|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
منطلقات تقييم الأثر الاجتماعي لتحقيـق نزاهـة العمل الخيري والإغاثي
منطلقات تقييم الأثر الاجتماعي لتحقيـق نزاهـة العمل الخيري والإغاثي
تقييم الأثر الاجتماعي هو عملية منهجية تستهدف قياس التغيرات الإيجابية للمشاريع التي تنفذها المؤسسات الخيرية والدعوية والإغاثية، وللتقييم أهمية كبيرة في تحسين الأداء، بحيث يساعد على تحديد نقاط القوة والضعف في البرامج، ومن ثم تحسين أدائها، وفي زيادة الكفاءة، حيث يسهم التقييم في استخدام الموارد المتاحة بطريقة أكثر كفاءة، ويترتب على الحصول على المزيد من الثقة لدى المانحين والشركاء في المؤسسة وأصحاب المصالح، كما أن التقييم الحقيقي يسهم في توفير البيانات اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن مستقبل البرامج والمشاريع، إذا اتسم بالشفافية والحوكمة الرشيدة، وبذلك يساعد في تحديد أفضل الممارسات وتوسيع نطاق التأثير الإيجابي على الأفراد والمجتمعات. مفهوم إسلامي أصيل لا شك أن تقييم الأثر الاجتماعي للأعمال الخيرية والإغاثية يتماشى مع تعاليم الإسلام الذي يشجع ويثيب على الإحسان والإتقان في العمل، ومراقبة النتائج لضمان تحقيق الخيرية والمصلحة العامة، ولعل من أبرز الأدلة على ذلك من القرآن الكريم والسنة النبوية قوله -تعالى-: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، وذلك بما تحتويه هذه الآية من الحثّ على الإحسان في العمل، وهو يشمل ليس فقط القيام بالأعمال الخيرية ولكن أيضًا التأكد من أنها تحقق أثرًا إيجابيًا وفعالًا في المجتمع، وقوله -تعالى-: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}، وهي إشارة صريحة إلى أهمية تهذيب النفس والعمل على تحقيق الأهداف النبيلة، وإلى ضرورة إحسان النية وإخلاصها لله وحده، وقوله -سبحانه-: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، بما تحويه من توجيه رباني للتعاون على البر بمفهومه الواسع الذي يؤدي إلى تحقيق الخير ودفع الضرر. وسائل تقييم الأثر الاجتماعي هنالك العديد من الطرائق والوسائل التي يمكن للمؤسسات الخيرية والدعوية استخدامها لتقييم الأثر الاجتماعي لبرامجها ومشاريعها، ومن ذلك ما يلي: 1) المقابلات: إجراء مقابلات مع المستفيدين من برامج ومشاريع المؤسسات الخيرية للتعرف على آرائهم وانطباعاتهم. 2) الاستبانات: تصميم استبيانات لقياس التغيرات في المعرفة والمواقف والسلوكيات. 3) المجموعات البؤرية: تنظيم جلسات نقاشية مع المستفيدين للتعرف على آرائهم بطريقة أعمق. 4) تحليل البيانات الكمية: جمع البيانات الكمية لقياس التغيرات في المؤشرات الرئيسية وتحليلها. 5) مراقبة الممارسات: مراقبة تنفيذ البرامج ومشاريعها للتأكد من الالتزام بالمعايير المحددة. 6) مقارنة الأداء: مقارنة أداء البرامج مع الأهداف المحددة مسبقًا. المنطلقات الكمية والنوعية
التحديات التي تواجه تقييم الأثر الاجتماعي تواجه عمليات تقييم الأثر العديد من العقبات والتحديات ولا سيما في مجتمعاتنا ومن ذلك ما يلي: 1) نقص الموارد: قد تواجه المؤسسات الخيرية والإغاثية نقصًا في الموارد المالية والبشرية اللازمة لتنفيذ عملية التقييم. 2) تعقيد القياس: قد يكون من الصعب قياس بعض الأثر الاجتماعي، مثل التغيرات في القيم والمواقف. 3) الوقت المستغرق: قد يستغرق التقييم وقتًا طويلًا للحصول على نتائج دقيقة ولا سيما في الجوانب القيمية والسلوكية. 4) مقاومة التغيير: قد يواجه القائمون على التقييم مقاومة وعدم تعاون من بعض العاملين في المؤسسة. 5) صعوبة جمع البيانات: ولا سيما في بعض المناطق النائية أو في ظل ظروف نزاع. 6) التحيز: قد تتأثر النتائج بالتحيز إذا لم يتم تصميم أدوات التقييم بطريقة محايدة. 7) التكلفة: تقييم الأثر الاجتماعي يتطلب موارد مالية وبشرية كبيرة. الطرائق التقليدية والمعاصرة تتضمن الطرائق التقليدية لتقييم الأثر الاجتماعي كما ذكرنا جمع البيانات من خلال الاستبيانات والمقابلات الشخصية والمراقبة الميدانية، هذه الأساليب تعتمد على التواصل المباشر مع المستفيدين لفهم تأثير المبادرات على حياتهم، ومع تقدم التكنولوجيا، ظهرت أدوات حديثة تسهل عملية تقييم الأثر الاجتماعي، ومن بين تلك الأدوات:
الاستدامة وقياس الأثر طويل الأمد لا يكفي أن تقيس المؤسسات الخيرية والإغاثية النجاح على المدى القصير فقط، بل يجب أن تركز أيضًا على الاستدامة والأثر طويل الأمد، وهذا يشمل - بلا شك- متابعة تأثير البرامج على مر السنين وكيفية تطورها لتلبية الاحتياجات المتغيرة. وعلى سبيل المثال نجد أن مشروع تحسين جودة التعليم في الريف قد تظهر نتائجه الحقيقية بعد سنوات؛ حيث يمكن أن يقود إلى تحسين فرص العمل وتقليل معدلات الفقر على المدى الطويل، وهذا من أبرز الأمثلة على أهمية تفعيل مبدأ الاستدامة في الأعمال الخيرية والإغاثية مع مراعاة الجانب الدعوي والقيمي. العائد الاجتماعي على الاستثمار تعدّ منهجية (SROI) وسيلة مهمة وناجحة لقياس القيمة الاجتماعية المضافة التي تنتج عن الاستثمار في المشاريع الاجتماعية والخيرية والإغاثية؛ حيث يتم استخدام هذه المنهجية لتحليل النتائج الاجتماعية والبيئية وتحويلها لمشروع معين إلى قيم نقدية، ما يسمح بتقدير الفائدة الاقتصادية للمجتمع بطريقة أوسع، ومن النجاح في تحديد التأثيرات الإيجابية وغير المالية التي تنتج عن الاستثمار، مثل تحسين جودة الحياة، تعزيز التماسك الاجتماعي، أو الحفاظ على البيئة. مكونات منهجية(SROI)
مجالات تطبيق منهجية التقييم وقياس الأثر نجحت منهجية SROI في قياس العائد الاجتماعي على الاستثمارات في العديد من المجالات، ويمكن تطبيق هذه المنهجية بشكل فاعل في مؤسسات المجتمع المدني لتقييم فعالية برامجها والمشاريع الاجتماعية ومعرفة قيمة التحسينات فيها، وكذلك في المؤسسات التعليمية لتقييم تأثير برامج التعليم على الطلاب والمجتمع من خلال تلك المنهجية أيضا، ويمكن أن يشمل ذلك تقدير الفوائد الاقتصادية طويلة الأمد الناتجة عن تحسين الأداء الأكاديمي أو زيادة معدلات التخرج، كما يمكن تطبيقها في القطاع الصحي لتقييم أثر البرامج الصحية على المجتمع، مثل تأثير المبادرات الوقائية و برامج التوعية الصحية. وكذلك في القطاع الخاص والشركات لقياس أثر مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات مثل برامج التبرعات المجتمعية أو مبادرات الاستدامة البيئية؛ حيث يمكن للشركات تقدير قيمة الفوائد الاجتماعية والبيئية الناتجة عن مشاريعها، لتعزيز استراتيجياتها التسويقية ويعزز سمعتها. نماذج تطبيقية ناجحة نجحت العديد من المؤسسات التعليمية والصحية والإغاثية في تطبيق منهجية SROI ومن تلك الممارسات الناجحة برامج مكافحة الفقر حيث تقوم بعض المنظمات غير الربحية بتطبيقها لتقييم برنامجها لمكافحة الفقر وفق قيم نقدية ، وكذلك في مبادرات التعليم المبكر للأطفال في المناطق المحرومة، وبذلك تمكنت من حساب قيمة الفوائد طويلة الأمد لتحسين مهارات القراءة والكتابة لدى الأطفال، وبالتالي الحصول على تمويل إضافي لدعم برامجها، كما تم تطبيقها في مشاريع الاستدامة البيئية بشكل فعال ولا سيما في المجالات الزراعية من أجل تحسين جودة التربة وتقليل انبعاثات الكربون، بما يعزز مصداقيتها البيئية ويسهم في جذب استثمارات جديدة. أداة قوية تمكن المؤسسات من قياس نجاحها إن تقييم الأثر الاجتماعي هو أداة قوية تمكن المؤسسات من قياس نجاحها الحقيقي وتحسين أدائها، من خلال استخدام الطرائق والوسائل المناسبة، كما يمكن لهذه المؤسسات أن تسهم إسهاما كبيرا وفعالا في تحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع، وضمان الاستدامة الإيجابية للعمل الخيري والإغاثي، كما أن تقييم الأثر الاجتماعي للعمل الخيري والدعوي عنصر أساسي لضمان فعالية هذه الجهود والتأكد من تحقيقها للأهداف المنشودة، من خلال استخدام الأدوات التقليدية والحديثة، والتأكد من إشراك المستفيدين في عملية التقييم، ولا شك أن مثل تلك الخطوات تمكن مؤسسات المجتمع المدني من تحسين أدائها وتطوير استراتيجيات أكثر فعالية، فإن الالتزام بتقييم الأثر الاجتماعي يعزز من نزاهة العمل الخيري والدعوي ويضمن استدامته، بما يحقق الفائدة الحقيقية للمجتمعات المستهدفة. الخلاصات والتوصيات
اعداد: ذياب أبو سارة
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |