تفسير: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 33 )           »          الوقـف الإســلامي ودوره في الإصلاح والتغيير العهد الزنكي والأيوبي نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أفكار للتربية السليمة للطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          لزوم جماعة المسلمين يديم الأمن والاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          منهجُ السَّلَف الصالح منهجٌ مُستمرٌّ لا يتقيَّدُ بزمَانٍ ولا ينحصِرُ بمكانٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 1195 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 16909 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 15 )           »          الخواطر (الظن الكاذب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الإنفــاق العــام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-07-2020, 04:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,025
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة)

تفسير: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة)
محمد حسن نور الدين إسماعيل






قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المجادلة: 12].

قال ابن كثير رحمه الله تعالى: يقول تعالى آمرًا عباده المؤمنين إذا أراد أحدهم أن يناجي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ أي: يُسارَّه فيما بينه وبينه، أن يقدم بين يدي ذلك صدقة؛ تطهِّره وتزكِّيه وتؤهله لأن يصلح لهذا المقام؛ ولهذا قال: ﴿ ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ ﴾، ثم قال تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا ﴾؛ أي: إلا من عجز عن ذلك لفقره ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾، فما أُمِر بها إلا مَن قدر عليها، ثم قال: ﴿ أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ﴾ [المجادلة: 13]؛ أي: أخفتم من استمرار هذا الحكم عليكم من وجوب الصدقة قبل مناجاة الرسول، ﴿ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المجادلة: 13]، فنسخ وجوب ذلك عنهم، وقد قيل: إنه لم يعمل بهذه الآية قبل نسخها سوى علي بن أبي طالب، قال مجاهد: نُهوا عن مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتصدقوا، فلم يناجِه إلا علي بن أبي طالب، قدَّم دينارًا صدقة تصدَّق به، ثم ناجى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله عن عشر خصال، ثم أنزلت الرخصة.

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: آية في كتاب الله عز وجل لم يعمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي، كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم، فكنت إذا ناجيت رسول الله تصدقت بدرهم، فنُسِختْ، ولم يعمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي، ثم تلا هذه الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً... ﴾ [1].

وقال ابن عباس في قوله تعالى: ﴿ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ﴾: وذلك أن المسلمين أكثروا المسائل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شَقوا عليه؛ فأراد الله أن يخفف عن نبيه عليه الصلاة والسلام، فلما قال ذلك جبن كثير من المسلمين، وكفوا عن المسألة، فأنزل الله بعد هذا: ﴿ أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ... ﴾، فوسَّع الله عليهم، ولم يُضيِّق[2].

قال الشيخ أبو بكر الجزائري: قال ابن العربي: في الآية دليل على أن الأحكام لا تترتب بحسب المصالح؛ فإن الله تعالى قال: ﴿ ذَلِكَ خيرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ ﴾، ثم نسخ ذلك مع كونه خيرًا وأطهرَ، ولكن قد يقال: إن ما نسخ من أجله يكون أكثر منفعة للمسلمين في دينهم ودنياهم، وإن كان خافيًا عن المسلمين لا يعلمونه، والاستفهام في قوله: ﴿ أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ... ﴾ المراد به لوم الأصحاب عن تأخُّرهم عن المناجاة لما فرضت عليهم الصدقة، قيل: ما كان بين الآيتين الناسخة والمنسوخة عشرة أيام[3].


[1] انظر أسباب النزول للواحدي رحمه الله تعالى ص: 351، والحديث صحيح أسنده الحاكم في المستدرك، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي رحمه الله تعالى.

[2] مختصر تفسير ابن كثير - الصابوني ج3ص: 465.

[3] أيسر التفاسير - الجزائري ج2 ص: 1598.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.49 كيلو بايت... تم توفير 1.78 كيلو بايت...بمعدل (3.54%)]