اناشيد سامي يوسف الجديدة من البوم أمتي - الصفحة 71 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 69 - عددالزوار : 16806 )           »          وأنت تقرأ القرآن أو تسمعه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الشيخوخة وتأثيرها على عملية التعلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الدعـــاة وأزمـــة التفاهــم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          إلى الدعاة المخلصين…لا تنازعوا فتفشلوا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          استشراف المستقبل من المنظور الشرعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3952 - عددالزوار : 391126 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4419 - عددالزوار : 856649 )           »          حق الجار والضيف وفضل الصمت.محاضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          حبل الله قبل كلّ سبب وفوقه .! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية

ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية ملتقى يختص بالاناشيد الاسلامية والخطب والمحاضرات المتنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #701  
قديم 20-05-2007, 12:48 PM
معاذ احمد ياسين معاذ احمد ياسين غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 30
الدولة : Palestine
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
دعاء الاستخاره

عن جابِرٍ رضيَ اللَّه عنه قال : كانَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ في الأُمُور كُلِّهَا كالسُّورَةِ منَ القُرْآنِ ، يَقُولُ إِذا هَمَّ أَحَدُكُمْ بالأمر ، فَليَركعْ رَكعتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفرِيضَةِ ثم ليقُلْ : اللَّهُم إِني أَسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ ، وأستقدِرُكَ بقُدْرِتك ، وأَسْأَلُكَ مِنْ فضْلِكَ العَظِيم ، فإِنَّكَ تَقْدِرُ ولا أَقْدِرُ ، وتعْلَمُ ولا أَعْلَمُ ، وَأَنتَ علاَّمُ الغُيُوبِ . اللَّهُمَّ إِنْ كنْتَ تعْلَمُ أَنَّ هذا الأمرَ خَيْرٌ لي في دِيني وَمَعَاشي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي » أَوْ قالَ : « عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِله ، فاقْدُرْهُ لي وَيَسِّرْهُ لي، ثمَّ بَارِكْ لي فِيهِ ، وَإِن كُنْتَ تعْلمُ أَنَّ هذَا الأَمْرَ شرٌّ لي في دِيني وَمَعاشي وَعَاقبةِ أَمَرِي » أَو قال : « عَاجِل أَمري وآجِلهِ ، فاصْرِفهُ عَني ، وَاصْرفني عَنهُ، وَاقدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كانَ ، ثُمَّ رَضِّني بِهِ » قال : ويسمِّي حاجته . رواه البخاري.



دعاء القنوت

رُوي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: " علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت " أخرجه أبو داود.
وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أفضل الصلاة صلاة القنوت )) أي صلاة الليل ..
و عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال : " اللهم ربنا لك الحمد ، أنت قيِّمُ السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ، ولقاؤك حق ، وقولك حق ، والنار حق ، والنبيون حق ، ومحمد حق ، والساعة حق ..
اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت ، وإليك حاكمت ، فاغفر لي ماقدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت ، وما أنت أعلم به مني ، أنت المقدم وأنت المؤخر ، لا إله إلا أنت ولا إله غيرك " .. رواه البخاري .

دعاء المظلوم

اللَّهُمَّ اكفنِيهمْ بمَا شِئْت .. رواه مسلم

دعاء مابين التشهد والتسليم

عنْ أبي هُريْرة رضي اللَّه عَنْهُ أنَّ رسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ : « إذا تَشَهَّد أَحدُكُمْ فَليسْتَعِذ بِاللَّه مِنْ أرْبَع ، يقولُ : اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ عذَابِ جهَنَّمَ ، وَمِنْ عَذَابِ القَبرِ، وَمِنْ فِتْنةِ المحْيَا والمَماتِ ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيح الدَّجَّالِ » . رواه مسلم .
وعنْ عَلِيٍّ رضي اللَّه عنْهُ قال : كانَ رَسُولُ اللَّهِ إذا قام إلى الصَّلاةِ يكونُ مِنْ آخِر ما يقولُ بينَ التَّشَهُّدِ والتَّسْلِيم : « اللَّهمَّ اغفِرْ لي ما قَدَّمتُ وما أَخَّرْتُ ، وما أَسْرَرْتُ ومَا أعْلَنْتُ ، وما أَسْرفْتُ ، وما أَنتَ أَعْلمُ بِهِ مِنِّي ، أنْتَ المُقَدِّمُ ، وَأنْتَ المُؤَخِّرُ ، لا إله إلاَّ أنْتَ » رواه مسلم .


ارجو من الله ان تعجبكم
اخوكم في الاسلام :- معاذ احمد ابو حسنه
رد مع اقتباس
  #702  
قديم 21-05-2007, 03:07 PM
dhissi348 dhissi348 غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: Morocco
الجنس :
المشاركات: 2
افتراضي

بارك الله فيك وأيدك ونصرك وهداك
رد مع اقتباس
  #703  
قديم 25-05-2007, 02:46 PM
معاذ احمد ياسين معاذ احمد ياسين غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 30
الدولة : Palestine
افتراضي

قصيدة في أحد الشهداء الأحباب... من شعر أخيكم..

----------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم

كان قصيدة ساكنة في قلبي.. يعيش في منزلي.. وينام على فراشي... ويأكل على مائدتي.. صديق ليس ككل الأصدقاء.. مات ومفتاح بيتي في جيبه... ودفن المفتاح معه.. رحمه الله تعالى... كان قصيدة حية.. كتمتها لخمسة أشهر في قلبي
ثم خرجت زفرة حرى..


زفرات من وحي الذكريات
إلى روح الشهيد القسامي
مصطفى خليل حمش

رَمَت السّـــهامَ المقلةُ الحَـــورَاءُ ******ودَنـَـت تريــد الفتنـة الغيـــداءُ
وأَتَت تَخَطّـــرُ في الحريرِ وتبتغي ******ما تبتغي من شـاعرٍ حســــناءُ
مِن وَصْف فتنتها وسحــر جمالها ****** ومضى على أمثال ذا الشعراءُ
قلتُ: اسمعي مني الكلام دعي الهوى ******* بئس المطيّــــة للورى الأهواءُ
*****
هلاّ رَنَوتِ إلى الشهيـــــد بِنظــرة ***** لِترَيْ ضيـــــاءً ما له إخفــــاءُ
وتــــرَي وليّــــًا للإله وعــــــابدًا ***** في وجهـــــه تتـــــزاحم الآلاءُ
هذا قيـــــام الليل في قَسَـــــمَاتـــه ****** نورٌ يحـارُ بوصفــــه البلغـــاءُ
وكذا الشجاعةُ ليس في أُسْد الشّرى ****** أَسَــــــدٌ كمثــل شـــــهيدنا فدّاءُ
ما مــات من للدين والقدس افتدى ***** والقدس قدّس تربــــها الإسراءُ
للموت طبع في انتقاء الصـــيد قد ***** ضحى بخير شـــــبابه الخلفــاءُ
يا مســــجد الخلفاء يا نبــع الفدى ***** بك قــد علا للمســــلميـــن لواءُ
وبمســــجد الخلفاء ألف مجـــاهد ***** وبه الشـــــباب القانت البـــكاءُ
*****
يا مصطـفــــى يا نور عيني بعدكم ***** أدمى القــذى عينيّ والإعشــــاءُ
يا مصطفــــى إني ذكرت فراقكم ****** فتقطعت من هوله الأحشــــــاءُ
فكأن قلبــــي في مخـــالب طــائر ****** وله بذكرك قبضة عصــــــماءُ
وكأن روحي قيد حبس زجاجة ****** من بعد أن كانت لها الأفيـــــاءُ
ولرب يــــوم قد ذكرتك خالــــيا ****** والبدر وسط سمائه وضَّــــــاءُ
فتجـــــود عينـــي بالدموع وإنما ***** للقلب بين شِـــغــــافه لبـــــكاءُ
وأطـــوف بين مرابع شهدت لنا ***** حبّـــًا له عند الشّـــــــداد جلاءُ
*****
يا مصطفـــى يا حِبّ قلبي شدّني ****** شــــــوق إليك وصحبة ووفاءُ
أنســـيتَ يوما كنتُ فيه معـــاتبا ****** إيــــاك في مزح به إضفـــــاءُ
فتقول لي إنـــي أحبــــك يا أخي ****** ودع الوســــــاوس إنها إغراءُ
*****
ولِمصطفى اسمك فيك حقٌّ،طالما ****** تتوافق الأوصـــاف والأسماءُ
فالله مولانا اصطفـــــــاك لجنــة ****** الفردوس فيها يســعد الشـهداءُ
ويُرى الشهيد معطّـــــرًا بدمائه ****** ويد الجبان بجرمه شـــــــلاءُ
*****
الشــــوق يقتلنــي إليك وحيلتي ****** في عتمة الليل البهيم دُعـــــاءُ
يا رب إنـــي قد فقدت أحبـــــة ****** سـرّاء عمري بعدهم ضـرّاءُُ
يا رب فاجمعنـــي بهم في جنة ****** يحلو بها للمُتَّــــقيــن لقـــــاءُ

