عظم حق الوالدين في الشريعة الإسلامية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12495 - عددالزوار : 213317 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-03-2019, 03:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي عظم حق الوالدين في الشريعة الإسلامية

عظم حق الوالدين في الشريعة الإسلامية
د.عبدالعزيز بن فوزان الفوزان


لقد جبلت النفوس على حب من أحسن إليها. وتعلقت القلوب بمن كان له فضلٌ عليها. وليس أحد أعظم إحساناً ولا أكثر فضلاً بعد الله تعالى من الوالدين. ولا منة لأحد على أحد بعد الله تعالى كمنة الوالد على ولده.

ولذا قرن الله حق الوالدين بحقه، وشكرهما بشكره، وأوصى بالإحسان إليهما بعد الأمر بعبادته فقال تعـالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَاناً ...}[النساء:36] ، وقال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَاناً ...} [الإسراء23] يقول ابن عباس رضي الله عنهما[1]: "ثلاث آيات نزلت مقرونة بثلاث، لا تقبل منها واحدة بغير قرينتها: {... أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ ... } [النساء59 ]، فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه، {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ } [البقرة:43]فمن صلى ولم يزك لم يقبل منه،{... أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ } [لقمان:14]فمن شكر الله ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه".

وقال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ* وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} والآيات دليل على وجوب شكر الوالدين والإحسان إليهما وطاعتهما في المعروف، وإن كانا كافرين، بل دلت على وجوب صلتهما وإحسان صحبتهما، وإن كانا يجاهدان ولدهما على الشرك بالله. لكنهما لا يطاعان في معصية الله، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

وإذا كانت المصاحبة بالمعروف واجبة مع الوالدين المشركين الذين يجاهدان ولدهما على الشرك بالله، فكيف بالوالدين المسلمين الصالحين ؟.

كما أن بر الوالدين من أخـص أوصاف الأنبياء والمرسلين، فقد مدح الله تعالى يحيى بقوله: {وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً } [مريم :14]، وحكى عن عيسى بن مريم قوله:{وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً } [مريم: 14]وحكى عن إبراهيم قوله لأبيه {قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً }[مريم:47]، وحكى عن نوح دعاءه بقوله:{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِي نَ وَالْمُؤْمِنَات ِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً } [نوح 28:].

وذلك لأن إحسان الوالدين عظيم، وفضلهما سابق عميم، وحقهما كبير جليل، ولا ينكر ذلك إلا أعمى البصيرة قليل الدين.

فتذكر يا أخي حال صغرك وضعف طفولتك، حين حملتك أمك في أحشائها تسعة أشهر وهنًا على وهن، ومشقةً على مشقة، تنوء بحملك، ولا يزيدها نموك إلا ثقلاً وضعفًا، وتكديرًا عليها في طعامها ومنامها، وعند ولادتك رأت الموت بعينيها، وما إن رأتك بجانبها حتى نسيت كل آلامها، وعلقت فيك جميع آمالها وأحلامها، ثم جندت نفسها لخدمتك ورعايتك، تجللك بحبها الصادق، وحنانها المتدفق، وتغذِّيك بصحتها، وتقدم راحتك على راحتها، وتحوطك بعنايتها ورعايتها، فطعامك درها، وبيتك حجرها، ومركبك يداها وصدرها وظهرها، تصبر على صراخك وبكاك، وتغسل عنك أذاك، وتحن إليك وتهواك، تجوع لتشبع أنت، وتسهر لتنام أنت، وتتعب لتستريح أنت، فإن أصابك مرض أو شكاية، أظهرت من الأسف حتى النهاية، وأطالت الحزن والنحيب، وبذلت أموالها للطبيب، ولو خيرت بين حياتك وموتها لاختارت حياتك بأعلى صوتها، تصبر عليك وأنت تؤذيها، وتحلم عنك وأنت تجهل عليها، تؤمل فيك آمالاً كبار، وتدعو لك بالتوفيق سرًا وجهارًا.

كثيرك يا هذا لديه يسيرُ
لها من جواها أنة وزفير
فكم غصصٍ منها الفؤاد يطير
ومن ثديها شرب لديك نمير
وما حجرها إلا لديك سرير
حنوًا وإشفاقاً وأنت صغير
وطال عليك الأمر وهو قصير
وآهًا لأعمى القلب وهو بصير
فأنت لما تدعو إليه فقير
[2]



لأمك حقٌ لو علمت كبيُر
فكم ليلة باتت بثقلك تشتكي
وفي الوضع لو تدري عليها مشقة
وتفديك مما تشتكيه بنفسها
وكم غسّلت عنك الأذى بيمينها
وكم مرة جاعت وأعطتك قوتها
فضيعتها لما أسنت جهالة
فآهًا لذي عقل ويتبع الهوى
فدونك فارغب في عميم دعائها





أما أبوك فأنت قرة عينه، وثمرة فؤاده، وزينة حياته، ومحط آماله، وفلذة كبده، إذا رآك أشرقت الدنيا في عينيه، وظهرت البسمة على شفتيه، وهش في وجهك وبش، وكأني به يردد قول الشاعر:

ولدي يا فلذة من كبدي
كي أرى فيه ضياء الفرقد
في خريف العمر أزكى مشهد
طاهر النظرة، معصوم اليد
قبل أن ألقى الردى في مرقدي
ويباري النجم عند السؤود



ولدي يانبضة في خافقي
ولدي يا كوكبًا أرقبه
إن سألت الله يومًا أن أرى
فشباب خاشع في طاعة
أو سألت الله يومًا أملاً
فلذتي يخشع في محرابه




هذا أبوك، فكم تعب من أجلك، وكم سعى واجتهد في تحقيق مصلحتك، يكد ويكدح، وينتقل في الأسفار ويقطع الفيافي والقفار ويتحمل الأخطار، من أجل راحتك وتأمين مستقبلك، يفرح لفرحك، ويحزن لحزنك، ويسهر من أجلك، ويبذل الكثير من وقته وجهده من أجل رعايتك وتربيتك، ويحرص على تقويمك وتهذيبك، وتعليمك وتدريبك، ويرغبك في الخير ويعينك عليه، ويحذرك من الشر ويبعدك عنه.

ويزجي النصح السليم العواقب
لتبقى عزيزًا تعتلي خير جانب
وأن ترتقي في الكون أعلى المراتب
فمـنكبـه كـان خيـر المـلاعــب


يمد يدًا بالبر في غير منة
يظل يوالي رفده دون منة
وكــم رام أن تحـتل أسمـى مكانــة


لئن كنت قد أمرعت في ملعب الصبا



إن حق الوالدين عظيم، وفضائلهما لا تعد ولا تحد. وحبهما لولدهما ـ وخاصة الأم ـ هو أصدق الحب وأخلصه، فإنك أيها الإنسان قد تحظى بحب زوجتك وأولادك وأصدقائك، ولكن حب هؤلاء مهما بلغ، فإنه يتضاءل أمام حب الوالدين لك، وإخلاصهما معك، وصدقهما في نصحك ومودتك وإرادة الخير بك.

ولذلك كان حقهما عليك عظيمًا، وواجبك نحوهما كبيرًا جليلاً.

جاء رجل إلى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ فقال: يا أمير المؤمنين، أمي عجوز كبيرة، أنا مطيتها أجعلها على ظهري، وأُنحي عليها بيدي، وألي منها مثل ما كانت تلي مني، أوَ أديت شكرها؟ قال: لا. قال: لم يا أمير المؤمنين؟ قال: إنك تفعل ذلك بها وأنت تدعو الله عز وجل أن يميتها، وكانت تفعل ذلك بك وهي تدعو الله عز وجل أن يطيل عمرك.[3]

وعن الحسن البصري قال: " بينما رجل يطوف بأمه قد حملها على عنقه، رفع رأسه إليها فقال: يا أمَّهْ، تريني جَزيتُك؟ وابن عمر قريب منه، فقال: أي لُكَع، لا، والله ولا طلْقةً واحدة "[4]

وعن سعيد بن أبي بردة عن أبيه قال: " كان ابن عمر يطوف، فرأى رجلاً يطوف حاملاً أمه وهو يقول:

إني لها بعيرها المذلَّلُ إنْ ذُعِرَتْ ركابها لم أُذعرُ

أحملها وما حملتني أكثرُ


أتراني جازيتها، يا ابن عمر؟ فقال: لا، ولا زفرةً واحدة "[5]، وفي رواية "ولا بطلقة واحدة من طلقاتها، ولكن قد أحسنت، والله يثيبك على القليل كثيرًا"[6].



*أستاذ الفقه المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والمشرف العام على شبكة قنوات ومواقع ومنتديات رسالة الإسلام.

الهوامش والمراجع





[1] الكبائر للذهبي ص: 40، وتنبيه الغافلين 1/133.

[2] الكبائر للذهبي ص: 44ـ45.

[3] رواه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق ص: 54.

[4] المصدر السابق ص: 62.

[5] المصدر السابق ص: 57.

[6] كتاب الكبائر للذهبي ص: 42.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.81 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]