العنف ضد الأطفال وتعامل نبي الرحمة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         ولا تبغوا الفساد في الأرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تحرر من القيود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فن التعامـل مع الطالبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 774 )           »          العمل السياسي الديـموقراطي سيؤثر في الصرح العقائدي وفي قضية الولاء والبراء وهي قضية م (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 128 )           »          طرائق تنمية الحواس الخمس لدى الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 16 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 27 )           »          الله عرفناه.. بالعقل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 90 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-11-2020, 12:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي العنف ضد الأطفال وتعامل نبي الرحمة

العنف ضد الأطفال وتعامل نبي الرحمة


صلاح عبدالشكور





الأطفال رياحين عطرة، وغصونٌ نضرة، يملؤون الحياةَ بهجة وسرورًا، ويُضفون على البيوت أنسًا ونعيمًا، بوجودهم تتزيَّن، وكيف لا يكونون كذلك وقد وصفَهم الباري - سبحانه - بأنَّهم {زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف: 46].

وجود الأطفال في المنزل يعني الحيويَّة والحركة والنَّشاط، وبدونِهم يتحوَّل البيتُ إلى صمتٍ وملل لا ينقطع، رغْم ما يتبع وجودَ الأطفال من مشقَّة وصعوبة لا يعلمُها إلا مَن رُزِق بمولودٍ وعالج ترْبيته والقيام عليْه، وفي المقابل أيضًا فإنَّ الحِرْمان من الأطفال والذُّرية أحد المكدِّرات التي تعكِّر صفْو أيِّ زوجين؛ إذْ محبَّة الأطفال والرَّغبة في الإنجاب والذُّرية غريزةٌ إنسانيَّة، ركَّبها الله - سبحانه - في نفس الرجُل والمرأة حتَّى تستمرَّ عجلة الحياة، ويتحقَّق إعمار الكون ودوام النماء.

الأطفال نعمة إلهيَّة، ومنحة ربَّانية، يهبُها الله مَن يشاءُ من عباده، ويمنعُها عمَّن يشاء، بِحكمتِه وقدرته سبحانه، والنَّاس متفاوتون في تقْدير هذه النِّعْمة تفاوتًا كبيرًا، ولا غضاضة في ذلك شأنها شأن كلِّ النعم، يقدِّرها ويعرف حقَّها مَن حُرم منها، ويتجاهلُها ويقصيها مَن رُزقها أو كان منها في كفاف، ولكنَّ المشكلة أن يجعل البعْض هؤلاء الأطْفال الأبرياء حقولاً للتَّعذيب ومُمارسة العنف، بكلِّ ألوانه وأشكاله، إنَّها مصيبة وأي مصيبة أن يتحوَّل أقرب النَّاس إلى الطفل إلى وحشٍ كاسر، لا يرحم ولا يشفق، ولا تجِد الرَّحمة في قلبه مكانًا، ولم أستطِعْ أن أتصوَّر إلى هذه اللحظة كيف يتحوَّل قلْبُ الوالد أو الوالدة إلى حجر؛ بلْ أشدَّ من الحجر، تجاه مَن؟ تجاه هؤلاء الأطفال الصِّغار، الذين لا حوْل لهم ولا قوَّة.

في فترةٍ وجيزة أظهرتْ لنا وسائل الإعلام حالاتٍ متعدِّدةً لأطفال تعرَّضوا للعُنف والتعذيب، من قِبل والديهم، بعض تلك الحالات وصلتْ لحد القتْل والتصفية الجسديَّة، حتَّى تحرَّكت هيئات حقوق الإنسان والمهتمِّين ورجال الاجتماع لسنِّ القوانين الرَّادعة، ومُحاسبة الآباء والأمَّهات المتَّهمين بالعُنف ضدَّ أبنائِهم[1]، وتحرَّك بعض النَّاشطين لإنشاء جمعيَّات خيريَّة لمتابعة قضايا العُنْف المتزايدة، وهذا الأمر مؤشر خطيرٌ يُوحي بِجفاف تلك القلوب القاسية من ماء الرَّحمة، ونذيرٌ يوحي بما تُخبئه الأيَّام من أحداثٍ ومعدلات مهولة لا تقِف عند حدٍّ، ولنتأمَّل كيف عدَّ النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - تقبيل الأطْفال نوعًا من الرَّحمة، ومن ترك التقبيل عدَّه بعكس ذلك، فلمَّا قبَّل النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - الحسن بن عليٍّ وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع: إنَّ لي عشرةً من الولد، ما قبَّلت منهم أحدًا، فنظر إليه رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثمَّ قال: ((مَن لا يَرحم لا يُرحم))؛ أخرجه البخاري.

ومَن تأمَّل سيرة النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وفتَّش عن مواقفه - عليه السلام - وطرائق تعامُلِه مع الأطفال، يقف مندهشًا أمام آيات الرَّحمة والعطف والرَّأفة التي أوتِيَها - بأبي هو وأمِّي - فقد كان يُداعب الأطفال، ويمازحهم ويلاعبُهم، ويتحمَّل ما يصدر منهم، فجيءَ مرَّة بغلام صغير فحمله فبال على ثوبه، وذات مرَّة كان يخطب على المنبر، فجاء الحسنُ والحسين عليْهِما قميصان أحمران، يمشيان ويَعْثُران، فنزل رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من المنبر فحملهما، فوضعهما بين يديه، ثم قال: ((صدق الله ورسوله؛ {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: 15]، نظرتُ إلى هذين الصبيَّين يمشيان فيعثران، فلم أصبر حتَّى قطعت حديثي ورفعتُهما))، ثم أكمل خُطبته.

وهو النبيُّ الكريم، الذي بكى حين رأى ابنَه إبراهيم يجودُ بنفسه في حجْره - عليه الصلاة والسلام - فذرفت عيناه وقال: ((تدمعُ العين، ويحزن القلبُ، ولا نقول إلا ما يرضي ربَّنا، وإنَّا بك - يا إبراهيم - لمحزونون))، ومواقفُ رحمته - عليه الصَّلاة والسلام - بالأطفال كثيرة معلومة.

الذي أودُّ الإشارة إليه أن تكون هذه المواقف الجليلة، التي تحمل أسمَى وأنبلَ المعاني الإنسانيَّة متمثِّلة أمام الجميع، وخاصَّة من يتصدَّون لظاهرة العنْف مع الأطفال، سواء على صعيد الجمعيَّات المتخصِّصة لمكافحة العنْف مع الأطفال، ومراكز رعاية شؤون الأسرة وحقوق الأطفال، أو على صعيد الوعْظ والخطابة والتَّعليم، وما دار في فلَكِها من ندوات ومحاضرات، وأن تُدرس هذه المواقف لأبنائنا وبناتِنا في مختلف مراحلهم الدراسيَّة، ففي بيان سيرته الشَّريفة مع الأطفال علاجٌ لمرضى القسْوة والغلظة، وفيه تهذيب للأخلاق والدَّعوة إلى السموِّ العاطفي والإنساني المتمثِّل في تعامله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي بعثه الله رحمةً للعالمين.











ـــــــــــــــــــــــــــــــــ


[1] [تعليق الألوكة]: في الشريعة الإسلامية المطهرة كفاية لو طُبّقت قوانينها الخاصة بالأسرة، ولولي الأمر الشرعي أن يضع تعزيرًا فيما لا يخالف الشرع، ولكن هل يجوز الامتثال للقوانين الدوليَّة الحقوقيَّة - وإن لم تخالف الشرع - التي وضعها الكفَّار، وعدوها أمرًا ملزما لجميع الشعوب؟! فيه تأمّل ونظر.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.04 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]