|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#21
|
||||
|
||||
رد: رقائق قلبية بعد صلاة التراويح ---- يوميا فى رمضان
كيف تعيش رمضان؟ أيها الأحبة في الله ..مجمد حسين يعقوب (21) مشاهد العبودية في الصيام إخوتاه .. قيام رمضان أخي .. وحبيبي: آداب القيام: 11 - النهي عن تخصيص ليلة الجمعة بقيام: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم" (1). 12 - إيقاظ الأهل والصبية ومن يليه لقيام الليل. واعلم -أخي- أنه من اعتاد على القيام نُبِّه لذلك إذا غفل عنه، فعن ابن مسعود قال: إذا نام الرجل وهو يريد القيام من الليل أيقظه إما سنور، وإما صبي، وإما شيء فيستيقظ، فيفتح عينيه وقد وكل به قرينان: قرين سوء وقرين صالح، فيقول قرين السوء: افتح بِشَرٍّ، ثم عليك ليلًا طويلًا ما تسمع صوتًا ولا قيام أحد، فإن نام حتى يصبح أتاه الشيطان فبال في أذنه، فأصبح ثقيلًا كسلانًا خبيث النفس مغبونًا، أما الآخر فيقول له الملك: افتح بخير، قم فاذكر ربك وصل، فإن قام فتوضأ ثم دخل المسجد فذكر الله وأثنى عليه، وصلى على النبي محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، فإذا فرغ من صلاته استقبله الملك فقبله، ثم يصبح طيب النفس قد أصاب خيرًا. أخي في الله .. ألق نفسك في الدجى على باب الذل. وقل: إلهي، كم لك سواي ومالي سواك .. عبيدك سواي كثير وليس لي سيد سواك. فبفقري إليك وغناك عني، بقوتك وضعفي، بعزك وذلي إلا رحمتني وعفوت عني، هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك. أسألك مسألة المسكين .. وأبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل .. وأدعوك دعاء الخائف الضرير، سؤال من خضعت لك رقبته، ورغم لك أنفه، وفاضت لك عيناه، وذل لك قلبه .. إلهي .. أنا الذي كلما طال عمري زادت ذنوبي، أنا الذي كلما هممت بترك خطيئة عرضت لي أخرى .. واذنوباه! خطيئة لم تبل وصاحبها في أخرى .. واذنوباه! إن كانت النار لي مقيلا ومأوى .. واذنوباه! إن كانت المقامع لرأسي تهيأ .. رب أفحمتني ذنوبي وانقطعت مقالتي فلا حجة لي، فأنا الأسير ببليتى، المرتهن بعملي، المتردد في خطيئتي، المتحير عن قصدي، المنقطع بي، قد أوقفت نفسي موقف الأشقياء المجترئين عليك، المستخفين بوعدك، سبحانك أي جرأة اجترأتها عليك، وأي تغرير غررت بنفسي. مولاي ارحم كبوتي لحسر وجهي وزلة قدمي، وعد بحلمك على جهلي وبإحسانك على إساءتي، فأنا المقر بذنبي المعترف بخطيئتي .. وهذه يدي وناصيتى، أستكين بالقوَد من نفسي، ارحم ضعفي ونفاد أيامي واقتراب أجلي، وقلة حيلتي ومسكنتي، مولاي وارحمني إذا انقطع من الدنيا أثري، وانمحى من المخلوقين ذكري، وكنت في المنسيين كمن قد نُسِي، مولاي وارحمني عند تغير صورتي وحالي، إذا بلى جسمي وتفرقت أعضائي وتقطعت أوصالي، يا غفلتي عما يراد بي. مولاي وارحمني في حشري ونشري، واجعل في ذلك اليوم مع أوليائك موقفي، وفي أحبائك مصدري، وفي جوارك مسكني يا رب العالمين، سبحانك اللَّهم وحنانيك، سبحانك اللَّهم وتعاليت. الاعتكاف الاعتكاف .. وما أدراك ما الاعتكاف .. جئنا إلى بيت القصيد والمَحَكِّ الصادق للحبِّ الحقيقي .. حين يخلو كُلُّ حبيبٍ بحبيه حين يُذكر الاعتكاف تهفو إليه النفوس المؤمنة والقلوب الصادقة. الاعتكاف بيتُ المشاعر .. وعمقُ الإيمان .. وصدقُ التوجه .. وحلاوةُ الغربة .. الاعتكاف .. ملازمةُ الباب .. والوقوفُ في المحراب: ولذةُ أُوْلِي الألباب .. الاعتكاف .. لا بد منه لكل صادق؛ فإنه مطلبٌ رئيس يحتاجه في حياته .. في القلب شعث لا يَلُمُّهُ إلا الإقبال على الله .. وفي القلب فاقة .. لا يسدها إلا الأنس به واستشعار معيته .. هَمُّ الحياة وكبدها .. شتاتُ القلبِ وتفرقه .. مأساةُ التعامل مع الناس ودنياهم .. كل ذلك يجعل الإنسان يتوق إلى خَلوة حصينة يخلو فيها مع ربه وإلهه .. وحبيبه ومعبوده وسيده ومطلوبه .. يجعل الإنسان يشتاق إلى لحظاتٍ يتخلص فيها من كل شيء، ومن كل أحد .. ويجتمع همُّ قلبه وكلُّ مشاعره وأحساسيه بل وكلُّ حواسه على الله وحده. __________ (1) أخرجه مسلم (1144).
