|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
عاصبة الجبين
عاصبة الجبين محمد صادق عبدالعال لركن أصيل من صَحْنِ الدار الفسيح انزوت وقد بدت شاحبةً وداميةً من حمى الرحيل؛ فعصَبَت جبينها بعصابة تكاد تنحدر إلى عينها فتحجبُها عن الخلق. وكانت نظرات الناس لها تتباين وتتفاوت بين الإشفاق وبين الشماتة! فأما الشامتون، فيقولون: كم رأينا منها الويلات! وأما المشفقون، فاسترجعوا وقالوا: سبحان من له الدوام! وبين تلك النظرات وتفاوتها أبت عليها كرامتُها أن تنتظرَ، فرحلت وحدَها، ولم يَكُنْ في موكب رحيلها إلا القليل، وظن الآملون أنهم قد نجوا وتوارت سوءاتهم التي شهدت عليها. ولم يَدُمْ سرادق عزائها طويلاً حتى امتلأ صَحْنُ الدار الفسيح بالقوارير الفضية واللَّآلئ، تنقصها الولدان المخلدون، مال أحد الشامتين قبلُ على صاحبه يُسامِرُه: لو لم ترحل عاصبة الجبين، لما تسنَّى لنا أن نرى تلك الكوكبةَ الرائعة من القوارير واللَّآلئ الجميلة. نهَرَه صاحبه: ويحك! لولا عاصبةُ الجبين التي رحلت، لما رأيت الحجارةَ لآلئَ وقواريرَ من فضة قدِّرت تقديرًا.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |