القرآن كلمة راقية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجامع في أحكام صفة الصلاة للدبيان 3 كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          دور المسجد في بناء المجتمع الإنساني المتماسك السليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          ملامح الشخصية الحضارية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          المثنى بن حارثة الشيباني فارس الفرسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أدب الحديث على الهاتف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          المدرسة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أثر صحبة العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 94 - عددالزوار : 74472 )           »          علمني هؤلاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الحب المفقود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-07-2020, 03:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,491
الدولة : Egypt
افتراضي القرآن كلمة راقية

القرآن كلمة راقية
عادل الشعيبي



عندما أراد ربنا العظيم أن يختار رسولاً عربياً يبعثه رحمة للعالمين اختاره من قريش، في حين كانت الأمة العربية أمة عريضة، ولكن الله اصطفى هذا الرسول الكريم من قريش لمزايا كثيرة تميزت بها هذه القبيلة العربية العريقة، لعل من أهمها أنها كانت أفصح القبائل العربية على الإطلاق، وأحسنها كلمة، وأرقاها منطقاً، وأعذبها عبارة.
فقد كانت القبائل العربية تجمع في لغاتها المستكره والنابي من اللغات، بينما كانت لغة قريش أصفى اللغات وأنقاها وأبعدها عن المستوحش والكريه من التعابير.
لم تكن هذه الفصاحة مصادفة أو طبعاً جُبلوا عليه، بل كان القرشيون يتحرون تنقية كلامهم ويحرصون على أن يبلغ الذروة في الفصاحة والبلاغة، وكانوا يستغلون توافد العرب على بيت الله الحرام فيقتنصون من كلامهم ويقتبسون ما هو الأفصح والأجمل والأعذب.
فسلمت لغتهم من كل ما شان لغات القبائل العربية الأخرى وألسنتها، وأصبحت لغة قريش إحدى أهمِّ مفاخرها التي تميزت بها عن سائر العرب.
ذكر الأدباء والمؤرخون أن مجلساً لأمير المؤمنين أبي العباس جمع بعض اليمنيين، ومنهم "إبراهيم بن مخرمة الكندي"، و"خالد بن صفوان التميمي"، فتحدث إبراهيم بن مخرمة وافتخر باليمن وتاريخها وأصالتها وملوكها وفضائلها ورجالاتها ولسانها، ثم أذِن أمير المؤمنين لخالد بن صفوان بالحديث، فقال أبو العباس: "ما أظن التميمي يرضى بقولك، ثم قال: ما تقول يا خالد؟ قال: إن أنت أذنت لي في الكلام وأمنتني من الموجدة تكلمت، قال: قد أذنت لك فتكلم ولا تهب أحداً ..."
وكان مما قاله خالد بن صفون لإبراهيم بن مخرمة: "أعالم أنت بلغة قومك؟ قال: نعم. قال: فما اسم العين؟ قال: "الجَحْمة" قال: فما اسم السن؟ قال: "الميزم". قال: فما اسم الأذن؟ قال: "الصُّنَّارة"، قال: فما اسم الأصابع؟ قال "الشَّناتر"، قال: فما اسم الذئب؟ قال: "الكُتَع"، قال فقال له: أفمؤمن أنت بكتاب الله تعالى؟ قال: نعم، قال: فإن الله تعالى يقول: (إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)، وقال: (بلسان عربي مبين) وقال: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) فنحن العرب والقرآن بلساننا نزل، ألم تر أن الله عز وجل قال: (والعين بالعين) ولم يقل: الجَحْمة بالجَحْمة. وقال: (والسن بالسن) ولم يقل: الميزم بالميزم. وقال جل اسمه (والأذن بالأذن) ولم يقل: الصنارة بالصُّنارة. وقال: (يجعلون أصابعهم في آذانهم) ولم يقل: شَناترهم في صُنَّاراتهم. وقال: (فأكله الذئب) ولم يقل: فأكله الكُتَع.
ثم قال: أسألك عن أربع إن أنت أقررت بهن قهرت، وإن جحدتهن كفرت. قال: وما هن؟ قال: الرسول منا أو منكم؟ قال: منكم، قال: والقرآن نزل علينا أو عليكم؟ قال: عليكم، قال: فالبيت الحرام لنا أو لكم؟ قال: لكم، قال: فالخلافة فينا أو فيكم؟ قال فيكم. قال خالد: فما كان بعد هذه الأربع فلكم"[1]
إن هذا الرقي والتميز هو الذي أهَّل لغة قريش لتكون لغة القرآن العظيم التي نزل بها كلام الرب الجليل، ويا له من شرف، وما أعظمه من تكريم.
وقد بوَّب البخاري في "صحيحه": (باب نزل القرآن بلغة قريش)، ثم ساق بإسناده عن حذيفة بن اليمان أنه قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام، في فتح "إرمينية" و"أذربيجان"، مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: "يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى"، فأرسل عثمان إلى حفصة، أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: "إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش ، فإنما نزل بلسانهم".[2]
وقال مجاهد: "نزل القرآن بلسان قريش، وبه كلامهم".[3]
وقال عكرمة: "نزل القرآن بلساننا". يعني قريشاً.[4]
إن النفس لتطرب لسماع القرشي إذا قرض شعراً أو دبَّج نثراً، لا سيما من العرب الذين كان للكلمة لديهم منزلة عالية مرموقة يتفاخرون بها ويقيمون لها ما يشبه المعارض الدولية التي تعرض فيها الشعوب منتوجها الفكري والثقافي والحضاري.
فكانت قريش تقيم سوقاً تعرض فيها القبائل أشعارها، وتظهر فصاحتها وتفوقها في المنطق وذرابة ألسنتها.
في هذه الأجواء كان القرشيون يلتقطون كل حسن يسمعونه من كلام العرب.
ولهذا لم تكن معجزة محمد صلى الله عليه وسلم من جنس معجزات الأنبياء السابقين، بل كانت معجزة من نوع آخر، معجزة الكلمة، معجزة الفصاحة، معجزة المنطق والعبارة التي هي شارة العربي ووسامه الذي يفتخر ويباهي به.
وقد كانت هذه المعجزة وهذا الكتاب الذي أسماه الله (نورا مبينا) بلغة يعشقونها ويحبونها ويدينون بتفوقها ورقيها ويعشقون سماعها، ولا يملون من إيقاعها ولحن كلماتها.
تخيَّل كيف لو أن رجلاً جاء إلى هذه الأمة يدَّعي أنه نبي بلسان غير لسان قريش، فيه الغث والسمين والمستملح والمستكره والمستوحش النابي.؟!
كيف يمكن لأمة كالعرب أن يقبلوا سماعه فضلاً عن الإيمان به وتصديقه في دعوى الرسالة.؟!
كيف يمكن لأمة حضارتها ومجدها في جمال ألسنتها قبول نبي لا يبلغ في لسانها أعلى منزلة.؟!
كيف لو كان الرسول من اﻷعراب أو بعض العرب في أطراف الجزيرة الذين يكثر في كلامهم الغريب والمستوحش من اللغات الذي ينفر منه السمع- وهو كثير عند العرب -؟!
كيف سيصغي له ملوك الكلمة وعباقرتها وأقحاحها وفصحاؤها ؟!! ...
أنَّى لهم أن يحترموا ويقدروا رسالته وهو يخاطبهم بمنطق بالٍ وكريه..؟!
إن الخطاب الذي يعبر عن شريعة القرآن ورسالته لا بد أن ينسجم مع جمال الرسالة القرآنية ويسموا على كل أنواع الخطاب الذي يقدمه البشر، وإلا فإن خللاً كبيراً قد أصاب الخطاب الديني سيجعله غير قادر على إيصال الرسالة بسحرها وجمالها الذي يعد معجزة القرآن الأولى.
-------------
[1] - "الجليس الصالح"للمعافى بن زكريا(ص 432)
[2] - أخرجه البخاري(رقم 3506)
[3] - أخرجه ابن أبي شيبة(رقم 29963)
[4] - أخرجه ابن أبي شيبة(رقم 29965)



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.34 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]