بيان ما ينطق به النبي صلى الله عليه وسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : أبـو آيـــه - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858968 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393336 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215668 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-08-2020, 12:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي بيان ما ينطق به النبي صلى الله عليه وسلم

بيان ما ينطق به النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ طه محمد الساكت







الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على رسوله النَّبي الأمِّي الأمين، وعلى آله وأصحابه والتابعين.
أمَّا بعد:
فأستعين اللهَ تعالى وأستهديه لإلقاء طائفة من المحاضرات العامَّة في الحديث والمصطلَح على إخوتي في الله تعالى؛ السَّادة الأئمة والموجِّهين الدينيين، ثمَّ أستعينه جلَّ شأنه وأستهديه لتسجيل خلاصتها في هذه المذكرة المتواضعة، ضارعًا إلى الله سبحانه أن يوفِّقنا جميعًا لما يحبُّ ويرضى، وأن يتولَّانا بما يتولَّى به عباده الصالحين.

المحاضرة الأولى
في بيان ما ينطق به النبيُّ صلى الله عليه وسلم
كل ما ينطق به النبيُّ صلوات الله وسلامه عليه فهو واحد من ثلاثة لا رابع لها:
أولها وأجلُّها وأعلاها: القرآن الكريم.
ثانيها: الحديث القدسي.
ثالثها: الحديث النَّبوي الشريف.

فأمَّا القرآن الكريم، فهو كلام الله عزَّ وجل، المنزل على عبده ورسوله محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، خاتم النَّبيين، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين، نزل به أمينُ الوحي جبريل عليه السلام، بلِسانٍ عربي مبين، نزل به جبريل بلفظه، وأوحاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحيًا ظاهرًا في اليقَظة لا في المنام، ولا عن طريق الإلهام، ثمَّ بلَّغه النبيُّ صلى الله عليه وسلم كما أُنزِل بلفظه ومعناه، ليس لمَن نزل به ولا لمن نزَل عليه إلَّا البلاغ المجرَّد، من غير زيادة ولا نقصان، ولا تغيير ولا تبديل.

أنزله الله تعالى منجَّمًا في مدَّة الرسالة النبويَّة الخاتمة؛ وهي ثلاثة وعشرون عامًا إلَّا قليلًا، حمله النبيُّ الأمِّي الأمين صلوات الله وسلامه عليه، ثمَّ حمله عنه أصحابه وكتبوه كما حمله، ثمَّ حمله وكتبه عنهم التابعون وتابعوهم إلى يومنا هذا، إلى أن يرث الله الأرضَ وما عليها.

فالقرآن العظيم محفوظٌ في الصدور، مكتوب في السُّطور، متلقًّى عن النبي صلوات الله وسلامه عليه بطريق التواتُر المفيدِ القطعَ واليقين عن ربِّ السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم، من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس، مَن شكَّ في شيء من ذلك فهو خارج من زمرة المؤمنين.

أحكمَه الله فأتقن إحكامَه، وفصَّله فأحسن تفصيلَه، وصدق الله القائل: ﴿ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [هود: 1].

لا يتطرَّق إلى ساحته نقصٌ ولا إبطال، وصدق الله إذ يقول: ﴿ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 41، 42].

وهو المعجزة الكُبرى، والحجَّة البالغة الباقية على وجه الدَّهر للرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، تحدَّى به النَّاسَ كافَّة، والإنس والجنَّ على أن يأتوا بمثلِه، فعجَزوا، ثمَّ تحدَّاهم أن يأتوا بعشر سور مثله، فما قدَروا، ثمَّ تحداهم أن يأتوا بسورة منه، فازدادوا عجزًا، ولم ينبسوا في المعارضة بكلمة.
وما زال إعجازُه وتحدِّيه ونوره باقيًا إلى يوم الدين.

(وهو المتعبَّدُ بتلاوته المتقرَّب إلى الله به)؛ وهو الذي تعبَّدَنا الله تعالى بتلاوته، وأمرَنا أن نتقرَّب إليه به؛ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ﴾ [فاطر: 29].

وأمَّا الحديث القدسي، فهو كلام الله تعالى الذي أوحاه إلى نبيِّه صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه أو بمعناه دون لفظه، بواسطة جبريل عليه السلام، أو أوحاه إليه بطريق الإلهام أو المنام، ويُنسَبُ إلى الله تعالى؛ لأنَّه من وحْيِه وكلامه، وإن لم ينزِل للتحدِّي ولا للإعجاز ولا لتلاوته في الصَّلاة؛ وإنما أُوحي به غالبًا للعظة والاعتبار.

ومنه ما رواه البخاريُّ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله تبارك وتعالى قال: مَن عادى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضتُ عليه...))؛ الحديث رواه البخاري في كتاب الرقاق، باب التواضع، وهو الحديث الثامن والثلاثون في الأربعين النووية ص (127).

ومنه ما رواه مسلم عن أبي ذَر الغفاري رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِّه عزَّ وجل أنه قال: ((يا عبادي، إنِّي حرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي، وجعلتُه بينكم محرَّمًا، فلا تَظالموا...))؛ الحديث رواه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم، وهو الحديث الرابع والعشرون في الأربعين النووية ص (78).

ومنه ما رواه الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: يا بنَ آدم، إنَّك ما دعوتَني ورجوتَني، غفرتُ لك على ما كان منك ولا أُبالي...))؛ الحديث رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وفيه البشارةُ العظمى للمذنبين، والرجوع إلى الله تعالى بالتوبة والإنابة، وعظيم الرَّجاء في فضله سبحانه.

وأما الحديث النبويُّ الذي ينطِق به صلوات الله وسلامه عليه، فهو من كلامه خاصَّة، لفظًا ومعنًى، يفسِّر به القرآن، أو يبيِّن به الأحكامَ، أو يرشِد به الأمَّةَ إلى صلاحهم في معاشهم ومعادهم، ومنه استغفارُه صلوات الله عليه، ودعاؤه، وتحدُّثه بنعمة الله عليه، وثناؤه، بل منه ما رُوي عنه في الرِّضا والغضب؛ فإنَّه معصوم من الإثم والزَّلَل في المفاكهة والمزاح؛ فقد كان يمزَح صلَّى الله عليه وسلم قليلًا، ولكنَّه لا يقول إلَّا حقًّا.

ولا يخفى عليكم أنَّ الحديث النبويَّ الذي ينطق به صلى الله عليه وسلم جزءٌ من الحديث بمعناه العام المصطلح عليه في علم الحديث روايةً، وهو الذي عرَّفه علماء الحديث بأنه: "ما أُضيف إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ من قولٍ، أو فِعل، أو تقرير، أو وصف خِلقي، أو خُلقي".

ثمَّ لا يخفى عليكم بعد ذلك أنَّ الحديث القدسي يشارك الحديثَ النبوي في أنهما لم يُذكرا للتحدِّي ولا للإعجاز، ولا للقراءة في الصلاة كما يُقرأ القرآن الكريم.

أمَّا بعد، فلعلَّ الفرق بين الأقسام الثلاثة أصبح بهذا البيان الموجز مستنيرًا واضحًا، فإن شئتم مثلًا تقريبيًّا يزيد الفرق إيضاحًا، فهاكم هذا المثل ﴿ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى ﴾:
يأمر الملِك أمينَه الخاص، أو الشيخُ تلميذَه، أو الوالد ولدَه: أن يبلِّغ عنه رسالةً حرفيَّة فيقول له: قُل كذا وكذا بالنصِّ، كلمةً كلمة، وحرفًا حرفًا؛ فيبلِّغها الأمين كما لقَّنه الملِك بنصِّها وحروفها، حتى إنه ليبلِّغ عنه الأمر بكلمة (قُل) مبالغةً في المحافظة على النصِّ؛ كقوله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]، وقوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾ [الكهف: 110]، وقوله جلَّ ثناؤه: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾ [يوسف: 108].
فهذا مثل القرآن الكريم في التلقِّي والتبليغ عن ربِّ العزَّة عز وجل.

وتارة يقول الملِك لأمينه الخاص: بلِّغ عنِّي كذا وكذا، ولا يحتِّم عليه أن يَذكر الرسالةَ بنصِّها؛ فالأمين مخيَّرٌ بين أن ينقل الرسالة بحروفها أو ينقلها بمعناها دون تصرُّف في المعنى، وإن جاز له أن يتصرَّف بلفظ آخر يؤدِّي المعنى نفسه كاملًا غير منقوص؛ فذلك مثل الحديث القدسي في روايته عن الله تبارك وتعالى بلفظه ومعناه أو بمعناه فقط.

وأحيانًا كثيرة يفوِّض الأمينَ في التبليغ والإرشاد والهداية باللَّفظ والمعنى من عند الأمين نفسه؛ فيرشِد ويعلِّم، ويهدي إلى الخير، ويدلُّ عليه.

هذا مثَل للإيضاح والتقريب ليس غير، وإلَّا فإنَّكم تعلمون أنَّ الرسول صلوات الله وسلامه عليه أمين الأمناء، وسيِّد البررَة الأتقياء، أدَّى الأمانةَ، وأدَّى الرسالة، وأنقذنا من الضَّلال، وأخرجنا من الظُّلمات إلى النور.


ألقى الشيخ رحمه الله محاضرةً بالمغرب عام 1966 في هذا المعنى.
يوجد تسجيل في موقع الشيخ طه الساكت elsaket.com، لهذا الحديث بعنوان الحديث القدسي - النبوي، يحيى الساكت 18/ 9/ 2015.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.51 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (3.02%)]