__________________
|
#22
|
||||
|
||||
رد: رقائق قلبية بعد صلاة التراويح ---- يوميا فى رمضان
كيف تعيش رمضان؟ محمد حسين يعقوب 22 أيها الأحبة في الله .. مشاهد العبودية في الصيام إخوتاه .. الاعتكاف حين يخلو كل حبيب بحبيبه وفرحة اعتكاف رمضان لمن أراد أن يغتنمها فرصةُ الفرص .. فإنه يخص العشر الأواخر من رمضان جوٌّ إيمانيٌّ عَبِق .. جوٌّ روحانيٌّ طَلْق .. فيها هدايا .. وفرائد وفوائد .. ونِعَم لا تحصى تحتاج إلى شكر .. ولك في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوةٌ؛ فإن هذه الخَلوة فترة إعداد وتهيئة وتدريب لأحد عشر شهرًا قادمة. قال بعض أصحاب التفاسير عند الكلام على خَلوة النبي - صلى الله عليه وسلم - في غار حراء كلامًا نفيسًا أنقله هنا بنصه تتأمله وتستفيد ما يمس قلبك منه قال رحمه الله: "وكان اختياره - صلى الله عليه وسلم - لهذه العزلة طرفًا من تدبير الله له؛ ليُعِدَّه لما ينتظره من الأمر العظيم. ففي هذه العزلة كان يخلو إلى نفسه، وَيخْلُصَ من زحمة الحياة وشواغلها الصغيرة، ويُفَرَّغ لموحيات الكون، ودلائل الإبداع؛ وتسبح روحه مع روح الوجود؛ وتتعانق مع هذا الجمال وهذا الكمال؛ وتتعامل مع الحقيقة الكبرى، وتُمَرَّن على التعامل معها في إدراك وفَهْم. ولابد لأيِّ روح يُراد لها أن تؤثر في واقع الحياة البشرية فتحولها وجهةً أخرى .. لابد لهذا الروح من خَلوة وعزلة بعض الوقت، وانقطاع عن شواغل الأرض، وضجة الحياة، وهموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة. لابد من فترة للتأمل والتدبر والتعامل مع الكون الكبير وحقائقه الطليقة. فالاستغراق في واقع الحياة يجعل النفس تألفه وتستنيم له، فلا تحاول تغييره. أما الانخلاع منه فترة، والانعزال عنه، والحياة في طلاقة كاملة من أسر الواقع الصغير، ومن الشواغل التافهة؛ فهو الذي يؤهل الروح الكبير لرؤية ما هو أكبر، ويدربه على الشعور بتكاهل ذاته بدون حاجة إلى عرف الناس، والاستمداد من مصدر آخر غير هذا العرف الشائع! وهكذا دَبَّرَ -الله لمحمد - صلى الله عليه وسلم - وهو يعده لحمل الأمانة الكبرى، وتغيير وجه الأرض، وتعديل خط التاريخ .. دَبَّرَ له هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات. ينطلق في هذه العزلة شهرًا من الزمان، مع روح الوجود الطليقة، ويتدبر ما وراء الوجود من غيبٍ مكنون، حتى يحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن الله" اهـ. أيها الإخوة .. لقد كان محور حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الرئيسي عبادة الله -عز وجل-، فهو خير من عبد الله -عز وجل- في هذا الكون، فكانت له عباداته اليومية التي كان يواظب عليها من فروض ونوافل، من أداء الصلوات الخمس، وأداء للرواتب، وصلاة الضحى، وقيام الليل، وعيادة مريض، وتجهيز غاز، وقضاء حوائج الناس، وغير ذلك من سلوكه اليومي. وقد كانت له عبادات أسبوعية، مثل: صيام الاثنين والخميس، وصلاة الجمعة. وعبادات حولية، مثل: صيام شهر رمضان، وقيامه، واعتكافه في العشر الأواخر منه. وكل هذه الأمور التعبدية التي كان يحيا بها - صلى الله عليه وسلم - لها توجيهاتها التربوية في حياة الإنسان المسلم، لذلك كان لزامًا على المسلم معرفة التوجيهات التربوية في عبادات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتنوعة، حتى يستطيع العمل على نهج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه القدوة في كل أمورنا على حد سواء وهذا هو الاتباع بإحسان. والاعتكاف عبادة ليست كغيرها من العبادات، فهي تعني الانقطاع إلى الله -عز وجل- بالكلية، وهجر ملذات الدنيا، التي تعترض عادة السمو الروحي للإنسان، والصلة المتكاملة بالله -عز وجل- من أجل