تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله - الصفحة 239 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28425 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60031 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 819 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2381  
قديم 23-10-2020, 06:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله

تفسير: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم)



الآية: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾.
السورة ورقم الآية: سورة الحج (17).
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾؛ أي: يحكم ويقضي بأن يدخل المؤمنين الجنة وغيرهم من هؤلاء الفرق النار.

﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ يريد: إن الله عالم بما في قلوبهم.
تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾؛ يعني: عبدة الأوثان، {إن الله يفصل بينهم} يحكم بينهم، ﴿ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾.
تفسير القرآن الكريم



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2382  
قديم 23-10-2020, 06:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله

تفسير: (ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض)















الآية: {﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾.



السورة ورقم الآية: سورة الحج (18).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ ﴾ يذلُّ له، وينقاد له ﴿ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ﴾ وذلك أن كل شيء منقاد لله عز وجل على ما خلقه، وعلى ما رزقه، وعلى ما أصحَّه، وعلى ما أسقمه، فالبَرُّ والفاجر، والمؤمن والكافر في هذا سواءٌ ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ ﴾ يذلَّه بالكفر ﴿ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ﴾ أحدٌ يكرمه ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ يُهين من يشاء بالكفر، ويكرم من يشاء بالإيمان.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ أَلَمْ تَرَ ﴾ ألم تعلم، وقيل: ﴿ أَلَمْ تَرَ ﴾ بقلبك ﴿ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ ﴾، قال مجاهد: سجودها تحول ظلالها. وقال أبو العالية: ما في السماء نجم ولا شمس ولا قمر إلا يقع ساجدًا حين يغيب، ثم لا ينصرف حتى يؤذن له، فيأخذ ذات اليمين حتى يرجع إلى مطلعه. وقيل: سجودها بمعنى الطاعة، فإنه ما من جماد إلا وهو مطيع لله، خاشع لله، مسبح له كما أخبر الله تعالى عن السماوات والأرض ﴿ قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾ [فصلت: 11]، وقال في وصف الحجارة ﴿ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 74]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾ [الإسراء: 44]، وهذا مذهب حسن موافق لقول أهل السنة.




قوله: ﴿ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ﴾؛ أي: من هذه الأشياء كلها تسبح الله عز وجل ﴿ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ﴾؛ يعني: المسلمين. ﴿ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ﴾ وهم الكفار لكفرهم وتركهم السجود وهم مع كفرهم تسجد ظلالهم لله عز وجل. والواو في قوله: ﴿ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ﴾، واو الاستئناف.



﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ ﴾؛ أي: يهنه الله ﴿ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ﴾؛ أي: من يذله الله، فلا يكرمه أحد، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾؛ أي: يكرم ويهين، فالسعادة والشقاوة بإرادته ومشيئته.




تفسير القرآن الكريم

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2383  
قديم 23-10-2020, 06:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله

تفسير: (هذان خصمان اختصموا في ربهم)















الآية: ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ﴾.



السورة ورقم الآية: سورة الحج (19).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ ﴾؛ يعني: المؤمنين والكافرين ﴿ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ﴾ في دينه ﴿ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ ﴾ يلبسون مقطَّعات النيران ﴿ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ﴾ ماء حارٌّ لو سقطت نقطٌ على جبال الدنيا أذابتها.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله تعالى: ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ﴾؛ أي: جادلوا في دينه وأمره، والخصم: اسم شبيه بالمصدر، فلذلك قال: ﴿ اخْتَصَمُوا ﴾ بلفظ الجمع؛ كقوله: ﴿ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ﴾ [ص: 21]، واختلفوا في هذين الخصمين:




أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، أخبرنا هشيم، أخبرنا أبو هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عُباد، قال: سمعت أبا ذر يقسم قسمًا أن هذه الآية: ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ﴾ نزلت في الذين برزوا يوم بدر: حمزة وعلي، وعبيدة بن الحارث، وعتبة وشيبة ابني أبي ربيعة، والوليد بن عتبة.



وأخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا حجاج بن منهال، حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعتُ أبي قال: أخبرنا أبو مجلز، عن قيس بن عباد، عن علي بن أبي طالب قال: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة، قال قيس: وفيهم نزلت: ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ﴾، قال: هم الذين بارزوا يوم بدر: علي وحمزة وعبيدة، وشيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة. قال محمد بن إسحاق خرج – يعني: يوم بدر- عتبة بن ربيعة بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة، ودعا إلى المبارزة فخرج إليه فتية من الأنصار ثلاثة: عوف ومعوذ ابنا الحارث، وأمهما عفراء، وعبدالله بن رواحة، فقالوا: من أنتم؟ فقالوا: رهط من الأنصار، فقالوا حين انتسبوا: أكفاء كرام، ثم نادى مناديهم: يا محمد، أخْرِجْ إلينا أكفاءنا من قومنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قم يا عبيدة بن الحارث، ويا حمزة بن عبدالمطلب، ويا علي بن أبي طالب، فلما دَنَوا قالوا: من أنتم؟ فذكروا فقالوا: نعم أكفاء كرام، فبارز عبيدةَ، وكان أسن القوم عتبة، وبارز حمزةُ شيبةَ، وبارز عليٌّ الوليدَ بن عتبة، فأما حمزة فلم يمهل أن قتل شيبة، وعلي الوليد بن عتبة، واختلف عبيدةُ وعتبةُ بينهما ضربتان كلاهما أثبت صاحبه، فكَّر حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة فذفَّفا عليه، واحتملا عبيدةَ إلى أصحابه، وقد قطعت رجله ومخُّها يسيل، فلم أتوا بعبيدة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألست شهيدًا يا رسول الله؟ قال: ((بلى))، فقال عبيدة: لو كان أبو طالب حيًّا لعلمَ أنَّا أحق بما قال منه حيث يقول:



ونسلمه حتى نصرع حوله *** ونذهب عن أبنائنا والحلائل



وقال ابن عباس وقتادة: نزلت الآية في المسلمين وأهل الكتاب فقال أهلُ الكتاب: نحن أولى بالله منكم، وأقدمُ منكم كتابًا، ونبيُّنا قبل نبيكم، وقال المؤمنون: نحن أحقُّ بالله آمنا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونبيكم، وبما أنزل الله من كتاب، وأنتم تعرفون نبينا وكتابنا وكفرتم به حسدًا، فهذه خصومتهم في ربهم.



وقال مجاهد، وعطاء بن أبي رباح والكلبي: هم المؤمنون والكافرون كلهم من أي ملة كانوا.



وقال بعضهم: جعل الأديان ستةً في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا... ﴾ [الحج: 17] الآية، فجعل خمسةً للنار وواحدًا للجنة، فقوله تعالى: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} ينصرف إليهم فالمؤمنون خصم وسائر الخمسة خصم.



وقال عكرمة: هما الجنة والنار اختصمتا كما أخبرنا حسان بن سعيد المنيعي، أخبرنا أبو طاهر الزيادي، أخبرنا أبو بكر محمد حسين القطان، أخبرنا أحمد بن يوسف السلمي، أخبرنا عبدالرزاق، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، قال: حدثنا أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تحاجَّتِ الجنة والنار، فقالت النار: أُوثرتُ بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنةُ: فما لي لا يدخلني إلا ضعفاءُ الناس وسقَطُهم وغرَّتهم؟ قال الله عز وجل للجنة: إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذِّب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما مِلْؤها، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضعَ الله فيها رجله فتقول: قَطْ قَطْ، فهنالك تمتلئ ويزوي بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله من خلقه أحدًا، وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقًا))، ثم بين الله عز وجل ما للخصمين، فقال: ﴿ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ ﴾، قال سعيد بن جبير: ثياب من نحاس مذاب، وليس من الآنية شيء إذا حمي أشد حرًّا منه، وسمي باسم الثياب؛ لأنها تحيط بهم كإحاطة الثياب.




وقال بعضهم: يلبس أهل النار مُقطَّعات من النار، ﴿ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ﴾ والحميم: هو الماء الحار الذي انتهت حرارته.



تفسير القرآن الكريم


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2384  
قديم 23-10-2020, 06:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله

تفسير: (يصهر به ما في بطونهم والجلود)















الآية: ﴿ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ﴾.



السورة ورقم الآية: سورة الحج (20).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ يُصْهَرُ ﴾ يُذاب ﴿ بِهِ ﴾ بذلك الماء ﴿ مَا فِي بُطُونِهِمْ ﴾ من الأمعاء ﴿ وَالْجُلُودُ ﴾ وتنشوي جلودهم فتسَّاقط.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ يُصْهَرُ بِهِ ﴾؛ أي: يذاب بالحميم، ﴿ مَا فِي بُطُونِهِمْ ﴾ من الأمعاء، يُقال: صهرت الإليةَ والشحم بالنار إذا أذبتهما أصهرها صهرًا، معناه يذاب بالحميم الذي يصب من فوق رؤوسهم حتى يسقط ما في بطونهم من الشحوم والأحشاء، ﴿ وَالْجُلُودُ ﴾؛ أي: يشوي حرُّها جلودَهم وما في بطونهم فتتساقط.




أخبرنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن أبي توبة، حدثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث، أخبرنا محمد أبو الحسن محمد بن يعقوب الكسائي، أخبرنا عبدالله بن محمود، أخبرنا إبراهيم بن عبدالله الخلال، أخبرنا عبدالله بن المبارك، عن سعيد بن زيد، عن أبي السمح، عن أبي حجيرة، واسمه عبدالرحمن، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الجمجمة حتى يخلُصَ إلى جوفه، فيسلت ما في جوفه حتى يمرقَ من قدميه، وهو الصهر ثم يُعادُ كما كان)).



تفسير القرآن الكريم
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2385  
قديم 23-10-2020, 06:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله

تفسير: (ولهم مقامع من حديد)















الآية: ﴿ وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ﴾.



السورة ورقم الآية: الحج (21).




الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَلَهُمْ مَقَامِعُ ﴾ سياط ﴿ مِنْ حَدِيدٍ ﴾.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله تعالى: ﴿ وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ﴾ سياط من حديد، واحدتها: مَقْمعة، قال الليث: المقمعة شبه الجرز من الحديد، من قولهم: قمعت رأسه، إذا ضربته ضربًا عنيفًا، وفي الخبر: «لو وضع مقمع من حديد في الأرض ثم اجتمع عليه الثقلان ما أقلُّوه من الأرض».



تفسير القرآن الكريم
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2386  
قديم 23-10-2020, 06:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله

تفسير: (كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق)



الآية: ﴿ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾.
السورة ورقم الآية: الحج (22).
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا ﴾ من جهنم ﴿ مِنْ غَمٍّ ﴾ يصيبهم ﴿ أُعِيدُوا فِيهَا ﴾ ردُّوا إليها بالمقامع ﴿ وَ ﴾ تقول لهم الخزنة: ﴿ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾ النار.

تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ ﴾؛ يعني: كلما حاولوا الخروج من النار لما يلحقهم من الغم والكرب الذي يأخذ بأنفسهم ﴿ أُعِيدُوا فِيهَا ﴾؛ يعني: رُدوا إليها بالمقامع.
وفي التفسير: إن جهنم لَتجيشُ بهم، فتلقيهم إلى أعلاها، فيريدون الخروج منها فتضربهم الزبانية بمقامع الحديد، فيهوون فيها سبعين خريفًا.
﴿ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾؛ أي: تقول لهم الملائكة: ذوقوا عذاب الحريق؛ أي: المحرق مثل الأليم والوجيع.
قال الزجاج: هؤلاء أحد الخصمين، وقال في الآخر، وهم المؤمنون.375/731
تفسير القرآن الكريم



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2387  
قديم 23-10-2020, 06:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله

تفسير: (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار)















الآية: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴾.



السورة ورقم الآية: الحج (23).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ ﴾ الآية وهي مفسرة في سورة الكهف.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ ﴾ جمع سوار، ﴿ وَلُؤْلُؤًا ﴾، قرأ أهل المدينة وعاصم (ولؤلؤًا) ها هنا وفي سورة الملائكة [فاطر: 33] بالنصب وافق يعقوب ها هنا على معنى ويحلَّوْن لؤلؤًا، ولأنها مكتوبة في المصاحف بالألف، وقرأ الآخرون بالخفض عطفًا على قوله: ﴿ مِنْ ذَهَبٍ ﴾ وترك الهمزة الأولى في كل القرآن أبو جعفر وأبو بكر، واختلفوا في وجه إثبات الألف فيه؛ فقال أبو عمرو: أثبتوها فيها كما أثبتوا في: قالوا وكانوا، وقال الكسائي: أثبتوها للهمزة؛ لأن الهمزة حرف من الحروف ﴿ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴾؛ أي: أنهم يلبسون في الجنة ثياب الإبريسم، وهو الذي حرم لبسه في الدنيا على الرجال.




أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا عبدالرحمن بن أبي شريح، أخبرنا أبو القاسم البغوي، أخبرنا علي بن الجعد، أخبرنا شعبة، عن قتادة عن داود السراج، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه الله إياه في الآخرة، فإن دخل الجنة لبسه أهل الجنة ولم يلبسه هو».



تفسير القرآن الكريم

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2388  
قديم 23-10-2020, 06:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله

تفسير: (وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد)



الآية: ﴿ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ﴾.
السورة ورقم الآية: الحج (24).

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَهُدُوا ﴾ أرشدوا في الدنيا ﴿ إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ﴾ وهو شهادة أن لا إله إلا الله ﴿ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ﴾ دين الله المحمود في أفعاله. تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله تعالى: ﴿ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ﴾، قال ابن عباس: هو شهادة أن لا إله إلا الله، وقال ابن زيد: لا إله إلا الله، والله أكبر، والحمد لله، وسبحان الله، وقال السدي: أي: القرآن، وقيل: هو قول أهل الجنة: {﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ ﴾ [الزمر: 74]. ﴿ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ﴾ إلى دين الله؛ وهو الإسلام "والحميد" هو الله المحمود في أفعاله وأقواله.
تفسير القرآن الكريم


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2389  
قديم 23-10-2020, 06:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله

تفسير: (إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس)















الآية: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾.



السورة ورقم الآية: الحج (25).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ يمنعون عن طاعة الله تعالى ﴿ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ يمنعون المؤمنين عنه ﴿ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ ﴾ خلقناه وبنيناه للناس كلهم لم نخص به بعضًا دون بعض ﴿ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ﴾ سواء في تعظيم حرمته، وقضاء النسك به الحاضر، والذي يأتيه من البلاد، فليس أهل مكة بأحق به من النازع إليه ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ﴾؛ أي: إلحادًا بظلم؛ وهو أن يميل إلى الظلم، ومعناه: صيد حمامه، وقطع شجره، ودخوله غير مُحرمٍ، وجميع المعاصي؛ لأن السيئات تُضاعف بمكة كما تُضاعف الحسنات.








تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ عطف المستقبل على الماضي؛ لأن المراد من لفظ المستقبل الماضي؛ كما قال تعالى في موضع آخر: ﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [النساء: 167]، وقيل معناه: إن الذين كفروا فيما تقدم، ويصدون عن سبيل الله في الحال؛ أي: وهم يصدون.







﴿ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾؛ أي: ويصدون عن المسجد الحرام، ﴿ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ ﴾ قبلةً لصلاتهم ومَنْسكًا ومُتعبدًا كما قال: ﴿ وُضِعَ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 96].







﴿ سَوَاءً ﴾ قرأ حفص عن عاصم ويعقوب: (سواءً) نصبًا بإيقاع الجعل عليه؛ لأن الجعل يتعدى إلى مفعولين، وقيل معناه: مستويًا فيه، ﴿ الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ﴾ وقرأ الآخرون بالرفع على الابتداء، وما بعده خبر، وتمام الكلام عند قوله: ﴿ لِلنَّاسِ ﴾ وأراد بالعاكف: المقيم فيه، وبالبادي: الطارئ المنتاب إليه من غيره، واختلفوا في معنى الآية؛ فقال قوم: ﴿ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ﴾؛ يعني: في تعظيم حرمته وقضاء النسك فيه، وإليه ذهب مجاهد والحسن وجماعة، وقالوا: المراد منه: نفس المسجد الحرام، ومعنى التسوية: هو التسوية في تعظيم الكعبة في فضل الصلاة في المسجد الحرام والطواف بالبيت، وقال آخرون: المراد منه جميع الحرم، ومعنى التسوية: أن المقيم والبادي سواء في النزول به، ليس أحدهما بأحق بالمنزل يكون فيه من الآخر، غير أنه لا يزعج فيه أحد إذا كان قد سبق إلى منزل، وهو قول ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة وابن زيد، قالوا: هما سواء في البيوت والمنازل. وقال عبدالرحمن بن سابط: كان الحُجَّاج إذا قدموا مكة لم يكن أحد من أهل مكة بأحق بمنزله منهم، وكان عمر بن الخطاب ينهى الناس أن يغلقوا أبوابهم في الموسم وعلى هذا القول لا يجوز بيع دور مكة وإجارتها، وعلى القول الأول - وهو الأقرب إلى الصواب – يجوز؛ لأن الله تعالى قال: ﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾ [الحج: 40]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: ((من دخل دار أبي سفيان فهو آمن))، فنسب الديار إليهم نسبة ملك، واشترى عمر دارًا للسجن بمكة بأربعة آلاف درهم، فدل على جواز بيعها، وهذا قول طاووس وعمر بن دينار، وبه قال الشافعي.







