واقعية بلا مخالب! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854577 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389502 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-04-2021, 01:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي واقعية بلا مخالب!

واقعية بلا مخالب!


السنوسي محمد السنوسي



حين نشأ مذهب الواقعية في الأدب والفلسفة في القرن التاسع عشر في أوروبا؛ لتصوير الأشياء والعلاقات بصورة واضحة، كما هي عليه في العالم الحقيقي الواقعي، وللتعبير عن الجوهر الداخلي لها، فإنه كان ردَّ فعلٍ مضاد للمذاهب الأدبية التي تجنح إلى الفانتازيا أو الرومانسية.

وقد أصاب مذهب الواقعية ما أصاب المذاهبَ الأدبية والفكرية الأخرى، التي استدعتها البيئة الغربية بإشكالياتها شديدة الخصوصية، بحيث أصبحت الواقعية تفصل الأدبَ عن الأخلاق، وترمي إلى رؤية الواقع مجردًا عن أية قيم أو مُثل يمكن أن تحكم مسارَه وتوجهه.

ولكي نفهم الواقعية، أو المذاهب الأدبية الأخرى؛ يلزمنا أن نشير إلى أن هذه المذاهب نبتتْ في البيئة الغربية التي تشكَّلت بعد معاركَ طاحنةٍ مع الكنيسة؛ للخروج من سلطتها الدينية التي فرضها القساوسة على الحياة الفكرية والثقافية بعامة، فجاءت هذه المذاهب عنيفةً في رد فعلها؛ بحيث إنها تجاوزت رفض السلطة الكَنَسية، إلى رفض الدِّين ذاته، وسَعَتْ إلى التحرر من أية ضوابط وقيم؛ لأنها - حسب زعمهم - قيودٌ تكبِّل الإنسانَ، وتحدُّ من إبداعاته!

وبدلاً من التمرُّد على سلطة الإنسان، انقلب إلى التمرد على الله! وصارت الحرية المنشودة انحرافًا وتفلتًا، وانحدر التعبير عن الإنسان وقضاياه وعذاباته - كما كانت الواقعية تزعم في الأصل - إلى الإسفاف والإيغال في وَحْل الشهوات والنزوات، وبالتالي نسيان القيم، وإهمال الروح، مع أن الإنسان لم يكن إنسانًا مُكرَّمًا إلا بهما.

واقعية أم إباحية؟!
وللأسف، فإن الواقعية أصبحتْ تتعامل مع الإنسان وكأنه حيوان ناطق، ليس إلا! فهي لا ترى فيه إلا غرائزَه ونزواتِه، ولا تهتم إلا بتصوير لحظات السقوط والإسفاف، وكلما أمعن الأدب في تصوير هذا الجانب (الحيواني)، كان بارعًا في التعبير عن الإنسان.

وتجاهَلَ الأدبُ الواقعي بذلك أن الإنسان مخلوق كرَّمه الله، وأسجد له ملائكته، وخلقه من الروح والطين معًا، وأنه محتاج إلى إشباع نوازع الجسد حاجتَه إلى تلبية أشواق الروح؛ بل إنه بغير الروح يصير حيوانًا؛ بل أضل!

وقد رأينا أنه من خلال ستار الواقعية الزائف، سادتْ أفكار إباحية، تُعلي الشهوات والرغبات، وتتجاهل القيم والغايات، وتقف عند الواقع؛ بل وتنغمس في أوحاله، ولا تتجاوزه إلى ما يجب أن يكون.

وصار من الجائز والمباح - باسم الفن والواقعية - أن تُكشف العورات، وتُنتهك القيم، وتُضخَّم لحظات الضعف الإنساني، ويُصوَّر المجتمع على أنه ماخور كبير، أو غابة فسيحة لا ضابط لها ولا رابط، ووقف وراء ذلك رأسُ مال ضخم، وسياساتُ مغرضة، يلعبان على وتر الغرائز، ويُثيران في الشباب شهواتِه الفائرةَ؛ سعيًا إلى إصابة المجتمع المسلم في رأس ماله (الشباب)، وإلهائه عن مواجهة التحديات القائمة، وتغييبه عن الرسالة المنوطة به، وساعتَها لن يقوى المجتمعُ على مواجهة الأخطار المحدقة به من الخارج؛ لأن المناعة الذاتية هي الأساس في رحلة العلاج والعافية.

وأصبح من المألوف أن نرى مشاهِد العري مبثوثةً في المجلات والجرائد ووسائل الإعلام، وكأن ذلك أمر عادي!

ونحن نذكر في هذا السياق، ما كشفته دراسة حديثة من أنه يوجد (112) قناة جنسية باللغة العربية واللهجات العامية، ونذكر أيضًا الأثر السيِّئ الذي تُحدِثه في نفوس شبابنا أغاني الفيديو كليب وبرامج ستار أكاديمي، وغير ذلك مما يهيج الغرائز، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية المتراكمة، وما يترتب عليها من انسداد الأبواب المشروعة لتصريف الرغبات والشهوات.