تحقيق الصفاء الروحي في علاقة الإنسان المسلم بالله -عز وجل-. فالجانب الروحي في الشر وظيفته الرئيسية إيجاد صلة مستمرة بين العبد وخالقه -عز وجل- من خلال دائرة العبادة الواسعة، التي تشمل حياة هذا الإنسان بكليته؛ مبتغيًا بذلك مرضاة الله -عز وجل-، متبعًا فيه شريعة الحق تبارك وتعالى، وتنقطع هذه الصلة الروحية عند انحراف هذا الإنسان عن ابتغاء مرضاة الله -عز وجل-، وتطبيق شرعه القويم، وتعود بعودة الإنسان إليها. وفي الاعتكاف فرصة كبيرة لتحقيق هذه الصلة المستمرة بين العبد وربه -عز وجلَّ-، وذلك لِتَوَفر بُغْيَة مرضاة الله -عز وجل-، واتباع شرعه تبارك وتعالى بصورة مستمرة أثناء الاعتكاف، والجوانب التربوية لسنة الاعتكاف لا تنحصر في تربية النفس على تحري ليلة القدر، أو في تربية الجانب الروحي في حياة الإنسان المسلم، وإنما هناك جوانب تربوية متعددة تمكننا أن نقول: إن الاعتكاف يعتبر بحق مدرسة إسلامية تنعقد بصورة سنوية. وعندما تعمل التربية الإِسلامية على الوصول بالإنسان المسلم إلى درجة {أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}، كان لا بد وأن تُعيرَها السُّنَّةُ جُلَّ اهتمامها، وتعمل على ترسم خطا النبي - صلى الله عليه وسلم - في أحواله كما كان يفعل ذلك الصحابة رضوان الله عليهم، فكانوا نماذج بشرية عالية الهمم، أمثال: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وغيرهم - رضي الله عنهم - وعن الصحابة أجمعين، كانوا يعملون باستمرار في اتباعه - صلى الله عليه وسلم - في جميع أموره حتى وإن لم يعرفوا الحِكْمَة في سلوكه - صلى الله عليه وسلم - في أي موقف من مواقف حياته. ولا أدل على ذلك من أنه قد ورد عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره، فلما رأى ذلك القوم ألقوا نعالهم، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاته قال: "ما حملكم على إلقائكم نعالكم؟ "، قالوا: رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن جبريل عليه السلام أتاني فأخبرني أن فيهما قذرًا"، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر، فإن رأى في نعليه قذرًا أو أذًى فليمسحه وليصلِّ فيهما" (1). فكانت تلك المبادرة الفورية التلقائية لمتابعة سلوك الرسول - صلى الله عليه وسلم - ألقى نعله فألقوا نعالهم وهكذا دومًا في كل الأحداث، ونتج عن ذلك بطبيعة الحال الاستسلام الكلي لشرع الله -عز وجل-، الذي كان أساسه ارتفاع درجة الإيمان بالله في تلك النفوس. وعندما بدأ نور الإيمان يخفت، وتدنت مؤشراته في نفوس كثيرٍ من المسلمين -إلا من رحم ربي- بدأ التفلت من دائرة الشريعة الإِسلامية، وخاصة سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وقد نبتت نابتة شَرٍّ باعتبار أن كثيرًا مما جاء في حياته - صلى الله عليه وسلم - سُنَّة، ولا بأس من تركها!! ترى بعض العلماء والمتفقهين من أهل عصرنا، ممن عُرِفَ بالتساهل في التمسك بالسنن، إذا قيل له في تركه بعض السنن، قال: هي سنة، وهي جائزة الترك، وينسى أو يُغفِل المعنى الإيجابي لحب الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهو المقتضي للاتباع والاقتداء، واللائق بالمسلم الحصيف غير هذا، فقد كان السلف الأُول يفعلون كل مطلوب شرعًا -ولو كان رغيبة أو فضيلة- ودون تمييز بين ما يطلب على سبيل الفرض أو الواجب، وبين ما يطلب على سبيل الترغيب أو الندب. فالسُّنَّةُ المندوبة حِصنٌ للفرائض الواجبة، وبابٌ لزيادة الحسنات والأنوار على المتسنن بها، وعنوان الحب والاتباع لهدي الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - في شأنه كله __________ (1) أخرجه أبو داود (650)، وصححه الألباني (13) في "مشكاة المصابيح".
__________________
|
#23
|
||||
|
||||
رد: رقائق قلبية بعد صلاة التراويح ---- يوميا فى رمضان
كيف تعيش رمضان؟ مجمد حسين يعقوب (23) أيها الأحبة في الله .. مشاهد العبودية في الصيام إخوتاه .. الاعتكاف حين يخلو كل حبيب بحبيبه فالحرص على السنن النبوية والتمثل بها من كبر الغنائم، وأجمل الصفات، وأفضل القربات والطاعات؛ فعليك به أيها الأخ المسلم. والاعتكاف سنةٌ مؤكدة، واظبَ عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حياته بعد هجرته إلى المدينة المنورة، وقد هُجِرت هذه السُّنة وغيرها من السنن النبوية في حياة الكثير من مسلمي اليوم -إلا من رحم ربي- وذلك لأسباب منها: (1) ضعف الجانب الإيماني في تلك النفوس. (2) الإقبال المتزايد على ملذات الحياة الدنيا وشهواتها، والذي أدى إلى عدم القدرة في الابتعاد عنها ولو لفترة بسيطة، وبالتالي شغل الوقت والفكر بها. (3) اقتصار محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الجانب اللفظي دون العملي، والذي يتمثل في تطبيق جوانب السنة المحمدية المتعددة، ومنها الاعتكاف. قال الزهري: عجبًا من الناس!، كيف تركوا الاعتكاف، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يفعل الشيء ويتركه، وما ترك الاعتكاف حتى قبض. الاعتكاف الذي كان يحياه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في العشر الأواخر من رمضان، واقتصرت مدته الزمنية بين تسعة إلى عشرة أيام، إلا أنها تعتبر بمثابة مدرسة تربوية مستقلة متكاملة، تتخللَّها كثير من أنواع العبادة لله -عز وجل-، والتي تعمل على إيقاظ كثير من الجوانب الحياتية في الإنسان، وجعلها في دائرة واحدة متجهة إلى خالقها -عز وجل-، فهي بمثابة دورة تربوية مكثفة لها نتائجها الإيجابية الفورية على حياة الإنسان في أيام وليالي الاعتكاف. ولها أيضًا أثرها الإيجابي على حياة الإنسان فيما يستقبله من أيام خلال حياته التي يحياها إلى رمضان آخر، فحريٌّ بنا أبناء أمة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - العمل بهذه السنة، والإقبال عليها سَنةً بعد سَنة، للإفادة من جوانبها المتعددة، وإحياءً لسُّنةِ الحبيب محمَّد - صلى الله عليه وسلم - الذي قال: "من أحيا سنتي ففد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة" (1). هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الاعتكاف: وهديه - صلى الله عليه وسلم - في الاعتكاف كان أكمل هدي وأيسره. فكان إذا أراد أن يعتكف وُضع له سريره وفراشه في مسجده - صلى الله عليه وسلم -، وبالتحديد وراء اسطوانة التوبة كما جاء في الحديث عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنه كان إذا اعتكف طرح له فراشه، أو يوضع له سريره وراء اسطونة التوبة" (2). وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُضرب له خِبَاءً على مثل هيئة الخيمة، فيمكث فيه غير أوقات الصلاة حتى تتم الخَلوة له بصورة واقعية، وكان ذلك في المسجد، ومن المتوقع أن يُضرب ذلك الخباء على فراشه أو سريره، وذلك كما في حديث عائشة - رضي الله عنها قالت: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فكنت أضرب له خِبَاءً، فيصلي الصبح، ثم يدخله" (3). وكان دائم المكث في المسجد لا يخرج منه إلا لحاجة الإنسان من بولٍ أو غائط؛ وذلك لحديث عائشة - رضي الله عنها - حين قالت: "وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكلفًا" (4). وكان - صلى الله عليه وسلم - يُؤتى إليه بطعامه وشرابه إلى معتكفه، وكان - صلى الله عليه وسلم - يحافظ على نظافته؛ إذ كان يُخرِج رأسَهُ إلى حجرة عائشة - رضي الله عنها - لكي تُرَجِّل له شعرَه، فعنها - رضي الله عنها -: "أنها كانت تُرَجِّل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهي حائض، وهو معتكفٌ في المسجد، وهي في حجرتها، يناولها رأسه" (1). وكان - صلى الله عليه وسلم - لا يعود مريضًا، ولا يشهد جنازة؛ وذلك من أجل التركيز والانقطاع الكُليِّ لمناجاة الله -عز وجل-، ففي الحديث عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يمر بالمريض وهو معتكف فيمر كما هو ولا يُعَرِّج يسأل عنه" (2)، وأيضًا عنها أنها قالت: "السُّنَّة في الاعتكاف أن لا يعود مريضًا، ولا يشهد جنازة، ولا يمس امرأة ولا يباشرها، ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد منه، ولا اعتكاف إلا بصوم، ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع". وكان أزواجه - صلى الله عليه وسلم - يزرنه في معتكفه، وحدث أنه خرج يوصِّل إحداهن إلى منزلها وكان ذلك لضرورة، إذ كان الوقت ليلًا، فرأى - صلى الله عليه وسلم - أن خروجه معها - رضي الله عنها - لا بد في ذلك الليل، فخرج معها من معتكفه؛ ليوصلها إلى بيتها. وخلاصة القول: إن هديه - صلى الله عليه وسلم - في اعتكافه كان يتسم باليسر، فقد كان جُلُّ وقته مُكثٌ في المسجد، وإقبالٌ على طاعة الله -عز وجل-، وترقبٌ لليلة القدر. مقاصد الاعتكاف: (1) تحري ليلة القدر. (2) الخَلوة بالله -عز وجل-، والانقطاع عن الناس ما أمكن؛ حتى يتم أنسه بالله -عز وجل- وذكره. (3) إصلاح القلب، ولَمُّ شَعَثِه بالإقبال على الله تبارك وتعالى بكُليته. (4) الانقطاع التام للعبادة الصِرف من صلاةٍ ودعاءٍ وذكرٍ وقراءة قرآن. (5) حفظ الصيام من كل ما يؤثر عليه من حظوظ النفس وشهواتها. (6) التقلل من المباح من الأمور الدنيوية، والزهد في كثير منها مع القدرة على التعامل معها. (1) أخرجه الترمذي (2678)، وضعفه الألباني (501) في "ضعيف الترمذي". (2) أخرجه ابن ماجه (1774)، وضعفه الألباني (392) في "ضعيف ابن ماجه". (3) متفق عليه، البخاري (1928)، مسلم (1172). (4) متفق عليه، البخاري (1925)، مسلم (297). (1) نفس الحديث السابق. (2) أخرجه ابن ماجه (1776)، وصححه الألباني (1438) في "صحيح ابن ماجه".
__________________
|
#24
|
||||
|
||||
رد: رقائق قلبية بعد صلاة التراويح ---- يوميا فى رمضان
كيف تعيش رمضان؟ مجمد حسين يعقوب (24) مشاهد العبودية في الصيام إخوتاه .. الاعتكاف حكم الاعتكاف: سُنَّة مؤكدة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ففي الحديث عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية على سدتها حصير، قال: فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة، ثم أطلع رأسه فكلم الناس، فدنوا منها، فقال: "إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أتيت فقيل: إنها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف"، فاعتكف الناس معه، قال: "وإني أُريتها وترًا وإني أسجد صبيحتها في طين وماء"، فأصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ليلة إحدى وعشرين وقد قام إلى الصبح فمطرت السماء، فوكف المسجد، فأبصرت الطين والماء، فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه وروثة أنفه فيهما الطين والماء؛ وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر (1). شروط الاعتكاف: (1) الإِسلام: إذ لا يصح من كافر، وكذلك المرتد عن دينه. (2) التمييز: إذ لا يصح من صبي غير مميِّز. (3) الطهارة من الحدث الأكبر (من جنابة، وحيض، ونفاس)، وإن طرأت مثل هذه الأمور على المعتكف أثناء اعتكافه وجب عليه الخروج من المسجد؛ لأن مكثه على هذه الحالف في المسجد حرام. (4) أن يكون في مسجد: والأفضل أن يكون الاعتكاف في مسجد جامع تقام فيه الجمعة، حتى لا يضطر إلى الخروج من المسجد لأجل صلاة الجمعة. أركان الاعتكاف: (1) النية: وهي أمرٌ ضروري، وفيه إخلاص العمل إلى الله -عز وجل-، وهو كذلك في سائر الأعمال. (2) المكث في المسجد: وذلك لقوله تعالى: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [البقرة: 125]، وفي هذا تأكيد على أن مكان الاعتكاف هو المسجد. زمانه وبداية وقته: إذا كان في رمضان فآكدُ وقتِهِ العشرُ الأواخر منه، ويجوز في أي وقت في رمضان أو غيره، فهو لا يختص بزمنٍ معين؛ لأنه أمرٌ مستحب في جميع الأوقات، وخاصةً إذا ألزم المسلم نفسه بنذر، وأما بالنسبة لبداية وقته فقبل غروب الشمس لمن أراد أن يعتكف ليلة أو أكثر. محظورات الاعتكاف: (1) الخروج من المسجد: يبطل الاعتكاف إذا خرج من المسجد لغير حاجة. (2) مباشرة النساء: ومنها الجماع، فهذا الأمر يبطل الاعتكاف؛ لورود النهي عنه صريحا في قوله تعالى: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ في الْمَسَاجِدِ} [البقرة: 187]. (3) الحيض والنفاس: فإذا حاضت المرأة المعتكفة أو نفَسَت وجب عليها الخروج من المسجد؛ وذلك للحفاظ على طهارة وقدسيه المسجد، وكذلك الجنب حتى يغتسل. (4) قضاء العِدَّة: وذلك إذا تُوفِّي زوج المعتكفة وهي في المسجد، وجب عليها الخروج لقضاء العدة في منزلها. (5) الرِّدَّة: حيث إن من شروط الاعتكاف الإِسلام، فيبطل اعتكاف المرتد. أهداف الاعتكاف: لا بد أيها الأحبة في الله من تحديد الأهداف المطلوبة وراء هذا العمل العظيم؛ لأن معرفة الأهداف وتحديدها يجعل النفس تتشرف لها وتتطلع إليها دومًا وتحرص على تحصيلها .. وهي كثيرة: (1) تطبيق مفهوم العبادة بصورتها الكلية: يؤصل الاعتكاف في نفس المعتكف مفهوم العبودية الحقة لله -عز وجل-، ويدرِّبه على هذا الأمر العظيم الذي من أجله خلق الإنسان؛ إذ يقول بالحق تبارك وتعالى: ({وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، حيث إن المعتكف قد وهب نفسَه كلَّها ووقته كله متعبدا لله -عز وجل-، فالإنسان كثيرًا ما يضيع أوقاتًا ثمينة، قضاها في أمورٍ مُباحة دون أن ينويَ بها طاعة الله -عز وجل-، وفي هذا المدار تسير حياته، ويعيش كثيرًا من ساعات الغفلة وخاصة في زمننا المعاصر الذي كثرت فيه المغريات والصوارف عن طاعة الله. فالمعتكف بَادِئَ ذِي بَدْء نجد أنه ينوي الاعتكاف مخلصًا لله -عز وجل-، ويبدأ ذلك بلزومه المسجد من أجل طاعة ربه، ويكون شغله الشاغل في زمن الاعتكاف هو مرضاة الله -عز وجل-، فهو يشغل بدنَه وحواسَّه ووقته من أجل هذا الأمر، بالصلاة من فرض ونفل، وبالدعاء، والذكر وقراءة القرآن، وغيرها، ويبتعد في نفس الوقت عن صوارف هذه الطاعة، فيبتعد عن مجالس الكلام المباح، وإن تكلم مع أخيه ففي حدود الحاجة وفي مدار طاعة الله -عز وجل-. وبذلك يتحقق في واقعه مفهوم العبادة لله -عز وجل- التي عرفها شيخ الإِسلام ابن تيمية عليه رحمة الله بقوله: العبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، فالصلاة والزكاة، والصيام، والحج، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهود، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد للكفار والمنافقين، والإحسان إلى الجار واليتيم، والمسكين وابن السبيل من الآدميين أو البهائم، والدعاء والذكر والقراءة، وأمثال ذلك من العبادة، وكذلك حب الله ورسوله، وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له، والصبر لحُكمه، والشكر لنعمه، والرضا بقضائه، والتوكل عليه، والرجاء لرحمته، والخوف من عذابه، وأمثال ذلك من العبادة لله. اهـ. وبهذه الدُّرْبة في مثل أيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك يتربى المعتكف على كيفية تطبيق مفهوم العبودية لله -عز وجل- في حياته العامة والخاصة، ويضع موضع التطبيق قول الحق تبارك وتعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162 - 163].(243) (1) متفق عليه، البخاري (780)، مسلم (1167).
