|
|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
من صفات المعلم الحلم وضبط النفس
من صفات المعلم الحلم وضبط النفس د. طه فارس الحِلْمُ لغة: الأناةُ وتركُ العَجَلة، وهو خِلافُ الطَّيشِ والسَّفَهِ[1]. وفي الاصطلاح: هو الطُّمَأْنينةُ والسُّكُونُ، وضَبْطُ النَّفسِ والطَّبعِ عندَ سَوْرَةِ الغَضَبِ مع القُدْرَةِ والقُوَّةِ، وقيل: هو تَأخِيرُ مُكَافأةِ الظالمِ، وقيل: هو احتمالُ الأعلى الأَذَى مِنَ الأَدْنَى، ورَفْعُ المُؤاخَذَةِ عن مُسْتَحِقِّهَا بِجِنَاية في حَقٍّ مُسْتَعْظَمٍ[2]. ولعلَّ المعلِّمَ هو أحوجُ الناسِ إلى الحِلمِ، وضبط النفس عند إساءة المسيء[3]، لأنَّه القُدوَة وبه الطلبة يَتَأسَّون، وقد قال عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه: «تعلَّموا العلم، وتعلَّموا للعلم السكينة والحلم»، وقال علي رضي الله عنه: «ليس الخير أن يكثُرَ مالُكَ وولدُكَ، ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك»، وقال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: « لا يبلغ العبدُ مَبلَغ الرأيِ حتى يغلبَ حِلمُهُ جهلَهُ، وصبرُه شهوتَهُ، ولا يبلغ ذلك إلا بقوةِ العلم»، وقال الحسن البصري: «اطلبوا العلم وزيِّنُوه بالوَقَارِ والحِلمِ »[4]. وأما عَطَاء بن رباح التابعي فقال: « مَا أَوَى شَيْءٌ إِلَى شَيْءٍ أَزْيَنَ مِنْ حِلْمٍ إِلَى عِلْمٍ»[5]، وقال عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ: « زَيْنُ الْعِلْمِ حِلْمُ أَهْلِهِ»[6]. ومما يُروَى من قَصَصِ الحِلمِ، أنه قِيل للأحنف بن قيس (وكان حليماً): ممن تعلَّمتَ الحِلم؟ فقال: من قيسِ بنِ عاصم، رأيتُه يوماً قاعداً بفناء داره، محتبياً بحمائل سيفه، يحدِّثُ قومَهُ، فأُتي برجل مكتوف، وآخرَ مقتولٍ، فقيل له: هذا ابن أخيك قتلَ ابنَكَ، قال: فو اللهِ ما حَلَّ حَبوَتَهُ، ولا قطعَ كلامَهُ، فلمَّا أتمَّهُ التفتَ إلى ابن أخيه وقال: يا ابن أخي بئسَ ما فعلتَ، أثمتَ عندَ ربِكَ، فقطعتَ رحِمَكَ، وقتلتَ ابنَ عمِّكَ، ورميتَ نفسَكَ بسهمك، وقلَّلتَ عددَكَ، ثم قال لابن له آخر: قم يا بُني إلى ابن عمِّك فحُلَّ كِتَافَه، وَوَارِ أخاك، وسُق إلى أمك مائةَ ناقةٍ منَ الإبلِ، ديةَ ابنِهَا، فإنها غَرِيبةٌ[7]. [1] انظر: الصحاح للجوهري، ومقاييس اللغة لابن فارس، مادة: حلم. [2] انظر: مفردات الراغب1 /129؛ والتعريفات ص125؛ والكليات لأبي البقاء ص635؛ والتوقيف على مهمات التعاريف للمناوي ص294. [3] وقد أدَّب الله نبيَّهُ محمداً صلى الله عليه وسلم على هذا الخلق العظيم فقال له:﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، وقال تعالى في سردِ صفات المتقين: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134]. [4] انظر: إحياء علوم الدين للغزالي 3 /178. [5] أخرجه الدارمي في المقدمة برقم 576. [6] أخرجه الدارمي في المقدمة برقم 577. [7] تهذيب الأسماء واللغات للنووي 2 /373.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |