صدمة عاطفية ثم اكتئاب - ملتقى الشفاء الإسلامي

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : أبـو آيـــه - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858958 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393332 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215662 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-03-2021, 10:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي صدمة عاطفية ثم اكتئاب

صدمة عاطفية ثم اكتئاب


أ. عائشة الحكمي






السؤال

أنا شاب عمري 37 سنة، بعد علاقةٍ دامت لسنتين انفصَلتُ عن حبيبتي، وكان لذلك أثرٌ كبيرٌ على حياتي؛ بعد شهر ونصف على انتهاء العلاقة أصبحتُ أُعاني من الاكتئاب؛ حيث لا أجدُ متعةً في الحياة، وأُصِبت بفقدان الشهيَّة، والنوم المتقطِّع، المشكلة الآن أصبحت أكبر؛ حيث أصبحتُ أُعاني من تردُّد الأفكار السيِّئة، والإحساس بقلَّة الثقة، والتفكير في الموت، أمَّا الأصعبُ، فهو كثرة التركيز في أشياء سخيفة؛ كحركة رمش العين والصوت وحركة اليدين، أحسبُ نفسي في الطريق إلى الجنون.



أرجو مُساعدتي في تخطِّي هذه الصدمة، وهل من المفروض أنْ آخُذ عقاقير مضادَّة للاكتئاب؟

شكرًا كثيرًا.




الجواب

بِسْمِ اللهِ المُوفِّق للصَّواب

وهو المُستعان



"وكلُّ مَن يملكُه الهَوى ويستَرِقه، قلَّما يُطلِقُه السُّلوُّ ويُعْتِقه، إلا أنْ يكونَ كبيرًا غلَب عقلُه هواه، واستهجنَ في الشَّهواتِ المَذْمُومةِ نيلَ مُناه". ["خريدة القصر"؛ الأصبهاني.]



أيُّها الأخ الكَرِيم:

إنَّ أصعبَ من ألَم الفِراق المُبادَرةُ إلى الفِراق، وما دُمتَ قد اجترأتَ على اتِّخاذِ قرارٍ بقَطْع العَلاقة، فبمَقْدُوركَ أيضًا أنْ تتجاوزَ آلامَها ما دمتَ مُرْتبطًا بربِّ العالَمين، وكنتَ إيجابيَّ التَّفكير، وسألَخِّص هنا بعضَ الأفكارِ الإيجابيَّة التي إنْ أنتَ أمليتَها على عقلكَ الباطِن، وكرَّرتَ التَّفْكير فيها المرَّة بعد المرَّة؛ فستتمكَّن بمشيئة الله - تَعالى - من تجاوُز هذه الصَّدْمة العاطفيَّة التي أعقبتْ - أو ربَّما سبقتْ - قَطْع العَلاقة.

أوَّلاً: لا تحسبْ أنَّ قطعَ العَلاقة دليلٌ على فشَلكَ في الاخْتِيار، لا تنظرْ من هذه الزَّاوية المُظْلمة، ولكن انظُرْ إلى رصيدِكَ الكَبِير الَّذي اكتسبْتَه من هذه التَّجْرِبة، واعلم أنَّ القُدْرة على الخَلاص من شرَك هذه العَلاقة بكلِّ ما فيها من ذُنُوب وأَخْطاء وخَطايا - هو نجاحٌ عظِيمٌ ينبغي الاحْتفاء به.





عَلَّمَتْنِي بِهَجْرِهَا الصَّبْرَ عَنْهَا

فَهْيَ مَشْكُورَةٌ عَلَى التَّقْبِيحِ




وَأَرَادَتْ بِذَاكَ قُبْحَ صَنِيعٍ

فَعَلَتْهُ فَكَانَ عَيْنَ المَلِيحِ








ثانيًا: لا تحسبْ أنَّ قطعَ العَلاقة مع الحَبِيب هُو نِهاية العَلاقة بالنَّاس أَجْمعين، أو أنَّ نِهاية العَلاقة يَعْني العَيْش وَحِيدًا فَرِيدًا في الحَياة الدُّنيا، مثلُ هذا التَّفْكير هو الَّذي يُوحِش القَلْب الكَسِير ويُضْعفه، فالحَبِيبة نَجْم طالِع في هذا الكَوْن الرَّحيب، وأين النَّجمُ مِن الكَوْن؟! فلا تَسْتَوحِش لفقد شَخْص واحِد، والكونُ مِن حولكَ ينبضُ بقُلوبٍ مُحِبَّة.



ثالثًا: يتصوَّر البعضُ أنَّ الحُبَّ عَلاقة رُومانسيَّة بين الرَّجُل والمَرْأة، وهذا التَّصوُّر صَحِيح في بعضِ نَواحِيه، فإنَّ من أَشْكال الحُب هذا الحُب الجِنْسي بين الجِنْسيْن، ولكنَّه جُزءٌ من الكُل، لا الحُب بمَفْهومه الواسِع؛ ومِن ثَمَّ فإنِّي لا أُغالي إذا قلتُ لكَ: إنَّ الحُبَّ لم يزل حيًّا في قلبِكَ حتَّى بعد قطْعِ العَلاقة، وكيفَ يَنْتهي الحُبُّ وفي القَلْب حُب اللهِ - جلَّ وعزَّ - وحُبُّ حبيبه مُحمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وحُبُّ الصَّحابة - رضي الله عنهم وأَرْضاهُم - وحُب الوالدَيْن، وحُبُّ الزَّوْجة والأبْناء، وحُبُّ الأَهْل والأصْدِقاء، وحُبُّ العِلْم والعَمَلِ، فالحُبُّ لم يتوقَّف، ونحنُ إنَّما نُحبُّ لأنَّ قلوبَنا خيِّرة ودافِئة وصافِية، وليس بالضَّرُورة أنْ نُحِبَّ ذلك الحُبَّ الرُّومانسي كي نتذوَّق حَلاوة الحُب.



رابعًا: إنْ كان مِن بين أصدِقائكَ أو أشِقَّائكَ مَن هُو على عِلْمٍ بهذه العَلاقة، فلا تَحْمل همَّ التَّفْكير في الإجابة عن تَساؤلاتِهم حول عَلاقتكَ السَّابقة، فحَمْلُ هذا الهمِّ ممَّا يزيدُ مِن حالة الاكْتِئاب لديكَ؛ لذلك رتِّب إجابةً مُحدَّدة ومُختصَرة تقولُها لهم، دون أنْ تَسْمح لأحدٍ بالتَّدخُّل في شُؤونكَ الخاصَّة.





أَرَى عَرَضَ الدُّنْيَا وَكُلَّ مُصِيبَةٍ

تَهُونُ إِذَا عَنْكِ الحَوَادِثُ زَلَّتِ




فَإِنْ سَأَلَ الوَاشُونَ كَيْفَ هَجَرْتَهَا

فَقُلْ نَفْسُ حُرٍّ سُلِّيَتْ فَتَسَلَّتِ








خامسًا: من أكْثر الأُمور الَّتي تُعين القَلْب على تجاوُز المِحَن العاطفيَّة وجُودُ الأصْدِقاء الحَقيقيِّين؛ الذين يَصْبغُون الحَياة بألوانِ البَهْجة والمَرح، فلا تَبْتعدْ عن أصدقائكَ في هذا الوَقْت العَصِيب، واعْمَل على جَدْولة وقتكَ مع أوقاتِهم.



سادسًا: "كم هَي خَيْبة الأمَل؟! إنَّها تكونُ بمِقْدار الأمَل نَفْسه، فالأمَل الكَبِير يُولِّد خَيْبة أمَل كَبِيرة"، كما يقُول الرَّئِيس البُوسني علي عِزَّت بيغوفيتش، فكُن واقعيًّا معَ نفسِكَ، فالألمُ الكَبير الذي تُسبِّبه هَذه العَلاقات مَصْدرُه الخَيال الواسِع، الَّذي يصنعُ من الحُب جنَّة عَقْليَّة لا تتطابقُ مع أرضِ الواقِع.



سابعًا: ليستْ عَلاقة الحُب وحدَها الَّتي تَنْتهي بخَيْبة أمَل أو صَدْمة عاطفيَّة، ولكنَّه حالُ كثيرٍ من العَلاقات الإنسانيَّة، فالزَّواج قد يَنْتهي بالخُلْع أو الطَّلاق، والصَّداقات قد تَنْتهي بالغَدْر أو الخِيانة، وحتَّى في عَلاقاتنا بوالدِينا وإخْوتِنا وأهالِينا ثمَّة جُروح غائِرة قد تتسبَّب في قَطِيعة الأرْحام وعُقوق الوالِديْن، وأيُّ عَلاقةٍ لا يكونُ فيها الصِّدق والثِّقة والمَودَّة والاحترام مُتبادَلاً بين الطَّرفيْن، تنْتَهي حتْمًا، سواء كانت حُبًّا أم صَداقة أم زواجًا، فلا تأسَ.



