رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله - الصفحة 6 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213697 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #51  
قديم 13-04-2021, 09:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

تعلمت في رمضان (1)







عظمة الفرص


د. مشعل عبدالعزيز الفلاحي




الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على أشْرفِ الأنبياء والمرسَلين.





وبعد:


فإنَّ شهر الله تعالى رمضان مدرسةٌ بكامل فصولها، يتعلَّم الإنسان في شهرٍ واحد ما يُمكن أن تقدِّمه المدرسةُ النظامية وتعمِّقه في نفوسِ طلاَّبها في سنوات، وها أنا واحدٌ مِن أولئك الطلاَّب ما زلتُ مِن سَنوات أكتُب بعضًا مِن فصول ومهارات وآثار تلك المدرسة إلى اليوم ولم أنتهِ بعدُ! بل أجِدني في كلِّ عام أتيتُ على ما أُريد أن أكتُبَ فيه، وما أن تَفتحَ لي هذه المدرسة فصولَها مِن أوَّل يوم إلا وتتداخَل في فِكري كثيرٌ مِن الأفْكار والمهارات والآثار الجديدة التي أحْتاج إلى تعلُّمِها ودراستها والاستفادة منها، وهأنذا تحتَ هذا العنوان أكتُب بعضًا مما علَّمتنيه هذه المدرسة مِن مفاهيمَ كبرى في حياة الإنسان ليس في ذات الشَّهْر فحسبُ، وإنَّما في عالَم الحياة ورِحلتها الكُبرى في الأرْض.





مِن هذه المفاهيم التي تعلَّمتُها مِن خلال هذه المدرسة: عظَمة الفُرصة في حياة الإنسان، وأنَّ الفُرَص تقدِّم للإنسان أرْقَى ما ينتظره مِن خير وأوسَع ما يُريده من برَكة في لحظة أو لحظات مِن الزمن، وأنَّ الإنسان حين يستعدُّ لاستقبال هذه الفُرَص ويدرك آثارها، ويُرتِّب حياته لاستثمارها سيكون في عدادِ الكبار في لحظةٍ مِن لحظات الزمن.





ومدرسة رمضان تُثير فرصًا كبرى في حياة الإنسان وليستْ فرصة، وتجعله في خلالِ شهرٍ واحدٍ صفحةً بيضاء مِن الخطيئة، وورقة مثمِرة من الحسَنات، وتكتب على كلِّ خُطواته السابِقة مهما كانتْ أوزارها رحلةً جديدة وحياة كبيرة، ترَى هذا في قول النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن صام رَمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تَقدَّم مِن ذنبه))، وفي قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تَقدَّم مِن ذنبه))، وفي قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((مَن قام ليلةَ القدْر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تَقدَّم من ذنْبه))، إنَّك حين تتأمَّل في مدرسةِ الحياة كلها قدْ لا تظْفَر فيها أحيانًا إلا ببِضع فُرَص مهما امتدتْ بك الحياة وطال بكَ الزَّمن، وترَى مفهوم الفُرصة في رَمضان يلبس أوسع صُورِه، ويخرج بهيجًا يتلقَّى الإنسان في كلِّ طريق ويهبه رُوحه ومعناه وأثَره، ولم أرَ مفهومًا يلبس ثوبًا فَضفاضًا كبيرًا في فترة وجيزة كما أَرَى هذا المفهوم في فترةٍ قصيرة مِن حياة الإنسان، لكن مشكلتنا الكُبْرى أنَّنا لا نُحسِن قِراءة هذا المفهوم في أحيانٍ كثيرة قراءة المتتبِّع للفُرَص، المستثمر لها، المشمِّر إليها، الناظِر لها برُوح الإعجاب والانتظار فتفوتنا لأجْلِ ذلك، وتذهب مِن حياتنا ونحن لم نحتفِ بها احتفاءَ المحبِّين، وتُغادِرنا دون أن نتلفَّت لها، أو حتى نستشعرَ رحيلَها مِن حياتنا.





عَلَّمني رمضانُ أن أقرأ هذه الفُرص بعين عكَّاشة بن محصن، وبرُوحه ومبادرته حين دفَعه استثمارُ هذا المفهوم لعناق الجنَّة يومَ القيامة دون حِساب ولا عِقاب، وقام غيره يودُّ اللحاقَ ويلهث مِن أجل الوصول، فما وجد إلا عوارضَ الطريق!





إنَّني أُدرك أنَّ مشكلة الفُرْصة أنها تأتي في لِحاف العمَل، وتحاول أن تقدم عليك وهي متدثِّرة به متعثِّرة في أعطافه، فتأتيك هنا في حديثِ نبيِّك - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن صام رَمضان إيمانًا واحتسابًا))، وتطلب منك دقَّةَ الإخلاص لله تعالى، ورَوائع تلذُّذه، ورُؤيته أثناءَ الجوع والعطَش، وكثيرًا ما يَغيب هذا المعنى ويكون تَذكُّره مكلفًا على أصحابه وهم يَذوقون ذاتَ الجوع وذات العطَش، وهذا هو لحافُها هنا، وتراه لحافًا يحتاج إلى جهاد وتعَب وتذكُّر في كلِّ وقت، حتى ينسلخَ مِن على الجسَد فتكون الفرصةُ في لحظته عاريةً ويحين وقتُ اللِّقاء، وتأتيك في ذاتِ الثوب في قول نبيِّك - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا))، وثوب هذه الفُرْصة أن تقومَ مع الإمام كلَّ ليلة مِن حين ما يبدأ إلى أن ينصرِف، وفوات شيءٍ مِن صلاة الإمام محفوف بفواتِ الفُرصة كلها لعمومِ قوْل النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قام مع الإمام حتى ينصرفَ كتب له قيام ليلة))، ومحصلة قيام هذه الليالي كلها هي الفُرصة التي أخبر بها نبيُّك - صلَّى الله عليه وسلَّم.





لو لم أتعلَّم مِن رمضان سوى هذا المفهوم، لكان كبيرَ المعالِم في حياتي، عظيمَ الآثار فيها، فكيف إذا قلت لك: هو أوَّل ما تعلَّمْت، وفي حياتي غير ذلك ستأتيك تِباعًا - بإذن الله تعالى.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #52  
قديم 14-04-2021, 11:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

وسائل الإعلام

الرائي (التلفزيون)

د. فهمي قطب الدين النجار


ظهوره:

كان في عام 1928م في الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة؛ لذلك تُعَدُّ أكبر دولة في تصدير البرامج في العالم؛ إذ يُقدَّر ما تُصدره في السنة الواحدة بـ (130) ألف ساعة برامجية، بتكلفة 1000 دولار للدقيقة الواحدة، ثم ظهَر بعد ذلك في باقي دول العالم.


أما في البلاد العربية، فقد بدأ البثُّ في المغرب عام 1954م، وفي العراق عام 1956م، ثم توالى البثُّ في باقي البلاد العربية.


وقد بلغ عدد محطات الإرسال للرائي في الدول العربية 190 محطةً عام 1977م.


مميزاته:
يتميَّز الرائي بمُميِّزات خاصة استطاع بها جذب جمهور المذياع، وخاصة الأطفال والشباب، هذه الميزات هي:
1- أنه يجمع بين الرؤية والصوت والحرَكة؛ مما يَجذِب الانتباه ويُثير الحواس أكثر من أي وسيلة أخرى.
2- يُقدِّم الأحداث كما هي في الواقع زمَن حُدوثِها.
3- يَنقُل الأحداث إلى الأسرة داخل المَنزل بالصورة والصوت والحركة، وهو بهذا يوفِّر الوقت ويُعمِّم المعرفة.


وظيفته: تختلف النظرة إلى الرائي في المجتمعات حسب عقيدة هذه المجتمعات؛ فالمجتمعات الغربية ترى أن وظيفة الإعلام التلفزيوني الرئيسة هي (الترفيه، وملء أوقات الفَراغ)، وهذا الرأي ينطلِق من الأساس المادي للحياة الغربية، وأن على الإنسان أن ينتهِزَ فرصة الحياة الدنيا ليُمتِّع نفسه أقصى درجة التمتُّع، وهذه الحياة هي الغاية، وهي المصير، ولا حياة بعدها، أما المجتمعات الشيوعيَّة، فترى أن التلفزيون وسيلة ترفيه ودعاية بنفس الوقت؛ فالبرامج الترفيهية تُنسي الإنسان واقعه الاقتصادي المُتعب، وواقعه الاجتماعي المُتحلِّل، وتجعله يعيش في عالم خيالي، وتزيد من تَحلُّله الأخلاقي، وتَخلُق فيه رُوح اللامبالاة، أما الدعاية، فهي للفِكر الماركسي الذي عفا عليه الزمن، وثبَت أنه يُناقِض الحياة والفِطرة، ووظيفة الدعاية هذه هي وظيفة كل وسائل الإعلام في الدول الشيوعيَّة سابقًا.


أما عن وظيفة التلفزيون في المُجتمَع الإسلامي، وكما هو في الواقع الآن، فلا أظن أنه يَنطلِق من مبادئ معيَّنة؛ فهو يجمع بين الترفيه والتوجيه، وإن كان الترفيه هو الغالب في التلفزيون العربي حاليًّا.


وما أحوجَنا إلى تأصيل عقدي حقيقي لوظيفة التلفزيون في المجتمع الإسلامي الذي يسير وَفْق هدى الله، فهو لن يكون سوى وسيلة خير وهدى:
1- تَنشُر الدعوة الإسلامية في كل مكان.


2- تنشر التعليم، وتمحو الأمية.


3- تزيد في وعي أفراد المجتمع سياسيًّا وفكريًّا واقتصاديًّا.


4- تُحرِّر العقل الإسلامي مِن قيود الأوهام والخُرافات.


5- تُغيِّر المفاهيم الخاطئة التي تراكمَت بتأثير الإعلام المعادي.


6- تُروِّح وتُرفِّه عن النفس، مِن عناء التعب الجِسمي والعقلي، ولكن ليس بالأسلوب الغربي أو الشرقي غير الأخلاقي، بل بأسلوب نظيف، عن طريق المشاهِد الخلابة التي تُسبِّح الله، الناطقة بقدرة الله - عز وجل - وآياته في الكون والإنسان، وعن طريق القصص التاريخيَّة التي تُبرِز بطولات المسلمين، والقصص الاجتماعية التي تُظهِر السلوك الإسلامي المتميِّز في المعاملة والأخلاق الرفيعة.


وليس ضروريًّا أن نُلزم الإعلام التلفزيوني بالأخبار وتلاوة القرآن فقط، فيملَّ الناس وينصرفوا إلى ما هو أشدُّ منه ضررًا، وهو الفيديو، أو أي وسيلة أخرى فاسدة.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #53  
قديم 14-04-2021, 11:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

مبارك عليك الشهر (13)

ا. محمود توفيق حسين





عندما تبدأ انطلاقتك في الحمْيَة من شهر رمضان بعزيمة جبارة
ويصير فؤادك فارغاً إلاَّ من أمر الرشاقة المطلوبة ونزول الكرش
وتذهل عن القرآن والقيام
وتقضي وقتك في متابعة كم أصبح بنطالك واسعاً عليك؟!
مسروراً بالثقبين الجديدين في الحزام،
وبقراءة الميزان البيتي الآخذة في الانخفاض
مؤكداً لنفسك على الصبر على لقيماتٍ قليلة في الفطور
وأقل منها في السحور؛
لا تفكِّر بأنك منشغل بأمر غير محرَّم
بل فكِّر في أنك منشغل عن شهر معظَّم
لا تفكِّر بأنه الشهر الفرصة لتخفيف زِنَتك على الميزان
بل فكِّر في أنه بالأساس "الشهرُ الفرصةُ" ليزيد وزنك عند الله.


مبارك عليك الشهر
وقد خرجت منه حاضرَ القلب في التعبد




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #54  
قديم 15-04-2021, 11:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

تعلمت في رمضان (2)

د. مشعل عبدالعزيز الفلاحي








تعظيم شعائر الله تعالى





الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.



وبعدُ:

فإنَّ تعظيم شعائر الله تعالى في حياة كلِّ إنسان أثرٌ من آثار التقوى في قلبه، وهي بعض ما تعلمه هذه المدرسة الكبرى في حياة كل إنسان.



إنَّ الأصل في شرعيَّة رمضان كله هو هذه الحقيقة "التقوى"؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].



فلأجْل التقوى شُرِع صيام هذا الشهر، وحين تجد صائمًا لَم تَعمر قلبَه التقوى، ولَم يجد لها أثرًا في حياته، ولَم تتربَّ نفسه على تعظيم شعائر الله تعالى وحُرماته، تُدرك حينها أنه لَم يكن له نصيبٌ من آثار هذه المدرسة، ولَم يُوَفَّق للنجاح فيها، ولَم يجد أثرًا حقيقيًّا لتَعبه وجُهده في رحلته كلها، ويكفي ذلك خسارة وضياعًا في حياة الإنسان.



إن رمضان جاء يهذِّب النفوس، ويُرتِّبها، ويُعيد بناءها وترتيبها من جديد، وهذا أعظم درسٍ يتعلَّمه الإنسان في رمضان.



إن حياة الإنسان خلال عام كاملٍ يُصيبها من الوهن والضَّعف، وتعتريها الأمراض، وتكدُّها المعاصي، فتَذهب ببعض معانيها، ويَشوبها ما يشوب كل رحلة من النقص والضَّعف، ومهمة هذه المدرسة أن تُعيد بناء هذه النفوس من جديد، وتحاول جاهِدة خلال ثلاثين يومًا أن تُعيد البريق الذاهب من حياة الإنسان.



وعلينا أن نُدرك أنَّ هذا البناء "تحقيق التقوى" في حياة كل إنسان، لن يتعلَّمه الإنسان في هذه الفترة؛ حتى يكون مثالاً للعبودية الحَقَّة أمام كلِّ أمرٍ ونهي في شريعة الله تعالى، وما لَم يُعانق هذه الحقيقة ويَقف على النجاح فيها مرارًا خلال مدة هذه المدرسة، لن يَظفر بالحياة التي يُطلبها والمعاني التي يَركض في سبيل تحصيلها، ويكفي دليلاً على ذلك قول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من لَم يَدَع قولَ الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يَدَع طعامه وشرابه)).



إنَّ هذه المدرسة لا تُعلِّم في فصولها - ومن خلال مناهجها - تحصيل التقوى، من خلال الجوع والعطش، وإنما تُعلِّمه من خلال تعظيم شعائر الله تعالى، والوقوف عند حدوده، وإجلال أمْر الله تعالى ونَهْيه، وتَرْك الطعام والشراب بعض ذلك وليس كله؛ ((مَن لَم يَدَع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدَع طعامه وشرابه)).



وهذه حقيقة تَغيب عن كثيرٍ من الصائمين، وتفوت على مفاهيم كثيرٍ من العباد، ويعتقدون حين تُمسي بطونهم خماصًا، أنهم نالوا كلَّ شيء، وقد تكون النتيجة بخلاف ما يعتقدون.



إنَّ شهر رمضان جاء ليُعيد بناء النفوس، ولَم يأتِ لتشويهها، وحَصْر غاية الصيام في ترْك الطعام والشراب فحسب، تشويهٌ لصورة الإنسان، وعناية بجسده على حساب قلبه ورُوحه، ومسألة بناء النفوس وإعادة ترتيبها وبنائها من جديد مسألة ضخمة من حقِّها لعَظَمتها أن تأخذ شهرًا كاملاً، تتعلَّم فيه إعادة بناء الإنسان كإنسان.



