بلاغة الاستفهام - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12495 - عددالزوار : 213355 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-09-2019, 11:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي بلاغة الاستفهام

بلاغة الاستفهام


حسين لون بللو


مفهوم الاستفهام:
الهمزة والسين والتاء إذا زيدت في الفعل الثلاثي أفادت معنى الطلب، يقال: استزاد؛ أي: طلب الزيادة، واستغفر: طلب المغفرة، واستفهم طلب الفهم، فالاستفهام يعني طلب الفَهم[1]، ولذلك اتفق أكثر البلاغيين على تعريف الاستفهام بهذا القول: "هو طلب العلم بشيء لم يكن معلومًا من قبل بأداة خاصة"[2]، مثالها: قوله صلى الله عليه وسلم: (أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الْمَكْتُوبَة....) [3]. وقوله تعالى: ﴿ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ [الأنعام: 50].
إذا تأملت هذه الأمثلة تجد أنها يُطلَب بها العلمُ بشيء لم يكن معروفًا من قبل بأداة من أدوات الاستفهام.
أدوات الاستفهام كثيرة؛ منها:
1- الهمزة.
2- هل.
الهمزة يطلب بها أحد الأمرين:
أ‌- التصور: وهو إدراك المفرد؛ أي: تعيينه، وفي هذه الحالة تأتي الهمزة متلوة بالمسؤول عنه، ويُذكَر له في الغالب معادلٌ بعد (أم).
ب‌- التصديق: وهو إدراك النسبة أو تعيينها، وفي هذه الحال يَمتنع ذكرُ المعادل.
هل: يُطلَب بها التصديقُ ليس غيره؛ أي: إدراك النسبة ويُمنَعُ معها ذكرُ المعادل.
وإتمامًا للكلام عن "الهمزة وهل"، تجدر الإشارة إلى بعض نقاط تتصل بهما أو بأحدهما:
النقطة الأولى: أن "أم" إن جاءت بعد همزة التصور؛ نحو: أتفاحًا اشتريتَ أم برتقالًا؟ فإنها تكون متصلة، بمعنى أن ما بعدها يكون داخلًا في حيز الاستفهام السابق عليها، وقد يُستغنى عن ذكر المعادل؛ نحو قوله تعالى: ﴿ أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ [الأنبياء: 62]، ويقدر المعادل في الآية أم غيرك.
أما إذا جاءت "أم" بعد همزة التصديق؛ نحو قول جرير:
أتَصحو أم فؤادُك غيرُ صاحٍ ♦♦♦ عَشيَّةَ هَمَّ قومُك بالرَّواحِ
أو بعد "هل" التي للتصديق فقط؛ نحو قول الشاعر:
ألا ليت شعري هل تغيرتِ الرَّحى ♦♦♦ رحى الحربُّ أم أضْحَتْ بفلجٍ كما هِيَا
فإن أم في هاتين الحالتين: حالة همزة التصديق، وهل، تقدَّر منقطعة، وتكون بمعنى "بل" التي تكون للانتقال من كلام إلى آخر، لا يمتد تأثير الاستفهام السابق إليه، وبعبارة أخرى يكون كلام الذي يلي "أم" المنقطعة خبريًّا لا إنشائيًّا.
النقطة الثانية: أن "هل" قسمان:
1- بسيطة: إن استفهم بها عن وجود شيء أو عدمه؛ نحو: "هل يصدأ الذهب؟"، فالمطلوب هنا معرفة ثبوت الصدأ للذهب أو نفيه عنه، ولذلك يجاب في الإثبات بنعم، وفي النفي بلا.
2- مركبة: إن استفهم بها عن وجود شيء لشيءٍ أو عدمه؛ نحو: هل نهر النيل يصب في الحبر الأبيض؟ فالعلم بوجود نهر النيل أمر لا شك فيه، ولكن المجهول عنه والمطلوب معرفته هو ثبوت صبِّه في البحر الأبيض أو نفيه عنه، ولهذا يجاب عنه في الإثبات بنعم، وفي النفي بلا[4].
وهذا التقسيم ليس مقصورًا على "هل"، وإنما تشترك معها فيه الهمزة التي للتصديق، فقد تكون هي الأخرى بسيطة إن استُفهِم بها عن وجود الشيء أو عدمه، وقد تكون مركبة إن استفهم بها عن وجود شيء لشيءٍ.
النقطة الثالثة: أن المسؤول عنه للهمزة التي للتصور يلي الهمزة مباشرة، سواء أكان هو:
1- المسند إليه؛ نحو: أأنت الذي جاء لزيارتي أمس أم غيرك؟
2- أو المسند؛ نحو: أمسافر أنت في الصيف أم مقيم؟
3- أو مفعولًا به؛ نحو: أكتابًا قرأتَ في الأدب أم أكثر من كتاب؟
4- أو حالًا؛ نحو: أماشيًا تَغدو إلى عمِّك أم راكبًا؟
5- أو زمانا؛ نحو: أساعة أمضيتَ في زيارة صديقك أم ساعتين؟
6- أو غير ذلك من المتعلقات؛ نحو: أإلى الشعر تميل أو إلى الأدب القصصي؟[5].
بقية أدوات الاستفهام موضوعة (للتصور) فقط - فيُسأل بها عن معناها - وهي:
ما، ومن، ومتى، وأيان، وكيف، وأينَ، وأنَّى، وكَم، وأي[6]، ويكون جواب عنها بتعيين المستفهم عنه، ولذا لا يلتزم في بناء الجمل معها سوى الضبط العام في النظام الإعرابي لصياغة الجمل، مع مراعاة تصدُّر تلك الأدوات، فليس وراء بناء الجمل مع تلك الأدوات دقائق يبتغي مراعاتها كما هو الحال بالنسبة للهمزة و"هل"[7].
ما، ومن.
ما: موضوعةٌ للاستفهام عن أفراد غير العُقلاء، ويُطلب بها:
أ- إيضاح الاسم؛ نحو: ما العسجد؟ فيقال في الجواب: إنه ذهبٌ.
ب- أو يُطلبُ بها بيان حقيقة المسمَّى؛ نحو: ما الشمس؟ فيجاب بأنه كوكبٌ نهاري.
ج- أو يُطلبُ بها بيان الصفة؛ نحو: ما خليلٌ؟ وجوابه طويل أو قصير مثلًا.

وتقع هل البسيطةُ في الترتيب العقلي بين «ما» التي لشرح الاسم، و«ما» التي للحقيقة.
فَمن يجهلُ معنى البشر مثلًا يسأل أولًا «بما» عن شرحه، فيجاب بإنسان، ثم «بهل» البسيطة عن وجوده، فيجاب بنعم.

ثم «بما» عن حقيقته، فيجاب بحيوان ناطق.
ومَن موضوعة للاستفهام، ويُطلبُ بها تعيينُ أفراد العقلاء؛ نحو: من فتحَ مصر؟ ونحو: من شيَّد الهرم الأكبر؟[8].

3- متى: تُعيِّنُ الزَّمَان مَاضِيًا كانَ أو مستقبلًا[9]، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [يونس: 48].

4- أيان: ويُستفهم بها عن الزمان المستقبل - أي ما ينتظر وقوعه - وتستعمل في مواضع التفخيم والتهويل[10]؛ كقوله تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ﴾ [الأعراف: 187]، وقوله: ﴿ يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ ﴾ [الذاريات: 12].

5- أين: وأما أين، فللسؤال عن المكان، إذا قيل: أين زيد، فجوابه في الدار أو في المسجد، أو في السوق، ونحو ذلك[11].

6- كيف: وأما كيف، فللسؤال عن الحال، إذا قيل: كيف زيد، فجوابه صحيح أو سقيم، أو مشغول أو فارغ، ونحو ذلك [12].

7- أنَّى: تأتي لمعان عدة، وتفصيل ذلك أنها تستعمل تارة بمعنى كيف[13]؛ نحو قوله صلى الله عليه وسلم: (... فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ؟[14]»؛ أي: كيف يستجاب دعاؤه بعد أن كان مطعمه حرامًا، ومشربه حرامًا، وقد غُزي بالحرام، ومما يؤكد ذلك قوله تعالى: ﴿ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ﴾ [البقرة: 223]؛ أي: كيف شئتم.

وتارة تُستعمل بمعنى "من أين[15]"؛ نحو قوله تعالى: ﴿ أَنَّى لَكِ هَذَا [آل عمران: 37]؛ أي: من أين لك هذا الجنين؟ وتارة تُستعمل بمعنى "متى"؛ نحو: أنى جئت؟ أو تجيء؟[16].

8- كم: ويطلب بها تعيينُ عددٍ مبهم[17]؛ كقوله تعالى: ﴿ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ [المؤمنون: 112].

9- أي: موضوعة للاستفهام، ويُطلب بها تمييزُ أحد المُتشاركين في أمرٍ يعمهما؛ كقوله تعالى: ﴿ أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا ﴾ [مريم: 73]، ويُسأل بها عن الزمان والمكان، والحال، والعدد، والعاقل، وغيره، على حسب ما تُضاف إليه «أي»، ولذا تأخذ «أي» معناها ممَّا تُضاف إليه، فان أضيفت إلى ما تفيده (ما)، أخذت حكمها، وإن أضيفت إلى ما تفيده «متى - أو كيف» أو غيرها من الأدوات السابقة، أخذت معناها [18].ومما هو جدير بالإشارة أنه لم يرد الاستفهام في الأربعين النووية ببعض حروف الاستفهام؛ مثل: ما، كم، أي، كيف، وغير ذلك.

[1] بسيوني، عبد الفتاح فيود، علم المعاني دراسة بلاغية ونقدية لمسائل المعاني، ط2، 429ه - 2008م، مؤسسة المختار - القاهرة، ص30.

[2] - عبد العزيز عتيق، علم المعاني، ط1، دار الآفاق العربية القاهرة، 1427ه – 2006م، ص 69.

[3] النووي ح 22.

[4] عبد العزيز عتيق، علم المعاني، ص 72.

[5] عبد العزيز عتيق، علم المعاني، ص 73.

[6] الهاشمي، السيد أحمد، جواهر البلاغة، ط1، 1424ه- 2003م، ص 75.

[7] بسيوني، عبد الفتاح فيود، علم المعاني دراسة بلاغية ونقدية لمسائل المعاني، ط2، 429ه - 2008م، مؤسسة المختار - القاهرة، ص 314.

[8] الهاشمي، السيد أحمد، جواهر البلاغة، ص 76.

[9] علي الجارم ومصطفى أمين، البلاغة الواضحة، ص 196.

[10] بسيوني، عبد الفتاح فيود، علم المعاني دراسة بلاغية ونقدية لمسائل المعاني، ط2، 429ه - 2008م، مؤسسة المختار - القاهرة، ص 315.

[11] الخطيب القزويني، أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن، الإيضاح في علوم البلاغة، ط1424هـ - 2004م، المكتبة العصرية، بيروت، ص136.

[12] الخطيب القزويني، أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن، الإيضاح في علوم البلاغة، ص 135.

[13] عبدالعزيز عتيق، علم المعاني، ص 75.

[14] النووي، ح10، أخرجه مسلم في (باب قبول الصدقة من كسب الطيب)، ج2، ص 303.

[15] عبدالعزيز عتيق، علم المعاني، ص 75.

[16] عبدالعزيز عتيق، علم المعاني، ص 75.

[17] الهاشمي، السيد أحمد، جواهر البلاغة، ص 77.

[18] الهاشمي، السيد أحمد، جواهر البلاغة، ص 77.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.67 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (2.81%)]