أشكُو إليكَ زَوْجي - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 27-07-2009, 09:30 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,884
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أشكُو إليكَ زَوْجي

دائم التطلع إلى غير زوجته، غير قانع بها

التطلع إلى غير الزوجة دائمًا يكون بسبب عدم غض البصر وهذا حرام، أو التطلع إلى صفات كمال من الصعب تواجدها كلها في امرأة واحدة، أو تعلقُ قلبه بغير زوجته لما يسمعه عنها من صفات يحبها وهي غير موجودة في زوجته.
وعلاج هذا كله تقوى الله تعالى؛ فالذي يغض بصره عن النساء الأجنبيات، لابد أن يرى زوجته أجمل امرأة في الدنيا بل ويقنع بها، أما من يطلق العنان لبصره فينظر هنا وهناك فعلى الأقل لابد أن تكون هناك عقوبة لذلك وهي عدم القناعة بزوجته وعدم الرضا بما هو فيه، وذلك من أعظم ما يهدم بنيان الحياة الزوجية.
ومن أعظم نتائج هذه الآفة خيانة الرجل لزوجته، وهو أشد ما يؤلم المرأة من زوجها، فقد أعطته حياتها وجمالها وشبابها ثم هو يعرض عنها بعد أن زهدها بسبب تطلعه إلى هذه وتلك.
وعلاج هذه الآفة الخطيرة يتلخص فيما يلي:
1ـ تقوى الله تعالى:
واستحضار مراقبة الله عز وجل له، وأن الله مطلع عليه يراه في كل وقت وفي كل مكان، فيخاف سطوات عقوبته في كل نَفَس، ويهابه في كل وقت. قال محمد بن علي الترمذي: اجعل مراقبتك لمن لا تغيب عن نظره. وقال عامر بن عبد قيس: ما نظرتُ إلى شيء إلا رأيت الله تعالى أقرب إليه مني.
2ـ غض البصر:
وفيه فوائد:
(أحدها: أنه امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده، فليس للعبد في دنياه وآخرتهأنفع من امتثال أوامر ربه تبارك وتعالى، وما سعد من سعد في الدنيا والآخرة إلا بامتثال أوامره، وما شقي من شقي في الدنيا والآخرة إلا بتضييع أوامره.
الثانية: أنه يمنع من وصول أثر السهم المسموم ـ الذي لعل فيه هلاكه ـ إلى قلبه.
الثالثة: أنه يورث القلبأنسًا بالله وجمعية عليه، فان إطلاق البصر يفرق القلب ويشتته، ويبعده من الله، وليس على القلب شيء أضر من إطلاق البصر فإنه يورث الوحشة بين العبد وبين ربه.
الرابعة: أنه يقوي القلب ويفرحه، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه.
الخامسة: أنه يكسب القلب نورًا، كما أن إطلاقه يكسبه ظلمة، ولهذا ذكر الله سبحانه آية النور عقيب الأمر بغض البصر، فقال: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾ [النور: 30]، ثم قال إثر ذلك: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ﴾ [النور: 35]، أي مثل نوره في قلب عبده المؤمن الذي امتثل أوامره واجتنب نواهيه، وإذا استنار القلب أقبلت وفود الخيرات إليه من كل ناحية، كما أنه إذا أظلم أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان فما شئت من بدعة وضلالة، وإتباع هوى، واجتناب هدى، وإعراض عن أسباب السعادة، واشتغال بأسباب الشقاوة فان ذلك إنما يكشفه له النور الذي في القلب، فإذا نفد ذلك النور بقى صاحبه كالأعمى الذي يجوس في حنادسالظلام.
السادسة: أنه يورث فراسة صادقة يميز بها بين الحق والباطل، والصادق والكاذب، وكان شجاع الكرماني يقول: من عمَّر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشبهات، واغتذى بالحلال، لم تخطئ له فراسة، وكان شجاع هذا لا تخطئ له فراسة.
والله سبحانه يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله، ومن ترك شيئًا عوضه الله خيرًا منه، فإذا غض بصره عن محارم الله عوضه اللهبأن يطلق نور بصيرته عوضًا عن حبسه بصره لله، ويفتح له باب العلم والإيمان والمعرفة والفراسة الصادقة المصيبة التي إنما تنال ببصيرة القلب، وضد هذا ما وصف الله بهاللوطيين من العمَه الذي هو ضد البصيرة فقال تعالى: ﴿لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ [الحجر:72]، فوصفهم بالسكرة التي هي فساد العقل، والعمه الذي هو فساد البصيرة، فالتعلق بالصور يوجب فساد العقل، وعمه البصيرة، وسكر القلب كما قال القائل
قالوا: جننت بمن تهوى؟ فقلت لهم
العشق لا يستفيق الدهر صاحبه



العشق أعظم مما بالمجانين
وإنما يصرع المجنون في الحين


السابعة: أنه يورث القلب ثباتًا وشجاعة وقوة، ويجمع الله له بين سلطان البصيرة والحجة وسلطان القدرة والقوة، كما في الأثر "الذي يخالف هواه يَفْرُق([1]) الشيطان من ظله" وَضِدُّ هذا تجد في المتبع لهواه ـ من ذل النفس ووضاعتها ومهانتها وخستها وحقارتها ـ ما جعله الله سبحانه فيمن عصاه، كما قالالحسن: "إنهم وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين، إن ذل المعصية في رقابهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه" وقد جعل الله سبحانه العز قرين طاعته، والذل قرين معصيته، فقال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون: 8]، ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران:139]. والإيمان قول وعمل، ظاهر وباطن، وقال تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ [فاطر: 10] أي من كان يريد العزةفيطلبها بطاعة الله وذكره من الكلم الطيب والعمل الصالح، وفي دعاء القنوت "إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت" ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه فيه، وله من العز بحسب طاعته، ومن عصاه فقد عاداه فيما عصاه فيه، وله من الذل بحسب معصيته.
الثامنة: أنه يسد على الشيطان مدخله إلى القلب، فإنه يدخل مع النظرة وينفذ معها إلى القلب من نفوذ الهوى في المكان الخالي، فيمثل له صورة المنظور إليه، ويزينها ويجعلها صنمًا يعكفعليه القلب ثم يَعِدُه ويمنِّيه ويُوقد على القلب نار الشهوة، ويلقي عليها حطب المعاصي التي لم يكن يتوصل إليها بدون تلك الصورة، فيصير القلب في اللهب، فمن ذلك اللهب تلك الأنفاس التي يجد فيها وهج النار، وتلك الزفرات والحرقات؛ فان القلب قد أحاطت به النيران من كل جانب، فهو في وسطها كالشاة في وسط التنور، ولهذا كانت عقوبة أصحاب الشهوات للصور المحرمة: أن جُعِلَ لهم في البرزخ تنور من نار وأُودِعَتْ أرواحهم فيه إلى يوم حشر أجسادهم، كما أراه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في المنام في الحديث المتفق على صحته
التاسعة: أنه يفرغ القلب للفكرة في مصالحه والاشتغال بها، وإطلاق البصر ينسيه ذلك ويحول بينه وبينه، فينفرط عليه أمره، ويقع في إتباع هواه وفي الغفلة عن ذكر ربه قال تعالى: ﴿وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً﴾ [الكهف: 28]. وإطلاق النظر يوجب هذه الأمور الثلاثة بحسبه.
العاشرة: أن بين العين والقلب منفذًا وطريقًا يوجب انتقال أحدهما عن الآخر، وأن يصلح بصلاحه، ويفسد بفساده، فإذا فسد القلب فسد النظر، وإذا فسد النظر فسد القلب، وكذلك في جانب الصلاح، فإذا خربت العين وفسدت خرب القلب وفسد، وصار كالمزبلة التي هي محل النجاسات والقاذورات والأوساخ، فلا يصلح لسكنى معرفة الله ومحبته، والإنابة إليه والأنس به والسرور بقربه فيه، وإنما يسكن فيه أضداد ذلك)([2]).
3ـ الرضا والقناعة:
قال تعالى: ﴿وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ [طـه:131].
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: "أي ولا تمد عينيك معجبًا، ولا تكرر النظر مستحسنًا إلى أحوال الدنيا والممتعين بها من المآكل والمشارب اللذيذة، والملابس الفاخرة، والبيوت المزخرفة، والنساء المجملة، فإن ذلك كله زهرة الحياة الدنيا، تبتهج به نفوس المغترين، وتأخذ إعجابًا بأبصار المعرضين، ويتمتع بها ـ بقطع النظر عن الآخرة ـ القوم الظالمون، ثم تذهب سريعًا وتمضي جميعًا، وتقتل محبيها وعشاقها فيندمون حيث لا تنفع الندامة، ويعلمون ما هم عليه يوم القيامة، وإنما جعلها الله فتنة واختبارًا، ليعلم من يقف عندها ويغتر بها، ومن هو أحسن عملاً"([3]).
4ـ النظر إلى الأمور بتعقل وتبصر:
فإن الإنسان لو فكر بعقله، ووضع مقارنة حقيقية بين زوجته وبين غيرها من النساء ـ لاسيما المتبرجات السافرات ـ لوجد أن عنده في البيت نعمة لا تقدر بثمن فهي الزوجة النقية الصالحة التي ترعاه في غيبته وحضوره، تنظف له بيته، وتطهو له طعامه، وتعد له ملابسه، وتربي له أولاده، أما من يراهن في الطرقات أو على صفحات المحلات والجرائد أو في الأجهزة المرئية ـ مهما كان جمالهن ـ فإنه لا يعلم حقيقتهن من أخلاق وطباع ربما ينفر منها الزوج بالمعاشرة.
5ـ ليعلم أن أفضل خصال المرأة التقوى وحسن الخلق:
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: ((تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك))([4]).
فمهما كانت المرأة جميلة، ولكنها سليطة اللسان مثلاً، أو سيئة الخلق والعشرة، فإن الرجل ينفر منها، حتى وإن صبر عليها بعض الوقت، لكن لن يستطيع أن يصبر إلى آخر العمر.
إن الجمال الحقيقي والذي يدوم ويثمر بسعادة حقيقية بين الزوجين يظهر في طهارة القلب من أمراض الغل والغش والحسد وغير ذلك من أمراض القلوب. وكذلك يظهر من رهافة الحس التي به تحرص الزوجة على عمل كل ما يسعد الزوج وتجنب كل ما يبغضه قولاً وعملاً. وكذلك يظهر في التواضع والقناعة، وكذلك يظهر في حساسية المرأة في حرصها على موافقة الزوج وطاعته في غير معصية وطلب مرضاته.
إن (جوانب الجمال متعددة منها جمال الروح والمرح، وجمال المداعبة، وجمال الخدمة والرعاية، وكل هذه الأنواع تندرج تحت جمال واحد وهو جمال الأخلاق فما لبس الجميل جميل عندما يحب الإنسان زوجته بفضل أخلاقها وتعاملها فإنه يرى فيها كل شيء جميل، وجمال الفطرة والطبيعة يتطلب ألا تتهرب المرأة من طبيعتها وفطرتها، وتحتل مكانة الرجل وتنزل في موقعه فإنها في هذا الحال سوف تفتقد جمالها ومكانتها؛ لأن مكانتها وجمالها مرهون بفطرتها وخصائصها التي تميزها عن غيرها، وإذا وضعت نفسها في غير موقعها فقدت جاذبيتها وجمالها.
وللجمال أنواع كثيرة يصعب حصرها، ولكن من أهم جوانب الجمال وأنواعه جمال الروح والمرح والتفاني وإنكار الذات، وجمال الابتسامة حتى في المواقف الصعبة وإشعاع المرح في البيت. فالمرأة ذات الأخلاق مثل الطعام اللذيذ الذي تنقاد النفس إليه سريعة وبشهية مفرطة. فإذا أرادت المرأة أن تقيس مدى مكانتها عند زوجها يمكنها أن تشاهد مستوى راحته أثناء جلوسه في بيته؛ فإذا كانت المرأة قادرة على صنع الوجبة الجيدة التي تناسب أذواق الذين سيأكلونها وخاصة زوجها فمن باب أولى أن يكون لتعاملها مع زوجها المكانة الأولى بهذا الخصوص.
جمال التعامل والأخلاق والمعاشرة:
وهذا النوع من الجمال هو الجمال الحقيقي الذي يعيش ويبقى، وهو الذي يلون المرأة ويصورها في أبهى صور الجمال وأكمله حيث أن مصدره القلب والعطاء والخوف من الله. فإذا توفر في المرأة هذا النوع من الجمال سعد الرجل معها ورآها أجمل الجميلات. وإذا كان الجمال مقصورًا على مظهرها فقط في غياب الجمال الروحي والأخلاقي، فإن الجمال المظهري يزول من خلال المعاشرة الأولى وتذبل أوراقه الحلوة مع التعامل السيئ وكثرة المجادلة والمناقشة.
وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تنكح المرأة لمالها ولحسبها وجمالها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك))([5]).
وتوجد بين أيدينا قصة واقعية من حياة الأهل والأجداد توضح الجمال الحقيقي. والقصة تبدأ حسب عادة الأهل في الزمن السابق وهو البحث عن النسب والشجاعة، حيث أن الحياة تملي مثل هذه الاختيارات، وبما أن أحد رجال القبيلة أخذ يبحث عن زوجة له فقد ذكروا له أن الشيخ فلان الفلاني لديه بنات جميلات، فذهب إليه وطلب منه إحدى بناته، فقالت له بنت أخيه التي تعيش في كنفه بسبب وفاة والدها: يا عمي أرجو أن يكون هذا الرجل نصيبي حيث أنني أكبر البنات. وافق عمها على طلبها، وعندما دخل بها زوجها، فوجئ أنها ليست البنت كاملة الأوصاف التي صورت له؛ فهي متواضعة الجمال، وقصيرة، ولم يجد أمامه بدًا من طلاقها في الصباح. نام على فراش الزوجية، وأهملها وأعطاها ظهره، وهو تعبير عن عدم قناعته بها.
جلست الزوجة العروس متألمة من هذا الموقف الذي ليس لها ذنب فيه، ولا تستطيع تعديله، فقد خلقها رب العالمين بهذه الهيئة، جلست تأن وتتألم وتحدث نفسها ما أطول الليل في هذه الظروف. تنبه الزوج على صوت المؤذن حي على الصلاة، الصلاة خير من النوم، وقام ليصلي الفجر، أمسكت به زوجته وقبلت رأسه، وناشدته برجولته وشهامته أن يؤجل تطليقها حتى يمر شهر، لكي لا تصبح لقمة يتناقل قصتها القريب والبعيد، ويعللون ويحللون لماذا جلس معها يوم واحد فقط؟ ولماذا؟
مع مرور الأيام، غير رأيه وقرر الاحتفاظ بها، وأصبحت زوجته التي يحبها من كل جوارحه، وكانت كل ليلة تقوم على رعاية زوجها أثناء نومه ومبادلته بعض الأحاديث التي يحبها حتى ينام، ثم تذهب في استكمال شئون بيتها، وبعد إكمال هذا العمل تنساب بنعومة بجوار زوجها على فراشه.
وذات ليلة وأثناء وجودها بجواره، سألها زوجها: هل ربطت الفرس بقفله؟ أجابته بالإيجاب؛رغبة في عدم تكدير خاطره، ووضعت في بالها أنه بعد نومه سوف تتولى هذه المهمة، وبالفعل قامت بعد نومه وذهبت إلى الفرس لكي تربطه، ولكن الفرس تجفل أثناء قدوم الزوجة إليه، وكان ثوبها يداعبه الهواء يمنة ويسرة، وأخذ الفرس يتحرك بحركات غريبة جعلت الزوج يفيق من نومه ويبحث عن الذي هيج هذا الفرس وجد صورة شخص أمام الفرس جالسًا بجواره واعتقد أن لصًا يسعى إلى سرقته، وجه الزوج بندقيته نحو السارق، وأطلق النار عليه حتى قتله، وعندما تبين له أنها زوجته تألم كثيرًا وحضنها بكلتي يديه وهو يقبل تربتها، ويبكي عليها من شدة الألم كيف له بزوجة مثلها. ثم بعد وقت أخذ في البحث عن زوجة أخرى، وكل زوجة يتزوجها يفتقد مواصفات زوجته السابقة، يقوم بتطليقها حتى تعب ولم يجدها بين النساء، فقال قصيدة عصماء طويلة يصفها ويصف تعاملها وأخلاقها، ويبكي تلك المواقف الجميلة التي عاشها معها.
ومن هذه القصة نعرف بأن الجمال السطحي سقط وهوى ودفن عندما قارع الجمال الطبيعي الذي تسنده الأخلاق العطرة والتعامل المتميز)([6]).

([1]) يفرق: يخاف

([2]) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي للإمام ابن القيم رحمه الله، ص193ـ 196.

([3]) تفسير ابن السعدي (3/260).

([4]) رواه البخاري (5090)، ومسلم (1466).

([5]) صحيح البخاري، النكاح (47).

([6]) الشهد والشوك في الحياة الزوجية ص95ـ 97، بتصرف بسيط.


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 27-07-2009, 09:30 PM
الصورة الرمزية انين الاقصى
انين الاقصى انين الاقصى غير متصل
مشرفة ملتقى القصة والعبرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
مكان الإقامة: **الشــــ رحمة ربي ـــــــــــفاء **
الجنس :
المشاركات: 3,468
الدولة : Algeria
افتراضي رد: أشكُو إليكَ زَوْجي

بارك الله فيك حبيبتي واسعدك في الدارين ووفقك وبارك لك في اهلك
__________________
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 27-07-2009, 09:31 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,884
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أشكُو إليكَ زَوْجي

وفيكِ بارك الله اختي آنين الأقصى اشكر مرورك
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 27-07-2009, 09:32 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,884
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أشكُو إليكَ زَوْجي

لا يشعرني بالأنس، وشيء من التسلية
وأحاديث القلب والروح، وأخبار الفكاهة والمُلَح،
ليست في قاموس تعاملاته

مما ينبغي أن يفهمه الأزواج جيدًا، أن سعادة الزوجة لا تقف عند إغداق النفقات عليها، وإعطائها الأموال بسخاء، بل هناك أسباب أخرى مهمة ذات شأن كبير عند الزوجة تسعدها، وتجعلها تشعر بالهناء والسرور، وتجاهل الرجل لهذه الأسباب، أو عدم اكتراثه بها شيء خطير للغاية، يحدث بسببه فجوة بين الرجل وزوجته وهو لا يدري ما هو السبب؟
من هذه الأسباب المهمة إشعار الزوجة بالأنس، بتبادل الأحاديث الشيقة معها، وتجاذب أخبار الفكاهة والمُلَح.
وقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم إيناس أزواجه والسمر معهن، مع كثرة مشاغله، وعظم أعباء الدعوة والدولة.
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال: "استأذن عمر رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نساء قريش يكلمنه ويستكثرنه([1])، عالية أصواتهن([2])، فلما استأذن عمر قُمْنَ يبتدرن الحجاب، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك.
فقال عمر: أضحك الله سِنَّك يا رسول الله.
فقال صلى الله عليه وسلم: ((عجبتُ من هؤلاء اللاتي كن عندي، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب)).
فقال عمر: فأنت يا رسول الله أحق أن يهبن. ثم قال عمر: أي عدوات أنفسهن، أتَهِبنَنِي ولا تَهِبن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قلن: نعم، أنت أغلظ وأفظ.
فقال صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان قط سالكًا فجًا إلا وسلك فجًا غير فجك))([3]).
وكذلك في حديث أم زُرع المشهور الذي رواه البخاري ومسلم عندما قصت عائشة رضي الله عنها حديث إحدى عشرة امرأة، كل واحدة تخبر عن زوجها، وذلك كان بعد صلاة العشاء، وبوب عليه الإمام البخاري: (باب السمر مع الأهل). فتأمل أخي الزوج حسن عشرة النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته، وكريم خلقه معهن، وكيف أنه كان صلى الله عليه وسلم يقتطع شيئًا من وقته يتسامر فيه مع أهله، بدليل إصغائه صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها وهي تحدثه عن قصة وقعت في الجاهلية، من نساء اجتمعن وتعاقدن على أن تخبر كل واحدة منهن من خبر زوجها معها شيئًا.
قال القاضي عياض: وفي هذا الحديث من الفقه: التحدث بمُلَح الأخبار، وطُرَف الحكايات؛ تسليةً للنفس، وجلاءً للقلب، وهكذا ترجم الإمام الترمذي عليه: "باب ما جاء في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السمر".
إن مؤانسة الرجل لزوجته، وشعورها باهتمامه بها، يسعد الزوجة كثيرًا، ويريحها ويزيح عنها متاعب اليوم كله من العمل داخل البيت وتربية الأولاد.
(وفي الإهمال كثير من الأخطار، فإنَّ مُكْثَ المرأة في الدار وطُولَ القرار، وبُعد زوجها عنها الساعات الطوال، يسرب إلى نفس الزوجة السآمة والملال، والضيق والأحزان.
فينبغي للزوج المسلم أن يدرك الأخطار قبل وقوعها، فيشعر زوجته بالإيناس ويسليها بتحديثها عن آماله وآلامه، وأشواقه وأحلامه، وأحواله في عمله مثلاً، ومواقف الحياة الطريفة... وأخبار العالم وأحداثه المثيرة، ومواقف للدعوة والدعاة... والسؤال عن أحوالها وأخبارها وشئونها.. إلى غير ذلك مما يصل حبال الأنس بينهما.
وينبغي للزوج المسلم أن يشعر زوجته بقوة ارتباطه بها، وعظم اهتمامه بها، وأنها في بؤرة شعوره لا هامشه، في سويداء قلبه لا جوانبه.
خيالك في عيني وذِكرك في فمي