رجاء حار...
إلى كل من يعرف القصيدة ونسبتها إلي... الرجاء عدم ذكر اسمي الحقيقي.. وبارك الله فيكم

التوقيع : خالد مشعل ورفيقه الاخ المناضل:_ معاذ احمد ياسين

خالد مشعل: إمام الفقه السياسي في العصر الحديث

--------------------------------------------------------------------------------
رد مع اقتباس
  #704  
قديم 25-05-2007, 09:19 PM
hamidoo hamidoo غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2007
مكان الإقامة: maroc
الجنس :
المشاركات: 3
الدولة : Morocco
افتراضي

بارك الله فيك اخي ابو اية
رد مع اقتباس
  #705  
قديم 27-05-2007, 12:02 AM
الصورة الرمزية المربي
المربي المربي غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: May 2007
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 49
الدولة : Morocco
افتراضي

جزاك الله كل خير اناشيد رائعه رائعه
رد مع اقتباس
  #706  
قديم 27-05-2007, 01:34 AM
الصورة الرمزية المربي
المربي المربي غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: May 2007
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 49
الدولة : Morocco
افتراضي

بارك الله فيك اخي الكريم متابعاً لملتقى الشفاء
رد مع اقتباس
  #707  
قديم 27-05-2007, 12:29 PM
معاذ احمد ياسين معاذ احمد ياسين غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 30
الدولة : Palestine
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي نوّر قلوبنا بنور القرآن، وصلى الله على من كان القرآنُ نوراً وهدىً وشفاءً له، سيدنا ومولانا وقرة أعيننا محمد وعلى آله وأصحابه وسلّم تسليماً كثيراً. اللهم اجعل كل حرف في هذا البحث خالصاً لوجهك الكريم.

بداية الرحلة

ما أكثر الآيات التي استوقفتني طويلاً، فوقفتُ أمامها خاشعاً في محراب جلالها وجمالها، متأمِّلاً دقّة بنائِها وإحكامها، وروعةَ أسلوبها وسحرها، ومتدبِّراً دِلالاتها ومعانيها، ومتفكِّراً في عجائبها وعلومها ومعجزاتها.

كيف لا أقف هذا الموقف وأنا أمام أعظم وأجمل وأروع كتاب على الإطلاق، ألا وهو الكتاب الذي وضع الله تعالى فيه علمَه فقال: (لـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً)[النساء: 166]، إنه علم الله الذي يعلم أسرار الكون والذي أودع في كتابه هذه الأسرار، وقال عنه: (قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً)[الفرقان: 6].

ومن هذه الآيات قوله تعالى عن السماء: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ)[الذاريات: 7]. لقد قرأتُ هذه الآية منذ سنوات وكرّرتها مراراً في محاولة لفهم معنى (الْحُبُكِ)، فكانت توحي إليّ هذه الكلمة بالنسيج المحبوك!

ولكن رجعتُ إلى أقوال المفسرين رحمهم الله تعالى، ووجدتُ أن أكثرهم قد فهم من كلمة(الْحُبُكِ)النسيج المحبوك والشديد والمحكم، وقالوا بأن قوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) أي ذات الشكل الحسن وذات الشدة وذات الزينة وذات الطُّرُق (1).ولكنني كنتُ أتساءل: أين هذا النسيج المحكم في السماء ونحن لا نرى إلا النجوم والكواكب؟ وبحثت في بعض المراجع التي تتناول علم الفلك وبنية الكون، ولم أعثر على ما يشير إلى أي نسيج وقتها.

وبقيت هذه الآية في ذاكرتي عدة سنوات ولا أجد لها تفسيراً دقيقاً، حتى قبل أيام من كتابة هذا البحث، عندما كنتُ أتصفَّح بعض المواقع العالمية عن بنية الكون، وآخر ما وصلوا إليه من حقائق يقينية وثابتة عن السماء، وكانت المفاجأة الكبرى عندما قرأتُ خبراً أطلقه المرصد الأوروبي الجنوبيEuropean Southern Observatory من خلال موقعه على الإنترنت عنوانه:"لمحة عن النسيج الكوني المبكر جداً" (2).



وبعدما قرأت الأسطر الأولى من هذه المقالة أدركتُ بأن القرآن الكريم قد سبق هؤلاء العلماء بأربعة عشر قرناً في الحديث عن هذا النسيج الكوني وسمَّاه (الْحُبُكِ)، بل إن الله تعالى قد أقسم به.

بين اللغة والتفسير

ولكن المسألة ليست بهذه البساطة، فنحن أمام كتاب الله تبارك وتعالى، والقول في كتاب الله بغير علم يُهلك صاحبه ويعرِّضه لغضب الله عزّ وجلّ. وأنه لا يجوز لي أبداً أن أحمِّل هذه الآية معنىً لا تحتمله، ولا ينبغي أن أسوق نفسي باتجاه فهم جديد لهذه الآية أو غيرها من آيات الله تعالى، إلا إذا أيقنتُ حقيقةً أن الله تعالى يقصد هذا المعنى تماماً.

بل إن التسرُّع في تفسير آية من آيات القرآن بالاعتماد على نظريات علمية قد يثبت خطؤها في المستقبل، قد يمسُّ كتاب الله تعالى، ويكون حجَّة بيد أعداء الإسلام للنيل من هذا الدين الحنيف، بهدف التشكيك في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم.

لذلك كان لا بد من اللجوء أولاً إلى اللغة العربية التي نزل بها القرآن، والبحث عن معاني هذه الكلمة، وهذا ما فعلته. فبعد رحلة في عالم المعاجم اللغوية (3)، وجدتُ بأن هذه الكلمة قد جاءت من الفعل (حَبَكَ) وأن العرب تقول: "حبك النساج الثوب" أي نَسَجَه، و(حَبَكَ) الحائكُ الثوبَ أي أجاد صنعه وشدّه وأحكمه، و(الحُبُك) هي جمع لكلمة (حبيكة) وهي الطريق.