قوله عز وجل: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ﴾؛ أي: في المسجد الحرام ﴿ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ﴾ وهو الميل إلى الظلم، والباء في قوله: ﴿ بِإِلْحَادٍ ﴾ زائدة كقوله: ﴿ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ ﴾ [المؤمنون: 20]، ومعناه من يرد فيه إلحادًا بظلم، قال الأعشى: "ضمنت برزق عيالنا أرماحُنا"؛ أي: رزق عيالنا، وأنكر المبرد أن تكون الباء زائدةً، وقال: معنى الآية: من تكن إرادته فيه أن يلحد بظلم، واختلفوا في هذا الإلحاد؛ فقال مجاهد وقتادة: هو الشرك وعبادة غير الله، وقال قوم: هو كل شيء كان منهيًا عنه من قول أو فعل حتى شتم الخادم، وقال عطاء: هو دخول الحرم غير محرم أو ارتكاب شيء من محظورات الإحرام؛ من قتل صيد، أو قطع شجر.








وقال ابن عباس: هو أن تقتل فيه من لا يقتلك، أو تظلم من لا يظلمك، وهذا معنى قول الضحاك. وعن مجاهد أنه قال: تضاعف السيئات بمكة كما تضاعف الحسنات، وقال حبيب بن أبي ثابت: هو احتكار الطعام بمكة، وقال عبدالله بن مسعود في قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾، قال: لو أن رجلًا همَّ بخطيئة لم تكتب عليه ما لم يعملها، ولو أن رجلًا همَّ بقتل رجل بمكة وهو بعدن أبين، أو ببلد آخر أذاقه الله من العذاب الأليم، قال السدي: إلا أن يتوب. وروي عن عبدالله بن عمر أنه كان له فسطاطان: أحدهما في الحل، والآخر في الحرم، فإذا أراد أن يعاتب أهله عاتبهم في الحل، فسئل عن ذلك، فقال: كنا نحدث أن من الإلحاد فيه أن يقول الرجل: كلا والله، وبلى والله.



تفسير القرآن الكريم

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2390  
قديم 23-10-2020, 06:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله

تفسير: (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئًا)















الآية: ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾.




السورة ورقم الآية: الحج (26).



الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ ﴾ بيَّنا له أين يُبنى ﴿ أَنْ لَا تُشْرِكْ ﴾؛ يعني: وأمرناه أن لا تشرك ﴿ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ ﴾ مفسَّر في سورة البقرة.



تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ ﴾؛ أي: وطَّأْنا، وقال ابن عباس: جعلنا. وقيل: بينَّا. قال الزجاج: جعلنا مكان البيت مبوءًا لإبراهيم.



وقال مقاتل بن حيان: هيأنا. وإنما ذكر مكان البيت؛ لأن الكعبة رفعت إلى السماء في زمن الطوفان، ثم لما أمر الله تعالى إبراهيم ببناء البيت لم يدرِ أين يبني فبعث الله ريحًا خجوجًا فكنَّست له ما حول البيت على الأساس.



وقال الكلبي: بعث الله سحابةً بقدر البيت، فقامت بحيال البيت وفيها رأس يتكلم: يا إبراهيم، ابْنِ على قَدَري فبنى عليه.



قوله تعالى: ﴿ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا ﴾؛ أي: عهدنا إلى إبراهيم، وقلنا له: لا تشرك بي شيئًا، ﴿ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ ﴾؛ أي: الذين يطوفون بالبيت من دنس الذنوب، ﴿ وَالْقَائِمِينَ ﴾؛ أي: المقيمين، ﴿ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾؛ أي: المصلين.



تفسير القرآن الكريم

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 0 والزوار 9)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 134.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 128.46 كيلو بايت... تم توفير 6.10 كيلو بايت...بمعدل (4.53%)]