فوائد متنوعة - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : أبـو آيـــه - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858868 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393246 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215620 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-01-2020, 11:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي فوائد متنوعة

فوائد متنوعة
ساعد عمر غازي







فائدة: قوله تعالى: ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [الشورى: 40].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "ولما كان الناس عند مقابلة الأذى ثلاثة أقسام: ظالم يأخذ فوق حقه، ومقتصد يأخذ بقدر حقه، ومحسن يعفو ويترك حقه، ذكر الأقسام الثلاثة في هذه الآية؛ فأولُها للمقتصدين، ووسَطها للسابقين، وآخرها للظالمين"؛ [جامع المسائل لابن تيمية (1/ 169)].


فائدة: قال الله عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [الحج: 38]، قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - في "الوابل الصيب" (ص/ 72): "وفي القراءة الأخرى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَدْفَعُ ﴾؛ فدفعُه ودفاعه عنهم بحسَب قوة إيمانهم وكماله، ومادة الإيمان وقوته بذكر الله تعالى؛ فمن كان أكمل إيمانًا وأكثر ذِكرًا، كان دفع الله تعالى عنه ودفاعه أعظم، ومن نقص نقص، ذكرًا بذكر، ونسيانًا بنسيان".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في "مجموع الفتاوى" (27/ 435): "فهو تبارك وتعالى يدافع عن المؤمنِين حيث كانوا؛ فالله هو الدافع، والسبب هو الإيمان".

فائدة: قوله تعالى: ﴿ فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴾ [الشورى: 36، 37].

قال الإمام ابن القيم: "فأخبر أن ما عنده خير لمن آمن به وتوكل عليه، وهذا هو: التوحيد، ثم قال: ﴿ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ ﴾ [الشورى: 37]؛ فهذا: اجتناب داعي القوة الشهوانية، ثم قال: ﴿ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴾ [الشورى: 37]؛ فهذا: مخالفة القوة الغَضَبية، فجمع بين التوحيد والعفَّة والعدل، التي هي جِماعُ الخير كله"؛ [الفوائد لابن القيم (ص/ 81 - 82)].


فائدة: يأتي الظن بمعنى اليقين:
قال العلامة الشنقيطي - رحمه الله -: "ومعلوم أن الظن يطلق في لغة العرب التي نزل بها القرآن على معنيين:
أحدهما: الشك؛ كقوله: ﴿ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ﴾ [النجم: 28]، وقوله تعالى عن الكفار: ﴿ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ ﴾ [الجاثية: 32].

والثاني: هو إطلاقُ الظن مرادًا به العلم واليقين، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ ﴾ [فصلت: 48]؛ أي: أيقَنوا أنهم ليس لهم يوم القيامة محيص؛ أي: لا مفرَّ ولا مهرب لهم من عذاب ربهم، ومنه بهذا المعنى قوله تعالى: ﴿ وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا ﴾ [الكهف: 53]؛ أي: أيقنوا ذلك وعلِموه، وقوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 46]، وقوله تعالى: ﴿ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 249]، وقوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ﴾ [الحاقة: 19، 20]؛ فالظن في الآيات المذكورة كلها بمعنى اليقين.

ونظير ذلك من كلام العرب قولُ دُريد بن الصِّمة:
فقلت لهم: ظُنُّوا بألفَيْ مدجَّج ** سَرَاتُهُمُ في الفارسي المسرَّدِ

وقول عَمِيرَةَ بن طارق:
بأن تغتزوا قومي وأقعد فيكم ** وأجعل مني الظنَّ غيبًا مرجَّمَا

والظن في البيتين المذكورين بمعنى اليقين"؛ ["أضواء البيان" (7/ 35)].

وقال تلميذه الشيخ عطية محمد سالم - رحمه الله -: "قوله تعالى: ﴿ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ﴾ [الحاقة: 20].

