أحاديث لا تُعْرَف

[ابوالوليد المسلم]

أحاديث لا تُعْرَف

د. عبدالحكيم الأنيس



هذه مجموعة من الأحاديث قرأتُها أو سمعتُها أو شاهدتُها، وبحثتُ عنها، وتبيَّن عدمُ صحة نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أوردها هنا مرتبة على الحروف لتُستفاد:
• إذا جاع المسلمون فلا مال لأحد.
جاء هذا الحديث على لسان الشيخ يوسف البدري في تحقيق عن الضرائب في جريدة البيان الإماراتية منشور يوم الجمعة 5 من جمادى الآخرة سنة 1430هـ = 29 مايو 2009م.

وقد بحثتُ عنه، ولم أجده.
وهم يذكرونه بعدة ألفاظ؛ منها (إذا جاع الناس فلا مال لأحد)، ومنها (إذا بات المؤمن جائعا فلا مال لأحد)، (إذا جاع أحد المسلمين)، وكل ذلك لا أصل له.
♦ ♦ ♦

• ألسنة الخَلق أقلامُ الحقِّ.
جاء في مقال الدكتور سعد أبو الرضا المُعنون بـ "الاتجاه الإسلامي في أدب د. أحمد هيكل وفكره" المنشور في العدد (62) من مجلة الأدب الإسلامي:
"ومِنْ ثم فما وجدتُ أحدًا يصدقُ عليه حديثُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألسنة الخلق أقلام الحق) مثل هذا الرجل".

قلت: قد اتفقتْ كلمة العلماء المحدّثين على أنَّ هذا الحديث ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وأنّه من كلام بعض الصوفية.

تُنظر المصادر الآتية:
• المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة للسخاوي (ت:902هـ) برقم (164).

• تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث لابن الديبع (ت:944هـ) ص32.

• الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للقاري (ت:1014هـ) برقم (60).

• المصنوع في معرفة الحديث الموضوع للقاري أيضًا، برقم (36).

• الجِد الحثيث في بيان ما ليس بحديث للغزي (ت: 1143هـ) برقم (38).

• كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس للعجلوني (ت:1162هـ) برقم (532).

• النُّخبة البهية في الأحاديث المكذوبة على خير البرية لمحمد الأمير (ت:1228هـ) برقم (36).

• أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب للحوت (ت:1277هـ) ص77.

• اللؤلؤ المرصوع فيما لا أصل له أو بأصله موضوع للطرابلسي (ت:1305هـ) برقم (69).
♦ ♦ ♦


• إن الله لا يقبل دعاء ملحونًا.
قال الشيخ علي القاري في "المصنوع" ص 62: "لا يُعرَف له أصل".
♦ ♦ ♦


• إنَّ الله يكره الحَبْر السمين.
جاء في "درر الغواص على فتاوى سيدي علي الخوّاص" للشعراني (ت:973هـ) ص42 أنّه سأله عن هذا الحديث فقال (أي الغوّاص): "الحَبْر هو العالم، وإنما كرهه الحقُّ تعالى حين يَسمن لأنَّ سمنه يدلُّ على قلة ورعه، إذ لو تورَّعَ عن الشبهات لم يجدْ شيئًا يشبع منه حتى يَسمن".

وهذا القول لا يصحُّ مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ويبدو أنَّ مرجعه إلى التوراة. انظر التفصيل في "المقاصد الحسنة" ص207.
♦ ♦ ♦


• إنَّ لله سرًّا يُظهرهُ على ألسنة الشعراء.
لم أجده
♦ ♦ ♦


• آنسُ ما يكون الميّت في قبره إذا رأى مَنْ كان يحبُّه في الدنيا.
"ذكره شيخُنا الشيخ عبد الكريم المدرِّس في كتابه "نور الإسلام" ص225، وقال المشرفُ على طبع الكتاب الشيخُ محمد المُلا أحمد الكَزني: "لم أطلعْ لهذا الحديث على سند، لكن معناه وارد في عدة أحاديث".