ومثواك في قلبي فأين تغيب


فلا يشغله عنها كثرة الأعمال؛ سواء كانت تجارة وجمع مال لتحسين الحال، أو كثرة الأسفار والحل والترحال، أو طلب العلم، أو شئون الدعوة... كل ذلك لا ينسيه حقها من المؤانسة والتسلية.
كيف ينسيه ومن هو أكثر منه مشاغل، وأعظم تبعة كان حريصًا على هذا الجانب، لا يغفله في حضر ولا سفر؟ تلك هي العظمة التي توازن بين المطالب والحقوق، فلا يطغى جانب على جانب، بل يعطي كل ذي حق حقه بالعدل والميزان، بلا زيادة ولا نقصان. حينها تسير سفينة الحياة الزوجية آمنة في غاية الاستقرار، مصونة من الأعاصير والأخطار.
فاحذر يا أخي الزوج المسلم أن تجعل حياتك وتصرفاتك أمام زوجتك ألغازًا وأسرارًا، ولكن أشركها معك في أمورك، وأطلعها على أحوالك بقدر، وإن كان لابد من ستر شيء هام، فعوضها عن ذلك بما يذهب وحشتها، ويؤنس وحدتها، تنل حبها وثقتها، وتحقق سعادتها. وارجع دائمًا إلى هدي خير الأزواج صلى الله عليه وسلم ، وتأمل فيه وتدبر، واجتهد واعمل. وعليك بكتب المُلَح والطرائف من أخبار الأذكياء، والبخلاء، والحمقى والمغفلين، ونوادر العرب وغيرها ففيها زاد طيب)([4]).
ومن المظاهر الخاصة لتسلية الزوج زوجته ومؤانستها، الترويح والملاعبة، والذي من شأنهما إشاعة المحبة بين الزوجين، مما يقوي وشائج الألفة بينهما، ويجلب السعادة لأهل البيت جميعهم.
ولقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم الترويح عن زوجاته بالفكاهة والمداعبة، والمزاح والملاعبة، تأنيسًا لهن، وتلطفًا بهن، وإدخالاً للسرور عليهن، وكان يحث صلى الله عليه وسلم أصحابه على ذلك أيضًا.
فعن جابر رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة، فلما رجعنا وكنا قريبًا من المدينة، قلت: يا رسول الله، إني حديث عهد بعرس. قال: ((أتزوجت؟))، فقلت: نعم. قال: ((أبكر أم ثيب؟)) قلت: بل ثيب. قال: ((فهلا بكرًا تلاعبها)). وفي رواية: ((فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك)). أو قال: ((تضاحكها وتضاحك))([5]).
فلم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم أن يلاعب الرجل أهله وتلاعبه، وأن يضاحكها وتضاحكه، بل حث على ذلك، رغم أعباء الرسالة والدولة التي كانت على عاتق النبي صلى الله عليه وسلم. لذلك من الخطأ أن يفهم البعض أن من "الخشية" أو "الالتزام" أو "التقوى" العبوس في وجه الزوجة، وأن تكون الحياة والعلاقة بينهما جادة، تفتقد إلى لغة المشاعر، والكلمة الطيبة، والابتسامة الحلوة، والفكاهة المضحكة.
إن السلوك الراقي والتصرف الحكيم والذوق العالي له لغة، لكنها غير مكتوبة ككل اللغات إنها لغة الإحساس الرقيق، لغة المشاعر النبيلة والوجدان الفياض.
هذه اللغة السامية نحن بحاجة إلى التدرب عليها، واستعمالها في حياتنا بشكل عام، وحياتنا الأسرية على وجه الخصوص.
إن لغة المشاعر والأحاسيس والقلوب والوجدان هي السعادة والهناء، عندما ترفرف طيورها الجميلة على البيت المسلم، فتُسعد كل من فيه، وكل من حوله. الزوج ينظر إلى زوجته، فيحس بها إن كانت سعيدة أم حزينة، إنه يتجنب السؤال المباشر، لكنه يفهم السبب الذي من أجله تبدو زوجته كما يراها، فيتعامل معها على هذا الأساس، يحاول إزالة ما يغضبها أو يحزنها، أو يزيد مما يسعدها ويفرحها، إنه يشعرها بالاهتمام ويتذكرها، دون أن تُذكره ـ في المناسبات الخاصة ـ بالهدايا، حتى وإن كانت رمزية، وهنا يزداد الحب وتقوى العواطف وتتعمق الأواصر.
(والزوجة التي ترى زوجها متضايقًا لا تسأله عما يضايقه؛ لأنها أدركت السبب فسارعت إلى إزالته أو تغييره، إن كان السبب في المكان أو في المظهر أو في الطعام أو في الاهتمام. إنها ليست بحاجة إلى أن يقول لها لماذا فعلت أو لم تفعلي... إنها تدربت على لغة القلوب والمشاعر، تكفيها النظرة، تكفيها الإشارة، وكل لبيب بالإشارة يفهم.. وهكذا ينعدم من حياتها وحياة زوجها اللوم والتأنيب والشجار والألفاظ الجارحة والاتهامات المتبادلة.
والأبناء الذين يعيشون في أجواء هذه المشاعر والمعاني الرقيقة، ويتدربون عليها، يعيشون في ود وصفاء وأدب وحياء. تعالوا جميعًا نجرب هذه اللغة. ونعيش آدابها ومعانيها، وسنرى كيف تؤثر في حياتنا وحياة مجتمعاتنا... هيا نبدأ بأنفسنا أولاً)([6]).
ولنضرب هنا بعض الأمثلة التي كان من شأنها يشعر النبي صلى الله عليه وسلم أهله فيها بالاهتمام بهن، وإدخال السرور عليهن، وإشعارهن بالأنس والمرح، لعل يتعلم ـ ذلك ـ أهل الجفاف والجمود، الذين هربت منهم خفة الروح، وشقيت بهم زوجاتهم.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وأنا جارية ـ أي حديثة السن ـ لم أحمل اللحمة ولم أبدن... فقال للناس: ((تقدموا))، ثم قال: ((تعالِ، حتى أسابقك)) فسابَقته فسبِقته، فسكت عني، حتى حملت اللحم وبدنت وسمنت، فخرجت معه صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فقال صلى الله عليه وسلم: ((تقدموا)) فتقدموا، ثم قال: ((تعالِ، أسابقك))، فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله وأنا على هذه الحال؟ فقال: ((لتفعلن)) فسابقته، فسبَقني، فجعل يضحك صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ((هذه بتلك))([7]).
وعنها رضي الله عنها أيضًا قالت: "كنت ألعب بالبنات([8]) عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت تأتين صواحبي فينقمعن([9]) من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يسربهن إلي، فيلعبن معي"([10]).
وعنها رضي الله عنها قالت: "كنت أشرب وأنا حائض ـ أي من إناء النبي صلى الله عليه وسلم ـ فيضع فاه([11]) على موضع فمي فيشرب، وأتعرق العِرْق وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم ، فيضع فاه على موضع فمي"([12]).
وعنها رضي الله عنها أيضًا قالت: "كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد، بيني وبينه تختلف أيدينا عليه، فيبادلني حتى أقول: دع لي، دع لي. قالت: وهُما جُنبان".
فيا أيها الزوج الحبيب! راجع نفسك وانظر (هل أنت زوج تلاعب زوجتك وتداعبها وتمزح معها، وتحسسها بمكانتها الزوجية والإنسانية، أم أنت زوج تمثل شخصية مصطنعة في البيت، تدخل عليهم والهم يحملك، والعبوس يقتلك.
خرج طفل إلى السوق يزف البشرى لأقرانه عندما رأى والده قد ضحك، لاعتقاده أن الآباء لا يضحكون، وقالت ابنته: نحتاج إلى عيد ثالث، أول مرة أرى أسنان والدي في البيت)([13]).

&&&


([1]) يستكثرنه: قال النووي: قال العلماء: معنى يستكثرنه: يطلبن كثيرًا من كلامه وجوابه بحوائجهن وفتاويهن.

([2]) عالية أصواتهن: قال القاضي عياض: يحتمل أن هذا قبل النهي عن رفع الصوت فوق صوته صلى الله عليه وسلم ، ويحتمل أن علو أصواتهن إنما كان باجتماعهن لا أن كل واحدة بانفرادها صوتها أعلى من صوته صلى الله عليه وسلم.

([3]) متفق عليه.

([4]) كيف تسعد زوجتك، محمد عبد الحليم حامد ص31ـ 33.

([5]) متفق عليه.

([6]) جريدة "آفاق عربية" المصرية.

([7]) رواه أحمد وأبو داود.

([8]) المراد لعب الأطفال والدُمي.

([9]) ينقمعن: يستخفين هيبة منه r.

([10]) متفق عليه.

([11]) فاه: فمه.

([12]) رواه مسلم.

([13]) الشهد والشوك في الحياة الزوجية ص116.


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 27-07-2009, 09:33 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,884
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أشكُو إليكَ زَوْجي

لا يشاركني آلامي، ولا يخفف عني أحزاني
ولا يُطيب خاطري ولو بالكلمة الطيبة،
لا يشعرني بحنانه ولطفه وخوفه عليَّ

إن أساس حسن عشرة الرجل لزوجته: حسن الخلق، فهو أساس صرح الحياة السعيدة داخل البيت، ومن مظاهر ذلك: الوقوف بجانب الزوجة، فقد تمر بها أزمات من مرض أو مشكلات، فتبقى تعيسة الحال، صريعة الصداع والدوار، تحتاج بشدة إلى من يقف بجانبها، يزيل عنها آلامها ويخفف عنها، يوصيها بالصبر والأجر عليه، يذكرها بالله، وذلك ببسمة حانية، وقلب رقيق يخاف عليها، وعاطفة جياشة تشعر بآلام الغير حتى لو لم يصرح.
إن تطييب خاطر الزوجة بالكلمة الطيبة، والبسمة الحانية، والهدية الجميلة، يمسح عنها ولا شك عناء الآلام، ويداوي الأسقام، ويضمد القلب المكلوم، فحينئذ تتبدل الهموم أفراحًا، والأحزان سرورًا، والتعاسة سعادة.
ولماذا يبخل الزوج على زوجته بذلك وهي حبيبته، وأم أولاده؟!
لماذا لا نتخذ من هدي النبي صلى الله عليه وسلم القدوة في معاملة زوجاتنا؟!
اشتكت عائشة رضي الله عنها يومًا فقالت: وا رأساه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ذاك لو كان([1]) وأنا حي، فأستغفر لك وأدعو لك)).
فقالت: واثكلاه، والله إني لأظنك تحب موتي، ولو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسًا ببعض زوجاتك.
فقال صلى الله عليه وسلم: ((بل أنا وارأساه))([2]).
أرأيت أخي الحبيب إلى هذا الحنان وتلك المشاركة في تطييب الخاطر.
وعن عثمان بن عبد الله بن موهب، في حديث طويل قال: وأما تغيبه ـ يعني عثمان بن عفان ـ عن بدر، فإنه كان تحته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((أقم معها، ولك أجرٌ ممن شهد بدرًا وسهمه))([3]).
فهذا مثال عملي نهديه للرجال ونعلمهم فيه: كيف بلغ الحنان برسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المكانة العالية، أن حثَّ عثمان رضي الله عنه على البقاء مع زوجته المريضة مشاركة لها في أزمتها، وتخفيفًا لآلامها، وتطييبًا لخاطرها.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: اعتل بعير لصفية بنت حيي، وعند زينب فضل ظهر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزينب: ((أعطها بعيرًا)). فقالت: أنا أعطي تلك اليهودية. فغضب صلى الله عليه وسلم فهجرها ذا الحجة والمحرم وبعض صفر([4]). فلنتأمل كيف طيَّب رسول الله صلى الله عليه وسلم خاطر صفية المكلومة بهجر زينب رضي الله عنها هذه المدة.
وعن أنس قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: إنها بنت يهودي، فبكت فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال: ((ما يبكيك؟)) قالت: قالت لي حفصة: أنت ابنة يهودي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنك لابنة نبي، وإن عمك لنبي، وإنك لتحت نبي، فبم تفتخر عليك)). ثم قال: ((اتق الله يا حفصة))([5]).
فلننظر كيف عالج الرسول صلى الله عليه وسلم الأمرين بين زوجتيه، وكيف انتصر للمظلومة وطيَّب خاطرها بجميل الكلام، وكيف أوصى المخطئة بتقوى الله تعالى؟
إن الزوج العاقل هو الذي يعالج الأمور داخل بيته بحكمة القائد الراعي، وبرقة الزوج المحب، يطيب خاطر الزوجة المكلومة بحكمة ولطف، ويعاتب المخطئ بلا عنف، ويعاقب بلطف ويواسي بحنان، ورقة، هو الزوج الذي يجنب نفسه وأهل بيته منغصات ومشاكل لا داعي لها، بل ويبدل ذلك سعادة وهناء.
ومن المظاهر الطيبة الجميلة في تطييب خاطر الزوجة؛ الهدية لاسيما إذا كان قد أخطأ في حق زوجته، أو أساء إليها، أو جرح مشاعرها، وأهانها.
ولماذا لا يتنازل الرجل عن كبريائه، ويعتذر بكل رجولة عن خطئه، ويرجع إلى الحق، أو يخفف من وقع كلماته القاسية أو يده الطائشة مما يدخل على قلبها الفرح والسرور، ويجعلها تنسى ما حدث وتصفح عنه؟!
فهيا أيها الأزواج عَودوا أنفسكم ودَربوها على هذا السلوك الراقي وهو تطييب الخاطر، لتنحسر المنغصات، وتقل المكدرات، ويتجنب البيت ويلات شقاق وشجارات وجحيمًا لا يطاق.
وفي حديث أم زرع المشهور عند البخاري ومسلم قالت المرأة السادسة: "زوجي إن أكل لف، وإن شرب اشتف، وإن اضطجع التف، ولا يُولج الكف ليعلم البث".
فهي تصف زوجها أنه إذا أكل مرَّ على جميع ألوان الطعام التي على السفرة فأكل منها جميعًا فهو أكول، وهو أيضًا نهوم، فإذا شرب شرب الماء عن آخره، وإذا أراد أن يضطجع التف في اللحاف والفراش وحده بعيدًا عنها.
ولا يولج الكف ليعلم البث؛ أي لا يدخل يده إلى جسدها ويرى ما هي عليه من حال وأحزان، فهي تصف زوجها بما يُذم به الرجل وهو كثرة الأكل والشرب، وعدم الاكتراث بها.
&&&
أين كلمات الثناء والتشجيع التي تدفعني إلى النشاط
وتبعث فيَّ البهجة والسرور، وتقوي من عزيمتي،
وتعلي من همتي

لا يخفى على أحد دور الكلمة الطيبة في إذكاء روح الحب والتوادد بين الناس، فما بالنا لو كان ذلك بين الزوجين، وبصفة خاصة من الزوج لزوجته. أين الإشادة بعملها داخل البيت (لو سأل كل رجل نفسه: كم مرة أثنى على وظيفة زوجته في منزلها لوجد أن رصيده من هذا القبيل متواضع، فالكل يعرف دور التشجيع وأثره في حفز الهمم، وبعث النشاط، فهو الوقود الذي يحرك الحياة، ويبعث فيها البهجة والسرور والحيوية والنشاط.
والزوجة كغيرها تتمنى أن يحس الآخرون بدورها وبوجودها، ويدفعونها إلى دورها الإيجابي عبر الإحساس بكيانها ومهمتها ورسالتها.
الزوجة تحمل شخصية مستقلة ولها آراؤها وأفكارها التي تناسبها، ولكنها في الغالب رقيقة المشاعر والعواطف سهلة القيادة لمن يحس فن القيادة. فمن السهل أن تحركها للهدف الذي تريد إذا استطعت أن تستحوذ على عواطفها وتسيطر على وجدانها وتسير عبر أفكارها إلى ما تنشد. فالزوجة لا تعكر على زوجها الحياة لأنها تكرهه، ولكن تفعل ذلك تحت ضغط الظروف النفسية والجسمية بسبب طبيعتها كأنثى؛ فالضعف يولد القلق، وآلام الدورة الشهرية وظروفها تدفع إلى العصبية، وضوضاء الأولاد يقضي على رصيد المرأة من الصبر والقدرة على التحمل.
إذا كانت المرأة هي أول من يقوم من أهل البيت وآخر من ينام، ألا تستحق هذه التضحية الدائمة التقدير والاحترام وكلمة تشجيع واحدة من زوجها يحسسها بما تقوم به من دور فعال ومؤثر لخدمة العائلة تنسيها المتاعب وتجدد من حيويتها ونشاطها وتمنحها الثقة والقدرة على مضاعفة الاحتمال. كل أهل البيت يمرضون وتسير عجلة الحياة في البيت، ولكن عندما تمرض الزوجة تتوقف الحياة. ثم بالتالي فإن المرأة لها المفاهيم والأفكار الخاصة بها التي تدافع عنها انطلاقًا من نظرتها للحياة وفهمها لها حسب مكوناتها وتجاربها.
الزوجة تملك مواصفات جمالية متنوعة، ألا يستحق جمالها الإشادة به حتى يستمر في بريقه، تقول بعض الزوجات: كثيرًا ما تقف الواحدة منا أمام زوجها وقد وضعت مسحة كبيرة من الجمال على جسمها، ولبست أغلى وأحلى ملابسها وأنفقت كثيرًا من وقتها وجهدها، ثم تقف أمام جماد لا ينبض بالحركة، أين مشاعر وأحاسيس هذا الزوج هل دفنها بعد ليلة الزواج؟ أم أن مشاعره تتحرك وتود أن ترى النور ولكنه لا يستطيع أن يبوح بها بسبب العادة، تتمنى المرأة أن تدفع الكثير لتسمع من زوجها شعوره نحوها وإحساسه بها. تقول زوجة: كم أتمنى أن يطربني زوجي بكلمة إعجاب واحدة لأعلقها وسامًا غاليًا في منزلي.
قامت زوجة بالإشادة بجمال صديقتها فقالت لها بعد أن شكرتها: يا ليت زوجي يشوف بعيونك، ردت عليها الأخرى قائلة: مسكينة تلك المرأة الجميلة التي يكون زوجها أعمى لا يرى.
بعض الرجال يلوم الزوجة على عدم اهتمامها بنفسها والتجمل له، ويتساءل لماذا تهتم زوجتي بنفسها عندما تزور أقاربها وربما كان الجواب هو أنهم يشعرونها بجمالها، وكثير من الرجال لا يفعل ذلك بسبب المورثات التي عاشوها وتربو على ضفافها. فمن النادر أن يشاهد الإنسان والده أو قريبه أثناء الطفولة مثلاً يتغنى بجمال زوجته.
والمرأة تتألم من جفاء الرجل لها وعدم إحساسه بها.
قيل لامرأة: كم أنت جميلة جدًا! قالت: إن زوجي يرى كل شيء إلا جمالي فهو مصاب بعمى الجمال. وسألت امرأة زوجها: لماذا لا يشيد بجمالها كما كان يفعل قبل الزواج بها؟ قال مازحًا: لقد نضبت الكلمات من بحر حب كنت أملكه كسلاح لإدخالك قفص الزواج وأشبك فيك رباطه، وقد حققت ذلك، فلماذا أضع الطعم للسمكة بعد صيدها)([6]).
تقول إحدى السيدات: "المرأة تحب وتكبر من يحترم جمالها، ويهتم بأناقتها وملابسها، ويتفاعل مع دلالها. المرأة تسعد كثيرًا عندما يثني الزوج على ملابسها وأعمالها. المرأة تتعب في تجميل نفسها، وتحسين صورتها، وتحتاج إلى قطف ثمار هذا الجهد بكلمات تقدير وثناء.
المرأة تحتاج إلى إشباع بعض غرائزها العاطفية عبر الإحساس بوجودها، والإحساس بجهودها واحترام مجهودها. المرأة تحب أن تعرف صورتها وحجمها من أقرب المحيطين بها وأولهم زوجها. إن التشجيع والمرح يدفع الزوجة إلى الحماس في تحسين صورتها الشكلية والمعنوية أمام زوجها)([7]).
فهلا استفاد الأزواج من هذه النصيحة، والتي ترسلها لهم زوجة كهدية في كيفية معاملة زوجاتهم.

&&&


([1]) أي: لو كان هذا مرض الموت وأنا حي لأستغفر لك.

([2]) متفق عليه.

([3]) رواه البخاري.

([4]) رواه أبو داود.

([5]) رواه النسائي والترمذي.

([6]) الشهد والشوك في الحياة الزوجية، صالح بن عبد الله العثيم ص114ـ 116.

([7]) الشهد والشوك في الحياة الزوجية، صالح بن عبد الله العثيم ص114ـ 116.


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 27-07-2009, 09:34 PM
الصورة الرمزية انين الاقصى
انين الاقصى انين الاقصى غير متصل
مشرفة ملتقى القصة والعبرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
مكان الإقامة: **الشــــ رحمة ربي ـــــــــــفاء **
الجنس :
المشاركات: 3,468
الدولة : Algeria
افتراضي رد: أشكُو إليكَ زَوْجي

بارك الله لك وفك واسعدك في الدارين وبارك لك ي اهلك ومالك ورزقك الجنان
__________________
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 27-07-2009, 09:34 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,884
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أشكُو إليكَ زَوْجي

لا يبالي بتربية الأولاد، ويعتمد في ذلك عليَّ بمفردي
ومعلوم أن الأب إذا تخلى عن القيام بواجباته التربوية تجاه أولاده؛
فإن ذلك يعيق نموهم الخُلُقي والفكري والجسمي

من الثغرات الخطيرة في بيوتنا هي تخلي الأبوين عن تربية الأولاد، أو عدم تعاونهما في تربية الأولاد، وذلك بسبب عدم وضوح الرؤية عندهما أو عند أحدهما في منهج التربية وأسلوبه فينشأ الأولاد وقد تربوا على المجلات وشرائط الأغاني وأصدقاء السوء وتقليد الكفار والتشبه بهم، وهذا هو الواقع الملموس الذي نراه اليوم في كثير من الأولاد.
(أصبح رب الأسرة وفي معظم الأحيان ـ عاجزًا عن أن يجد الوقت الذي يجتمع فيه بنفسه أو بأفراد أسرته يوجههم ويحدثهم ويستمع إليهم، حتى إن زوجته لا يتاح لها أن تجلس معه وتتفاهم معه على الخطة الرشيدة التي يجب أن يسير بموجبها أفراد الأسرة، ففي الصباح يسارع إلى عمله الدنيوي، ولا يعود إلا لتناول طعام الغذاء وأخذ قسطٍ من الراحة تُمنع خلاله الحركات والهمسات، ولا يعود في المساء إلا في ساعة متأخرة من الليل ليجد أهل البيت نيامًا.
وإذا كان هذا الوضع مستنكرًا صوره من عامة الناس فإنه من المتدينين أشد، واللوم لهم أكثر؛ ذلك لأن الأخ المتدين سيجد نفسه ـ بعد مدة ـ في واد، وزوجته وأولاده في وادٍ آخر، سيندم ولات ساعة مندم. ومن المؤسف أن هذا الشغل لم يقتصر على الرجل بل شمل في بعض الأسرة المرأة التي تترك بيتها سحابة النهار وتكل تربية أبنائها وإعداد بيتها للخادمة، فيكون ذلك من الضياع التام.
والشغل متنوع، وأكثره في الدنيا والكسب، غير أن هناك نوعًا غريبًا جدًا من أنواع الشغل، وهو ما يكون للدعوة وإصلاح الناس. وذلك خطأ في تصور الدعوة والعمل فيها، والمرء مطالب بأن يصلح أهله أشد المطالبة، يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم:6]. ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ [طـه: 132]، وهذا الإهمال لأهله سيوقعهم في الانحراف والمخالفة، وعندئذ لا يقوى على الاستمرار في الدعوة إلى الله، إذ سرعان ما تلوكه الألسنة، ويقال له: إن كنت صادقًا فأصلح بيتك، ويكون هذا الوضع الخاص مضعفًا لتأثيره في الناس؛ لأن معنى القدوة يفوت بوجود مثل هذا الوضع، ويكون ذلك سببًا في أن يتعكر صفوه، وتتنغص عليه لذاته، وفي أن تتولد فيه عقد، وتواجهه مشكلات، قد تحول بينه وبين الاستمرار في الدعوة)([1]).
إن للأب في الإسلام مكانة عظيمة وجليلة، فهو القائم على أسرة مكونة من زوجة وأولاد وخدم ـ إن وجدوا ـ وهو مسئول عنهم، وعن استقامتهم على منهج الله عزَّ وجلَّ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ألا كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته))([2]). أي أنه سيُسأل يوم القيامة عن هذه الرعية، هل حفظها بحفظ الله، أم ضيَّعها بإهماله لها؟
من هذا المطلق يتبين للأب المسلم مدى اهتمام الشريعة به، والمقومات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها، وواجباته الأسرية ومهامه تجاه تربية أولاده.
ومن النصائح المهمة والتوصيات التي تُبصر الأب بأولويات المهام والمسئوليات التي لابد له من أخذها في الاعتبار عند تربية أولاده:
(1ـ يوجب الإسلام على الأب تعليم ولده وتأديبه، وتعريفه أحكام الحلال والحرام مما يتطلب علم الأب بهذه الأحكام ومعرفته بها، لهذا يُوصي الأب بأن يطلع على التشريعات الإسلامية، خاصة الأساسية منها، ليتمكن من تعليم أولاده ـ منذ حداثتهم ـ أحكام الحلال والحرام في صورة مبسطة سهلة يمكنهم إدراكها واستيعابها. ومن ثمَّ متابعتهم في العمل بها وتطبيقها في واقع الحياة.
2ـ يُعتبر التلقين لأساسيات الدين ومفاهيمه الكبرى في مرحلة الطفولة وسيلة هامة من وسائل التربية الفكرية، فكل ما يتلقاه الولد الصغير من معلومات ومفاهيم تُسجل في حافظته، وتُنقش في قلبه، فإذا كبر عقلها بصورة أفضل، وطبقها بصورة أحسن، كما أن اقتناعه وقبوله لهذه المعلومات والمفاهيم سهل ميسر في هذه المرحلة، وبناءً على ذلك يُوصى الأب بوضع هذه المفاهيم موضع الاعتبار عند ممارسته للتربية.
3ـ تؤثر اللغة المستخدمة مع الطفل على فكره وخلقه ونموه العقلي، فهي الأوعية والقوالب التي تنقل الاعتقادات والرموز والأفكار والتصورات من جيل إلى جيل، لهذا يُوصى الأب بحسن استخدامها، واختيار أفضل الألفاظ، وأثرى العبارات المهذبة، مع التركيز على طول الجمل الكلامية عند مخاطبة الولد، وتنويع الكلمات والعبارات، وذلك ليتزود الولد بالمعلومات الجديدة حول طريقة اللفظ، والتعرف على مفردات جديدة تثري مخزونه من الكلمات، وتعرفه أساليب عرض المعلومات.
4ـ يُعد التقليد الأعمى، واتباع الهوى، وانحراف المدرسة الحديثة من معوقات التربية الفكرية للولد، مما يتطلب توصية الأب بتنمية شخصية الولد، ورفع معنوياته، وبذر روح الطموح والمثابرة وعُلُوّ الهمة في نفسه وعقله، ليواجه بقوة هذا الانحراف، مع حفظه وحمايته من انحرافات المدرسة، بحسن اختيارها، ومتابعة مناهجها، وتزويد الولد بالقدرات والمهارات الفكرية اللازمة، ليتمكن من التمييز بين الحق والباطل من المعلومات والأفكار والتصورات التي يتلقاها من أساتذته.
5ـ أثبتت بعض البحوث الميدانية أن الفراغ من أهم أسباب الوقوع في المعاصي والمنكرات، والانحرافات الخلقية والسلوكية المختلفة، ويرجع سبب وجود هذا الفراغ إلى عدم معرفة الهدف الصحيح والغاية من الحياة، وعدم وجود التصور الواضح المتكامل لهذه الحياة، والجهل بمهام الإنسان ومسؤولياته في هذا الكون، فأدى الجهل بهذه المفاهيم إلى أن تصل ساعات الفراغ عند بعض فئات الشباب إلى أربع ساعات يوميًا، وسبع ساعات في أيام الأجازات، مما ينذر بخطورة سوء استغلال هذه الأوقات الطويلة فيما لا يعود بالخير على النفوس والأوطان.
وليس ثمة حل لهذه المشكلة سوى أن يُوصى الآباء بإشغال هذا الوقت الطويل لدى أولادهم من خلال إقامة النشاطات في جداول زمنية منظمة تكفل شغل كامل يوم الولد دون ثغرات.
6ـ تشكل ظاهرة انتشار الخادمات الأجنبيات خطرًا فادحًا على عقيدة الولد وخلقه وثقافته، خاصة اللاتي لا يُجدن اللغة العربية منهن، وقد دلت البحوث الميدانية بمنطقة الخليج على أن أكثرهن غير مسلمات، ولديهن اهتمام بعقائدهن وشعائرهن التعبدية، إلى جانب ثبوت انحرافات خلقية وسلوكية عند كثير منهن، مما يشير إلى مدى الخطورة المتوقعة من أمثالهن على الأولاد.
ولا شك أن الأب هو المسؤول الأول عن تربية أولاده، ورعايتهم وحفظهم من الانحرافات، لهذا يُوصى الأب بأن يحرص غاية الحرص على حسن انتقاء الخادمة المسلمة العربية ـ إذا دعت الحاجة ـ الملتزمة شرع الله، والكبيرة السن، والعارفة بشؤون تدبير المنزل، والمتزوجة مع مراعاة عدم تكليفها شيئًا من شؤون تدبير الأولاد المباشرة)([3]).


([1]) نظرات في الأسرة المسلمة، دكتور محمد لطفي الصباغ ص29، 30.

([2]) رواه مسلم (20).

([3]) مسئولية الأب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة، عدنان حسن صالح باحارث ص577ـ 579.


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 27-07-2009, 09:35 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,884
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أشكُو إليكَ زَوْجي

وفي الختام

فهذه رسالة زوجة متألمة تشكو، ولكن لا أعتقد أبدًا أن كل ما تشكو منه كله في زوجها، وإلا فإنه لا يُعَاشر البتة، لذلك أحسب أنها مشاكل لزوجات كثيرات هي منهن، كل واحدة تشكو زوجها من جانب أو أكثر، ولا نستطيع أن نتجمل أو نخفي الحقيقة، فهناك من الرجال من فيهم من هذه الصفات ولا شك، لذلك فأنا أسطر هذه الرسالة هنا كخاتمة لما كتبناه، لعل المقصر ينتبه، والغافل يستيقظ، والضال يهتدي، والمتكبر يتواضع، والفظ الغليظ يرحم ويتخلق بحسن الخلق.
(لماذا بعد كلمات الحب الرقيقة التي نسمعها في الأيام الأولى للزواج تتبدل هذه الكلمات من اللسان بزهق وكأن قائلها يعاني وهو ينطقها؟
ولماذا تبذل الزوجة كل ما في وسعها لاستقبال زوجها وهي مبتسمة ونظيفة وشعرها جميل فلا تجد سوى التكشيرة مقابل الابتسامة، وتقول لزوجها: حمدًا لله على السلامة، فيكون رده هو: طيب؟
ولماذا لا تسمع الزوجة كلمة من فضلك لكي تعد الغذاء أو تضع كوبًا من الشاي أو تقوم بكي شيء يلبسه الزوج سريعًا، ولا تسمع كلمة متشكر لكل الواجبات التي تقوم بها؟!
لماذا تسمع الزوجة دائمًا أن هذا هو واجبك وهذا هو عملك ولا تسمع شيئًا عن حقوقها؟
ولماذا لا تسمع الزوجة كلمة إطراء أو استحسان عندما تبذل أقصى ما في وسعها لفعل شيء لإرضاء زوجها؟
لماذا يبذل الزوج كل ما في وسعه لكي يكدر صفو زوجته، بكلمة جارحة... وكأن كل هدفه هو أن يكسر قلبها لتعيش معه كسيرة ولا تقوى على أن تتكلم معه؟
لماذا يقابل الزوج ثقة زوجته فيه بأن يحاول دائمًا أن يشككها في تصرفاته حتى لا يطمئن بالها تجاهه ـ أبدًا ـ؟!
لماذا يتعمد إحراجها ومعاملتها معاملة خشنة وجافة أمام أهله وأصدقائه؟([1])
لماذا يراقب تصرفاتها وكأنها متهمة طوال الوقت بالتقصير والإهمال رغم كل ما تبذله في حضوره وغيابه؟
لماذا يقابل الزوج مشاعر الحب والافتقار واللهفة بجفا وخشونة؟
لماذا الجحود مقابل تضحية الزوجة بصحتها ومالها ووقتها وعمرها، وكأن كل ما تفعله لا يساوي شيئًا؟
لماذا تجاهلها وتجاهل وجودها وإهمال مشاعرها وكأنها إنسانة بلا وجود؟
لماذا يباعد الزوج بينها وبين أهلها ويتعمد إحراجها أمامهم بعد مجاملتهم له في الفرح والحزن والمرض وكأنها بلا زوج؟
لماذا يعايرها الزوج بأهلها لعدم زيارتهم لها ولا تسمع منه إلا أفظع العبارات المهينة لكرامتها وكأنها من الشارع وليس من بيت وأهل وأسرة؟
لماذا يزيد الزوج الضغوط النفسية على زوجته والأعباء المنزلية وهي تعمل وتنجح في عملها وتنجح في بيتها ومع أولادها؟
لماذا ينكر عليها أي عمل ناجح ينسب إليها؟
لماذا يفعل المستحيل لكي تفشل في أي عمل تقوم به أو يظل وراء أي علاقة ناجحة لها مع الجيران أو الأصدقاء حتى تفشل وتنكسر أمام جيرانها عندما يحرجها معهم أو يتدخل بينها وبين صديقاتها ويزرع الشك في قلبها تجاههن حتى تبتعد عنهن؟!
لماذا حين تستطيع أن تفعل كل شيء وتستطيع أن تتصرف في مواجهة أي أزمة وتقف بجانبه حتى تمر الأزمة بسلام لا تجد منه سوى النكران والمعاملة الفظة وكأنه يخاف منها أن تتمرد عليه وكأنه لا يعرفها ويعرف أخلاقها؟
لماذا كلما عاشت الزوجة في هدوء وصفاء نفسي يزعجها بمعاملة خشنة أو يتفوه بكلمة جارحة لا تعني له أي شيء ولا تحقق له شيئًا سوى تكدير صفو زوجته ولا يستريح إلا عندما يرى دموعها؟!
لماذا كلما أحبته أكثر واقتربت منه لكي تبثه حبها ولهفتها يقابلها بجفاء؟
لماذا الإهانة والتجريح لأقل هفوة تصدر رغمًا عنها وكأنها ليس من حقها الخطأ أو التقصير؟
لماذا تسير الزوجة على حد السيف ولا تحيد عنه مهما يحدث وإلا يا ويلها؟
لماذا يشعر دائمًا أنها تسير في طريق مسدود من اتجاه واحد ليس فيه رجوع، ولا فيه بارقة أمل أو شعاع نور ينير لها طريقها؟
لماذا يناديها بأقبح الأسماء...؟
لماذا يفعل كل ما يضايقها ولا يفعل كل ما تحبه أو تطلبه؟
لماذا لا يقابل هديتها بهدية مثلها، ويتعمد ألا يوجد معها في يوم الأجازة ويتعمد أن يفتعل خصامًا حتى لا يتحدث معها، يقضي هذا اليوم مع والدته وليس معها...؟
لماذا يتعمد عندما تكون معه في زيارة أهله أن يتجاهلها وألا يشركها معهم في أحاديثهم؟!
لماذا لا يحب أن يخرج معها، وعندما تضطره لذلك فتكون الزيارة لأهله يظل يسبقها بعدة أمتار حتى لا يسير بجوارها، وعندما تسرع الخطى حتى تكون بجانبه لتشعر بأنها زوجة تخرج مع زوجها ويسعد بصحبتها يظل يصدها في كل كلمة ولا يرد عليها ويظل يسبقها وكأنهما في سبق للجري؟!
لماذا يكون طيبًا وحنونًا وعشرته جميلة وتسعد به، ثم في لحظات يتحول لإنسان آخر وتظل حائرة ولا تفهم ماذا فعلت أو ماذا حدث، وتدور في دائرة مفرغة لا تعرف مداها؟
لماذا تحترم خصوصياته وأشياءه الخاصة ولا تلمسها، في حين يفتش هو أشياءها ويقرأ أوراقها ويراجع أرقام تليفوناتها على الهاتف ليعرف من تحدثت إليه ومن طلبته وقد كان من الممكن أن يسألها وتحكي له دون أن يراقب تصرفاتها وكأنها مهتمة؟
لماذا يهددها دائمًا بتركها أو بأنه يعرف إنسانة أخرى إن هي تهاونت أو قصرت أو أهملت؟
لماذا كلما حاولت إفهامه أنها تحبه ولا تهمل شيئًا لأنها تحبه، ولا تقصر في شيء لأنها تحبه، وأنها ترعى الله في كل تصرفاتها معه ومع أبنائه وبيته لأجله فقط وليس للتهديد... لماذا لا يصدق ذلك؟
لماذا يجبرها باستمرار على أن تفعل كل شيء بالقهر والإهانة وقد كانت ستفعل كل شيء دون قهر ولا إهانة؟!
لماذا عدم الأمان، ولماذا الملل مع كل محاولة للتغيير والتجديد، ولماذا يستغفلها وينقل إليها الإحساس بأنها دائمًا مغفلة لا تفهم ولا تعي شيئًا مما حولها؟!
لماذا كلما وجدها سعيدة مع نفسها يضايقها... وكلما وجدها متجددة وأنيقة وجميلة يخجلها ويصدها وكأنها شيء قبيح مهما تفعل، في حين أن كل من يراهن غيرها أحسن وأفضل منها([2]
لماذا دائمًا يهينها أمام الأبناء وهي تعلمهم ما هو الاحترام وما هي المعاملة الحسنة؟!
لماذا يكذب، وهي تعلمهم عدم الكذب لأنه ليس من أخلاق المؤمن الحق؟
لماذا يظل يتحدث بصوت مرتفع ويشتم ويسب حتى يسمع الجيران صوته وهي تحاول تهدئته وإغلاق النوافذ والأبواب حتى لا يسمع صوته أحد؟!
لماذا تكون محاولة استفزازها هي الأساس بدلاً من المعاملة الطيبة؟
لماذا كلما حاولت معالجة الأمور بقراءة حديث شريف عن الرسول عليه الصلاة والسلام عن المعاملة الحسنة، ومعاملة أهله والأخلاق الحسنة، لعله يفهم منها الرسالة التي تحاول أن توصلها له، لا يفهم ولا يفعل سوى عكس كل هذا؟!
لماذا عندما تطلب منه أن يسأل عن جار مريض أو أحد من أهله لديه مصيبة لا يفعل... وعندما لا تطلب منه ذلك يفعل هو كل هذا؟
لماذا يسعد بوحدتها ويقضي أي وقت فراغ له من عمله مع أي إنسان غيرها، أو مع التليفزيون بعد أن تنام؛ لكي يقضي حتى هذه الأمسية وحده؟!
هذه هي الأسئلة والتساؤلات التي تشغلني وتشغل غيري من النساء، وإنني أتعجب من الإنسان الذي يملك إسعاد نفسه وإسعاد أسرته ولا يفعل ذلك بأقل مجهود مما يبذله لمضايقتهم، كما أتعجب من أن يعمى الإنسان عن الحقيقة، فكل شيء في حياتنا موجود في القرآن والسنة لكي نقتدي به ونسير على نهجه لكي تمضي سفينة حياتنا في أمان ومع ذلك فلا يفعل.
إن كل ما أفعله هو أن أتصبر كما أوصانا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وأن أظل أتقي الله وأحتسب أجري عنده وأعتبر هذا الزوج ابتلاء من الله ولابد لي من الصبر عليه والرضا بقضاء الله منه وأعيش معه راضية وصابرة... وحتى هذه لم أسلم من سخريته منها، فكلما توجهت إلى الله بالصلاة والصيام وقراءة القرآن يستهزئ بي ويلقبني بلقب الشيخة، فأصبر وأحتسب...
وأحث صديقاتي ألا يضعفن وألا يستسلمن وألا يملن بمشاعرهن نحو الإغراء والفتنة فيخسرن دينهن ودنياهن، وأن يلجأن للقرآن فيجدن سلواهن في السكينة التي تنزل على قلوبهن ونفوسهن، وألا يحاولن أن يقابلن سوء المعاملة وسوء العشرة بمثلها وأن يظللن على عهدهن وعلى حسن معاملتهن للأزواج لعلهم يشعرون بالذنب تجاهنا ذات يوم.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
سؤال المرء كاشف عن بعض أحواله! وتساؤلاتك الحائرة تدخل كلها في نطاق الشكوى من سوء العشرة وافتقاد التقدير العاطفي والمعنوي من شريك الحياة.
والإنصاف يقتضي القول: إنه ليس حالك وحدك ولا حال من تعرفين من الزوجات، مما يثير الأشجان والتأملات، وإنما هو أيضًا حال بعض الرجال مع زوجاتهم. والخطأ المشترك هو نظر البعض إلى شركاء العمر رجالاً كانوا أم نساء وكأنهم حقائق أزلية غير قابلة للتغير أو الفقدان... فلا ينشطون لتنبيه المشاعر وتجديد العواطف، بإلقاء قطع جديدة من الأخشاب كل حين إلى المدفأة لكي يستمر لهيبها متراقصًا ولا يخمد بطول الإهمال وتجاهل الاحتياج إلى مدد الوقود كل حين.
ويعتمدون على اطمئنان الغافلين إلى أن يربطهم بشركاء الحياة من الأبناء والحرص المشترك على سعادتهم، يغنيهم عن الخوف الصحي المطلوب من فقد الشريك أو نفور مشاعره أو ضيقه ذات يوم بكل شيء... فنحن نحرص على مشاعر الآخرين خوفًا من فقدهم لأنه لا يجمع بيننا وبينهم سوى حسن المعاملة. فإذا أساءها أحد معنا انقطع حبل الود معه، وانصرفنا عنه بلا ندم في حين لا نستشعر نفس هذا الحرص على شريك الحياة اعتمادًا على أن علاقته بنا غير قابلة للانفصام، وهذا خطأ كبير بغير جدال؛ فكل شيء في تغير إلا قانون التغير.
ولابد دائمًا من رعاية الحب باستمرار لكيلا تذبل زهوره سريعًا مهما يكن عمق العاطفة عند بداية المشوار.
ولابد من الحرص المتبادل بين الطرفين على تأجيج المشاعر لكيلا نستسلم للفتور الذي يمهد لموت العاطفة أو تحجرها، إلى جانب احترام الكرامات والحرص على اللفتات العاطفية ومكافأة الحب والرعاية والاهتمام بما يماثلها أو يزيد عنها، والتقدير المشترك من كلا الطرفين للآخر ولدوره في حياته وحياة الأسرة، والاعتراف له بمزاياه الشخصية بل والفخر بها دون أدنى شعور بالنقص أو بالرغبة في خنق البذور وهي في الأرض لكيلا تترعرع وتملأ الجو المحيط بأريجها.
كما لابد كذلك من الصبر والتسامح والتجاوز عن الأخطاء والهنات. وقديمًا قال محمد بن واسع في كتاب (الإمتاع والمؤانسة) لأبي حيان التوحيدي: ينبغي أن يكون الرجل مع المرأة كما يكون أهل المجنون مع المجنون يحتملون منه كل أذى ومكروه!
وهي كلمة بليغة.. لكنها تنسحب في واقع الأمر على كلا الشريكين اللذين ينبغي أن يتحمل كل منهما من الآخر في بعض الأحيان ما يتحمله الأهل ممن أفلت زمامه.
ولولا ذلك لما صمدت علاقات كثيرة لعاديات الأيام ولما نجحت أسر سعيدة من خطر الانهيار في إحدى اللحظات العابرة؟([3])

([1]) الأصل أن المرأة لا تظهر أمام أصدقا الزوج إلا لحاجة شرعية.

([2]) كما ذكرنا من قبل: لو أن الرجل يغض بصره عن المحارم؛ لوجد زوجته أجمل امرأة في العالم.

([3]) جريدة الأهرام المصرية، بتصرف يسير.


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 156.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 151.63 كيلو بايت... تم توفير 5.16 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]