|
|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
تحب العفو
تحب العفو سارة خليفة رمضانيات (8) تحب العفو ونحن مازلنا نزاحم على باب العتق، نجتهد ونشمر في الطاعات وأبواب البر في العشر الأواخر، دعونا نتوقف قليلًا مع هذا الحديث الشريف: عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها حين سألت النبي صلى الله عليه وسلم: " «يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعو؟" قال: «تقولينَ: اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي» » (صحيح ابن ماجه [3119]). عائشة رضي الله عنها، أم المؤمنين تعلمنا هنا شيء مهم، هو أن كان وقت خير وطاعة، نسأل كيث نستثمر هذا الوقت بأفضل ما يكون، ما هي عبادة هذا الوقت، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم على أن أدركنا ليلة القدر، ما ندعو الله فيها؟ الدعاء كله خير، تدعو لنفسك ولأمتك وللمسلمين، ولكن ما أنفع الدعاء في ليلة القدر؟ هذه الليلة العظيمة التي تتنزل الملائكة وجبريل عليه سلام ليشهدوها، يقدر فيها أقدار وأرزاق العباد، ليلة المغفرة والرحمة.. كان جواب النبي فيها: «تقولينَ: اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي»، ندعو الله باسمه (العفو). يقول الغزَّالي "العَفْوُّ: هو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي وهو قريب من الغفور ولكنه أبلغ منه، فإن الغفران ينبئ عن الستر والعفو ينبئ عن المحو والمحو أبلغ من الستر" (المقصد الأسنى: [89]). فهو يغفر ويستر ويمحو أثر الذنب، لذلك هو هنا أشمل من الغفور. وللعبد لينال العفو، عليه أن يقوم ببعض الأعمال القلبية أولًا: التوبة
وتوبة خاصة على أعمال بعينها، تتذكرها وتعلمها جيدًا، تؤرقك نكتها في قلبك، وتلومك اللوامة عليها كل حين، لعل الله يغفرها ويتجاوز عنك.
فالله عزوجل يحب العفو، والمحب يحب ما يحبه حبيبه، فإن كنت تريد عفوه، فأعفو وأصفح عن من أخطأ في حقك، من المؤكد أنك تذكرت بعض مواقف أو أشخاص لم تعفو عن أصحابها توقف هنا لحظات، وأجمع قلبك وأعفو عنهم. أهناك مثل عفو الصديق رضي الله عنه عن مسطح بن أثاثة الذي خاض في عرض عائشة رضي الله عنها في حادث الإفك؟ يقول الله عزوجل: { {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} } [النور:22]، هذه الآية نزلت في أبوبكر الصديق رضي الله عنه، حينما نزع عن مسطح بن أثاثة النفقة حين فلما نزلت الآية قال الصديق: "بلى، والله إنا نحب - يا ربنا - أن تغفر لنا"، وأعاد نفقة مسطح مرة آخرى وقال : "والله لا أنزعها منه أبدًا". هذا فعل الصديق فما فعلك؟ فلنتعاهد التوبة وسؤال الله عزوجل العفو في هذه الأيام، لعلنا نكون من العتقاء المعفو عنهم المتجاوز عن سيئاتهم، لتكون بداية لقلوب جديدة بعد رمضان أن شاء الله.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |