عقوق آخر زمن .. - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850058 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386243 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-10-2020, 03:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي عقوق آخر زمن ..

عقوق آخر زمن ..


في دار المسنين آهات وأحزان
إيمان الحلواني





• د. يسرى عبدالمحسن: الغرب يستقى من الإسلام أسس التربية ونحن نستورد منهم مظاهر الانحراف.


• د. آمنه نصير: بر الوالدين بعد عبادة الله.

• د. نادية حليم: المفاضلة بين الأبناء يدمر الأسرة.

• د. أحمد المجدوب: كما تدين تدان.

* * *

يتخذ الجحود أبشعَ صوره عندما يرى الأبناءُ أنه لا مكان للأب أو الأم- بعد أن بلغا من الكبر عتيا- إلا دار المسنين، فيحرمونهما من أبسط حقوقهما في بيت دافئ تسوده المودة والرحمة والعرفان بالجميل، وقد يكونان هما من شيداه بجهد جهيد ونتاج سنوات عمر طويلة.

وإذا كان في ظاهر هذه الآفة الاجتماعية ضرب من التدني السلوكي لبعض الأبناء الذين انتحرت في داخلهم مشاعر الحنان والرحمة والرأفة بالأبوين، فإن في باطنها كثيراً من الوحشية، ومخالفة جسيمة لما أكد عليه ديننا الحنيف من البر بالوالدين والرأفة بهما والحنو عليهما ورعايتهما في كبرهما.

وفي الأبعاد الاجتماعية لهذه القضية، ورأى الشرع في الأبناء الذين يعُقُّون آباءهم .. كان هذا التحقيق.

في زيارة لأحد دور المسنين التقينا بعدد من الآباء والأمهات النزلاء وسألناهم عن سبب وجودهم في الدار؟ وهل يزورهم الأبناء من حين لآخر أم لا؟



غريب في بيتي:


بكلمات حزينة قال الأب ج.ح: لم يعد لي مكان في بيتي بعد أن نبذني أبنائي عندما تزوجوا واحتلوا غرف المنزل بالكامل وأصبحت أنام على الأرض، فلا أجد من يرعاني ويحنو على شيبتى، وتمنيت كثيراً أن ألحق بزوجتي وأنتقل إلى رحاب الله - عز وجل - فمنذ وفاتها وأنا أفتقد إلى الأنيس والصديق، وحسبت أنني سأجد في أبنائي عوضاً عنها لكنني لم أجد سوى البعد والرفض والإهمال، واخترت بنفسي أن أعيش وسط ذكرياتي في دار المسنين انتظاراً للموت بعد ما عشت غريباً في بيتي الذي شيدته بجهدي وعرقي، وبرغم ما فعله بي أبنائي فمازلت أدعو لهم بمزيد من السعادة والهناء.


بيت الذكريات:


وبصوت منخفض مليء بدموع الحسرة والألم قال الأب س.ر: لا أدرى لماذا أتى بي ابني الوحيد إلى هنا؟ كنت استمتع بوجودي في بيتي الذي قضيت فيه خمسين عاماً وأحسست وأنا أغادره كأنني أغادر حياتي، فبعد أيام قليلة من وفاة زوجتي التي هي والدته فوجئت به يختلق لي عدداً من الأعذار الوهمية ثم ألقى في وجهي قنبلته أنه لم يعد لي مكان هنا، وعلىَّ أن أستعد لدخول دار المسنين، انهمرت دموعي وحمدت الله أن أمَّه ماتت قبل أن تشهد تلك اللحظة المريرة وتذكرت وقتها يوم ولادته حينما قالت لي أمه "هذا هو سندنا" فتمنيت أن أعيش حتى أرى حصاد السنين، وأريد أن أسأله الآن: هل هذا حصاد تربيتي وإكرامي لك؟ ولم يتمالك الأب نفسه فانهمرت دموعه واحتبست كلماته، فلم أتحمل دموعه التي مزقت قلبي.


أما السيدة ش.م: التي بدت في ريعان شبابها وعندما سألتها عن سبب وجودها في الدار غابت في رحلة شرود قصيرة ثم ردت بتنهيدة وابتسامة شاحبة، ثم قالت: عندي ثلاث بنات وولدين، كلهم تزوجوا، أصغرهم منذ خمسة شهور، وهو الذي جاء بي إلى هنا ليتزوج في مسكني بعد أن اتفق مع إخوته على ذلك، برغم أنه كان أقرب أبنائي إلى قلبي، ولكن كما يقول المثل: "قلبي على ولدى انفطر، وقلب ولدى علىّ حجر"، وحاولت الأم إخفاء دمعة تسللت إلى وجنتيها بالرغم عنها واستكملت حديثها: "ليته أتى بي إلى هنا دون إهانة، بل تمادى في معايرتي بأنني أصبحت عالة عليه وعلى زوجته الشابة التي ضاقت بي ذرعاً، وعندها لجأت لبناتي فوجدتهن قد التمسن بعض الأعذار لأخيهن وتهربن منى، فبعت قطعة أرض صغيرة ورثتها عن زوجي - رحمه الله - الذي كان يشعر بما سيفعله أولادنا بي بعده، وأتيت إلى الدار كي أحفظ ما تبقى من كرامتي.



الرد الفاتر:


التقيت بنزيلة أخرى داخل الدار تدعى ر.س وجدتها منهمكة معها قلم وبعض الأوراق، وبسؤالها عما تكتب قالت: "إنني أحب الكتابة جداً، ومنذ شهور أكتب لعلي أنسى، فأروى قصة حياتي التي توقفت بوفاة زوجي، فبالرغم من سهري الليالي على راحة أبنائي لأوفر لهم حياة كريمة وجدت أنني أصبحت عبئاً عليهم خصوصاً بعد تخَرُّجِهم من الجامعة، فعرضت عليهم فكرة أن أقضي بقية حياتي في إحدى دور المسنين، وفوجئت بفتور شديد قطع نياط قلبي فانسحبت بهدوء دون أن أسبب لهم أيَّ إزعاج حتى لا يكرهوني.

وها أنا أعيش وكأنهم ماتوا بموت زوجي الذي كان يخاف علي من ذلك المصير، وقد كنت دائماً أقول له : "اللي خلف لم يمت" لكنني الآن - في نهاية المطاف - كم أتمنى لو كنت عقيمة فلم أنجب ابناً يعق والدته ولا يرحمها في آخر أيامها.



دور التربية الإسلامية:


الدكتورة آمنه نصير- العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر- تقول: أكد الله الوصية بالوالدين في كتابه وجعل ذلك من أصول البر التي اتفقت عليها الأديان جميعاً، فوصف الله يحيى بقوله: {وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً} [مريم:32]، وكذلك وصف عيسى على لسانه في المهد: {وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً} [مريم:41]، وكذلك جاء القرآن فجعل الأمر ببر الوالدين بعد عبادة الله وحده: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} [الإسراء:23]، والقرآن جعل للوالدين المشركَين حقاً، قال- تعالى- في سورة لقمان: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً} [لقمان:15]، حتى مع محاولة التكفير والصد عن طريق الله وعن الإيمان أمرنا الله ألا نطيعهما ولكن نصاحبهما في الدنيا معروفاً.

هذا ما جاء به الإسلام، فكيف يرفع الابن على أبيه قضية حجر ويودِع أباه أو أمَّه دار المسنين إذا ما أصبحا عبئاً عليه؟



أسس ضائعة:


الدكتور يسرى عبد المحسن – أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة – يرى: أن كثيراً من الآباء والأمهات يشكون عقوق الأبناء أو سلوك الأبناء وينسى الآباء أن فرصة التربية قد ضاعت منهم إما في زجر الأبناء في وقت لا يستدعى الأمر فيه إلى زجر أو في التقليل من شأن الأبناء في وقت هم في أمس الحاجة فيه إلى من يعتني بهم ويرعاهم.

فالأب إما غافل عن أبنائه بالتجاهل لحياتهما، وإما بالغرق في زحمة الحياة بعيداً عن ضرورة رعاية الأبناء. والأم كذلك لاهية عن الأبناء في أمور أنستها مهمتها الأساسية في الحياة، فلا تأخذ الابنة عن أمها حناناً في أشد أوقات احتياجها إليه، ولا تتبع الحزم في الوقت المناسب، فنحن كنا أصدقاء لأمهاتنا, وبعد أن تعلمنا لم نصادق بناتنا، هل هذا معقول؟!

ويضيف: لقد ساد جوَّ الصداقة والفهم كثيرٌ من التنافر، وإذا نظرنا إلى المجتمعات التي نطلق عليها لقب "معاصرة" لوجدنا أن علماء تلك المجتمعات يستقون من الإسلام الأسس السليمة للتربية، فالإسلام يحثنا على الاحترام والحنان والمودة بين الزوجين، فينشأ الطفل متمتعاً بالوجدان الصافي لتلقى مسؤوليات الحياة، فالحزمُ واحترامُ ذاتية الطفل وتعليمه منهج الدين من السابعة إلى الرابعة عشر ليعرف أن المؤمن هو الإنسان الذى يتقن عمله حتى تصلح حياته بهذا العمل، وأن يعطى من الجهد والتعليم ما يجعله متدرباً على تحمل المسؤولية ومعرفة فن إدارة الحياة وفق منهج الله تعالى.

ويحذر د. يسرى كل أب وأم يعتقد أن العلاقة مازالت مقدسة من جانب الآباء على أبنائهم، فإنها تغيرت بصورة كبيرة في زماننا الحالي, وحتى طابع الخوف الذي كان يدفعهم إلى الصمت قبل ذلك تغير ولم يعد أمامنا سبيل سوى التسامح والمودة والألفة.



عمل غير مقبول:


الدكتورة نادية حليم - أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية - تتفق مع ما ذهب إليه الدكتور يسرى عبد المحسن في أن غياب المنهج الإسلامي وتبني أنماط غريبة لا تتناسب ومجتمعاتنا الإسلامية كان وراء انحراف الشباب وعقوقهم لوالديهم، وتشير د. نادية إلى أن الأبناء يرون الدنيا من خلال آبائهم، فهم في أعين أبنائهم رمز الفضيلة والرحمة والحنان، فإن وجد الفتى ما يناقض ذلك في سلوكيات أبويه كان ذلك إيذاناً بأول شرخ في الجدار النفسي وأول ما يشب عليه الأبناء هو ما يتعلق مباشرة بالمفاضلة بين شقيقتين وإذا ما تعمق هذا الشعور بالنفس كانت له آثاره السيئة التي لا تتحملها الطفولة البريئة وقد تصل إلى العدوانية وربما إلى الجريمة.

وتضيف: أشد ما يؤلمني أن أطالع الصحف فأجد أُمَّا تقتل طفلها الوحيد من أجل عشيقها وأب يقتل أولاده الثلاثة ويقول إنهم لا يسمعون الكلام.

كيف؟! لقد جعل الله -لحكمةٍ جليلةٍ- محبةَ الأبناء غرساً أصيلاً لصيقاً بنسيج القلوب, وكفلت الشريعة الإسلامية الحقوق للأبناء على الآباء، أما الطبيعة السوية تقول إن الأبناء أمل الأبوة وأحلامها وكنوزها المدخرة وعالمها الممتد المجدد لوجودها الدنوي الفاني، لذلك كان الاحتواء بالتربية والرعاية والحضانة والسعي للرزق من أجلهم للتملك والتوريث ومحاولة الترقي لبلوغ الأمنية.

وتشير د. نادية حليم إلى أن: قراءة متأنية في صفحات عقيدتنا سيجد المؤمن فيها الشريعة الإسلامية تقدم المنهج الصحيح في التعامل وأركز على دور الإعلام في التوعية الدينية والاجتماعية وضرورته.



حصاد تنشئة فاسدة:


الدكتور: أحمد المجدوب – أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية - يرى: أنه عندما يتجرأ الشاب أو الفتاة على والديه بالقول والإشارة، فلا يمكننا أن نلقي بالعبء كله على كاهل ذلك الشاب أو تلك الفتاة، ولكن المسؤولية كاملة تقع على عاتق الوالدين، فالطفل يولد صفحةً بيضاءَ كما يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ((كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)) وأراد- عليه الصلاة والسلام- بهذا الحديث أن يشير إلى أن الفطرة على الإسلام.

لذا فأي تلوين في هذه الصفحة البيضاء يتم بواسطة الوالدين، وما ينقلانه للطفل من عادات وأخلاقيات.

ويضيف د. المجدوب: إننا ندور في حلقة مفرغة، فعقوق الأبناء لآبائهم هو مجرد حصاد لما زرعه هؤلاء الآباء، فإساءة التربية نتائجها وخيمة.

فعندما يكون الأب مثلاً قاطعاً لرحمه، لا يجوز له أن يطالب أبناءه أن يصلوا رحمه فيما بعد، فلا ذنب للأبناء في عقوق الوالدين، فالتنشئة محاكاة وليست أوامر موجهه من الآباء إلى الأبناء، فالإنسان يلجأ بطبيعته للمحاكاة سواءٌ أكانت حسنة أم سيئة؛ لذا فإن جرائم الأبناء ضد الآباء هي حصاد لتنشئة فاسدة.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.69 كيلو بايت... تم توفير 1.97 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]