__________________
|
#25
|
||||
|
||||
رد: رقائق قلبية بعد صلاة التراويح ---- يوميا فى رمضان
كيف تعيش رمضان؟ مجمد حسين يعقوب (25) أيها الأحبة في الله .. مشاهد العبودية في الصيام إخوتاه .. الاعتكاف أهداف الاعتكاف: (2) تحري ليلة القدر: يكدح الإنسان في حياته من رمضان إلى رمضان اثني عشر شهرًا بأيامها ولياليها، {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ} [الانش قال: 6] ويبقى الإنسان المسلم في عملية أخذ وعطاء في ميدان الطاعة والمعصية، ويغفل القلب في كثيرٍ من الأحيان عن ميدان الطاعة، وتتفلت الجوارح في الخطايا، وتتكاثر الذنوب على كأهل هذا الإنسان من حيث يدري ومن حيث لا يدري، وفي واقع الإنسان المسلم الحصيف نجده مستغفرًا منيبًا إلى الله عند درايته بوقوعه في المعصية والخطأ، وهذه من سمة الإنسان؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" (1). فتدوم توبة الحصيف ويضيع الكثير على الغافل. وتبقى بذلك الخطايا التي لم يعلم بها، ولكن هذا الواقع لا يتوافر في حياة الكثير من مسلمي اليوم، الذين يعيشون في عصرٍ سمته الغفلة عن مرضاة الله -عز وجل-؛ وذلك لكثرة صوراف وشواغل الدنيا، وكثرة المُلْهِيَّات والمنكرات، التي أصبحت في عرف هذا العصر من المعروف، كل هذا يستوجب على الإنسان تحَيُّن الفرص التي يقف فيها لمحاسبة نفسه، والتخلص قدر الاستطاعة من تراكم الذنوب. ومن رحمة الله -عز وجل- بالإنسان المسلم أن أوجد له مواسم للطاعات يتقرب فيها الإنسان إلى ربه -عز وجل-، وتحط عنه من خلال هذا التقرب تلك الخطايا والمعاصي، ومن هذه المواسم شهر رمضان، وأخص ما في هذا الشهر ليلة القدر، إذ يقول الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" (1). ففي الاعتكاف فرصة دورية للمعتكف لمراجعة حياته السابقة، وتأمُّل ما عمل فيها من سوء، وعقد النية على عدم الرجوع إليه، والتوبة والندم عليه، والتضرع إلى الله العلي القدير أن يعفو عنه ويغفر له، وخاصةً في ليلة القدر، وأولى الناس بشهود ليلة القدر من بداية وقتها وحتى انتهائه هو المعتكف؛ لأنك تجده قابعًا في المسجد في ذلك الوقت ذاكرًا لله في جميع أحراله بمختلف أنواع الذكر متحريًا هذه الليلة المباركة. وشعور الإنسان المسلم بمغفرة الله -عز وجل-، وأنه قد تخفف من كثيرٍ من الذنوب التي أزيحت عن كاهله يعطيه نوعًا من الدافعية للانطلاق في طاعة الله -عز وجل-، ومرضاته في أعماله المختلفة، لكسب المؤيد من الحسنات التي تثقل موازينه يوم العرض على الله -عز وجل-. (3) تعوُّد المكث في المسجد: في الاعتكاف تدريب وتربية للنفس على تعود المكث في المساجد، الذي له أهميته في حياة الإنسان المسلم؛ فالمعتكف قد ألزم نفسه البقاء في المسجد مدة معينة، وفي شهر رمضان عادةً ما تكون ما بين تسع إلى عشر ليال يقضي وقته كله في مرضاة الله -عز وجل-، وقد لا تَقبل النفس الإنسانية مثل هذا القيد في بداية الاعتكاف؛ ولكن عدم القبول هذا عادةً ما يتبدد سريعًا لما تلقاه النفس المسلمة من راحة وطمأنينة في بقائها في بيت الله. ومعرفة المعتكف بأهمية بقائه في المسجد أثناء اعتكافه، وبالتالي المبادرة إلى المسجد قبل الأذان أو بعده بعد رمضان، يجعله يحرص على هذا الأمر في حياته بصورة مستمرة لأهميته التي تتجلى في الأمور التالية: 1 - رجل تعلق قلبه بالمساجد: أن الرجل الذي يمكث في المسجد قد أحب المسجد من قلبه، وذلك الحب يجعله من الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، ففي الحديث: "ورجل قلبه معلق بالمساجد" (1). 2 - فضيلة المكث في المسجد: أن الذي يمكث في المسجد ينتظر الصلاة له أجرُ صلاة، وأن الملائكة تستغفر له مادام في مُصَلَّاه ولم يُحْدِث. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة في إثر صلاة لا لغو بينهما كتابٌ في عليين" (2). 3 - فرح الله بالعبد: فرح الله -عز وجل- باتخاذ المؤمنِ المسجدَ موطنًا يَقصد اللهَ فيه ويذكره، وهذه من النعم الجليلة من الله الجليل -عز وجل- على هذا العبد الفقير، ففي الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما توطن رجلٌ مسلم المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبشَ الله له كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم" (1). الله أكبر!، لك أن تتصور من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تأويل تبشبش الله لك حال قدومك إليه وإقبالك عليه. ومعرفة هذه الفضائل ضرورية بالدرجة الأولى للمعتكف؛ إذ أنها تعطيه دافعًا للاستمرار في اعتكافه بجدٍّ واجتهاد في طلب رضا الله -عز وجل-؛ حتى تستمر له هذه الحسنات والأجور. (4) البعد عن الترف المادي: فُتحت الدنيا على كثيرٍ من مسلمي اليوم، وتوفرت وسائل الراحة المختلفة التي كلما أَخلد إليها الإنسان ازداد في طلبها، وبذلك عملت وسائل الراحة هذه في زيادة الغفلة في حياة المسلم، ويشعر في كثيرٍ من الأحيان أن وسائل العيش المترف أمرٌ أساسي في حياته لا يستطيع أن يتخلى عنه. ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوةٌ حسنة، إذ كان راضيًا من الدنيا بالكَفَاف، وهو الذي كان يعطي عطاءَ مَنْ لا يخشى الفقر، ويتمتع بالطيبات متى تيسرت من غير سَرَفٍ ولا مخِيلَة؛ ليوضح لأمته حقيقة الزهد لتستَنَّ به فيه؛ لأنه إمام الزاهدين وقدوة المؤمنين ورحمة الله للعالمين. (1) أخرجه أحمد (3/ 198)، وحسنه الألباني (4515) في "صحيح الجامع". (1) متفق عليه، البخاري (35)، مسلم (760). (1) متفق عليه، البخاري (1357)، مسلم (1031). (2) أخرجه أبو دواد (2/ 27)، وحسنه الألباني (1288) في "صحيح أبي داود". (1) أخرجه أحمد (2/ 328)، وحسنه الألباني (5604).
__________________
|
#26
|
||||
|
||||
رد: رقائق قلبية بعد صلاة التراويح ---- يوميا فى رمضان
__________________
|
#27
|
||||
|
||||
رد: رقائق قلبية بعد صلاة التراويح ---- يوميا فى رمضان
__________________
|
#28
|
||||
|
||||
رد: رقائق قلبية بعد صلاة التراويح ---- يوميا فى رمضان
__________________
|
#29
|
||||
|
||||
رد: رقائق قلبية بعد صلاة التراويح ---- يوميا فى رمضان
كيف تعيش رمضان؟ مجمد حسين يعقوب (29) أيها الأحبة في الله .. مشاهد العبودية في الصيام إخوتاه ..الاعتكاف
__________________
|
#30
|
||||
|
||||
رد: رقائق قلبية بعد صلاة التراويح ---- يوميا فى رمضان
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |