هم يريدون.. ولا غالب لأمر الله - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أهمية اللعب في تنشئة الطفل وتكوين شخصيته في الوطن العربي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 609 )           »          أيها الزوجان بيتكما قلعة.. وكلاكما حارس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          صرخة من أجل القدس والمسجد الأقصى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          توجيهات منهجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 17 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 15810 )           »          المطلوب.. أداء الفرائض وترك الكبائر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          همسة في آذان الشباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من آداب الدعاء... إثبـــات الحمـــد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13 - عددالزوار : 3015 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-07-2020, 02:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,340
الدولة : Egypt
افتراضي هم يريدون.. ولا غالب لأمر الله

هم يريدون.. ولا غالب لأمر الله
د. حسام الدين السامرائي






الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:
فسأقف مختصِرًا لحديث طويل رواه النسائي في سننه الكبرى عن سعيد بن جبير قال: سألتُ عبدَالله بن عباس عن قول الله عزَّ وجلَّ لموسى عليه السلام: ﴿ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا ﴾ [طه: 40]، فسألتُه عن الفُتون ما هو؟ قال: استأنِف النَّهار يا بن جُبير؛ فإنَّ لها حديثًا طويلًا، فلما أصبحتُ غدوتُ على ابن عباس لأنتَجِز منه ما وعدني من حديث الفتون، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: تذاكَر فرعون وجلساؤه ما كان الله عزَّ وجل وعد إبراهيم صلى الله عليه وسلم أن يَجعل في ذريَّته أنبياء وملوكًا، قال بعضهم: إنَّ بني إسرائيل يَنتظرون ذلك ما يشكون فيه، وكانوا يظنون أنَّه يوسف بن يعقوب عليهما السلام، فلمَّا هلك قالوا: ليس هكذا كان وَعْد إبراهيم عليه السلام، فقال فرعون فكيف ترَون؟ فائتمَروا وأجمعوا أمرَهم على أن يبعث رجالًا معهم الشِّفار يطوفون في بني إسرائيل فلا يجدون مولودًا ذكرًا إلَّا ذبحوه، ففعلوا ذلك، فلمَّا رأوا أنَّ الكبار من بني إسرائيل يموتون بآجالهم والصِّغار يُذبحون قالوا: توشكون أن تُفنوا بني إسرائيل فتَصيروا أن تُباشروا من الأعمال والخدمة الذي كانوا يكفونكم، فاقتلوا عامًا كلَّ مولود ذَكر، فيقل نباتُهم، ودَعوا عامًا فلا تَقتلوا منهم أحدًا، فيَنشأ الصِّغار مكان مَن يموت من الكبار؛ فإنَّهم لن يَكثروا بمن تَستحيون منهم فتخافوا مكاثرتهم إيَّاكم ولن يَفنوا بمن تَقتلون وتحتاجون إليهم، فأَجمعوا أمرَهم على ذلك، فحملَت أمُّ موسى بهارون في العام الذي لا يُذبح فيه الغلمان، فولدَته علانية آمِنة، فلمَّا كان من قابل حملَت بموسى فوقع في قلبها الهمُّ والحزن؛ وذلك من الفتون يا بن جبير... ﴿ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا ﴾ [القصص: 10] مِن ذِكر كل شيء إلَّا من ذِكر موسى، فلمَّا سمِع الذبَّاحون بأمره أقبلوا بشِفارهم إلى امرأة فرعون ليذبحوه؛ وذلك من الفتون يا بن جبير... - فقالت لهم أخته -: أنا ﴿ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴾ [القصص: 12]؛ فأخذوها فقالوا: ما يدريكِ ما نُصحهم؟ هل تعرفونه؟ حتى شكُّوا في ذلك؛ وذلك من الفتون يا بن جبير... ثم تناول موسى لحيةَ فرعون فمدَّها إلى الأرض، قال الغواة من أعداء الله لفرعون: ألا ترى ما وعد الله إبراهيمَ نبيَّه إنه زعم أن يربك ويعلوَك ويصرعك؟ فأرسِل إلى الذبَّاحين ليذبحوه؛ وذلك من الفتون يا بن جبير... فابتُلي موسى فقَتَل، فجاء رجل من شِيعة موسى من أقصى المدينة فاختصر طريقًا حتى سبقهم إلى موسى فأخبره الخبر؛ وذلك من الفتون يا بن جبير...

قصة ملئيةٌ بالمِحَن التي في طيَّاتها مِنَح، بلاء تلو بلاء، وخوف يَتلوه خوف، وشدَّة تتلوها شدَّة، تلك هي معاني الفتون التي أرادها الله جلَّ في علاه لعباده الصَّالحين، أراد فرعون وأراد قومه، وأرادت أمُّ موسى وأراد موسى عليه السلام، وفي الختام لا تكون إلَّا إرادته جلَّ وعلا.

أخي القارئ، ما رأينا زمانًا تُحاك فيه المؤامرات وتتعاظم فيه على الأمَّة البليَّات وتتزاحم فيه المِحَن كهذا الزمان؛ تكالَب علينا العظيمُ والحقير، الكبيرُ والصغير، فكلُّ الأعداء مجمِعون على تَفتيت الأمَّة وتمزيقها والنَّيل منها، لكن فوق إرادتهم إرادة الخالِق جلَّ في علاه، الذي ﴿ أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82].

نعم، الخلق لا يرون لطفَ الله سبحانه في غيبه، إنَّما يَنظرون إلى ظواهر الأمور فقط، أمَّا ما يدَّخره جلَّ وعلا في لَوحه المحفوظ وعِلمه المكنون فإنَّ الخلق يَصعب عليهم إدراكه، فهناك غَيب مستور لا يعلمه إلَّا هو سبحانه.

تأمَّل في قصَّة يوسف عليه السلام كيف أراد يعقوب عليه السلام أن لا يقصَّ يوسفُ رؤياه على إخوته، فكانت إرادة الله سبحانه لا إرادة يَعقوب فقصَّ يوسفُ رؤياه لإخوته.

وأراد إخوةُ يوسف أن يَقتلوه، فكانت إرادة الله سبحانه لا إرادة إخوة يوسف فلم يُقتل، وأراد إخوةُ يوسف أن يَسكن يوسف غَيابةَ الجب، فكانت إرادة الله سبحانه لا إرادة إخوة يوسف، فنزل في قَصر العزيز.

وأراد إخوةُ يوسف أن يَخلوَ لهم وَجه أبيهم، فكانت إرادة الله سبحانه لا إرادة إخوة يوسف، فبَقي يعقوب يَذكر يوسف حتى قالوا: ﴿ تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ ﴾ [يوسف: 85].

وأراد إخوة يوسف أن يَخدعوا أباهم بالقميص، فكانت إرادة الله لا إرادة إخوة يوسف؛ فلَم يَنخدع يعقوب وقال لهم: ﴿ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا ﴾ [يوسف: 18].

وأراد إخوةُ يوسف أن يزيلوا محبَّةَ يوسف من قلب أبيهم، فكانت إرادة الله لا إرادة إخوة يوسف؛ فازداد حبًّا ليوسف.

وأراد إخوةُ يوسف أن يعيشوا بعد ذلك صالحين: ﴿ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ ﴾ [يوسف: 9]، فكانت إرادةُ الله لا إرادة إخوة يوسف؛ فعاشوا وهم يرون ذنبهم: ﴿ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ﴾ [يوسف: 97].

وأرادَت امرأة العزيز سترَ فعلتها ﴿ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ﴾ [يوسف: 23]، فكانت إرادة الله لا إرادة امرأة العزيز؛ فافتضح أمرها: ﴿ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ ﴾ [يوسف: 30].

فلو علِم النَّاس أنَّه لا غالِب إلَّا الله لاستَسلموا.. نعم والله.. لو علِم إخوةُ يوسف وتصوَّروا أنه سيأتيهم يوم سيقفون فيه بين يدَي يوسف يَستجدونه: ﴿ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ﴾ [يوسف: 88] لما فعلوا فعلتَهم، ولو علِم الذين باعوا يوسف مكانتَه ومنزلتَه لما باعوه بثَمَنٍ بَخس.

تأمَّل أخي الكريم مِحور قصَّة يوسف عليه السلام: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ ﴾ [يوسف: 7]، فقال الله جلَّ في علاه: ﴿ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 21].

اليوم نرى أقدارًا كثيرة ظاهرها سوء ومِحَن ومصائب وبلايا، لكنَّنا لا نقرأ مآلاتِ الأمور، ولا عواقب الأقدار، فلنكن مطمئنين لحُسن تدبيره وتَقديره سبحانه، حتى قال جلَّ وعلا في ختام قصة يوسف: ﴿ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ ﴾ [يوسف: 100].

لنا مَشيئةٌ وله جلَّ وعلا مشيئة، ولنا إرادة وله سبحانه إرادة، ومشيئتُه وإرادته هي النَّافذة، فعِش واثقًا بنَصره لعباده الصَّالحين ولا تَنشغل كثيرًا بكيفيَّة ذلك النصر وزمانه.

أراد أبو جهل أن يَطأ بعقبه رأسَ النَّبي صلى الله عليه وسلم فخيَّبَه الله، وأرادَت قريش مُجتمعة قَتْله عليه الصلاة والسلام فخيَّبهم الله، وأراد سُراقَةُ بن مالك أَسْرَ النبي عليه الصلاة والسلام فخيَّبه الله، وقام كافِر فاخترط السيفَ ليَقتل النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: مَن يمنعك منِّي فقال عليه الصلاة والسلام: ((الله))، فسقط السيفُ وخاب الكافِر.

أرادوا صناعةَ أعظم باخرة، فقالوا: يستحيل أن تغرق، وأرادوا صناعة مركبة فضائيَّة أسموها مركبة التحدِّي، فغرقَت الباخرة وتحطَّمَت المركبة، فلا غالِب إلَّا الله ولا إرادة فوق إرادته سبحانه.

﴿ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [المجادلة: 21].

روى أحمد والبزَّار بسند صحيح من حديث رفاعة الزرقي قال: لمَّا كان يوم أُحد، وانكفَأ المشركون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استَووا حتى أُثني على ربِّي عزَّ وجلَّ))، فصاروا خَلفه صفوفًا، فقال: ((اللهمَّ لك الحمد كله، اللهمَّ لا قابض لما بسطتَ، ولا مقرِّب لما باعدتَ، ولا مباعِد لما قرَّبتَ، ولا معطِي لما مَنعتَ، ولا مانع لما أعطيتَ))، فلله الأمر كله مِن قبل ومن بعد.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.86 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]