هل حقًا أن «الدين أفيون الشعوب»؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 849962 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386164 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 49 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-10-2019, 03:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي هل حقًا أن «الدين أفيون الشعوب»؟

هل حقًا أن «الدين أفيون الشعوب»؟

بشار بكور

هل كان كارل ماركس محقًا في هذه العبارة؟ هل حقًا أن الدين من شأنه أن يخدر ويدمر ويهدم ويفرق كالأفيون؟ قبل الجواب، نسأل: هل الدين مهم في حياتنا؟ الجواب: نعم.
لأن الدين من الحقائق الكبرى في حياة البشر أجمعين. فمنذ بدء الخليقة وحقيقة الدين أو الرغبة في التدين مركوزة في النفوس، و متأصلة في العقول. وليست مجرد دواء نأخذه اليوم ثم نرميه غدًا. ونحن قبل أن نخلق- عندما كنا في عالم الذّرّ- أخِذ علينا العهدُ بالدين والإيمان، والاعتراف بالله عز وجل ربًا وخالقًا {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} (الأعراف: 172). يقول الإمام ابن كثير: «يخبر تعالى أنه استخرج ذرية بني آدم من أصلابهم، شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم، وأنه لا إله إلا هو. كما أنه تعالى فطرهم على ذلك وجبلهم عليه، قال تعالى: { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ } (الروم:30)». «إن الفطرة التي فطر الله الناسَ عليها من الاعتراف للربّ الخالق الواحد الأحد بربوبيته لهم، والإذعانِ له بهذا الحق، قد أشهد اللهُ به الناسَ على أنفسهم وهم في مرحلة عالم الذرّ، وهم خالُون من شهوات الحياة، ونزَعاتها ونزَغاتها، قبل أن يوصلهم بعمليات الخلق إلى مرحلة حياة الابتلاء، مزودين بالأهواء والشهوات، والنزعات والنزغات، والإرادة الحرّة، والقدرة على كسب الخير، واكتساب الشر».هذه الفطرة التي وهبنا الله إياها صافيةً، نقية، اختلطت كَرْهًا، وعن غير اختيار، بكثير من الشوائب والمكدِّرات من شرك، وكفر، وجحود، ونكران، وإلحاد، وغيرها من الظلمات التي بعضها فوق بعض. جاء في الصحيحين عن أبي هريرة، "رضي الله عنه" ، قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" :«مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ».
ولأن هذه الفطرة حتى بعد أن انحرفت أو حرِّفت عن مسارها الصحيح، وطريقها المستقيم، كانت ومازالت تدفع بأصحابها دفعًا إلى دينٍ ما تؤوب إليه، ولو كان أَرْضيًّا، وإلهٍ تسجد له وإن كان وهميًا. وقد كان مشركو العرب يصنعون الأصنام يعبدونها، و يتقربون إليها بشتى أنواع القرب.
يقول المؤرخ الإغريقي بلوتارك: «قد وجدت في التاريخ مدنٌ بلا حصون، ومدن بلا قصور، ومدن بلا مدارس، ولكن لم توجد أبدًا مدن بلا معابد، ويقول المؤرخ البريطاني آرنولد توينبي: «الدين إحدى الملكات الضرورية الطبيعية البشرية، وحسبنا القول بأن افتقار المرء للدين يدفعه إلى حالة من اليأس الروحي، تضطره إلى التماس العزاء الديني على موائد لا تملك منه شيئًا».
ولأن الدين، كما الماء والهواء، لا غنى عنه، ولا مفرّ منه، لم يستطع الإنسان أن يبتعد عن شاطئه طويلاً. فعندما وجد نفسَه قد تاه في الظلمات، وازدادت مشكلاته النفسية والاجتماعية، أيقن ألا ملجأ له إلا العودة إلى ثوابت الدين وأخلاقه. فقد أيقن كل من نواليس وكانط، وهما من أنصار العقلانية، أن القوى الدنيوية لا تستطيع أن تحافظ على توازنها ما لم يتماسك المجتمع بفعل الدين. ولذا تسعى اللجنة الأوروبية في مشروعها «إعطاء أوروبا روحًا» لكي تسري بعض الروحانيات في هذه القارة من جديد.
