|
|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
حلم
حلم عبير غالب ظاظا لم يُسعفْني الصَّباحُ قبل انتهاء حلمي البغيض، تلطَّختْ مداركي بتَشويشه، وانتابني غثَيانُ النومِ حيثُ تكوْبَسَ المساء بأرذلِ الصور. حافية القلبِ كنتُ أخيط لنفسي وشاحًا مِن زُهورِ القمر، لكن غراب الفاجِعةِ أعجبتْه لمعةُ التطريز، فاختطفَهُ وافترَشه حصيرًا لعشِّه القميء. ضربتُ الحزنَ بعرض الحائطِ، وأخذتني أقدامي إلى هناكَ، وفي نفسي مكيدة الأُنثى وإصرار الحياة. جعلتُ الهدبَ مكنستي، وتحتَ إبْطي أخفيتُ دواتي، وكنتُ كلَّما نام الغراب أنتزع مِن خصلات شَعري اسودادَ الليل؛ وأكملُ به لحنَ اكتِمالي بيني وبينَ بياضي المفضَّضِ بالثلوج. تغيَّرتْ مرآتي، والغراب ما زالَ قميئًا، يَراني بعيونِ القوانين والأعرافِ، ويَلمسني بسطحيَّةِ اليَديْن. نظرتُ إلى وَجهي فلم أعرفْني، لكنَّ الوشاحَ اكتمل أخيرًا، ارتديتُه جناحًا، ومضيتُ في سرب الخَريف أتعكَّزُ وَهمِي، وألثم جَرحي. صحوتُ بعد أن استنزفَني الحلم وردةً ذابلةً في بندقيةِ العُمْرِ؛ أقنِصُ ذاتي، وأُهلكُ خطواتي. ومنذ ذاك الحلم البائس، امتشقْتُ مكنَستي مِن غمد صمتي، ونفضتُ بها بعضَ الزمن النائم على عدَّادِ العمر الراكض.. أنا لن أكون لأحد.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |