يتوقف، وعندما توقفت أعضاؤه، وسكن جسده، وخملت حركته، نأى بصدره وكأنه يسير بقلبه بعد وقوف أعضائه، ما الذي رآه من حب الله ورحمته حتى نأى بصدره؟ ما الراحة والأمان والطمأنينة التي ملأت قلبه بمجرد أن أراد التوبة حتى يسابق النزع بتلك الصورة؟







10- لا تستعظم ذنبك مهما كبُر، ولا تأمَن مكر الله مهما ستر، والبدار البدار نحو الرحيم الغفار، والحذر الحذر من بطشة الجبار.








تلك عشرة كاملة، وكل منها تحتاج إلى وقفات وشرح وبسط، ولكنها إشارات على الطريق، لعلها تصيب قلبًا مهيَّأً فينتفع بها، وينفعني بدعوة صالحة، فيَمُنَّ الله علينا برحمته وكرمه.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 77.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 75.24 كيلو بايت... تم توفير 1.94 كيلو بايت...بمعدل (2.52%)]