ثامنًا: للقَلْب انْكسار، وللدَّمْع انْحِدار، فإذا انْحدَر الدَّمْعُ، جَفَّ مِن يومِه، ولكنَّ القلبَ إذا انْكسرَ، احتاجَ إلى الزَّمن لينْجَبِر، والنَّاس يتَبايَنُون في قُدراتهم على النُّهوض بعدَ الانْكِسار؛ فمِنْهم مَن يتجاوزُ مِحْنة الفِراق أو الهَجْر أو قَطْع العَلاقة خلال بِضْعة أَشهُر، ومِنْهم مَن يتجاوَزُها بعد عامٍ كاملٍ، ومِنْهم مَن يَبْقى حَبِيسَ الجِراح والذِّكْريات، فلا تَسْتعجِل بُرءَ قلبِكَ، ودَع الزَّمن يعملُ عمله المُداوي في القَلْب.



تاسعًا: لا تُفكِّر في هذه المَرْأة، ومَدى غَدْرها بكَ، وماذا تَفْعل الآن، وكيفَ استطاعتْ أنْ تنساكَ بسُهولةٍ، وماذا فَعْلتَ لتَخْدعكَ وتخونكَ، وكل الأَسْئِلة المُؤلِمة التي تُؤرِّق عينيْكَ عليكَ أنْ تَطْرحها من بالِكَ، ركِّز فقط على نَفْسِكَ، وعلى تَضْميد جِراحكَ؛ حتَّى تتمكَّن مِن النُّهوض من جَدِيد.



عاشرًا: يقولُ الرَّافعي في كتابه "السَّحاب الأحْمَر": "وترى العُمر يمتَلِئ شيئًا فشيئًا، ولا تُحِسُّ الزِّيادة كيفَ تَزيدُ، فإذا فارقَنا مَن نُحِبُّهم، نبَّه القَلْبُ فينا مَعْنى الفَراغ، فكان مِن الفِراق على أكبادِنا ظَمَأ كظَمأ السِّقاء الَّذي فرغَ ماؤه فجفَّ، وكان الفِراقُ جَفافه".

وكذا العَقْل الَّذي اعتاد على وُجُود امْرأة تُقاسِمُكَ أفكارَكَ ومشاعِركَ، وآمالَكَ وأحلامَكَ، وربَّما نُزهاتكَ وأمْوالكَ وأوقاتكَ، سيجدُ اليوم فَراغًا وشَيئًا مَفْقُودًا، وسَيبْقى في بَحْثٍ مُستمِرٍّ عن هذا الجُزْء المَفْقُود، فكُن قويًّا لتتحرَّر مَن اعتماديَّة قلبِكَ وعقلِكَ على وجُود هذه المَرْأة في حياتِكَ، روِّض نفسَكَ على فِراقها، وأعِدْ بَرْمجة عَقْلك؛ لاستعادةِ الاستقلاليَّة التي كُنتَ عليها قبلَ ارتباطِكَ بِها.



حادي عشر: اسْمَح لعينيْكَ بالبُكاء، ولقلبِكَ أنْ يشعُر بالحُزْن والأسَى، فهذا جُزْء طبعيٌّ من العِلاج؛ "قال أبو بكر بن عيَّاش: نزلتْ بي مُصيبة أوْجعتني، فذكرتُ قولَ ذي الرُّمَّة:






لَعَلَّ انْحِدَارَ الدَّمْعِ يُعْقِبُ رَاحَةً

مِنَ الوَجْدِ أَوْ يَشْفِي شَجِيَّ البَلاَبِلِ









فَخَلوتُ فبكيتُ فسلوتُ!"؛ ["العقد الفريد"؛ لابن عبدربه].



ثاني عشر: تجنَّبْ رُؤية هذه المَرْأة قَدْر الإمكان، وسُدَّ على قلبِكَ سُبُلَ الاتِّصال أو التَّواصُل معها.



ثالث عشر: اعتَنِ بصحَّتكَ البدنيَّة، عبر تناوُل الطَّعامِ الصِّحِّيِّ، ومُزاولَة الرِّياضَة بانْتِظام، وقد قِيل قديمًا: "العَقْل السَّليم، في الجِسْم السَّليم".



رابع عشر: أوجِدْ مُتنفَّسًا لعَواطِفكَ من خِلال الكِتابة أو الرَّسْم أو التَّحدُّث إلى صَدِيقٍ حَمِيم.



خامس عشر: للشَّوْق غلَبات، وقد يُعاودُكَ الحَنيِن إلى مَن تُحِب، فكُن واعيًا إلى أنَّ هذا الأمْرَ قد يحَدُث، ولا تَسْتَسلِم لنداءاتِ قَلبكَ؛ فهي نِداءاتٌ خدَّاعات.



