لحظة التنوير وبيت القصيد في العمل الأدبي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854815 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389697 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 28-09-2022, 03:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي لحظة التنوير وبيت القصيد في العمل الأدبي

لحظة التنوير وبيت القصيد في العمل الأدبي


محمد صادق عبدالعال




هذان في النص هما البلغاء






أولًا: لحظة التنوير:

عندما تتراكم السُّحب في صفحة السماء الزرقاء الصافية، وتتجمع أشتاتُها، وتغيب شمس النهار؛ ليختلط الأمر على كثير من الناس: بليل نحن أم بنهار قد غيَّبَ شمسَه سحابٌ مركوم؟ فإما أن تشرق الشمس، وإما أن تهطل الأمطار، وإما أن تعود السماء لما كانت عليه، فكذلك لحظة التنوير في العمل الأدبي.



وكلمة التنوير مصدر من الفعل "نوَّر" بتشديد الأوسط؛ أي: تعمَّد التنوير، والتنوير وقت إسفار الصبح وانبلاجه، ويقال:

نوَّر الصبحُ: أسفر وظهر نورُه.

نوَّر الشجرُ: خرج نُوَّارُه.

نوَّر المكانَ: أضاءه.

نوَّر المصباحَ: أضاءه.

نوَّر الرأيَ: أوضحَه وبيَّنه.



أما بالنسبة لتعريف المصطلح، فلقد عرَّفه كُتَّاب ونُقَّاد بتعريفات كثيرة، اخترنا منها على - سبيل الذكر لا الحصر - تعريفًا يقول:

"إنها لحظةُ الكشف، أو اللحظة الجامعة، حيث تتجلَّى الفكرة، ويصل الانطباع قمتَه، هو وقوع تغيُّرٌ جذريٌّ يرافقه اهتزاز، أو ارتجاج، أو مفاجأة، وربما التقاء هذه الألوان جميعًا".



و"لحظة التنوير": مصطلح نقديٌّ أطلقه الدكتور "رشاد رشدي" رحمة الله عليه، فقد كان واحدًا من أبرز النُّقَّاد في الستينيَّات، قال: إن لحظةَ التنوير في العمل الأدبي هي: (النقطة التي تتقاطع فيها كلُّ علاقات القصة القصيرة، ويبرز معناها ومغزاها في آنٍ واحد).



وتلك اللحظة مطلوبة في العمل القصصي بشكل خاص، الأدبي بشكل عام، وهي لحظة لا مفرَّ ولا مناصَ منها؛ لكي تُبين للقارئ والمُطَّلِع عن خبايا نفس الكاتب، وما تحمله رأسُه من فكرة، والكاتب المتمكِّن هو من لا يكشف النقاب، أو يزيح الستار جملةً واحدة، إنما يتدرج بالقارئ ليضعَه على عتَباتِ التنوير دون أن يعلمه بمَداها؛ حتى تكون له الغلبة في سلب انتباه القارئ.



والكُتَّابُ في ذلك على هيئات كثيرة؛ منهم: مَن يُخبِّئ تلك اللحظة بين ثنايا العمل، فلا يدركها غيرُ المُتتبِّعين أفكارَه، ومنهم: مَن يُصرِّحَ بها في مستهلِّ مقاله؛ ليريح القرَّاء من ملل السفر لمفاوز الكتاب، ومنهم: مَن يطلقها دفعةً واحدة صريحة في نهاية العمل؛ كعنصر المفاجأة.



وسؤال قد بدا لي:

هل من الممكن تخمين محطة التنوير التي يقف عندها الكاتب أم لا؟

بالطبع نعم من الممكن تخمين محطة هبوطِ واستقرار لحظة التنويرِ، إذا ما كان المُطَّلِعُ شغوفًا بكاتب بعينه؛ علم واستبصَر مناحيَ إبداعه؛ ولأن كثرة التَّرْداد على سطور الكاتب تُكسِبُ القارئ مهارة اكتشافه.



والكاتب الذي لا يُخطِّط للحظة التنوير ليس ببارع؛ لأنه أشبه بمَن يَبني بيتًا ولا يُؤسِّس له، ويتركه للحوادث والظروف، في حين أن الإتيان بلحظة التنوير صدمةً واحدة يُعدُّ خللًا في بنائية العمل.



ومن معايير قياس جودة العمل الأدبي - وبخاصة القصصي بأجناسه - معيارُ الدقَّة في توخِّي الحذرِ من التهافت على إطلاق لحظة التنوير في غير وقتها، فهي أقربُ ما تكون بلحظة المخاض لميلاد عمل أدبيٍّ هادفٍ، لا يقلُّ جودة عن باقي الألوان الأدبية، مكتمل الأركان والحكائية المقنعة، فلو قلنا: إن القصة القصيرة - مثلًا - تعني: تسليطَ الضوء الشديد على حدث بعينه، فمن الواجب التثبُّت من مناسبة اللحظة لإطلاق بارقة التنوير في العمل الأدبي.



وكثرةُ التصريح والتلميح في العمل يُقلِّل من شدة وَمْضة اللحظة، فتأخذ في الخفوت؛ فلا تدهش القارئ.



ولما كان "العنوان" من أهم العناصر البنائيَّة في العمل القصصي، كان اختياره بدقة من عوامل نجاح اللحظة التنويرية في العمل الأدبي؛ إذ إن العنوان الذي فيه مباشرة أو سطحيَّة يفقد العمل كثيرًا من حلاوته، وعلى سبيل المثال: "الحلم سيد الأخلاق"، أو يقال: "الصبر جميل"، أو يُعنوَنُ موضوع أدبي بعنوان: "الظلم ظلمات"؛ يقصد بتلك العناوين المباشرة أنها تكشِفُ عن خبيئة العمل، ومنطقة التنوير تصبحُ باهتة.



ولقد تحيَّرتُ كثيرًا في سياق أمثلة للحظة التنويرية لأحد الكُتَّاب، ممن سوف أغشى كتابته، وأتلصَّص بين سطوره، وأغوص في أعماق جذوره الفكرية والأدبيَّة؟



وأخيرًا اهتديتُ لقَنْص لحظة التنوير من بعض كتاباتي المتواضعة بشبكة الألوكة الطيِّبة.



وأول مثال في ذلك هي قصتي: "حدث في المدينة"، تلك القصة التي مُفادها باختصار عن فتًى انصرف عن ملاهي زمانه وأقرانه؛ ظنًّا منه أنها لن تطوله متى أعيتْ غيرَه، لكن خيال الكاتب أقحم الفتى في واقعية ملموسة، إلى أن أدَّى دورَه كقارئ، ومُطَّلع، وناقد لثقافة مجتمع تداخلت الخيوط البيضاء منها والسوداء مع خيط العنكبوت الذي فرض نفسه بدقة متناهية على حياتنا العربية، ومجتمعاتنا الشرقية؛ فتأتي مرحلة التنوير في نهاية العمل، ولعلَّ المُتتبِّعَ سطوره سيجد تدرُّجًا تصاعديًّا في القصة، انتهى لحلٍّ للعقدة التي عقدها الفتى نفسه تحدِّيًا للماردَيْن اللَّذَينِ أقحماه في المعركة، فضلًا عن النهاية المُفزعة التي انتهى إليها العمل، فهي تُعدُّ في ذاتها لحظةَ تنوير أخرى.



إذًا لحظة التنوير في هذا العمل تأخذ شِقَّيْنِ؛ أولهما: ضمني وهو:

(وبينما هو على ذلك بين حيرةٍ من دوام الأمر، ولَهفة على قدوم الماردين، إذ بأنوار المدينة تضحك ثانيةً، وترتفع الأصوات بالضجيج فرحًا، والملاهي تدور، ودلف الجرادُ المُنتشرُ في الشوارع إلى الثُّكنات، ولزم الكثير البيوتات، وفتحت من جديد الشاشات، لم ينبهر "علي" لما حدث قدر ما جَزِع! فهَرْول وهبط درجات السلم الكثيرة ينادي سكان المدينة: الويلَ الويلَ لو عدتم لما كنتم! الويل الويل![1]



هنا نجد أن لحظة التنوير التي صُنعت على عين الفتى هي نفسُها لحظة الكسوف النِّسبي لما آل إليه حال المجتمع بعد عودة الطاقة له.



ولحظة تنوير كبرى، وهي الانتهاء إلى أن القصة بكاملها كانت حلمًا أرق ساعات نوم الفتى عليٍّ:

(فصرخ "عليٌّ" صرخة استيقظت على إثرها أمُّه، وعرجت إلى قمة المنزل، وقالت في لهفة: ما دهاك يا بُنيَّ؟ بسم الله، الله أكبر.



تنفَّس "علي" الصُّعداء.

الأم: إن حجرتك هذه يسكنها ماردٌ؛ فلا تَبِتْ بها بعد الليلة يا "علي".

فضحك "علي" بأسًى، وقال: مارد واحد؟!)[2].



هنا نجد اللحظة التنويريَّة الكاشفة التي أخرجت عليًّا من مجاهل ومفاوز الخيال إلى الواقع الذي لا يختلف كثيرًا عما عاينه ورآه في رحلته القصيرة، وأعترف أني لم يُحالفني التوفيق في اختيار لحظة الإغلاق للعمل، وبريق اللحظة التنويرية الثانية، حيث عوَّلت على رد عليٍّ على أمه (فضحك "علي" بأسًى، وقال: مارد واحد؟!)، وكان الأبلغ أن أختم بسؤال استنكاري من بطل القصة نفسها: (وهل يُعدُّ كلُّ المردة أشرارًا؟!)، ولكن قدر الله وما شاء فعل.




يتبع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 29-09-2022 الساعة 06:30 PM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 111.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 109.12 كيلو بايت... تم توفير 1.97 كيلو بايت...بمعدل (1.78%)]