وإذا أخذنا في الاعتبار ضعفَ الوازعِ الأخلاقي، وضعف الخطاب الديني لدى كثير من القائمين على الدعوة، عن استقطاب شرائح الشباب خاصة، وضعفهم عن الالتحام والتماسِّ مع قضايا المجتمع الحيوية - لَبَدا لنا بوضوح حجم الكارثة التي تتهدد المجتمعَ وتستهدف شبابَه.

وبدل أن تكون معرفتنا بالواقع بكل تفاصيله وسوءاته هي البدايةَ نحو سعي جاد لتغييره، والرقي به، صارت معرفة هذا الواقع السيئ وتضخيمه مقصودةً لذاتها، وغايةً في نفسها، على طريقة الفن للفن!

ومن ثم انفصل الأدب، والفن، وسائر نشاطات الفكر الإنساني عن الأخلاق، وبُترت الصلة بينه وبين قيم الوحي، مع أنها القيم التي يجب أن تكون الموجِّهة والحاكمة للإنسان في كل ما يبدع وينتج.

واقعية نظيفة!
أما في الرؤية الإسلامية، فإن (الوسطية) تمثِّل مَعْلمًا بارزًا من معالم المنهج الإسلامي، وبالتالي فهي تتبدَّى في كافة نشاطات المسلم على مستوى الفكر والممارسة.

فالوسطية الإسلامية تعني فيما تعني الجمعَ في تمازج وتكامل بين الثنائيات، التي طالما رسخ في أذهان البعضِ التعارضُ بينها، وعدمُ إمكان مزجها، وانتظامها في هدف واحد؛ مثل: العلاقة بين العقل والنقل، الغيب والشهادة، الروح والجسد، الواقعية والمثالية، الدنيا والآخرة، المرأة والرجل، الفرد والمجتمع، الدِّين والدولة.

ومن هنا، فالواقعية في المنهج الإسلامي واقعية نظيفة، أو واقعية بلا مخالب، تعترف برغبات الإنسان النفسية والجسدية، وتسعى لإشباعها، دون إثارة وتهييج، تضع في حسبانها قبضة الطين، ولا تغفل عن نفخة الروح، تعيش يومها الواقع بحُلوه ومرِّه، وتستعد أيضًا ليوم يقوم فيه الناسُ لرب العالمين، وهي في كل ذلك تستهدي بقول الله – تعالى -: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 77]، وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((إن لربِّك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا؛ فأعطِ كلَّ ذي حقٍ حقَّه))؛ رواه البخاري.

نموذج عملي:
لقد عرَضتْ لنا سورة (يوسف) نموذجًا عمليًّا لكيفية تناول الواقع والمشاعر الإنسانية بتقلباتهما وتعرُّجاتهما، وكيفية تصوير النفس البشرية، حتى وهي في أضعف حالاتها؛ ليكون ذلك عِبرة للقائمين على أمر التوجيه والتربية من المربِّين والأدباء، وأيضا الفنانين؛ ألاَّ يقفوا عند الواقع وما هو كائن؛ بل يجب أن يتجاوزوا ذلك إلى المُثُل الرفيعة، وما يجب أن يكون.

فقد تناولت (سورة يوسف) موقفًا حرجًا في حياة نبي الله يوسف - عليه السلام - كأشد ما يكون الحرج في التناول والعرض، ومع ذلك عرضتْه السورة الكريمة في تصوير دقيق، وفي الوقت نفسه في تصوير عفيف، وذكَرتْ لنا كيف راودت امرأةُ العزيز يوسفَ عن نفسه، بعد أن هيَّأتْ نفسها، وأعدَّت الأسباب، وغلَّقت الأبواب، وحذَّرته وتوعَّدته؛ لكنه استعصم بالله، ولجأ إليه، وراعى حقَّ سيده الذي أحسن مثواه، فعصمه الله من الوقوع في الفاحشة، وجعله قدوة للشباب الذين تحاصرهم المغرياتُ، وتحيط بهم من كل جانب.

فجاءت القصة في مجملها وتفاصيلها ترغِّب في الفضيلة، وتحثُّ على مراقبة الله، وحفظِ حرمات الآخرين، وأيضًا تحذر من المعصية وعواقبها الوخيمة، فهل يتعلَّم الذين يتناولون أخبار الجرائم والحوادث، كيف يعرضونها بصورة تنفِّر الناس منها، وتبيِّن لهم شؤمها، بدل أن يزيِّنوا لهم ارتكاب الفواحش، ويدلُّونهم على أيسر الطرق إليها؟!



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.25 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]