لماذا نتخلى عن أحلامنا؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 118 - عددالزوار : 56999 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 81 - عددالزوار : 26305 )           »          شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 745 )           »          كلام جرايد د حسام عقل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 41 )           »          تأمل في قوله تعالى: {وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره... } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          بيان معجزة القرآن بعظيم أثره وتنوع أدلته وهداياته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          { ويحذركم الله نفسه } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          رمضان والسباق نحو دار السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-07-2019, 11:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,662
الدولة : Egypt
افتراضي لماذا نتخلى عن أحلامنا؟

لماذا نتخلى عن أحلامنا؟
د. زهرة وهيب خدرج





"في طفولتي كانت أحلامي كبيرة وبريئة؛ أحلام لا تساورها شكوك، ولا تردُّد.. أحلام سِمَتُها الثِّقة المطلقة بأنَّها ستغدو في يوم ما واقعًا ملموسًا أعيشه بكلِّ دقائق تفاصيله، أبدًا لم أنظر إلى الأشواك التي تفترش الطريق، ولا الصُّخور التي تسدُّ المنفذَ الوحيد المفضي لتلك الأحلام، أبدًا؛ بل كنتُ أمضي بخيالي إلى أبعد ما يكون، وماذا يكون أبعد من الفضاء؟!

كنتُ أتصوَّر نفسي أسيرُ على القمر ببذلة فضائيَّة منفوخة، لم أفكِّر في غير الشعور الجميل الذي يسيطر عليَّ وأنا أرى الأرض زرقاء تتلألأ أمامَ ناظري وأنا أشاهدها من الفَضاء، وأُجري أبحاثي على تُربة القمر، وأتخيَّلُ نفسي وأنا أقِف على المنصَّة، أمامي كثير من الناس؛ أُلقي المحاضرات، وأتحدَّث فيما أعتقده من نظريَّات وآراء وعلوم، وهم يصغون السَّمع لما أقول، لم يكن لدي أدنى استعداد للاستماع لِمن يَسخر منِّي من زميلاتي ومعلماتي وأقاربي، لم أكن أنظر إلى ابتسامتهم الماكِرة المشككة في أحلامي، واستفساراتهم حول حلمي التي يخفون وراءها تكذيبًا واستهجانًا لما أؤمن به، لم تكن محاولاتهم بإقناعي (بعدم جدوى حلمي واستحالة تحقيقه) تُجدِي معي نفعًا، بل كان ذلك الحلم جزءًا مني".

اسمها مثل أحلامها (سراب)، كانت تقول لنا دائمًا:
- سأصبح طبيبةً ماهرة، سيأتي الناس من كلِّ الدنيا للعلاج عندي، سأهَبُ كلَّ وقتي لإسكات آلام الموجوعين، وتطبيبِ أوجاعهم وأمراضِهم المستعصية.

لم يكن في حسابها عقَبات، ولا يوجد في قاموسها معيقات، وفعلًا تفوَّقَت في الثانوية العامَّة، وبدأت مسيرة طبيبة الطُّفولة والأحلام وعلاج الأمراض المستعصية، إلى أن كانت الصَّدمة الكبرى عندما عرفَت أنَّها غادرَت الأحلام وعالمَ الدراسة، واختارت أن تتزوج وتهاجِرَ مع زوجها إلى بلاد العسل...


كثيرون أمثالي وأمثال سراب يَحلمون في طفولتهم، بل ويبتعدون كثيرًا في أحلامهم؛ فتراهم يركبون الخيلَ بمهارة، ويغوصون في أعماق البحار، ويتسلَّقون قممَ الجبال، كما يسافرون في الفضاء، ويَعبرون الزمنَ، ويقاتلون الوحوشَ الضارية، ويحلمون بأن يصبحوا أطبَّاء مَهرة، وحقوقيِّين مدافعين عن المظلومين، وقضاة عادلين، وأبطالًا خارقين، ومهندسين ماهرين، ومديرين مبدعين، ووزراء، ورؤساء دول، وروَّاد فضاء، وآباء وأمهات مميزين...

ونلعب مع إخواننا وأصحابنا اللعبةَ، فنتفنَّن في الأداء، ونعيش دقائقَ الأحداث والتفاصيل، فيبدو الواحد منَّا متقنًا للدور مؤمنًا بما يتخيَّل، ما يميِّز أحلامَنا ويميزنا في تلك الأوقات، أنَّنا نصدِّقها، بل نؤمن بها، وأبدًا لا يوجد لدينا أي استعدادٍ لأن نصدِّق أنها مَحض أحلام طفوليَّة...

وما أن نَكبَر في الحجم والقدرات والخبرات حتى تأخذ أحلامنا في التضاؤل والتلاشي شيئًا فشيئًا، حتى تختفي من خيالنا وأولويَّات حياتنا، حتى تغدو سرابًا جميلًا لذيذَ الذكرى لا أثر له في الواقع، نتندَّر في الحديث عنه عندما تسرد حكاية نجاح شخص عرفناه في إحدى محطات حياتنا استطاع الوصولَ لأحلامه وتحقيق طموحاته، وترانا نتذرَّع بالحجج والأعذار التي حالت دون وصولنا لأحلامنا مثله، وأفقدَتنا الأملَ والتفاؤل في تحقيقها...

ولكن ما الذي يحدث معنا حتى نتخلَّى عن أحلامنا؟ لماذا نتنازل عمَّا كنَّا نراه في أيامنا الماضية شيئًا أكيدًا نحن ماضون لتحقيقه؟
ما يحدث حقيقةً أنه عند وصولنا لمساحة تحقِّق لنا بعضَ الاستقرار المادِّي والمعنوي والاجتماعي، وبعضَ الأمن الذي يرافقهما - ترانا نلتصق بها ونخلد للراحة والسَّكينة في تلك المساحة، فيصبح من الصَّعب علينا أن نتخلَّى عن الراحة والأمان الذي حصلنا عليه؛ لهذا نتخلَّى أيضًا عن أحلامنا التي كانت تراوِدنا بأن نصبح متفوِّقين ومتقدمين وقادة، وهذا يبرِّر لنا لماذا يتوقَّف الكثيرون عند أول محطَّة نجاح يصِلون إليها في حياتهم ولا يتابعون النَّجاحات والإبداعات، على الرغم من العقليَّة الفذَّة والقدرات العظيمة التي يمتلكونها؛ فهم يَخافون على أنفسهم ونجاحاتهم من المجازفات التي قد يتعرَّضون لها إن هم استمرُّوا في المضيِّ قُدمًا إلى الأمام، فتحدِّثهم أنفسهم أنهم ربَّما يخسرون ما حقَّقوه في إحدى المحطَّات القادمة؛ فتراهم يتجمَّدون في مكانهم ليبقوا في عِداد النَّاجحين.

إن رضيتَ لنفسك الخلودَ إلى السكينة والرَّاحة، ولم تتابِع ما بدأتَ من نجاح، فاعلم أنَّك قد وصلتَ إلى مرحلة بدء الفقدان؛ فقدان ما حقَّقتَ من نجاح، فالشُّعلة إن لم تمدَّها بوقودٍ يحافظ عليها مشتعلة، فستنطفئ بعد مضيِّ بعض الوقت عليها عندما ينفد الوقود من حولها، فنجاحاتنا بحاجة لأن نمدَّها بالوقود حتى نحتفظ بها، والوقود هو الإبداع والطَّاقة التي لا بدَّ وأن نستمرَّ في بذلها في سبيل الحفاظ على نجاحنا الذي حققناه.

صحيحٌ أنَّ التغيير والتجديد والمجازفات تشعِرنا بالخوف، ولكن أليس الخوف لبعض الوقت أفضل من الاختباء في الظلِّ لفترات طويلة من الحياة؟ فإذا كنتَ تريد أن تتميز أو تقود أو أن يُحفظ ذِكرك، فلا تقف مكانك مهما بلغتَ من العُلا؛ فالعُلا بحاجة لأن تستمرَّ في المثابرة وبذلِ المزيد من الجهد حتى تحتفظ به...

فما كان من جهدك أنت، فلا ترضَ بما وصلتَ له، بل تابِع ما دمت حيًّا، وما كان من الله، فارضَ بما قسم لك تكن أسعَدَ الناس، وتترك خلفك بصمةً يَذكرك الناس بها بعد أن تمرَّ من هذه الدنيا، إلا أننا يجب ألا ننسى أيضًا أنَّ القدَر ينحاز للمثابرين الجادِّين، فيعطيهم ما يريدون؛ لهذا لا يجب أن نتعلَّل بالأقدار لأنَّنا تخلَّينا عن أحلامنا.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.15 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]