قلتُ: وقد بحثتُ عنه، فرأيتُه في "تحفة المُحتاج في شرح المنهاج" - منهاج النووي- لابن حجر الهيتمي (ت:974هـ)، ولم يَذكر له سنداً. ثم ذكره آخرون مِنْ بعده. ولعل هذا الكتاب هو مصدر شيخنا في ذكره.
♦ ♦ ♦


• تزاوروا ولا تجاوروا.
بحثتُ عن هذا الحديث، ولم أجده إلا في "بهجة المجالس" لابن عبد البر(ت:463هـ)، أورده في باب الهدية بلا إسناد، وقد أورده الميداني (ت:518هـ) في "مجمع الأمثال" (1/150) على أنه مثلٌ، وكذلك الأبشيهي (ت:852هـ) في "المستطرف في كل فن مستظرف" (1/70) و(1/82).
♦ ♦ ♦


• الدينُ المعاملة.
لم أجده في كتب السُّنة، وأول مَنْ ذكرهُ -فيما وقفتُ عليه- المؤرِّخ عبدالرحمن الجبرتي (المتوفى سنة 1237هـ) في "عجائب الآثار في التراجم والأخبار" (3/103).
♦ ♦ ♦


• رحم اللهُ امرءًا جبَّ الغيبةَ عن نفسه.
ذكره السفاريني (ت:1188هـ) في "غذاء الألباب شرح منظومة الآداب" ص317 على أنه حديث. وهو لا إسناد له فليس هو بحديثٍ، وبيَّض له العجلوني (ت:1162هـ) في "كشف الخفاء"..
♦ ♦ ♦


• كذب المنجِّمون ولو صدقوا.
سُئِلَ الشيخ صبحي السامرائي عن هذا الحديث فقال: لم أقفْ عليه. وقيل له: إنَّ فلانًا يقول: هو في صحيح البخاري! فنفى أنْ يكون فيه.

قلتُ: والحديثُ غير معروفٍ في كتب السُّنة.
♦ ♦ ♦


• لعن اللهُ الكذّاب ولو كان مازحًا.
قال السخاوي في "المقاصد الحسنة" ص335: "ما علمتُهُ في المرفوع..."، وتابعه العجلوني في "كشف الخفاء" (2/187).
♦ ♦ ♦


• ما وسعني أرضي ولا سمائي، وإنما وسعني قلبُ عبدي المؤمن.
ذكره الأستاذان الدكتور رشدي عليان -رحمه الله- والدكتور قحطان الدوري-حفظه الله- في كتابهما "في أصول الدين الإسلامي" (1/108)، وأوّلاه بقولهما: "فيُراد به: وسع هيبتي ورحمتي".

قلتُ: ولا داعي لهذا التأويل، فالحديثُ موضوعٌ أصلاً.

قال القاري في "المصنوع" ص164: "لا يُعرف له إسناد مرفوع، وقال ابن تيمية: هو موضوع، وفي "الذيل": وهو كما قال. ومعناه: وسع قلبُه الإيمان بي وبمحبتي وإلا فالقول بالحلول كفر، وقال الزركشي: وضعته الملاحدة".
♦ ♦ ♦


• مَنْ تعلَّم لسانَ قومٍ أمنَ مِنْ مكرهم.
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1/157): "لا أعلمُ له أصلاً بهذا اللفظ، ولا ذكره أحدٌ ممّن ألّف في الأحاديث المشتهرة على الألسنة، فكأنه إنما اشتهر في الأزمنة المتأخرة".
♦ ♦ ♦


• مَنْ زار يونس فكأنّما قد زارني.
رأيتُ هذا الحديث في المرقد المنسوب إلى النبي يونس في مدينة الموصل في العراق، وقد جاء في أبياتٍ مكتوبةٍ على الحائط، والبيت هو:
قد جاءنا فيه حديثُ المصطفى ♦♦♦ مَنْ زاره فكأنما قد زارني

وهذا الحديث لا يُعْرَف.

♦ ♦ ♦


• مَنْ لم تُمكنه (أو: مَنْ لم يَستطع) زيارتي فليزرْ أخي يونس بن متّى.
ولا صحة له أيضًا.