المقامة العِيدية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         التوبة في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          فضل صلاة التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          خطر الشذوذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          مجازر الطحين.. إرهاصات نصر وعز وتمكين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          ليكن زماننا كله كرمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حديث:ويَقْرَأُ فيها ما بيْنَ السِّتِّينَ إلى المِائَةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          وصايا نبوية مهمة للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          حديث:من رَكعَ أربعَ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ وأربعًا بعدَها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أنوية العلمانيين، وهم يواجهون أعداءهم من أهل القبلة، وحراس العقيدة... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          لفظ (الناس) في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-06-2020, 10:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,316
الدولة : Egypt
افتراضي المقامة العِيدية

المقامة العِيدية













عبدالله بن عبده نعمان العواضي





روى مسلم بن عبدالله قال: غربتْ شمسُ الثلاثين من رمضان، وملأ النفوسَ الفرحُ بإتمام عبادة الرحمن، فهلَّ علينا هلالُ العيد، وأشرق لنا ثغرُ اليوم السعيد، فألبسَ جسدَ الحياة بهجةً وألقا، وكسا الوجوهَ سروراً ورونقا، فبدا الزمانُ تَبرقُ أساريرُ مبسمه، وتلمع على جوانبه جِدّةُ موسمه، وكأنه غسلَ عنه غبار الدهر السالف، ونزعَ عنه أسمالَ الأحزان والمخاوف. فرأى أهلَه قد ألقوا عنهم الثيابَ العتيقة، وارتدوا الألبسة الجديدة الأنيقة، وأهدوا فلذاتِ الأكباد وسائل الفرح والإسعاد، وتوسعوا في المباحات، وأخذوا في الاستزادة من الملذات المشروعات، وتبادل الأقارب والأصدقاء، عبارات التهاني والدعاء.







هكذا كنا نعهد يوم العيد، قبل هجوم البلاء الجديد.



وبينا أنا في عصر هذا اليوم أقرأ رسائل الأحباب، وأحبِّر في الرد عليها لطيف الجواب، إذ سمعت طرق الباب بلا إيذان، فقلت: من زائرنا في هذا الأوان؟!







فمضيت إلى باب الدار والعَجَب يملكني، واليقين بتعيين زائري لا يسعفني، فقلت مَنِ الطارقُ الكريم، في هذا اليوم العظيم؟ فقال: السلام عليك ورحمة الله، هذا صديقك الذي تحب رؤياه.







ففتحت الباب فإذا هو شيخنا أبو الحارث العالم، صاحب الفضائل والمكارم.



فقلت: هذا عيدٌ توِّج بعيد، ويوم سعيد أَتم سعدَه ضيفٌ مجيد، فأهلاً بزائر لا يُمَل، ونازلٍ لا يُستثقل.







ففرشتُ لضيفي العزيز على وجهي المحبةَ والابتسام، وعلى صدري الإجلال والإعظام، ثم شرعنا في نشر طيِّ الحديث المحبوب، وفضِّ ختام القول المرغوب.







فقال: إن هذا اليوم هو بسمة الأيام، وغيثُ السعادة من جدب العام، وعطية لمن أجادوا العبادة في رمضان، وتسابقوا إلى رياض الثواب والغفران، فليس لمن أساء في شهر الصوم عيد على الحقيقة، ولا فرحةٌ كفرحة من أحسنوا فيه الطريقة.







في هذا اليوم شرع الله عباداتٍ تزيد الحسنات، وتمحو السيئات، وتعقد عُرى المحبة بين المسلمين، وتحلّ عقد البغض بين المتشاحنين، وتنزلهم منازل السرور، وتلقي على قلوبهم مباهج الحبور؛ فأمر بصدقة الفطر قبل الذهاب إلى الصلاة، إسعاداً للفقير وإطفاء لجذوة بلواه، ودعا عباده للخروج إلى المصليات الفِساح، لأداء صلاة العيد في تلك البطاح، فيلتقي المسلم بأخيه، فيصافحه ويحييّه، ويهدي إليه ابتسامة الوداد، ويفارقه على عهد التواد.







وفي هذا اليوم تُوصل الأرحام، ويَفيض الكريم بعطائه على الأرامل والأيتام، ويتزاور الأقارب والجيران، والأصدقاء والخلان.







فقلت: لكننا في هذا العام لم نجد للعيد حسن ما ذكرت، ولا ألفينا شواهد مما تحدثت، فلم نذق في رمضان لذةَ الصيام، ولا حلاوة الاجتماع في المساجد للقيام، وعلى إثر ذلك جاء هذا اليوم وبساطُ السعادة مطوي عنا، وطائر الراحة قد أجفلَ منا.







فقال: صدقت، فوباءُ كورونا قد كرَّ بخيلِه ورَجِلِه، فنشر في المجتمعات طلائع عِلله ووجَلِه، فبدَّد جمع الارتياح، وسلبَ من الناس حقوقَ الأفراح، فصاروا في عزلة اجتماعية، وإقامة بيتية؛ خشية العدوى، وتفشي هذه البلوى، فلم تعد المساجد تجمعهم، ولا المجالس تلمُّ فرحتهم، ولا الحدائق تنفِّس كربتهم، ولا لقاءات الأصحاب تخفِّف غُربتهم، فصارت مجامع حياتهم أوحشَ من طللٍ مُقفر، وأوجلَ من بيت مُصفِر، وأضحى هذا العيد أرخصَ من قاضي مِنَى[1]، بعدما كان أغلى أيامِ الهناء، وأمسى أمرَّ من الحنظل، بعدما كان أحلى من المُنى وأفضل.







فغدا الناس وحوشًا بعد الاستئناس، متنافرين بعد الإيناس، سجناء ولكن في الدور، ينتظرون في تلك القبور، تباشير النشور، بذهاب المحذور.







فقد والله" جَرَى الْوَادِي فَطَمَّ عَلَى القَرِيِّ"[2]، ولا تكاد تسمع في الناس إلا شجيًا يشكو إلى شجي.







فأي عيد أتى عليهم وهم في تلك الحال، وأي فرحة ستغمرهم وقد صاروا إلى ذلك المآل؟







فكأنهم يقولون اليوم:






[عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيد

بمَا مَضَى أمْ لأمْرٍ فيكَ تجْديدُ


أمّا الأحِبّةُ (فالأدواءُ) دونَهُمُ

فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ]


لم يترك المرض المُعدي لنا فرحًا

إلا وكدّره ضيقٌ وتنكيدُ



ونلتقي وظِلالُ الحبِّ تُبرِدنا

والسعدُ يغمرنا والأُنسُ موجود


ونمتطي بهلال العيد أجنحةً

إلى السرور ونهرُ السعد مورود


واليوم لا فرحٌ يبدو ولا شغَفٌ

بالعيد حين بدا في الناس كوفيد










ثم قال: لكننا نطمع بفضل الرب الكريم، ورحمة الرحمن الرحيم، ليزيل عنا هذا البلاء، ويكشف عن ساحنا هذا الوباء، وحينئذ ستأتي الأفراح بعد الأتراح، ويشرق صبح العافية، برحيل ليالي الداء الداجية، ويعود علينا العيد كما عهدناه سعيدا، ويضحي الغم عن زمنه بعيدا.







فقلت: ما أحسن ما وصفت، وأجمل ما به وعظت، فقد جلوت الأمر على حقيقته، وحكيت عن حاله وسليقته، ووضحت المسألة وضوحا، وتركت باب الرجاء مفتوحا، فكم لله من فضل في كشف البلايا، وبَسْط يده بالعطايا، وطيِّ بُسُط الرزايا، وحينئذ يعود وجه الحياة براق الثنايا.







ثم ودعني وهو ينشد:






يا ربّ إنَّا سائلوكَ المخرجا

مما دهانا من بَلا وأزعجا


وكدَّر اليومَ الجميل المبهجا

حتى دجا وكان قبلُ أبلجا


والقلبُ من جمر العنا توهّجا

حتى اكتسى في عيده لونَ الدجا


وحارَ في هذي البلية الحجا

حتى غدت على الورى مثلَ الشجا


فيا إلهي أنتَ نِعم الملتجا

وفيك يا ربَّ البرية الرجا


أرسل إلينا بعد هذا فرجا

يطوي بساطَ ليلنا الذي سجا










[1] وذلك أنه كان يصلي بهم، ويَقْضي لهم، ويَغْرَمُ زيتَ مسجدهم من عنده!!. مجمع الأمثال (1/ 317).




[2] يضرب عند تجاوز الشر حده.











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.37 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]