غادرنا (الزمن الجميل)

[أبو الشيماء]

حَبذا ما مَرّ من زمنْ ما أرانا صَفوهُ كَدرا
ازمنة الحياة الجميلة تذهب وَقَلّ أن تعود. الكثيرون منا يحنون اليها. يتمنمون لو لم تغادر ديارهم هذه الأزمنة. أزمنة كانت فيها الحياة أقل تعقيداً ، وأكثر بساطة من ازمنتنا الحالية. أحنّ الى زمن كان فيه التواصل الانساني بين الناس في أوجًه. الثقة بينهم موجودة ، المحبة سائدة. النخوة والشهامة متوفرتان غالياً. الاخلاق بخير. لا تطاول على الفضائل كما نشهد اليوم لدى الكثيرين. في الزمن الجميل الذي تركنا وولىّ لم تكن تجد مثل هذا الاستهتار بالقيم. لم تكن تجد هذا الجشع الذي يتفاقم يوماً بعد يوم. هل كنت تجد فساداً كهذا الفساد الذي نجده اليوم ، حيث يسطو صاحب النفوذ والسلطان على لقمة الفقير، هل كنت تجد تعقيداً في الحياة كهذا التعقيد الذي نشهدد اليوم، غادرتنا بساطة الحياة ، فغادرتنا ألألفة وغادرنا التواضيع. استغرقتنا الحضارة المادية الى حد أفقدتنا حًس الزمن الجميل ، حيث الاصالة والنبل والشهامة.
بات الكثيرون منا يعتقدون ان الاسراف في الترف هو الذي يرفع من شانهم.

ناسين أن هذا الاسراف مجلبة لشقاء الروح يوماً ما،.
تخلى الكثيرون منا عن طباع هي التي كانت عنوان هذا الزمن الجميل. تخلوا عن التراحم والتعاضد ولم تعد تشغلهم سوى مصالحهم الشخصية. أسقطوا من حسابهم مفاهيم وقيماً تصدرت الزمن الماضي الجميل. حلت محل هذه المفاهيم والقيم النبيلة مفاهيم وقيم اخرى خرجت من عباءة (القرد و الخنزير) التي لا تقيم وزناً لانسانية الانسان. تجاوزت طموحات الكثيرين منا ما هو (حلال) الى ما هو (حرام)، أدمنا او ادمن الكثيرون منا على هذا (الحرام). أحس الكثيرون منا نهّازي فرص. كلهم بات (طالب صيد)à.
تحركهم (الغريزة) أكثر مما تحركهم (الفضيلة). هم على المنابر يتحدثون عن المشاركة الوجدرانية والتعاطف مع من نصيبه (الشقاء) في هذه الحياة ، في حقيقة الأمر هم خلو من هذه المشاركة الوجدانية.

ينطبق عليهم قول الشاعر:

وكلكم قد نال شبعاً لبطنه
وَشبع الفتى لؤم اذا جاع صاحبه
صنفنا أنفسنا الى (خاصة) و(عامة) الخاصة هم الذين أتاح لهم البطر والغنى الفاحش ان ياكلوا بملاعق من ذهب او فضة ، بينما (العامة) هم الذين يلهثون وراء عيش الكفاف ، هذا ان حصلوا عليه، يُحكى ان عامل المسلمين في بلاد فارس عند فتحها احضر للخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - نوعاً من (الحلوى) الموجودة هناك ، وهي حلوى لعلية القوم.. وهنا سأله أمير المؤمنين عمر: هل هذه (الحلوى) بات بتناولها عامة المسلمين هناك فاجابه العامل: لا - وهنا لم يصب الفاروق عمر - رضي الله عنه - شيئاً من هذه (الحلوى) وردها مع عامله على (فارس) فائلاً له: لا أصيب زمن (مأكل) غير متوفر لعامة المسلمين.

فلنعتبر من هذا السلوك الانساني الرفيع، غادرتنا الازمنة الجميلة حين تمردنا عليها ، لاهثين وراء متع مبتذلة.

غادرنا (الزمن الجميل) حين أفرغنا الفضائل من مضمونها الحقيقي. حين رُحنا (نُسلعُ القيم).. نخرجها عن إطارها الانساني
ترى ، متى يعود هذا (الزمن الجميل) الذي حين افتقدناه افتقدنا ثراءنا النفسي. متى يعود زمن غني بالمباهج والقيم النبيلة. زمن سادَ فيه الصفاء ، وهيمنت فيه المحبة ، ورسخت فيه الثقة بين الناس. أحن اليك ايها الزمن الجميل. يا زمن الثقة والصفاء والتآلف والوداد.

أحن اليك يا زمن التواصل والتآخي والتحاب أنت الزمن النبيل الذي لم تعرف زيف الطباع ودناءة النفس وخبث الطوية.

أحن إليك يا زمن الود الانساني الاصيل.

يا زمن النقاء والطهر والوفاء

غادرتنا سريعاً أيها الزمن الجميل،.

لماذا آثرت الهروب - أيها الزمن الجميل - وأنت الذي علمتنا مفردات (الحبّ) الممتلئة. علمتنا ألا نبغض او نكره انساناً مسالماً يناضل من أجل لقمة عيشه. بعد ان غادرتنا - يا زمن النقاء والطهر - .

غادرنا كل شيء جميل. غادرتنا (المحبة) وغادرنا (التراحم) مفردات (الحب) الممتلئ سطت عليها غريزة شريرة لم نعهدها في عهدك الجميل أيها الزمن.

تركتنا أيها الزمن الجميل. ونحن أحوج ما نكون اليك. تركتنا للأحزان وللضياع والتشتت
تركتنا لضمائر ضامرة العزة و الكرامة...
---
( نلومك يا يوم النحوس-1 ونعذل ** وأنت على ما أنت تمضي وتقبل )
( فلا نحن ما عشنا عن اللوم نرعوي ** ولا أنت ما كر الجديدان تحفل )
( ونحسب أن الجد قولٌ نذيعه ** وتحسب أنا في المقالة نهزل )
( لعمرك ما أسلفت فينا جريرةً ** ولكن شعباً خاملاً يتعلل )
( يلومك فيما كان من جهلاته ** فهل كنت تغريه ليالي يجهل )
( كذلك شأن العاجزين وهكذا ** يسيء إلى الأيام من ليس يعقل )
( ظلمناك والإنسان بالظلم مولعٌ ** فليس وإن ناشدته العدل يعدل )
( أنلنا الرضى والق الذي جر جهلنا ** بحلمٍ لو أن الحلم عندك يؤمل ) .
( ومر علينا كل يومٍ مسلماً ** سلام حثيث السير لا يتمهل ).
( لحا الله قوماً حملونا من الأذى ** بما ضيعوا الأوطان ما ليس يحمل )
حسبي الله فيهم.

1 كلمة فيها نطر شرعا

[زارع المحبة]

نلومك يا يوم النحوس-1
1 كلمة فيها نطر شرعا

وما هذا النظر ؟؟؟
أفدنا , ولا تترك الأمر غامضا , فالغموض لا يحسن , خاصة في الأمور الشرعية .

[أبو الشيماء]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارع المحبة

وما هذا النظر ؟؟؟
أفدنا , ولا تترك الأمر غامضا , فالغموض لا يحسن , خاصة في الأمور الشرعية .

حاضر ...
هناك من يعتبر أن قول (هذا يوم نحس هو حرام وهو سب)
للتوضيح..
قال جل وعلا : ( فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ)(القمر: من الآية19) ، وكما قال جل وعلا : ( فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ )(فصلت: من الآية16)
فإن كان قصد القائل لما قال: هذا يوم نحس سب اليوم هذا فهذا حرام، وإن كان قصده الإخبار فقط فهذالا بأس به.
فنحوسة هذا اليوم بالنسبة لهم لا إلى ذات اليوم.
إذا
المقصود: في أيام نحسات عليهم، فوصف الأيام بالنحس، لأنه جرى عليهم فيها ما فيه نحس عليهم ؛ ولأنه وصف لما وقع فيه بالإضافة إلى المخلوق..،

[أبلة ناديا]

ترى ، متى يعود هذا (الزمن الجميل) الذي حين افتقدناه افتقدنا ثراءنا النفسي. متى يعود زمن غني بالمباهج والقيم النبيلة. زمن سادَ فيه الصفاء ، وهيمنت فيه المحبة ، ورسخت فيه الثقة بين الناس.
سيعود الزمن الجميل عندما تعود الاخلاق الاسلامية
سيعود الزمن الجميل عندما تعود الشهامة والقوة والعزيمة
سيعود الزمن الجميل عندما يعود التكافل والتكافؤ والتكاثف
سيعود الزمن الجميل عندما يرحل الضعف والخوف والخور
سيعود الزمن الجميل عندما يرحل الكره والبغض والحسد
سيعود الزمن الجميل عندما يحل التسامح محل الحقد والضغينة
سيعود الزمن الجميل عندما يعود المسلمون لوعيهم ويدركون مدى خطورة الابتعاد عن دينهم
فأمالنا كبير سيعود الزمن الجميل ويعود معه كل شيء جميل بحول الله

[نعمه ثابت]

ومازلت انتظره ..