والظن واسطة بين الشك والعلم، وقد يكون بمعنى العلم إذا وجدت القرائن، وتقدم للشيخ بيانه عند قوله تعالى: ﴿ وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا ﴾ [الكهف: 53]؛ أي: علِموا، بقرينة قوله: ﴿ وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا ﴾ [الكهف: 53]، وهو هنا بمعنى العلم؛ لأن العقائد لا يصلح فيها الظن، ولا بد فيها من العلم والجزم.

وقد دل القرآن على أن الظن قد يكون بمعنى العلم، بمفهوم قوله تعالى: ﴿ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾ [الحجرات: 12]؛ فمفهومه أن بعضه ليس إثمًا، فيكون حقًّا، وكذلك قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ ﴾ [البقرة: 46]؛ ["تتمة أضواء البيان" (8/ 260)].

فائدة: يأتي الزعم بمعنى: القول المحقق والصدق:
أخرج مسلم (12): عن أنس بن مالك، قال: نُهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء، فكان يعجبنا أن يجيء الرجلُ من أهل البادية، العاقل، فيسأله ونحن نسمع، فجاء رجل من أهل البادية، فقال: يا محمد، أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك، قال: ((صدق))، قال: فمَن خلَق السماء؟ قال: ((الله))، قال: فمن خلق الأرض؟ قال: ((الله))، قال: فمن نصَب هذه الجبال، وجعل فيها ما جعل؟ قال: ((الله))، قال: فبالذي خلق السماء، وخلق الأرض، ونصب هذه الجبال، آلله أرسلك؟ قال: ((نعم))، قال: وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا، قال: ((صدق))، قال: فبالذي أرسلك، آلله أمرك بهذا؟ قال: ((نعم))، قال: وزعم رسولك أن علينا زكاةً في أموالنا، قال: ((صدق))، قال: فبالذي أرسلك، آلله أمرك بهذا؟ قال: ((نعم))، قال: وزعم رسولك أن علينا صوم شهر رمضان في سنَتِنا، قال: ((صدق))، قال: فبالذي أرسلك، آلله أمرك بهذا؟ قال: ((نعم))، قال: وزعم رسولك أن علينا حج البيت مَن استطاع إليه سبيلاً، قال: ((صدق))، قال: ثم ولَّى، قال: والذي بعثك بالحق، لا أَزِيدُ عليهن ولا أنقص منهن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لئن صدَق ليدخلَن الجنة)).

وأخرج مسلم (1885)، وأحمد (22585)، والترمذي (1712)، والنسائي (3157)، وأبو داود الطيالسي في "مسنده" (628)، وعبدُ بن حميد في "المنتخب" (192)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1872): عن أبي قتادة رضي الله عنه، قال: قام رجل فقال: يا رسول الله، أرأيتَ إن قُتلتُ في سبيل الله، أين أنا؟ فقال: ((إن قُتلتَ في سبيل الله صابرًا محتسبًا، مقبِلًا غير مُدْبِر، فأنت في الجنة))، ثم سكت ورُئينا أنه ينزل عليه، ثم قال: ((أين الرجل؟))، فقال: هأنذا، قال: ((إلا أن يكون عليه دَين؛ فإنه مأخوذ به، كذلك زعم جبريل))، والسياق لأبي داود الطيالسي.

وعند مسلم: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعم، وأنت صابر محتسب، مقبِل غير مدبِر، إلا الدَّين؛ فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك)).

فلفظ: ((زعم جبريل)) عند أبي داود، وعبد بن حميد، وابن أبي عاصم، وعند الآخرين: ((فإن جبريل قال لي ذلك)).

قال النووي في "شرح صحيح مسلم" (1/ 170): "وقوله: (زعم رسولك أنك تزعم أن الله تعالى أرسلك، قال: صدق): فقوله: زعم وتزعم مع تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه، دليلٌ على أن زعَم ليس مخصوصًا بالكذب والقول المشكوك فيه، بل يكون أيضًا في القول المحقق والصدق الذي لا شكَّ فيه، وقد جاء من هذا كثير في الأحاديث، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((زعم جبريل كذا))، وقد أكثَر سيبويه - وهو إمام العربية - في كتابه - الذي هو إمام كتب العربية - من قوله: زعم الخليل، زعم أبو الخطاب، يريد بذلك القول المحقق، وقد نقل ذلك جماعات من أهل اللغة وغيرهم، ونقله أبو عمر الزاهد في شرح الفصيح عن شيخه أبي العباس ثعلب، عن العلماء باللغة من الكوفيين والبصريين، والله أعلم".

فائدة: الأصل في استخدام كلمة كاد:
كاد: كلمة إذا أثبتت انتفى الفعل، وإذا نفيت ثبت الفعل، ويشهد للنفي عند الإثبات: ﴿ يَكَادُ الْبَرْقُ ﴾ [البقرة: 20]، ﴿ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ ﴾ [النور: 43]، ﴿ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ ﴾ [النور: 35]، ويشهد للإثبات عند النفي: ﴿ وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [البقرة: 71]، ﴿ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 78]، ﴿ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ﴾ [النور: 40]، ﴿ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ﴾ [الزخرف: 52].


هذا هو الأصل في كاد، وقد جاءت بمعنى فعل؛ قال ذو الرمة:
ولو أن لقمان الحكيم تعرَّضت ** لعينيه مي سافرًا كاد يبرق


أي: لو تعرَّضت لَبَرق؛ أي: دهش وتحير.


وجاءت المنفية بمعنى الإثبات، وقال ذو الرمة أيضًا:
إذا غيَّر النأي المحبين لم يكد ** رسيس الهوى من حبِّ مية يبرح


أراد: لم يبرح؛ ["كشف المشكل" لابن الجوزي (1/ 79 - 80)].


فائدة: ما صحة قول أبي الدرداء لزوجته: "إن أنا غضبت فرضِّيني، وإن أنت غضبت رضَّيتك، وإلا فلن نصطحب"؟
هذا الأثر هكذا ذكره غير واحد من مشاهير الدعاة في دروسهم وخطبهم دون عزو، وقد وقفت عليه في "العقد الفريد" لابن عبدربه (7/ 131) تعليقًا بدون إسناد بقوله: "وعن الزهري قال: قال أبو الدرداء لامرأته: "إذا رأيتني غضبت فترضيني، وإن رأيتك غضبت ترضيتك، وإلا لم نصطحب!"، قال الزهري: وهكذا تكون الإخوان".

فأين الإسناد إلى الزهري لينظر فيه؟ ثم هو منقطع بين الزهري وأبي الدرداء؛ فإنه لم يدركه؛ لأن أبا الدرداء مات سنة 32هـ، وقيل: بعدها، والزهري كانت وفاته سنة 125هـ، وقيل: بعدها، وكان مولده سنة خمسين، وقيل غير ذلك.


قال أبو زرعة الدمشقي عن عبدالرحمن بن إبراهيم، وأحمد بن صالح المصري: مولده سنة خمسين من التاريخ.


وقال أبو داود عن أحمد بن صالح: يقولون: مولده سنة خمسين.
وقال خليفة بن خياط: ولد سنة إحدى وخمسين.
وقال يحيى بن بكير: مولده سنة ست وخمسين.
وقال الواقدي: مولده سنة ثمان وخمسين.

فعلى ذلك يكون مولده بعد موت أبي الدرداء، فتحقق بذلك الانقطاع.

فالأثر بذلك ضعيف، فلو ذكروه مع التنبيه على ضعفه السابق لكان أفضل، والله أعلم.


يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27-01-2020, 11:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فوائد متنوعة

فوائد متنوعة
ساعد عمر غازي

فائدة: عبدالله بن وهب ليس من شيوخ الإمام أحمد بن حنبل:
قال الإمام الألباني - رحمه الله - في "غاية المرام" (ص/ 43): "وابن وهب اسمه عبدالله المصري، من شيوخ الإمام أحمد"؛ انتهى كلامه رحمه الله.

وقال أيضًا: (ص/ 128): "فقال عبدالله بن وهب، وهو من شيوخ أحمد"، انتهى المراد من كلامه رحمه الله.

قلت: ما قاله الإمام - رحمه الله - يتعارض مع ما ثبت عن الإمام أحمد من أن ابن وهب ليس من شيوخه، فقد قال عبدالله بن أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (3/ 130) رقم (4556): "قال أبي: ورأيت عبدالله بن وهب بمكة، رأيته رجلًا خفيف اللحية، قال أبي: فذكرت أنه كان يعرض له على ابن عيينة وهو نائم، فتركته، قال أبي: وبلغني أنه كان لا يُدخل في مصنفه من ذاك العرض شيئًا، قال أبي: ثم كتبت بعدُ عن رجل عنه"؛ اهـ.

وأخرج الخطيب في "الكفاية" (ص/ 419) عن أبي بكر المروزي قال: قال أحمد بن حنبل في ابن وهب: كان بعض حديثه سماعًا، وبعضه عَرْضًا، وبعضه مناوَلة، وكان ما لم يسمعه يقول: قال: حيوة، قال: فلان، وقال: قد رأيت ابن وهب، ولم أكتب عنه، ثم كتبتُ عن رجل عنه".

وأيضًا في "سؤالات المروزي للإمام أحمد" (ص/ 49) رقم (27): "قال المروزي: وقال أبو عبدالله أحمد بن حنبل: وقد رأيت ابن وهب ولم أكتب عنه، ثم كتبت عن رجل عنه"، وقال المروزي أيضًا: (ص/ 142) رقم (251): "قلت - يعني لأبي عبدالله -: كتبتَ عن ابن وهب شيئًا؟ قال: لا"، يعني بغير واسطة، وإلا فقد روى عنه بواسطة كما قال، وروايته في "المسند" (2/ 171) من طريق هارون بن معروف ومعاوية بن عمرو قالا: حدثنا ابن وهب.


فهذه نصوص عن الإمام أحمد تدل على أن ابن وهب ليس من شيوخ الإمام أحمد، كما هو ظاهر، والله أعلم.

فائدة: تحرير اسم شيخ من شيوخ الطبراني:
جاء في "المعجم الكبير" للطبراني (18/ 206) رقم (509): حدثنا عبدالعلي بن أحمد بن عبدالله بن الفضل الحميدي، ورجاء البزار، قالا: ثنا زيد بن الحباب، ثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي السوار العدوي، عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يقبل الله صلاةً بغير طُهور، ولا صدقةً من غُلول)).


قلت: فمن هو شيخ الطبراني في هذا الإسناد؟!
قال الأخ الفاضل نايف بن صلاح بن علي المنصوري - حفظه الله - في كتابه الماتع: "إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني" (550): "عبدالعلي بن أحمد بن عبدالله بن الفضل الحميدي، كذا في الكبير (18/ 206 - 207)، ثنا عبدالعلي بن أحمد بن عبدالله بن الفضل الحميدي، ورجاء البزار، قال: حدثنا زيد بن الحباب، وهذا الإسناد لعل فيه تصحيفًا، إلا أني لم أجد ما يمكن أن أستعين به على إقامة ذلك، والله المستعان"، وما قاله دفعني إلى مواصلة البحث، فاهتديت بفضل الله وتوفيقه إلى البحث في متن الحديث، فوقفت عليه في "حلية الأولياء" (7/ 176) قال أبو نعيم: حدثناه سليمان بن أحمد، ثنا عبيدٌ العِجْلُ، ثنا رجاء البزار، وأحمد بن عبدالله بن الفضل، ح، وحدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا الهيثم بن خلف الدوري، ثنا أحمد بن عبيدالله، قالوا: ثنا زيد بن الحباب، ثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي السوار العدوي، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يقبل اللهُ صلاةً بغير طُهور، ولا صدقةً من غُلولٍ)).


قلت: فأفاد هذا الإسناد أن سليمان بن أحمد شيخُ أبي نعيم هو الحافظ الطبراني، كما هو معلوم، وأن شيخ الطبراني في هذا الإسناد هو عبيد العجل، وهو لقب أبي عبدالله الحسين بن محمد بن حاتم البغدادي الحافظ، وقد ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/ 658): الحسين بن محمد بن حاتم بن يزيد بن علي بن مروان، أبو علي، المعروف بعبيد العِجْل، وهو ابن بنت حاتم بن ميمون المعدل، سمع إبراهيم بن عبدالله الهروي، والوليد بن شجاع السكوني، وشعيب بن سلمة الأنصاري، ومحمد بن عبدالله بن عمار الموصلي، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وداود بن رشيد، والحسين بن علي الصدائي، وعبدالله بن محمد الأذرمي.


روى عنه عبدالصمد بن علي الطستي، وأبو سهل بن زياد القطان، وعثمان بن محمد بن سنقة، وأبو بكر الشافعي، وكان ثقة حافظًا متقنًا".


وقال ابن ماكولا في "الإكمال" (7/ 43): "وأما العِجْل - أوله عين مهملة وبعدها جيم - فهو عبيد العِجْل، قال محمد بن نقطة: اسمه الحسين بن محمد بن حاتم، حافظ ثقة، روى عنه الطبراني".


وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (6/ 981): "عبيد العِجْل، واسمه: حسين بن محمد بن حاتم، الحافظ أبو علي البغدادي.


عن: داود بن رشيد، وإبراهيم بن عبدالله الهروي، ومحمد بن عبدالله بن عمار، والوليد بن شجاع السكوني، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وطائفة.


وعنه: عبدالصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي، وعثمان بن سنقة، والطبراني، وآخرون.


قال الخطيب: كان متقِنًا حافظًا.


وقال ابن المنادي: كان من المتقدمين في حفظ "المسند" خاصة.


قلت: وكان من تلامذة ابن معين، وهو لقَّبه بـ: عبيد العِجْل".


وقال عنه في "سير أعلام النبلاء" (14/ 90): "الحافظ، الإمام، المجوِّد، أبو علي الحسين بن محمد بن حاتم البغدادي، تلميذ يحيى بن مَعين.


قيل: إن يحيى بن معين هو الذي لقَّبه عبيدًا العِجْل".


وقال الحافظ ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (7/ 49):
والعِجل - بعين مهملة مكسورة وجيم ساكنة -: العِجْل لقب الحسين بن محمد بن حاتم بن يزيد الطويل، يعرف بعبيد العِجْل، كنيته أبو عبدالله، حافظٌ مشهور، كان مقدَّمًا في حفظ المسند، روى عن داود بن رشيد وآخرين، توفي سنة أربع وتسعين ومائتين".


وفي "تدريب الراوي" (2/ 788): "(عبيدٌ العِجْلُ) بالتنوين، ورفعِ العِجْل، لا بالإضافة: الحسين بن محمد بن حاتم البغدادي الحافظ".


وذهبت إلى "جامع المسانيد والسنن" للحافظ ابن كثير لكي أظفر بإسناد الحديث، فوجدت أن الحافظ ابن كثير ذكره (6/ 454) رقم (8107) من غير إسناد بقوله: "من حديث زيد بن الحباب، عن شعبة، عن قتادة، عن أبي السوار، عن عمران، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يقبل الله صلاةً بغير طُهور، ولا صدقةً من غُلول)).


قلت: ولعل عدم ذكر الإسناد سببه أن هذا التحريف والسقط قديم، مما جعل الحافظ ابن كثير يُعرِض عنه، ثم إن عدم ذِكر الإسناد في "جامع المسانيد" لا يعكِّر على ما أخرجه أبو نعيم في "الحلية"، فتبيَّن من ذلك أن شيخ الطبراني في هذا الحديث هو عبيدٌ العِجْل، ولا وجود لعبدالعلي بن أحمد هذا، وسبب ذلك هو التصحيف الذي وقع في "المعجم الكبير".


والحديث ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 228): "رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح".


هذا ما ظهر لي، والله أعلم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 74.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.88 كيلو بايت... تم توفير 2.11 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]