سادس عشر: لا تشغلْ قلبَكَ بمَحْبوبة أُخرى لنِسْيان العَلاقة السَّابقة؛ فهذا منهجٌ خاطئٌ للنِّسيان، وما دام قلبُكَ كسِيرًا، فامنَحْه الوقتَ الكافِي للتَّعافي بعيدًا عن الحُب ولَوْعاته.





تَسَلَّيْتُ عَنْ ذِكْرِِ الحَبِيبِ بِغَيْرِهِ

وَمِلْتُ إِلَيْهِ بِالمَوَدَّةِ وَالذِّكْرِ




فَمَا زَادَنِي إِلاَّ اشْتِيَاقًا وَحُرْقَةً

إِلَيْهِ وَلَمْ أَمْلِكْ سُلُوِّي وَلا صَبْرِي




وَمَا الحُبُّ إِلاَّ قُرْحَةٌ إِنْ نَكَأْتَهَا

بِأُخْرَى قَرَنْتَ الضُّرَّ مِنْكَ إِلَى الضُّرِّ




فَلا تُطْفِ نَارَ الحُبِّ بِالحُبِّ طَالِبًا

سُلُوًّا فَإِنَّ الجَمْرَ يُسْعَرُ بِالجَمْرِ








سابع عشر: قُم بعمَل شيءٍ جَدِيد؛ كتعلُّم برنامجٍ جَدِيد، أو قِراءَة كتابٍ جَدِيد، أو تعرَّفْ على صَدِيقٍ جَدِيد، أو انخرِطْ في عمَل تطوُّعيٍّ جَدِيد؛ فالجِدَّة من الأمُور التي تَشْغل العَقْلَ، وتستَحوِذ على التَّفْكير.



ثامن عشر: لا تُشغِل عقْلَكَ بـ"لو"؛ "لو قلتُ لها كَذا، لكان كَذا"، و"لو فعلتُ كَذا، لكانَ كذا"؛ فإنَّ "لو" تَفْتح عملَ الشَّيْطان، دَعْ ما مَضَى وتَناساه حتَّى تَنْسى، وسَتَنْسى!





مَسَائِلُ مَا لَهَا حَلٌّ، وَلَكِنْ

إِذَا نُسِيَتْ فَفِي النِّسْيَانِ حَلُّ








تاسع عشر: عندما تُصبحُ قادرًا على التَّعايُش مع وَضْعكِ الجَدِيد، فلا بَأسَ وقتئذٍ من التَّفْكير فيما مَضى، ولكنَّ هذه المرَّة فكِّر بعقليَّةٍ فاحِصَة وناقِدة؛ لرُؤية الأخْطاء والاسْتِفادة منها، وتَكْوين فَلْسَفةٍ خاصَّة بك تُفيدكَ في مُستقَبل حياتِكَ.



عشرين: اسْتَرِحْ مع الله - عزَّ وجلَّ - ولا تَسْترحْ عنه، وامْلأ قلبَكَ بالإيمان والتَّقْوى، فقد قال الأصبهانيُّ في "خريدة القصر": "إذا نزَلَ على القَلْب الكَسِير إكسيرُ التَّقْوى، صفا من كدَر الهَوى، وارتقَى في دَرَجاتَ الهُدى"، وتضرَّعْ إليه - سبحانه وتعالى - بالدُّعاء أنْ يَرْبطَ على قلبِكَ، ويتجاوزَ عنكَ، ويَرْحمكَ، ويرزقَكَ زَوْجةً صالِحة تحبُّها وتحبُّك.


أمَّا الأعْراض الَّتي ذكرْتَها، فهي كما عرَفْتَها بنفسِكَ أَعْراض اكْتِئاب مَصْحُوبة بأعْراضِ وسْواسٍ قَهْريٍّ (التَّفْكير في حَركاتِ هدب العَيْن واليَديْن والتَّركيز على الصَّوت ونحوها)، ومِن الأفْضَل تعاطي مُضادٍّ للاكْتِئاب يعملُ مفعوله على المَرضيْن معًا، فلا تقلَق من الذَّهاب إلى طبيبٍ نَفْسيٍّ من أجلِ صِحَّتكَ النَّفْسيَّة والعقليَّة، واللهُ يُعافيكَ ويَربِط على قلبِكَ، ويحطُّ عنكَ بأحزانكَ كلَّ خَطاياكَ، ويرزقكَ زوجةً صالِحة تحبُّها وتحبُّك تكون لكَ مُتْعة وقرَّة عَيْن، آمين.




واللهُ - سبحانه وتعالى - أعلم بالصَّواب، والحمدُ لله ربِّ العالَمين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.99 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (2.58%)]