إن علينا أن نُدرك أنه حين يتحقَّق في حياة كلِّ إنسان إجلال شعائر الله تعالى والقيام بحقِّه، والوقوف عند حدوده، فتلك اللحظة هي اللحظة التي من حقِّ ذلك الإنسان أن يأخُذ شهادة بتخرُّجه ناجحًا متميِّزًا من تلك المدرسة، وحين يَلتفت الإنسان إلى حياته كلها، فيجد ضَعفًا في نفسه أمام شعائر الله تعالى وحدوده؛ سواء كانت أوامرَ أو نواهيَ، فليَعلم يقينًا تلك اللحظة أنه من جملة الراسبين الذين لَم يكن لهم شرفُ النجاح في نهاية فصول هذه المدرسة.



إنني لست متقوِّلاً على شرْع الله تعالى، لكنني لا أفهم سوى ذلك من قول نبي الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن لَم يدَع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدَع طعامه وشرابه))، والله المسؤول أن يتجاوَز وأن يغفرَ لكلِّ مُذنبٍ؛ إنه وَلِيُّ ذلك والقادر عليه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #55  
قديم 15-04-2021, 11:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

خاطرة في رمضان













بكر البعداني





ونحن نتفيَّأ ظلال هذا الشهر، يومًا ووراءه آخر، يلوح في البال ويغشاه، ويمر على طيف الخيال ويعترضه - معالم من سيرة المعلِّم الأول والرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ فترسم بريشة تجر في طياتها صورًا، يعجز عنها كل أحد، فتنقش على صفحات القلوب، واحدة تِلْوَ أخرى؛ لتشكل بعد ذلك متحفًا فنيًّا رائعًا، ومكتبة نبوية ساحرة، يُستفاد منها ويُرجع إليها؛ ولذلك كانت سيرته صلى الله عليه وآله وسلم - ولا زالت - عند أهل الإسلام في كل عصر، وكل مصر، ووقت وآنٍ - محطة تبث إشارات، وترسل علامات، تنير الدروب للسالكين، وتضيء الطرقات للعابرين، وبين الحين والحين، والفَيْنة والأخرى، ترسل أشعة دافئة، وبسمات حانية، لكل سالك يقصد دروبَ الحق، ويسعى إلى ذلك الدرب الأول، والمعين الثري الصافي؛ لتُعينه على بلوغه والوصول إليه.







فهي واللهِ صور جميلة لا يُعادِلها شيء، ولا يماثل روعتَها شيء؛ لكأني بها - دومًا - تمد يدها المِعطاءة - بسخاء - لتعطي من كنوزها الكريمة، وآثارها الجميلة، وهي كما علمتْنا دومًا لا تمد يدها لتأخذ، وإذا مدت يومًا ما إليك يدها؛ فاعلم أنها تريد أن تأخذ بيديك إلى منهج الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فلا تبخل عليها بيديك، ولا تبخل على نفسك يا من أردت مرافقة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن تجعل لك في هذا الشهر الكريم محطات تتزود منها، وتنهَل فيها من سيرته الكريمة، وتتعلم من سنته العظيمة، وتحقق - عمليًّا - جانب التأسِّي والاتباع للرسول وطاعته صلى الله عليه وآله وسلم؛ فإنه جانب مهم لا بد منه في طريق سَيْرك إلى الله عز وجل، وهذه المحطات مهمة، وهي تشكل جزءًا كبيرًا، ولا تقل أهمية عن أي محطات أخرى، إن لم تكن تفُوقها، وهي توشك شيئًا فشيئًا أن تفارقنا إلى غير رجعة، فالسعيد من اعتبر، ومن انتهل منها، وعمل بها، فوَاهًا ثم واهًا.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #56  
قديم 15-04-2021, 11:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

الصوم مساواة ومواساة













خميس النقيب










رمضان شهر المساواة، كيف؟



يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته))، ويقول الله تعالى: ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ [البقرة: 185]، ويقول ابن عمر رضي الله عنهما، قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: ((لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تُفطروا حتى تروه، وإن غمَّ عليكم فأتموا الثلاثين)).







أي إن الناس جميعهم يُفطرون في وقت واحد، ويمسكون في وقت واحد؛ الفقير والغني، الضعيف والقوي، الأبيض والأسود، الحاكم والمحكوم، الرئيس والمرؤوس، طالما يدينون بالإسلام وينوون الصيام، فهم في وقت الإفطار والإمساك سواء، وفرض رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر بنفس القدر على الفقير والغني، الضعيف والقوي، الخفير والوزير، الكبير والصغير، الأبيض والأسود، وفي ذلك أيضًا مساواة، إذًا فالصوم مساواة، والصوم أيضًا مواساة؛ والمواساة معناها الوقوف بجوار الفقير والمسكين، إطعام الطعام، وإفشاء السلام، ولين الكلام، فضلاً على إفطار الصائم، إكرام المسكين، إعطاء الفقير، فطوبى لمن واسى مكلومًا، ونصر مظلومًا، وأطعم أفواهًا، وكسا أجسادًا، ووصَل أرحامًا، وجعل يده ممرًّا لعطاء الله في هذا الشهر الكريم وذاك الموسم العظيم، شهر الطاعات، وموسم الحسنات، لقد بيَّن الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه فضائل خصها الله عزَّ وجل بالصائمين في رمضان، فقال: سمعت رسول الله يوم أهَلَّ رمضان يقول: لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان، وجعلت زكاة الفطر مواساة للفقير والمسكين، كيف؟







فرضت على كل مسلم ومسلمة؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: "فرَض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان"؛ رواه الجماعة، لماذا؟



لها حكمتان:



الأولى: تطهير الصائم من اللغو والرفث الذي وقع منه في أثناء شهر رمضان.







الثانية: إطعام المساكين ومواساتهم في العيد، ودليل ذلك حديثُ ابن عباس رضي الله عنهما قال: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهرةً للصائم من اللغو والرفث، وطُعمة للمساكين"؛ أبو داود.







وكذلك لتغنيهم عن السؤال يوم العيد، بذلك يكون الصوم مساواة بين أفراد الأمة جميعًا في الإفطار والإمساك، ومواساة للفقير والمسكين، تقبَّل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #57  
قديم 16-04-2021, 11:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

لا تضَعْ حسناتِك في صرَّةٍ مخرومة
وصال تقة


لا تجعل حسناتك في جراب مخروق..

رمضان شهر الجود والكرم والصدَقات..

بالمال، والكلمة الطيبة، وإماطة الأذى عن النفوس قبل الطُّرقات..

فاحرِصْ على ألا يكون نصيبك من الصدقة حسناتك الملمومة في جراب مخروق.. بالرياء والرَّفث، والصخب، والغِيبة، فرُبَّ صائم ليس له من صيامه سوى الجوع والعطش..

رمضان فرصتك لتعلُّم الخضوع والمحبة..

شيطانك مصفَّد، ونفسك يخفف وطأتها الصيام.. وكل حواسِّك وجوارحك مستكينة تنتظر فرحة الإفطار.. وقلبك قد أرهفه الجوع.. وصار يعلم معانيَ الحاجة والافتقار.. استغِلَّ ضعفه، وعوِّدْه على الخضوع والاستكانة، وحبِّ كل مَن حوله.. سيتعلَّمُ حينها أبجديات المحبة، وستسبح رُوحك في ملكوت العزيز، وستترقى في الافتقار لتصل إلى محبة خالقها وبارئها الودود سبحانه..

ومضة:

كُن دائم القُرب من قلبك.


مناجاة قلب:
إلى هذا الذي قبع بين أضلعي...

إلى هذا الذي جعله اللهُ بين أصبعيه يقلِّبه كيف يشاء..

إليك يا من اجتمع فيه الإيمان والشهوة (فأنت لما غلب عليك منهما).

إليك يا من إن صلَح صلَحتُ معه، وإن فسد أفسدني وجرعني نغب المرارة والخسران.

أأكتب إليك بدمائك، أم بدموعي الحرَّى التي قَلَتْ أجفاني؟

وماذا عساني أقول لك وأنت تعلم عني ما لا أعلمه؟

أأبوح لك بأنني طالما ظننت أنني سجنك، فإذا بك أنت سجني وأنت الجلاَّد؟

أم أهمس لك - والألم يعتصِرُني - أنني أمنتُ لك، فإذا بك تتقلَّب عليَّ وتجمح، فلا بزمامك أمسكت، ولا أحوالك فهمت؟

أم أبثك همومًا أثقلتني، وذنوبًا كبلتني؟ ذنوبًا كنتَ فيها أنت البطل.. فصُلْتَ وجُلْتَ وزيَّنت وأمرت.. وكنتُ في النهاية أنا الضحية وأنا الشاهد والجاني.

لا بل سأدع هذا وذاك لأجلس إليك.. لأعترف بين يديك.. فما كنت لأصيرَ إلى ما صِرتُ إليه لولا تفريطي فيك وانشغالي عنك.. فاليوم قبل أي وقت مضى، أمدُّ يدي إليك وأعدك.. بيقين من هجر ركوب بحر التمني، وتعلق بمن نجا كلُّ من جاءه بقلب سليم أن أبحث لك - بعونه سبحانه - عن الدواءِ بعدما علِمتُ الداء.

أسأل الله الذي يحول بين المرء وقلبه أن يجمَعَني بك على حبِّه وإخلاصه، وأن يثبِّتك على دِينه، وأن يجعلني ممن جاء إليه بقلب سليم..






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #58  
قديم 16-04-2021, 11:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

مبارك عليك الشهر (14)

ا. محمود توفيق حسين
























عندما تقابل أصدقاءك بعد الإفطار


ويشعل كل منكم سيجارته


ويفاجئكم أحدكم بأن لم يشعل مثلكم..


وعندما سألتموه قال: إنه سينتهز هذا الشهر المبارك في الإقلاع عن التدخين





وتأخذ في الإلحاح عليه، وأنت تقول له:


إنه سلوانٌ في صعوبة الأيام، وهو الداء والدواء، وشكوى نبثها على هيئة الدخان


وتقدم له واحدة فيشعلها بعد أن غلبته وحرَّكت شوقه


لا تفكِّر بأنك لم تعلِّمه التدخين


وأنه عاد لما اعتاد عليه، وقد كان سيعود لا محالة


بل فكِّر في أنك زينت له معصيةً كان قد وعد الله البارحة متضرعاً بأن يكف عنها


لا تفكِّر بأن الأصدقاء يحرصون على الأشياء التي تجمعهم


بل فكِّر في أن الأصدقاء حقًّا..


يحرصون على الأشياء التي تجمعهم في الجنة.. لا في مستشفى السرطان!








مبارك عليك الشهر


وقد خرجت منه ناصحاً للناس




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #59  
قديم 17-04-2021, 07:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

غضبان في رمضان



نانسي خلف





إنه السيد غضبان، الذي أخَذ العهدَ على زيارة البيوت في رمضان؛ فإذا جلس السيد غضبان إلى مائدة رمضان، تعهَّد أن يُعكِّر على الجميع صفوَ الصيام، وطارت فرحةُ الصائمين في هذه الأيام.

وعند الإفطار يترأس هو الطاولة، وأول ما يبدأ به هو هندسة الصحون: (ليه الصحن محطوط هيك.. مين حطو هيك.. كم مرة بدي قلكن ما هيك بحطو الصحون؟!).

والطَّامَّة الكبرى إذا لم يعجبه الطعام بعد النهار الطويل في الصيام: (حاطه ملح كمان.. بدك تعليلي ضغطي)!

فيشعر الحاضرون وكأنهم أبطال في مسلسل "مؤامرة في رمضان".

وعوضًا عن أن يكون رمضان شهر الفرح، أصبح رمضان شهر الدِّراما، والقصف الكلامي، والهجوم العدواني؛ فلا يسلم أحد من السيد غضبان.

ولكن يا ليته يتخلى عن اختصاص هندسة الصحون، ليُكلِّمنا عن هندسة القلوب في رمضان.

قُرَّاءنا الكرام، رمضان هو هو ولو حاولنا تغييره، رمضان هو الراحة النفسية، والطمأنينة الداخلية، وبيدِنا القرار، وعلينا مسؤولية الاختيار: إما أن نستمتع برمضان منشط القلوب، وباعث الفرح في النفوس، أو نضيع الفرصة بكلمة من هنا وانتقاد من هناك.

بينما رمضان هو الوقت المناسب لتحقيق المكاسب، ولو أنها معادلة صعبة عند السيد غضبان في رمضان؛ ولكنها ليست بالمستحيلة.

وحتى لا تزيد ضربات القلب، ولا يغلي الدم في العروق؛ لا بد من إجراء عملية جراحية للجسم نستأصل فيها شرارة الغضب، ونُرمِّمُ الخلايا العصبية الزائدة في شهر الهدوء والطمأنينة والسكينة.

والموعد المناسب لهذه العملية هو الآن، في شهر رمضان، وعلى يد كبار الأطباء، وهم: الصيام والقيام والتراويح وتلاوة القرآن.

فهلموا إلى المهدئ الرباني "رمضان".

وإلى أن ألقاكم، أترككم بعافيةٍ وسلامة من نوبات الغضب، إلا الغضب لله وفي الله.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #60  
قديم 17-04-2021, 07:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

قيم رمضانية











رياض العمري






تختلف القيم التي تحكُم المجتمعات بحسب الأصول التي تحكم التصور الجمْعي؛ كالدِّين، والعادات والتقاليد، وغيرها من المدخلات التي تُغذِّي ذهنية المجتمعات.





ويُعتبر شهر رمضان محطة تغذي الشعور الجمعي بالقيم التي ترسِّخ المعاني الساميَة في حياة الفرد والمجتمع، ومن أهم هذه القيم التي رسَّخها رمضان واحديَّةُ الشعور؛ فكل أحداث هذا الشهر ومعانيه تُرسِّخ معاني الوحدة الشعورية؛ فالجميع يسيرون في نمط واحد منذ طلوع الشمس إلى غروبها، لا فرق بين شخص وآخر، ولا بين كبير وصغير؛ فرمضان لِباس يتَّحد فيه الجميع، ويصبغ لونه الصافي على جميع أفراد المجتمع، مما يزيد من بذور التآلف والتراحم وشعور الجسد الواحد، كما أنَّ ترافق هذه المعاني مع الرُّوحانية التي يصبغها الشهر، والأحداث التاريخية التي توحِّد ذاكرة الجميع في تاريخ واحد - يرسم ملامح المجتمع عبر نوافذ الماضي.





إن هذه القيم وغيرها من القيم المكوِّنة للشخصية المسلمة هي أداة للتحوُّل الحضاري والبِناء المجتمعي القائم على تناسي الفروق التي تؤسِّس للنِّزاعات، والنظر نحو المستقبل بمنظور واحد يتوحَّد فيه الجميع.





نحن بحاجة - أكثر من أي وقت مضى - إلى مِثل هذه الثقافة التي تُوَحِّد النسيج المجتمعيَّ، وتزيد من عوامل التلاحم والاصطفاف المجتمعي؛ للخروج من الأزمات التي تلاحق المواطن وتعوق تقدُّمه، فالشيطان يدخل بين الصفوف ويستغل الثغرات ليوقف عملية البناء، ويُضعِف من التحرُّكات الجادَّة للبناء.





إن جميع الشرائح اليوم على كافة المستويات يجمعها شهرٌ يمثل نوعًا من توحيد الأهداف والغايات ومراجعتها؛ بحيث تكون المصلحةُ المشتركةُ هي الخيار الذي يحكُم جميع الأطراف ويُزيل الشِّقاق الذي لا يأتي بخير.





في الأخير، هي دعوة لنا لأن يكون رمضان محطة للتزَوُّد بإيجابية، ولا ننقل سلبيات الواقع إلى هذا الشهر، بل نصبغ الواقع بمعاني هذا الشهر المبارك.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 138.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 132.76 كيلو بايت... تم توفير 6.07 كيلو بايت...بمعدل (4.37%)]