وتوصل جانيال بيل منذ ربع قرن، في عمله «التناقضات الثقافية للرأسمالية» أن الرأسمالية القائمة على مبادئ وقيم كالفينية، تؤدي إلى التدمير الذاتي إذا تحولت إلى هوس في التقدم الاقتصادي والعلمي. ففي هذه الحالة ستتحول بعض الفضائل مثل الوفاء وعدم الإسراف والالتزام إلى نقيضها. وستتحول المنظومة إلى نزعة استهلاكية، وتسيّب جنسي، ولا مبالاة، وتقليد أعمى. إن عالم ما بعد الصناعة يجيب عن كل شيء خلا الإجابات عن الأسئلة الكبرى في حياتنا ووجودنا: من أنا؟ إلى أين؟ لماذا؟،
إن المجتمعات عمومًا، والغربية خصوصًا، عندما أعلنت قطيعتها مع الدين والله، أو على الأقل، عزلت الدينَ عن الحياة، رافعةً شعار العلمانية، عانت من الويلات والأمراض، التي هزّتها هزًّا قويًا. و أصبح التشرد والإيدز وإدمان المخدرات واللقطاء والتحلل الجنسي من سمات هذه المجتمعات. وما كتاب «موت الغرب» The Death of the West (2002) لباترك بوتشاننPatrick Buchanan إلا واحد من عشرات الكتب التي تحذر من الموت الحضاري والأخلاقي للغرب. فهو يشير إلى عدد من العوامل التي إن لم يتم احتواؤها وضبطها، فسوف تؤذن بانهيار الحضارة الغربية انهيارًا فظيعًا، من هذه العوامل: انخفاض معدلات المواليد، وذوبان العائلة، واندثارها وحدةً اجتماعية، وعزوف النساء عن الحياة الطبيعية التقليدية مثل الزواج وإنجاب الأطفال ورعايتهم، وعزوف الشباب عن مؤسسة الزواج، وشيوع الجنس، واللواط، والحماية القانونية لهذه النزعات غير السوية. ومن عجب أن أناسًا في عالمنا العربي يسيرون على نهج هذه الحضارة و يترسّمون خطاها، حيث يسلكون طريقًا هي الآن منه عائدة. إنما الأمم الأخلاق ما بقيت. قال الفيلسوف فيخته: «إن الأخلاق من غير الدين عبث». والفيلسوف كانط لم يرَ ضمانًا للأخلاق يوثق به غير الدين، وقد بنى الإيمانَ بالله على دليل الأخلاق، فأوشك ألا يعترف بوجود الله لولا ضرورة الحاجة إليه لصيانة الأخلاق، ورأى أن أجدرَ وصفٍ لمن ينكر وجودَ الله أن يقول: إنه كافرٌ بالأخلاق.
- فلا عجب -بعد الذي ذكرناه- أن يجد الإنسان في الدين سندًا يركن إليه، وحضنًا يرتمي عليه، وحنانًا يأوي إليه. فأنت في سائر أحوالك وشؤونك من فقر وغنى، وترح وفرح، ويأس وأمل، وكرب وفرج، وطمع وقناعة، وخوف ورجاء... إلخ تجد الدين معك، مؤازرًا ومواسيًا، وناصحًا ومحذرًا، ومبشرًا ونذيرًا. فالدين عامل عظيم الفاعلية، شديد التأثير في الأمن، و الأمان، والصحة النفسية، والسعادة القلبية. يشير الدكتور محمد عودة محمد والدكتور كمال إبراهيم مرسي في كتابهما «الصحة النفسية في ضوء علم النفس والإسلام» على مؤشرات الصحة النفسية:
1-الجانب الروحي: الإيمان بالله، أداء العبادات، القبول بقضاء الله وقدره، الإحساس الدائم بالقرب من الله، إشباع الحاجات بالحلال، المداومة على ذكر الله.