ونرى من خلال المعاني اللغوية لهذه الكلمة أن كلمة (الحُبُك) تتضمن معاني أساسية تدور حول النسيج والخيوط المحبوكة بإحكام والمشدود بعضها إلى بعض. ولكن المفسرين رحمهم الله تعالى لم يدركوا أبعاد هذا المعنى لأن العصر الذي عاشوا فيه لم تتوفر لديهم علوم الفلك الحديثة، بل إن فكرة النسيج الكوني حديثة جداً لا يعود تاريخها إلا إلى بضع سنوات فقط!

مفاجأة جديدة

لقد أيقنتُ من خلال هذا المعنى اللغوي أن شكل هذا النسيج الكوني لابدَّ أن يكون كالنسيج ذي الخيوط المتشابكة والمربوطة ببعضها. وقد كانت المفاجأة الثانية عندما رأيتُ صورة هذا النسيج كما رسمته أضخم أجهزة الكمبيوتر (4)،وكان تماماً عبارة عن خيوط مترابطة بنسيج رائع ومحكم يدل على عظمة الخالق سبحانه!
ولكن هذه المقالة العلمية حول ملامح النسيج الكوني لا تكفي أبداً، فقد تكون نظرية وليست حقيقة علمية، وأنا كمؤمن ينبغي أن أتأكد من أية معلومة جديدة وأتثبت من صدقها قبل أن أقتنع بها لأبني عقيدتي على أسس علمية سليمة.

لذلك بدأتُ بمطالعة مئات الأبحاث حول النسيج الكوني والخيوط الكونية وجميعها صدر منذ بضع سنوات. ووجدت بأن جميع العلماء يؤكدون هذه الحقيقة بل هي من أهم الحقائق الواضحة والمؤكدة في القرن الحادي والعشرين.

وبعد أن رأيتُ هذا النسيج بالمعادلات الرقمية والصور التي رسمها الكمبيوتر، أدركتُ بأن القرآن تحدّث صراحة عن النسيج الكوني cosmic webالذي يفتخر علماء الغرب اليوم بأنهم هم أول من تحدث عنه (5).

بحث لا بدّ من الإطلاع عليه

ولكن قبل المضي في هذا التفسير العلمي للآية وحرصاً على كتاب الله تعالى وتوخّياً للدقة والأمانة العلمية كان لا بدّ من الإطلاع على ما كتبه علماؤنا المحدثين من أمثال الأستاذ الدكتور زغلول راغب النجار حفظه الله.

فقد وجدتُ بحثاً لهذا العالِم الجليل تناول فيه هذه الآية بشكل رائع (6)،وقد فسَّر هذه الآية بأربع نقاط:

‏1‏ ـ السماء ذات الصنع المحكم والإبداع في الخلق‏.

‏‏2‏ ـ السماء ذات الروابط الشديدة والنسيج المحكم‏.‏

‏3‏ ـ السماء ذات التباين الواضح في كثافة المادة المكونة لها‏.‏

‏4‏ ـ السماء ذات المدارات المحددة لجميع الأجرام الجارية فيها‏‏.
ووجدتُه يقول عن النسيج المحكم في بحثه هذا: "وهنا يتضح جانب من الوصف القرآني للسماء‏,‏ بأنها ذات حُبُك أي ذات ترابط محكم شديد يربط بين جميع مكوناتها‏,‏ من أدق دقائقها وهي اللبنات الأولية في داخل نواة الذرة‏,‏ إلى أكبر وحداتها وهي التجمعات المجرية العظمي إلى كل الكون"‏.

ووجدت بأن الدكتور زغلول لم يتناول النسيج الكوني بمفهومه الحالي، والسبب في ذلك أن حقيقة النسيج الكوني لم يتم تأكيدها مئة بالمئة بلغة الأرقام إلا في هذا العام أي 2005، وهذا يدلّ على حرص علمائنا على عدم إقحام أي نظرية علمية لم ترقَ لمستوى الحقيقة في كتاب الله تعالى.

والنقاط الأربعة التي تناولها هذا العالِم جميعها صحيحة وتفسّر بعض معاني الآية، فالكون محكم البناء وقد أبدع الخالق العظيم في كل شيء فيه. والسماء ذات روابط محكمة تربط جميع أجزائها بحقول من الجاذبية والقوى الأخرى. والسماء ذات تباين واختلاف في توزع وكثافة المادة، فتجد فيها الثقوب السوداء ذات الوزن الضخم، وتجد فيها شبه الفراغ بين النجوم. والسماء ذات مدارات محددة، وكل نجم وكل مجرة تسبح في فلك محدد.

مزيد من المعاني والدلالات

ولكن هنالك المزيد من الدلالات والمعجزات، فقبل الشروع في تأمل المعاني الغزيرة التي تحملها هذه الآية ينبغي أن نتأمل أولاً ما كشفته أبحاث القرن الحادي والعشرين في مجال العلوم الكونية. فقد لاحظ العلماء في السنوات القليلة الماضية أن كل ما نراه في هذا الكون لا يشكل إلا أقل من 5 بالمئة، وأن أكثر من 95 بالمئة من الكون يتألف من مادة غير مرئية لا نبصرها هي المادة المظلمة (7).


وتذكَّر معي هنا قولَ الحقّ تبارك وتعالى: (فلا أُقْسٍمُ بما تُبْصٍرونَ * وما لا تُبْصِرونَ)[الحاقة: 38-39]. فقد أنبأنا القرآن عن أشياء لا نبصرها بل وأقسم بها أن القرآن حقّ، أل تتضمن هذه الآية إشارة غير مباشرة للمادة المظلمة التي يكتشفها العلماء اليوم؟

علماء الفلك يستخدمون تعابير القرآن!

ولكن السؤال: كيف استطاع علماء الغرب اكتشاف المادة المظلمة إذا كنا لا نبصرها؟ وكيف اكتشفوا النسيج الكوني؟ بل من أين جاءت هذه التسمية وهم لم يطّلعوا على القرآن؟ وهنا كان من الضروري القيام برحلة جديدة من رحلات البحث في أحدث ما وصل إليه العلماء في هذا المجال. وكانت المفاجأة المذهلة من جديد عندما قرأت تأكيداً على لسان العلماء الذين اكتشفوا هذا النسيج ورأوه للمرة الأولى (8) يقولون فيه:

"We have little doubt that for the first time, we are here seeing a small cosmic filament in the early universe".

"كان لدينا شك للوهلة الأولى, إننا نرى هنا خيطاً كونياً صغيراً في الكون المبكر".

ثم يقولون بعد ذلك بالحرف الواحد:

"We see it at a time when the universe was only about 2 billion years old".

نحن نراه(هذا الخيط) في زمن عندما كان عمر الكون فقط 2 بليون سنة.

ثم يتابعون مؤكدين رؤيتهم ورؤية علماء الفلك لتوزع هذه المادة في مرحلة مبكرة من عمر الكون:

Astronomers can "see" the distribution of matter in the early universe.

الفلكيون يمكنهم أن "يروا" توزع المادة في الكون المبكر.

ولكن الذي لفت انتباهي أن هؤلاء العلماء يستخدمون كلمة "نرى" بل ويضعون هذه الكلمة ضمن قوسين للدلالة على أنها كلمة جديدة الاستخدام مع العلم أن هذه الصور التي يرونها لهذا النسيج تعود إلى 13 بليون سنة!

وبعد تفكير طويل في السبب الذي جعل هؤلاء العلماء يصرون على رؤيتهم لملامح هذا النسيج [7]، تذكرتُ قول الحق تعالى مخاطباً هؤلاء المنكرين لكتابه المجيد: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْناهُمَا)؟[الأنبياء: 30].

فسبحان الله!! إن الله عز وجل يقول: (أولم يرَ)، وهم يقولون "إننا نرى" We seeوكأنهم يرددون كلام الله تعالى وهم لا يشعرون! والله يقول: (الذين كفروا)وهم يعترفون بإلحادهم وعدم إيمانهم بالقرآن. والله تعالى يحدد الزمن بكلمة (كانتا)أي في الماضي، وهم يقولون: "الكون المبكر" early universe..والله تعالى يقولرَتْقاً) وهم يعترفون بأنهم بدأوا برؤية أول خيط في هذا الرتق بقولهم: "خيطاً كونياً صغيراً" small cosmic filament.

أليست هذه معجزة قرآنية ينبغي على كل مؤمن أن يتفكر فيها؟ بل ويفتخر بهذا الكتاب العظيم الذي هو بحق كتاب العجائب والحقائق، وليس كما يدّعون أنه كتاب أساطير وخرافات.

وأمام هذه المعجزة القرآنية، معجزة خطاب القرآن للكفار بأنهم سيرون هذا الرتق الكوني في بداية الكون، وهم قد رأوا هذا النسيج فعلاً من خلال أجهزتهم وحواسبهم. أفلا يستيقنون بأن هذا القرآن هو من عند الله تعالى الذي خلقهم ويسَّر لهم هذا الاكتشاف وحدثهم عنه في كتابه قبل أن يكتشفوه بأربعة عشر قرناً! لقد اكتشفوا بداية هذا النسيج وتتراءى لهم ملامح هذه الخيوط الكونية، ولكننا نراهم يستمرون بالبحث عن هذا الرتق الكوني . لذلك نجد البيان الإلهي في هذه الآية الكريمة يسألهم: (أفَلا يؤمنون)؟؟؟

وكما نعلم من معاجم اللغة العربية(9) كلمة الرتق تعني السدّ والفتق تعني الشق وكلتا الكلمتين تتضمن إشارة صريحة إلى النسيج. والسؤال: أليس هؤلاء العلماء يردّدون هذه الآية وهم لم يطلعوا عليها؟

وعندما صرح القرآن بأن الكون كان رتقاً أي نسيجاً متماسكاً كالسد المنيع، نرى علماء هذا العصر يؤكدون وبشدة أنهم يرون هذا النسيج في المراحل المبكرة من عمر الكون!! بل إن هؤلاء العلماء لا يشكون أبداً في وجود هذا النسيج، حتى إنهم بدأوا يتساءلون عن الكيفية التي حُبكت فيها هذه الخيوط الكونية العظمى (11). وتأمل معي هذا النسيج الذي رسمه الكومبيوتر على شبكة ثلاثية الأبعاد لجزء كبير من الكون المرئي ونرى فيه بوضوح أن ما نبصره في هذا الكون أقل بكثير مما لا نبصره!

حقائق علمية يقينية

والآن ينبغي علينا أن نتعرّف على الكيفية التي جعلت علماء الفلك يجزمون بهذا النسيج، بل ويجمعون على ذلك. وتبدأ القصة عندما بدأ علماء الكون برسم خرائط للنجوم والمجرات ولاحظوا وجود مناطق تتجمع فيها هذه المجرات بما يسمى عناقيد المجرات galaxy clusters ووجدوا بأن هذا الكون يحوي أكثر من مئتي ألف مليون مجرة!

وعندما توفرت إمكانية الحسابات الضخمة باستخدام السوبر كومبيوتر فكَّر العلماء بإدخال جميع المعلومات اللازمة إلى هذا الكومبيوتر العملاق والتي تتضمن بيانات رقمية حول موقع المجرة وبعدها عنا بالسنوات الضوئية وشدة إشعاعها، بالإضافة إلى معلومات حول التجمعات المجرية الضخمة ومعلومات أخرى تشمل أكثر من مليون مجرة.

وعندما نفّذ الكومبيوتر العمليات الرقمية كانت الصورة الناتجة تشبه النسيج، وهذا ما جعل العلماء مباشرة يطلقون عليها اسم النسيج الكوني cosmic web.

المجرات كاللآلئ التي تزين الكون!

والآن تأمل معي هذه الصورة للنسيج الكوني، والطريقة التي نسج الله تعالى بقدرته هذه المجرات وجعلها بناءً محكماً يزين السماء.
رد مع اقتباس
  #708  
قديم 27-05-2007, 12:38 PM
معاذ احمد ياسين معاذ احمد ياسين غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 30
الدولة : Palestine
01 اسرار الكون

بسم الله الرحمن الرحيم
---------------------------------------------------------------------------
أسـرار الكون
بين العلم والقرآن
المهندس
عبد الدائم الكحيل
مقدمة
الحمد لله الذي أنعم علينا بهذا القرآن، وجعله نوراً لنا في ظلمات هذه الحياة، وصلّى الله على هذا النبيّ الأميّ الذي كان القرآنُ خُلُقَه وإمامَه وشفاءَه ونور قلبه، وعلى آله وأصحابه وسلّم تسليماً كثيراً.
إن أجمل لحظة يعيشها المؤمن عندما يتّخذ من العلم طريقاً للإيمان بالله تعالى واليقين بعَظَمَة كتابه ومعجزته الخالدة. وما الحقائق العلمية والكونية الغزيرة التي يفيض بها القرآن إلاّ وسيلة هيّأها الله تبارك وتعالى لكلّ مؤمن ليزداد بها إيماناً بهذا الخالق العظيم، ووسيلة لكلّ ملحد يرى من خلالها نور الإيمان ونور القرآن وصدق رسالة الإسلام.
وفي هذا البحث العلمي سوف نعيش مع آية جديدة ومعجزة مبهرة وحقائق يقينيَّة تحدث عنها القرآن قبل أربعة عشر قرناً، ويأتي علماء الغرب اليوم في القرن الحادي والعشرين ليردِّدوها بحرفيتها!!
ولا نعجب إذا علمنا أن العلماء قد بدءوا فعلاً بالعودة إلى نفس التعبير القرآني! وهذا الكلام ليس فيه مبالغة أو مغالطة، بل هو حقيقة واقعة تثبت لكل من يدَّعي بأن القرآن ليس معجزاً من الناحية العلمية والكونية، أن القرآن وإن كان كتاب هداية وتشريع، فهو كذلك كتاب علوم، كل عالم يجد فيه معجزة تناسب اختصاصه العلمي.
وفي هذه السلسلة من الأبحاث العلمية القرآنية سوف نعيش رحلة إيمانية في رحاب آيات هذا القرآن، وكيف يأتي العلم مصدّقاً لكتاب الله تعالى ومطابقاً له. بل إننا نرى دائماً تفوق القرآن على العلم، وذلك لأن القرآن كتاب الله ومعجزته الدائمة.
ومن خلال الحقائق العلمية الكونية في هذا البحث سوف نبحر في بعض الآيات التي تحدثت عن بناء السَّماء، وجاء العلم حديثاً ليؤكد أن الكون كلَّه بناء محكم، ولا وجود فيه لأي خلل أو فراغ أو اضطراب.
فالعلماء يؤكدون الغنى الذي يظهره الكون في البنية المحكمة، ويؤكدون رؤيتهم للنسيج الكوني وكأنه نسيج حُبِك بمنتهى الإتقان والإبداع، وأن النجوم والمجرات تَظهر كالّلآلئ التي تزيّن العقد.
وقد نعجب إذا علمنا أن القرآن الكريم قد تحدث عن كل هذه الحقائق بمنتهى الدقة والبيان والإيجاز والإعجاز. فالحقّ تبارك وتعالى يقول عن السَّماء: ﴿اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [غافر: 64]. هذه الآية العظيمة تؤكد أن السَّماء بناء، وهذا ما سنراه في الفقرات الآتية من هذا الكتاب.
أما النسيج الكوني فقد تحدث القرآن عنه أيضاً في قوله تعالى مُقْسِماً بالسَّماء: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ﴾ [الذاريات: 7]. وقد تمكّن العلماء حديثاً جداً من رؤية الكون على مقاييس مكبّرة فظهر تماماً كالنسيج المحبوك، حتى إننا نجد أدق وصف للمشهد الذي رآه العلماء حديثاً هو الآية الكريمة: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ﴾، فتبارك الله مبدع الكون ومبدع هذا النسيج المُحكم!
سوف نشاهد حديث القرآن عن الدخان الكوني في مرحلة من مراحل الكون، وقد أثبت العلماء بالدليل القاطع والتحليل المخبري لذرات غبار ملتقطة من الفضاء الخارجي أن أدق وصف لهذه الذرات هو كلمة "دخان".
وهنا تتجلى عظمة القرآن الذي سبق العلماء إلى هذا الاسم في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ [فصلت: 11]. وفي هذه الآية معجزتان:
الأولى: حديث القرآن عن الدخان في مرحلة من مراحل تطور الكون الكون، وهذا ما يؤكده العلماء اليوم.
الثانية: حديث القرآن عن قول السماء في تلك المرحلة، وقد اكتشف العلماء حديثاً أن الكون في بداياته بعد الانفجار الكبير أصدر موجات صوتية!
إن وجود هذه الحقائق العلمية والمكتشفة حديثاً في كتاب أُنزل قبل أربعة عشر قرناً لهو دليل مادي على أن هذ القرآن كلام الله تعالى، وأنه كتاب صالح لكل زمان ومكان.
إن كثيراً من المشككين بكتاب الله تعالى يدَّعون اليوم بأن القرآن لا يناسب عصرنا هذا، بحُجَّة أن الآيات التي تحدثت عن الظواهر الكونية غير صحيحة من الناحية العلمية.
ولذلك فإن هذا البحث يمثل خطوة في تصحيح هذه النظرة لديهم، والحقائق التي سنشاهدها والتي سنعتمد فيها على أقوال علمائهم في وكالة الفضاء "ناسا" هي خير دليل على التطابق الكامل بين ما توصل إليه العلماء اليوم، وبين ما جاء في كتاب الله عزّ وجلّ قبل مئات السنين.
وعسى أن تكون هذه السلسلة العلمية القرآنية وسيلة لتذكرة المؤمن بعظمة كتاب ربه سبحانه وتعالى، ووسيلة لهداية غير المؤمن ليعلم أن القرآن هو الحق. يقول تعالى: ﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الحج: 54].
المهندس عبد الدائم الكحيل
باحث في إعجاز القرآن والسنَّة
www.kaheel7.com
بداية القصة
إن أروع اللحظات هي تلك التي يكتشف فيها المؤمن معجزة جديدة في كتاب الله تعالى، عندما يعيش للمرة الأولى مع فهم جديد لآية من آيات الله، وعندما يتذكر قول الحقّ عزَّ وجلَّ: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [النمل: 93].
وقد بدأت قصتي مع هذه السلسلة من الأبحاث عندما كانت تستوقفني آيات من كتاب الله تعالى لا أجد لها تفسيراً منطقياً أو علمياً، وبعد رحلة من البحث بين المواقع العلمية وما يجدُّ من اكتشافات في علوم الفلك والفضاء والكون، إذا بي أُفاجأ بأن ما يكتشفه العلماء اليوم قد تحدَّث عنه القرآن بمنتهى الوضوح والدقّة والبيان!
عندما بدأ العلماء باكتشاف الكون أطلقوا عليه كلمة «فضاء»، وذلك لظنّهم بأن الكون مليء «بالفراغ». ولكن بعدما تطورت معرفتهم بالكون واستطاعوا رؤية بنيته بدقة مذهلة، ورأوا نسيجاً كونياً محكماً ومترابطاً، بدءوا بإطلاق مصطلح جديد هو «بناء».
إنهم بالفعل بدءوا برؤية بناء هندسي مُحكم، فالمجرات وتجمّعاتها تشكّل لبنات وأساس هذا البناء، وتشترك هذه المجرات مع الغبار الكوني والدخان الكوني لتشكيل بناء شديد الإتقان.
كما بدءوا يتحدثون عن هندسة بناء الكون ويطلقون مصطلحات جديدة لم نعهدها من قبل مثل الجسور الكونية، والجدران الكونية، وأن هنالك مادة غير مرئية سمّوها بالمادة المظلمة، وهذه المادة تملأ الكون وتسيطر على توزع المجرات فيه، وتشكل جسوراً تربط هذه المجرات بعضها ببعض.
لقد بدءوا يطلقون مصطلحات غريبة أيضاً، فالصور التي رسمتها أجهزة السوبر كمبيوتر أظهرت الكون وكأن المجرات فيه لآلِئ تزيّن العقد! لقد اكتشفوا أشياء كثيرة وما زالوا.
وفي كل يوم نجدهم يطلقون أبحاثاً جديدة وينفقون بلايين الدولارات في سبيل هذه الاكتشافات، بل ويؤكدون هذه الاكتشافات عبر آلاف الأبحاث العلمية التي تطالعنا بها كل يوم مواقع الإنترنت والمجلات والصحف العلمية.
تطـابـق مذهل
ما أكثر الآيات التي استوقفتني طويلاً، فوقفتُ أمامها خاشعاً في محراب جلالها وجمالها، متأمِّلاً دقّة بنائِها وإحكامها، وروعةَ أسلوبها وسحرها، ومتدبِّراً دِلالاتها ومعانيها، ومتفكِّراً في عجائبها وعلومها ومعجزاتها.
كيف لا أقف هذا الموقف وأنا أمام أعظم وأجمل وأروع كتاب على الإطلاق، ألا وهو الكتاب الذي وضع الله تعالى فيه علمَه فقال: ﴿لـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً﴾ [النساء: 166].
شكل (1) عندما ننظر إلى السماء من خلال المناظير المكبرة (التليسكوبات) نرى بناء محكماً من النجوم والغاز والغبار والدخان، وتظهر النجوم بألوان زاهية تزين السماء. فتأمل عظمة هذا البناء الكوني، وتأمل أيضاً كيف تحدث القرآن عنه بقوله تعالى: ﴿أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا﴾ [النازعات: 27-28].
شكل (2) تأمل معي أخي القارئ عظمة البناء الكوني، ملايين الملايين من النجوم والمجرات والدخان الكوني جميعها يَملأ أرجاء الكون، فلا تجد أي فراغ أو خلل أو اضطراب ألا يدل ذلك على عظمة خالق الكون سبحانه وتعالى؟ يقول تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ﴾ [الملك: 3-4].
إنه علم الله الذي يعلم أسرار الكون والذي أودع في كتابه هذه الأسرار، وقال عنه: ﴿قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً﴾ [الفرقان: 6].
والعجيب جداً أن القرآن الكريم تحدث بدقة فائقة عن حقائق كونية نراها اليوم! والدلائل التي سنشاهدها ونلمسها في هذا البحث العلمي هي حجّة قوية جداً على ذلك.
سوف نضع أقوال أهم الباحثين والمكتشفين على مستوى العالم بحرفيتها، وبلغتهم التي ينشرون بها أبحاثهم، ومن على مواقعهم على الإنترنت، والتي يمكن لكل إنسان أن يرى ويتأمل هذه الأقوال مباشرة. ونتأمل بالمقابل كلام الله الحقّ عزّ وجلّ، ونقارن ونتدبّر دون أن نحمِّل هذه الآيات ما لا تحتمله من التأويلات أو التفسيرات.
سوف نرى التطابق الكامل بين ما يكشفه العلم اليوم وبين ما تحدث عنه القرآن قبل قرون طويلة. ولكن قبل التعرف إلى هذه الحقائق لا بدّ أن نقف على أحد الانتقادات المزعومة التي تُوجَّه للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهرة.
هجوم على الإعجاز العلمي
صدرت بعض المقالات مؤخراً يتساءل أصحابُها: إذا كانت هذه الحقائق العلمية والكونية موجودة في القرآن منذ 1400 سنة، فلماذا تنتظرون الغرب حتى يكتشفها ثم تقولون إن القرآن قد سبقهم للحديث عنها؟ ولماذا تحمّلون النص القرآني ما لا يحتمل من التأويل والتفسير؟
والجواب نجده في نفس الآيات التي جاء فيها التطابق بين العلم والقرآن، فهذه الآيات موجهة أساساً للملحدين الذين لا يؤمنون بالقرآن، خاطبهم بها الله تعالى بأنهم هُمْ مَن سيرى هذه الحقائق الكونية، وهم من سيكتشفها.
لذلك نجد البيان الإلهي يقول لهم: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [فصلت: 53].
هذه الآية الصريحة تخاطب أولئك الذين يشكّكون بالقرآن، وأن الله سيريهم آياته ومعجزاته حتى يدركوا ويستيقنوا أن هذا القرآن هو الحق، وأنه كتاب الله تعالى. ويخاطبهم أيضاً بل ويناديهم بقوله تعالى: ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً﴾ [النساء: 82].
إذن لو كان هذا القرآن من عند بشر أي من عند غير الله تعالى، لرأينا فيه الاختلافات والتناقضات، ولكن إذا رأيناه موافقاً ومطابقاً للعلم الحديث ولا يناقضه أبداً، فهذا دليل علمي على أنه صادر من الله تبارك وتعالى فهو خالق الكون وهو منَزّل القرآن.
وهذا هو هدف الإعجاز العلمي، أن نرى في هذا القرآن التناسق في كلّ شيء، ولا نجد فيه أي خلل أو خطأ أو تناقض، وهذه مواصفات كتاب الله تعالى. بينما كتب البشر مهما أتقنها مؤلفوها سيبقى فيها التناقض والاختلاف والأخطاء.
وأكبر دليل على صِدق هذه الحقيقة القرآنية أن العلماء بدءوا يغيّرون مصطلحاتهم الكونية: مثل (فضاء) إلى (بناء). إذن هم اكتشفوا أنهم مخطئون في هذه التسمية فعدلوا عنها إلى ما هو أدقّ وأصحّ منها بعدما اكتشفوا المادة المظلمة.
ولكن القرآن المنَزَّل من الذي يعلم أسرار السماوات والأرض، أعطانا التعبير الدقيق مباشرة، وهو القائل عن كتابه الكريم: ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصّلت: 42].
إن هذه الاكتشافات لو تمَّت على أيدي مؤمنين ثم قالوا إنها موجودة في القرآن إذن لشكَّك الملحدون بمصداقيتها، وقالوا بأنها غير صحيحة. ولكن المعجزة أنك تجد من ينكر القرآن يردِّد كلمات هذا القرآن وهو لا يشعر!! وفي هذا إعجاز أكبر مما لو تمَّ الاكتشاف على أيدي المؤمنين.
ولو تتبعنا آيات القرآن الكونية نجدها غالباً ما تخاطب الملحدين البعيدين عن كتاب الله والمنكرين لكلامه تبارك وتعالى. فالمؤمن يؤمن بكل ما أنزل الله سبحانه وتعالى، وهذه الحقائق العلمية تزيده يقيناً وإيماناً بخالق هذا الكون ومبدعه وهو القائل عن إبداع خلقه: ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ﴾ [النمل: 88].
أما الملحد الذي ينكر القرآن ولا يؤمن برسالة الإسلام، فيجب عليه أن ينظرَ ويتأمَّلَ ليصل إلى إيمان عن قناعة، وليدرك من وراء هذه الحقائق صدق هذا الدين وصدق خاتم النبيّين عليه أفضل الصلاة والتسليم.
عظمة الكون
هنالك أنواع متعددة من المجرات تسبح في الكون وتشكل لبنات بناء في هذا الكون الواسع. وتوجد في الكون المرئي من هذه المجرات أو "اللبنات" مئات البلايين!! وبالرغم من ذلك لا تشكل إلا أقل من 5 بالمئة من البناء الكوني، أما الـ 95 بالمئة الباقية فهي مادة مظلمة لا تُرى. إن كل مجرة من هذه المجرات تحوي أكثر من مئة ألف مليون نجم! فسبحان مبدع هذا البناء العظيم.
إن الضوء يقطع في الثانية الواحدة 300 ألف كيلو متراً تقريباً، وهو يقطع في سنة كاملة 9.5 تريليون كيلو متراً تقريباً، والمجرَّة التي تبعد عنا بليون سنة ضوئية، يحتاج ضوؤها للوصول إلينا إلى بليون سنة! خلال هذا الزمن يقطع ضوء هذه المجرة مسافة قدرها 9.5 ألف مليون مليون مليون كيلو متر!!
شكل (3) الكون كما يظهر بالأجهزة المكبرة الحديثة، وتظهر فيه النجوم والغبار والدخان الكوني، إنها عظمة الخالق تبارك وتعالى. إنه بناء مُحكم لا وجود فيه للخلل أو الفراغ أو الفروج والشقوق. إن هذا المشهد المهيب ينبغي أن يكون وسيلة لمزيد بالخالق تبارك وتعالى والخوف من عقابه، كيف لا وهو القائل عن عباده المؤمنين: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران: 191].
شكل (4) المجرات تزيّن الكون كما تزين اللآلئ العقد: في هذه الصورة تظهر المجرات البعيدة بألوانها الحقيقية تماماً كالزينة، وقد حدثنا عنه القرآن عن هذا المشهد قبل أن يراه العلماء بقرون طويلة في قوله تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ﴾ [ق: 6].
الكون لبنات بناء
والآن سوف نستعرض مثالاً على كلمات ردّدها علماء غربيّون حديثاً، وهي موجودة في القرآن قبل مئات السنين! ففي أحد الأبحاث التي أطلقها المرصد الأوروبي الجنوبي يصرّح مجموعة من العلماء بأنهم يفضّلون استخدام كلمة [لبنات بناء من المجرات] بدلاً من كلمة [مجرَّات]، ويؤكدون أن الكون مزيَّن بهذه الأبنية تماماً كالخرز المصفوف على العقد أو الخيط!!
ففي هذا البحث يقول الدكتور بول ميلر مكتشف النسيج الكوني وزملاؤه، يقولون بالحرف الواحد:
"إن المجرات الأولى، أو بالأحرى لبنات البناء الأولى من المجرات، سوف تتشكل في خيوط النسيج. وعندما تبدأ ببث الضوء، سوف تُرى وهي تحدّد مختلف الخيوط غير المرئية، وتشبه إلى حد كبير الخرز على العقد".
السَّماء بناء
وبعد أن أبحرتُ في الكثير من المقالات والأبحاث العلمية والصادرة حديثاً حول الكون وتركيبه، تأكدتُ أن هذا العالِم ليس هو الوحيد الذي يعتقد بذلك، بل جميع العلماء يؤكدون حقيقة البناء الكوني، ولا تكاد تخلو مقالة أو بحث في علم الفلك من استخدام مصطلح [بنية الكون]. وهذا يدل على أن العلماء متفقون اليوم على هذه الحقيقة العلمية، أي حقيقة البناء. وذهبتُ مباشرة إلى كتاب الحقائق – القرآن، وفتَّشتُ عن كلمة ﴿بناء﴾، وما هي دلالات هذه الكلمة.
وكانت المفاجأة أن هذه الكلمة وردت كصفة للسّماء في قوله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [غافر: 64]. وفي آية أخرى نجد قوله تعالىً: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً﴾ [البقرة: 22].
وسبحان الله تعالى! كلمة يستخدمها القرآن في القرن السابع الميلادي، ويأتي العلماء في القرن الحادي والعشرين ليستخدموها بحرفيتها بعدما تأكدوا وتثبَّتوا بأن هذه الكلمة تعبِّر تعبيراً دقيقاً عن حقيقة الكون وأنه بناء محكم، فهل هذه مصادفة أم معجزة؟! يقول تعالى: ﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [يونس: 101].
لآلئ تزيِّن العقد!
عندما رأى العلماء هذا الكون بمناظيرهم المقربة والمكبرة، ورأوا ما فيه من نجوم ومجرات وغبار كوني وجدوا أنفسهم أمام بناء هندسي كوني فسارعوا لإطلاق مصطلح [البناء] على هذا الحشد الضخم من المجرات والدخان والغبار، ورأوا فيه ألواناً وزينة فشبهوها باللآلئ!
شكل (5) تمثل المادة المظلمة أكثر من 95% من حجم الكون، هذه المادة لا نراها ولكنها موجودة وهي التي تسيطر على توزع المادة المرئية في الكون. وحجم المادة المرئية في الكون أقل من 5% وهنا تتجلى عظمة القرآن عندما تفوق على العلم بتسمية السماء ﴿بناء﴾ وليس كما يسميها العلماء "فضاء".
شكل (6) مجرة حلزونية تسير في الكون وفق نظام محكم، وتبعد أكثر من 130 ألف سنة ضوئية!! ويوجد أكثر من مئة ألف مليون مجرة في الكون أكبر وأصغر من هذه. إن السماء كما يقول العلماء بناء محكم بل السماء تظهر غنى في البناء، وهذا ما حدثنا عنه القرآن بل إن البارئ سبحانه قد أقسم بهذا البناء: ﴿وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا﴾ [الشمس: 5].
وفي أقوال العلماء عندما تحدثوا عن البناء الكوني نجدهم يتحدثون أيضاً عن تشبيه جديد وهو أن المجرات وتجمعاتها تشكل منظراً رائعاً بمختلف الألوان الأزرق والأصفر والأخضر مثل الخرز على العقد، أو مثل اللآلئ المصفوفة على خيط. أي أن هؤلاء العلماء يرون بناءً وزينةً.
ففي إحدى المقالات العلمية نجد كبار علماء الفلك في العالم يصرحون بعدما رأوا بأعينهم هذه الزينة:
"إن المادة في الكون تشكل نسيجاً كونياً، تتشكل فيه المجرات على طول الخيوط للمادة العادية والمادة المظلمة مثل اللآلئ على العقد".
إذن في أبحاثهم يتساءلون عن كيفية بناء الكون، ثم يقررون وجود بناء محكم، ويتحدثون عن زينة هذا البناء. ويقررون أن الكون يمتلئ بالمادة العادية المرئية والمادة المظلمة التي لا تُرى، أي لا وجود للفراغ أو الشقوق أو الفروج فيه. لقد وجدتُ أن القرآن يتحدث بدقة تامة وتطابق مذهل عن هذه الحقائق في آية واحدة فقط!!!
والأعجب من ذلك أن هذه الآية تخاطب الملحدين الذين كذبوا بالقرآن، يخاطبهم بل ويدعوهم للنظر والتأمل والبحث عن كيفية هذا البناء وهذه الزينة الكونية، وتأمُّل ما بين هذه الزينة كإشارة إلى المادة المظلمة، تماماً مثلما يرون!!!
يقول تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ﴾ [ق: 6]. والفروج في اللغة هي الشقوق.
واليوم نحن نشاهد من خلال الصور البناء الكوني كما ظهر للعلماء في أضخم عملية حاسوبية، وتظهر المجرات كلبنات البناء التي تزين السماء، وتظهر المادة المظلمة بلون أسود.
إذن تأمل معي قول العلماء بأن السماء بناء، ومزينة، ولا فروج أو فراغ فيها، وتأمل كذلك قول الله تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ﴾، ألا تصور لنا الآية الكريمة ما يراه العلماء اليوم بأحدث الأجهزة؟
وتأمل أيضاً أخي القارئ كيف يتحدث هؤلاء العلماء في أحدث اكتشاف لهم عن كيفية البناء لهذه المجرات، وكيف تتشكل، وكيف تُزيّن السّماء كما تزين اللآلئ العقد! حتى الفراغ بين المجرات والذي ظنّه العلماء أنه خالٍ تماماً، اتضح حديثاً أنه ممتلئ تماماً بالمادة المظلمة، وهذا يثبت أن السماء خالية من أية فروج أو شقوق أو فراغ، وبما يتطابق تماماً مع النص القرآني الكريم.
كلمات قرآنية في مصطلحات الغرب!
وسبحان الذي أنزل هذا القرآن! الحقُّ تعالى يطلب منهم أن ينظروا إلى السماء من فوقهم، ويطلب منهم أن يبحثوا عن كيفية البناء وكيف زيَّنها، وهم يتحدثون عن هذا البناء وأنهم يرونه واضحاً، ويتحدثون عن شكل المجرات الذي يبدو لهم كالخرز الذي يزين العقد. ونجدهم في أبحاثهم يستخدمون نفس كلمات القرآن!
ففي المقالات الصادرة حديثاً نجد هؤلاء العلماء يطرحون سؤالاً يبدءونه بنفس الكلمة القرآنية: «كيف تشكل البناء الكوني». ويستخدمون نفس الكلمة القرآنية وهي كلمة «كيف» ولو قرأنا هذه المقالة نجد أنها تتحدث عن بنية الكون وهو ما تحدثت عنه الآية: ﴿كَيْفَ بَنَيْنَاهَا﴾!
حتى إننا نجد في القرن الحادي والعشرين الجوائز العالمية تُمنح تباعاً في سبيل الإجابة عن سؤال طرحه القرآن قبل أربعة عشر قرناً، أليس هذا إعجازاً مبهراً لكتاب الله تعالى؟!
ولكن الذي أذهلني عندما تأملتُ مشتقات هذه الكلمة أي كلمة ﴿بناء﴾، أن المصطلحات التي يستخدمها العلماء وما يؤكدونه في أبحاثهم وما يرونه يقيناً اليوم، قد سبقهم القرآن إلى استخدامه، وبشكل أكثر دقة ووضوحاً وجمالاً.
ولو بحثنا في كتاب الله جلّ وعلا عن الآيات التي تناولت بناء الكون، لوجدنا أن البيان الإلهي يؤكد دائماً هذه الحقيقة أي حقيقة البناء القوي والمتماسك والشديد. يقول تعالى: ﴿أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا﴾ [النازعات: 27].
والعلماء يؤكدون أن القوى الموجودة في الكون تفوق أي خيال. ويمكن للقارئ الكريم الرجوع للمراجع في نهاية البحث لأخذ فكرة عن ضخامة القوى التي تتحكم بالكون. وفي هذه الآية الكريمة إشارة واضحة إلى هذه القوى من خلال كلمة ﴿أَشدُّ﴾، والتي تعني القوة والشدة.
بل إن الله عزّ وجلّ قد أقسم بهذا البناء فقال: ﴿وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا﴾ [الشمس: 5]. والله تعالى لا يُقسم إلا بعظيم.
وهذا هو أحد علماء الغرب يؤكد أن الكون بأكمله عبارة عن بناء عظيم فيقول:
«إن من أكثر الحقائق وضوحاً حول الكون أنه يُظهر غِنىً في البناء على كافة المقاييس من الكواكب والنجوم والمجرات وحتى تجمعات المجرات والتجمعات المجرية الكبيرة الممتدة لعدة مئات من الملايين من السنوات الضوئية».
رد مع اقتباس
  #709  
قديم 27-05-2007, 12:48 PM
معاذ احمد ياسين معاذ احمد ياسين غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 30
الدولة : Palestine
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اولمرت اللعين وخطته
"هآرتس": خطة أولمرت تدفع الى الأحادية المتطرفة وتضمن لحماس السيطرة الدائمة على فلسطين:رندة حيدر....النهار

--------------------------------------------------------------------------------



15 آذار (مارس) 2006

أدوات

انسخ
أرسل

استأثرت خطة ايهود أولمرت للإنسحاب من الضفة الغربية من طرف واحد باهتمام غالبية المعلقين في اسرائيل الذين شنوا عليها هجوماً كبيراً. من بين هذه التعليقات، اخترنا ما كتبه آرييه شافيط في "هآرتس" تحت عنوان "غطرسة اولمرت" ننقل أهم ما جاء فيه: "في ايلول 2000 شن الفلسطينيون هجوماً ارهابياً على اسرائيل. قاموا بذلك بعد رفضهم لمقترحات كمب دايفيد الذي ضمن لهم قطاع غزة كله ونحو 91 في المئة من اراضي الضفة الغربية في مقابل الاعتراف الكامل باسرائيل وانهاء النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. في حال جرى انتخاب ايهود اولمرت رئيساً للحكومة وقام بتنفيذ خطة "الانكفاء" في ايلول عام 2010 ستصبح السيادة الفلسطينية كاملة على قطاع غزة وعلى 91 في المئة من اراضي الضفة، وكل ذلك من دون ان يعترف الفلسطينيون باسرائيل او ينهوا النزاع.

وبذلك تكون الحركة الوطنية الفلسطينية قد حققت اهداف حروبها وانجزت حسماً استراتيجياً كاملا على دولة اسرائيل. وستكتب كتب التاريخ ان انسحاب اولمرت من دون شروط هو بمثابة خضوع غير مشروط للصهيونية. لا لن تكون هذه النهاية ولكن بداية النهاية. وهكذا مستنداً من جهة الى الاموال الضخمة والى الصحف الكبرى من جهة اخرى، سيقود اولمرت الدولة نحو بداية نهايتها.

للوهلة الاولى تبدو خطة اولمرت شديدة الجاذبية غير مخيفة وغير مرتبكة واسرائيلية جدا. فها نحن نحدد مصيرنا بأيدينا. وخلال ثلاثة اعوام سنخلي نحو 80 ألف مستوطن. وخلال أقل من خمس سنوات سننفصل نهائياً عن الفلسطينيين وسننكفىء على أنفسنا داخل حدودنا في دولة ضعيفة ونامية، نحوط وجودنا بجدران عالية تحمينا من الجنون الاسرائيلي ومن الخطر الفلسطيني. وخلال ولاية واحدة نعزل أنفسنا عن كل أمراض، وكل عجائب، الشرق الاوسط. هكذا ببساطة وبكل وضوح فكيف لم نفكر بهذا من قبل؟ ولماذا انتظرنا بوش الذي انقذ القدس ينقذ ايضا دولة اسرائيل.

ولكن للوهلة الثانية يتضح لنا ان خطة اولمرت فيها عيب وحيد صغير: لا تشتمل على الفلسطينيين. انها خطة تقوم على منطق تبسيطي ومتبجح. انها خطة للإسرائيليين وحدهم وتتجاهل انعكاساتها عليهم. انها خطة تدفع الى حد اللامعقول التوجه الاحادي المتطرف، وتتجاهل بصورة كاملة حقيقة أن النزاع ثنائي وان الواقع السياسي متعدد الاوجه... ما سيفعله أولمرت في الاعوام المقبلة هو اقامة دولة حماس المسلحة في يهودا وغزة وبواسطة الانسحاب شبه الكامل يضمن أولمرت لحماس السيطرة الكاملة تقريباً والدائمة على الدولة الفلسطينية. لأن فلسطين في نظر اولمرت هي دولة فقيرة مضطربة وعنيفة...

معاذ احمد ياسين
رد مع اقتباس
  #710  
قديم 27-05-2007, 12:56 PM
معاذ احمد ياسين معاذ احمد ياسين غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 30
الدولة : Palestine
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
؟؟؟؟؟ كيف تعرف انك احبب الله ؟؟؟؟؟؟
ان كل الناس تدعي حب الله ...... ولكن لمحبة الله اثار وعلامات فاذا تمكنت محبة الله من القلب ظهر ذلك واضحا جليا على الجوارح

اليكم اثار وعلامات محبة العبد لله
الجد في الطاعه
النشاط في العبادة
الشوق للقائه
الاستيحاش من غيره
الانس بذكره
التلذذ بمناجاته
اللهج بذكره في كل الاحوال
خروج الدنيا من القلب
الحرص على مرضاته
محبة كل مايحب الله وبغض كل مايبغضه
الاشتغال بالصلاة لانها الصلة بينه وبين الله
هذه بعض العلامات


لكن من جمع كل تلك الاثار او معظمها فلابد من ان يحببه الله
ولمحبة الله للعبد ايضا علامات واثار وهي
ان يحبب الله الخلق في محبوبه فأذا احب الله عبدا القى محبته في قلوب الناس
ان الله يحميه من الدنيا ويخرجها من قلبه
ان الله لايعذب حبيبه ان الله لايلقي حبيبه في النار كما قال عليه الصلاة والسلام
تهيأته للطاعه وتيسيرها له وسهولتها عليه
ان الله يحب لقاء محبوبه وتتمثل بلحظة الوفاة والخروج من الدنيا فمن احب لقاء الله احب الله لقاءه
ان الله يبتلي محبوبه وذلك حتى يرقيه ويكفر سيئاته فأن الله اذا احب قوما ابتلاهم


لكن كيف نصل الى محبة الله ؟
ووصولنا الى محبة الله يتم بمتابعة
الحبيب صلى الله عليه وسلم ) قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله(
البحث عن العمل الصالح والبدء بالفرائض ثم النوافل والاستمرار عليها
ايانا والقرب من الحب الشيطاني فأنه اذا خلط بالقلب فسدت محبة الله ولا خير في لذة من بعدها النار
يحكى ان رجل دخل على الرجل الصالح مالك ابن مغفور رحمه الله وهو وحيدا في داره بالكوفه فقال له : اما تستوحش لوحدك في هذه الدار .
قال : ماكنت اظن ان ان احدا يستوحش مع اللـــــــــــه ......
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منشد, اناشيد, سامي, سامي يوسف


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 26 ( الأعضاء 0 والزوار 26)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نغمات سامي يوسف الجديدة من البوم يا امتي midi تالا22 ملتقى الجوالات والنغمات العام 59 30-01-2014 06:24 PM
نغمات سامي يوسف الجديدة من البوم يا امتي midi تالا22 ملتقى الجوالات والنغمات العام 25 27-09-2011 01:21 AM
طلب اناشيد البوم المعلم --سامي يوسف naeem5 اطلب انشودتك المفضلة 22 29-04-2010 09:36 PM
البوم سامي يوسف المعلم allah my love ملتقى الصور والخلفيات والتواقيع 13 14-12-2009 12:25 AM


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 134.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 128.09 كيلو بايت... تم توفير 6.29 كيلو بايت...بمعدل (4.68%)]