2-الجانب النفسي: الصدق مع النفس، سلامة الصدر من الحقد والحسد والكره، قبول الذات، القدرة على تحمل الإحباط، القدرة على تحمل القلق، الابتعاد عما يؤذي النفس (الكبرياء، الغرور، الإسراف، التقتير، الكسل، التشاؤم)، التمسك بالمبادئ المشروعة، الاتزان الانفعالي، سعة الصدر، التلقائية، الإقبال على الحياة، السيطرة وضبط النفس، البساطة، الطموح، الاعتماد على النفس.
3- الجانب الاجتماعي: حب الوالدين، حب شريكة الحياة، حب الأولاد، مساعدة المحتاجين، الأمانة، الجرأة في قول الحق، الابتعاد عما يؤذي الناس (الكذب، الغش، السرقة، الزنا، القتل، شهادة الزور، أكل مال اليتيم، الفتن، الحقد، الحسد، الغيبة، النميمة، الخيانة، الظلم)، الصدق مع الآخرين، حب العمل، تحمل المسؤولية الاجتماعية.
4- الجانب البيولوجي: سلامة الجسم من الأمراض، سلامته من العيوب، سلامته من العيوب الخلقية، عدم تكليفه إلا في حدود طاقته.
تأمل جميع هذه الجوانب، هل كان من الممكن أن يهتدي إليها الإنسان وينعم بالعيش بها لولا أن الدين هو الذي أرشده إليها ودلّه عليها، وسلك له مسالك إليها. ولو شئت أن أستشهد على كل جزئية من جزئيات هذه الجوانب الأربعة، بآية من كتاب الله تعالى أو حديث من أحاديث رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ، لما كان في هذا كثير عناء، لكن فيه تطويل و إملال. يذكر الدكتور ألفونس ويليمز، باحث أميركي في مقالة له باسم «الإيمان والشفاء» أن عددًا من المتخصصين، في معاهد كبرى أجروا أبحاثًا علمية حول أثر الإيمان في الشفاء. من هؤلاء، الطبيب النفسي، ديفيد لارسون، رئيس المعهد القومي لبحوث العناية بالصحة، ومؤلف الكتاب التعليمي «العنصر المنسي» الذي قام بتأليفه بالاشتراك مع زوجته سوزان. يناقش في كتابه هذا العلاقة بين الصحة والدين. وتقول الأرقام التي وردت في كتابه عن طريق استطلاع «جالوب» أن 95 بالمائة من الأميركيين يؤمنون بالله، وعلى الرغم من أن النصف يؤمنون بوجود النار فهناك 80 بالمائة يثقون بأن الله غفور رحيم ولا يعذب بها، وهناك 40 بالمائة يحضرون القداس الأسبوعي. وفي استطلاع تم توزيعه على 269 طبيبا عام 1996 في أحد اجتماعات الأكاديمية الأميركية لأطباء العائلات قال 99 بالمائة: إنهم يعتقدون أن المعتقدات الدينية يمكن أن تساهم في الشفاء. وحينما سئلوا عن تجاربهم الشخصية أجاب 66 بالمائة من الأطباء أن الله تدخّل وحسن أحوال مرضاهم، بل وبدا الحماس على المرضى بشدة وهم يبينون أن الصلاة أداة فعالة في الشفاء.
الدين هو سفينة النجاة التي على كل بشر أن يركبها لتسعده في الدنيا، وتنقذه في الآخرة، و من الدين يستقي الإنسان منهاجًا واضحًا، متكاملاً لجميع جوانب حياته، دينية كانت أم دنيوية، خاصة أم عامة.
بعد ما سبق ذكره نتساءل مرة ثانية: هل الدين «حقًا أفيون الشعوب»؟ نقول: إذا كان الدين المقصود بهذه العبارة الماركسية، كلمة عامة، تشمل جميع الأديان، فهي-دون ريب- محض باطل، أما إذا قصد بها الدين الذي يُقصِي العلمَ، و يغيِّب العقل، ويجمِّد الفهم، ويحجب الحرية- وهو ما حصل في الغرب في زمان خلا- فهو فعلاً أفيون، بل أسوأ من الأفيون.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.78 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]