أفكـــار فـي دعــوة الباطنيـة

[ابوالوليد المسلم]

أفكـــار فـي دعــوة الباطنيـة

هذه مجموعة أفكار لدعوة الباطنية إلى كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .. وإلى حب المسلمين وبغض الكافرين.. ونسأل الله لنا ولهم الهداية والعافية من الانحرافات العقدية..

إذا أردت دعوة الباطنية فينبغي لك دعوتهم بالتي هي أحسن إبراء للذمة.. فتحسن الخطاب معهم وتتكلم معهم بكلام مؤدب لين وتنبههم على الملاحظات التي تجدها عليهم. فليس من الصحيح أن يكون أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقتدون به في صفاته وهو القائل «خياركم أحاسنكم أخلاقاً، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا» رواه الترمذي وقال الألباني حديث صحيح.

1- الاهتمام بالتعرف على طرائق المحاورات وآدابها ووسائل التأثير فيها.. حتى تستطيع تجنيد هذه الأفكار للدعوة إلى الله عز وجل. والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى الناس بها، وقد اختار الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت كشاعراً له واختار غيره للأذان.. فإذا اكتسبت هذه الطرائق فسيكون ذلك نفعاً للدعوة بإذن الله تعالى.
2- ينبغي البدء في مناقشة الباطنيةبأهم الأمور التي يعتقدها ملاليهم، وهي الاعتقاد بتحريف القرآن الكريم، ومن ثم الشركيات التي يقعون بها.. ومن ثم الأمور الأخرى.. ويحرص الباطنية على أن تكون المناقشات في مسألة الولاية وتقديم علي على أبي بكر أو غير ذلك من الأمور الأقل أهمية من الأولويات.
3- ينتشر الفكر الباطني في الغالب في البيئات العاطفية، «وليس كل شعوبهم عاطفية، فبعض بيئاتهم في الواقع شعوب حاقدة».. فيستغل ملاليهم عواطف الناس في التأثير عليها.. ولذا ينبغي أيضا الاستفادة من العواطف الجيَّاشة لهذه البيئات والتأثير عليها.. مثال واحد على ما سبق : ينبغي للداعية الذي يريد التأثير على هؤلاء مثلاً التنبيه على محبتنا لآل البيت وتقديرنا لهم وتعظيمنا لمكانتهم.. ولكن وبالعاطفة الصحيحة يتم التنبيه على أن الله ورسوله لا يرضيان أن نضع لآل البيت مكانا أعلى مما حدده الله.. وهكذا، وهذا عكس ما يملي عليهم ملاليهم بأننا أعداء لآل البيت ويتهموننا بأننا نواصب نبغض آل البيت، وتبيين الحق في المسألة وحبنا لآل البيت ينبغي تبيينه لمثل هذه الشعوب.
4- ينتشر الفكر الباطني وما شابهه من بدع في البيئات الجاهلة، فينبغي أن نقوم بنشر تعاليم القرآن الكريم في العالم الإسلامي عموما والدعوة إلى ذلك في بيئاتهم.. وإذا تدبروا القرآن الكريم سينتبهون ولا شك إلى ما وقع فيه ملاليهم من خلل ومخالفات عن كتاب الله عز وجل.
5- التعرف على مخالفات الباطنية من خلال كتبهم وما تم توثيقه عليهم، وإذا تم التعرف على بعض الملاحظات من خلال كتب السنة فإن أمكن البحث عن الملاحظات بالرجوع إلى الموقع المذكور في كتبهم ليكون ذلك أدعى لعدم تكذيبهم.
6- ينبغي البدء في مناقشة الباطنية من خلال ما كتب علماؤهم من أخطاء لا يختلف فيها الجميع. لا تجعل المناقشات تنحرف إلى أفكار تحتمل التأويل أو يصعب البدء والانطلاق منها:. «وضع قائمة بالروابط المهمة».
7- التعرف على الشبه التي يثيرها الباطنية على أبناء الإسلام، وتعلم تعاليم القرآن الكريم في الرد عليها: «وضع قائمة بالشبه ووضع الإجابات الشافية عليها».
8- يعتمد الباطنية في مناقشاتهم مع السنة على الكذب والمراوغة واتهام السنة وأهلها بالباطل والتهرب من المناقشة في مسائلهم، ولذا ينبغي على من يناقشهم أن يحدد النقطة التي يريد الوصول إلى نتيجة واضحة فيها قبل أن يراوغ الخصم..
9- ارتباط الأمة وتجمعها وتكاتفها مطلب شرعي، ويحاول الباطنية تصوير أن أهل السنة وأتباع محمد بن عبد الوهاب خصوصاً يقومون بتفريق الأمة، ولذا ينبغي أن ندعو نحن لارتباط الأمة وتجمعها، ونبين أن الذين يفرقون الأمة هم الباطنية الذين يفرقون أولاً بين الصحابة وبين آل البيت الشريف، ثم يحاولون التفريق بين المذهب الحنبلي والمذاهب الأخرى، مع أن أحمد بن حنبل تلميذ للشافعي، والشافعي تلميذ للإمام مالك، والإمام مالك تلميذ لأبي حنيفة النعمان رحمهم الله جميعاً.
وفي هذه الحالة ينبغي التعرف على مدى الصلة بين أهل البيت والصحابة، فقد كانوا يتناسبون ويتسمى كثير من آل البيت بأسماء الصحابة، وهذا مما يخفيه أئمة الباطنية عن أتباعهم، وهو مما ينبغي أن يظهره السنة ولا جواب لدى الباطنية لهذا إلا المراوغة والتهرب، «وضع قائمة بأسماء أبناء آل البيت ممن تسمى بأبي بكر وعمر.. ووضع قائمة بالتناسب بين الصحابة وآل البيت».
10- توجيه سهام المناقشة والنقد إلى أئمة الباطنية قبل أتباعهم، وتبيين مخالفات ملاليهم لأتباعهم في القرآن والعقل والتاريخ.
11- تبيين مدى انتشار الإسلام في عهود الصحابة الأخيار -رضي الله عنهم- في أرض الوثنيين والنصارى وغيرهم، ويمكن سؤالهم ما الفتوحات الباطنية في أرض الوثنيين والنصارى خلال التاريخ، وسيتبين مدى الفرق الشاسع في الفتوحات، ففتوحات الباطنية في أرض الكفار لا تذكر بينما غالبية حروبهم وقتالهم موجه ضد عوام المسلمين: «وضع قائمة بالفتوحات».
12- تبيين قتل وعداء الذين يدّعون بحب آل البيت بالباطنية لآل البيت، فقاتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه من أهل الكوفة «الذين يقول الباطنية إنهم هم شيعة علي بن أبي طالب، وأهل الكوفة: الذين راسلوا الحسين ودعوه للبيعة والنصرة ثم خرجوا مع جيش الأمويين وهم الذين قتلوا الحسين رضي الله عنه، وأما الحسن فقد كرههم ومقتهم؛ لأنهم ضربوه وسرقوا متاعه، ولا يستبعد قتلهم له بالسم لأنه سلم الخلافة لمعاوية، وهكذا في حركة «النفس الزكية» ووقعة «فخ» وغيرهما.. «توضع قائمة بما قام به أهل الكوفة والمنتسبون إلى التشيع بآل البيت».
13- تبيين التناقض العقلي العجيب في الفكر الباطني، فبعد أن يروي الباطنية قوة علي بن أبي طالب وقدرته على أمور عجائب.. تقف مبهوراً في موقفهم من مبايعة علي بن أبي طالب لأبي بكر، فكيف يبايع هذا البطل من يدَّعون كفره وتغييره لآيات الله عز وجل، وتقف مبهوراً في كيفية قبولهم تزويج علي بن أبي طالب بنته لعمر بن الخطاب رضي الله عنه مع أنهم يرون أنه من أصنام قريش: «وضع قائمة بما يدعونه من قوة علي بن أبي طالب.. وكيف يمكن التوفيق بين ذلك وبين تعامله مع من يدعون أنهم كفار وكيف زوج بنته لمن يدعون أنه صنم قريش».
14- تذكير الباطنية بما قام به أتباع المذهب الباطني في الحرم المكي الشريف –مع عدم إنكار علماءهم لذلك - فلم يجعلوا له حرمة كما فعل القرامطة من قبل، ففي الوقت الذي كانوا يدعون فيه بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل يقوم أتباعهم الباطنية بالتفجير بين المسلمين في الحرم المكي الشريف ونشر المواد السامة في الأنفاق وتهريب المواد المتفجرة مع الحجاج الإيرانيين، وعمل المظاهرات وقتل العساكر وبعض الحجاج في أشرف بقاع الأرض.. وأما تاريخهم في الحرم فقد قتلوا الحجاج والمصلين في الحرم ونقلوا الحجر الأسود ودمروا البلاد المحرمة، وقام أحد الباطنية الإيرانيين بضرب الحجر الأسود في بداية عهد الدولة السعودية الثالثة.. «وضع قائمة بما فعله هؤلاء في الأرض الحرام».
15- تعريف الباطنية من خلال التاريخ بتخاذل علمائهم في التعامل مع أعداء المسلمين من النصارى واليهود والمغول، ويكون ذلك من خلال إثباتات علمية. «وضع قائمة بتعاون المنتسبين للباطنية مع الكفار ضد عامة المسلمين».
16- مناقشة بعض رواة الأحاديث الباطنية ففيهم من هو مرفوض لدى الباطنية بسبب عدائه أو سرقته للأولياء.. أو غير ذلك.. فرواة كتبهم لديهم تناقضات عجيبة، والقارئ لكتاب (كسر الصنم) للبرقعي يكتشف عجائب في رواتهم ومضحكات مبكيات: «وضع قائمة ببعض الرواة الذين تتعجب من سيرته».
17- بيان التناقضات في الروايات التي في كتب الباطنية.
18- بيان التناقضات في الروايات التي في كتب الباطنية مع كتاب الله عز وجل ومع العقل الصحيح.
19- بيان أن كثيرا من علمائهم لا يوثق كتبهم.. وذلك لخوفهم من أن يستطيع أهل السنة: «العلماء والمناظرين لهم» إثبات بطلان دينهم أمام عوام الباطنية بسبب ما فيها من تناقضات، ولذا فليس لهم عند مناظرتهم كتاب يستطيعون توثيقه.. حتى القرآن الكريم لا يثبته علمائهم إلا أمام أهل السنة.
20- عمل لقاءات مع الذين تركوا المذهب الباطني والتعرف على أسباب الترك، وما هي الأمور التي ينبغي التعرف عليها لدعوة غيرهم.
21- دعوة العائدين إلى الله من الباطنية إلى دعوة إخوانهم وأهاليهم ومعارفهم وبذل الحماية لهم ودعمهم مادياً ومعنوياً..
22- تكوين البيئات الاجتماعية التي تستقبل العائدين إلى الله من الباطنية التي تعد أحد العوائق في الانتقال إلى البيئات السنية بسبب عدم تداخل أهل السنة مع من يترك المذهب الباطني حديثاً.
23- الاستفادة من تجربة الشيخ صالح الدرويش –شرق الجزيرة العربية- في دعوة الباطنية بالتي هي أحسن وتعليمهم تعاليم الدين الحق.. وكيفية قبول الباطنية لما يدعوهم إليه، وكيف يمكن نشر هذه التجربة في الآفاق، ولاسيما إذا علمنا أن جهده قد أصاب عدداً غير قليل من كبار ملاليهم بالضيق..
24- يحاول أهل الباطنية تفريق الأمة والتأليب ضد ما يسمونهم الوهابية. فاحذر أن تقع فيما يرغبونه من تفرقة فلا تقع في هذا المنزلق الخطير. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «دب إليكم داء الأمم قبلكم البغضاء والحسد، والبغضاء هي الحالقة ليس حالقة الشعر ولكن حالقة الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أنبئكم بما يثبت لكم ذلك أفشوا السلام بينكم » رواه البزار وقال الألباني في الترغيب والترهيب : حسن.
25- الطلب من علماء أهل السنة الذين لا يرون فروقا كبيرة بين أهل السنة والباطنية تبيين موقفهم من أفعال الباطنية مع أبناء أهل السنة في إيران والعراق. وحتى في ساحات مكة عندما قاموا ببعض الأعمال المتفق على عظمها عند أهل السنة قاطبة.
26- إذا كنت لا تحسن المناظرة وتضعف عن المناقشة والمتابعة فاحذر أن تكون سبباً في تشويه صورة الإسلام وأهل السنة في أن تضعف أمامهم.
27- ليس المهم أن نبدأ في الدفاع عن أحد العلماء الذين تم غرس الكراهية ضدهم كالشيخ محمد بن عبدالوهاب، وإنما المهم أن ندعوهم إلى كتاب الله وسنة رسول صلى الله عليه وسلم وأن نصلح ما عندهم من شركيات وضلالات.. وبعدها سيعرفون قيمة كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب أو ابن باز أو غيرهما من علماء الإصلاح..
28- يقوم الباطنية بنقد أعمال حكام الدول التي يتمسك أهلها بالسنة وربط ذلك بالمذهب السني.. والحقيقة أنه ليس من المهم أن ندافع عن حاكم من الحكام الحاليين أو نناقش مع الباطنية فساده من صلاحه.. المهم أن نركز على مناقشة أصول الاعتقاد.
29- لا تكن قضية يزيد بن معاوية مسألة تحتاج مناظرة بين الباطنية والسنة، فالمسألة أكبر من يزيد أو غيره، فبعض أهل السنة يستميت في الاستدلال على خيرية يزيد وفي عهده تم قتل الحسين رضي الله عنه ووقعة الحرة التي قتل فيها أهل المدينة وغير ذلك، رضي يزيد بذلك أم لم يرض، فأرى والله أعلم ألا يكون يزيد بن معاوية مسألة مناقشة ويترك أمره إلى الله.. حتى لا يجد الباطنية مدخلاً على أهل السنة في مناصرتهم لمن قتل الحسين في عهده، بل يبين رأي علماء السنة وموقفهم من قتلة الحسين وأنهم ظلمة..
30- لا تربط الإسلام بفعل أبنائه، بل بعموم أقوال وأفعال أهل السنة.. وكذا عند الباطنية فلا نناقش الأفعال الفردية بل بعموم أعمال علماء الباطنية وأقوالهم.
31- النظر في معدلات الجريمة الأخلاقية في المناطق التي ينتشر فيها الباطنية.. وكيف تزداد بقوة، ولا أرى ذلك إلا عقوبة في هجرهم القرآن الكريم واتهامهم لبنت الصديق زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها وأرضاها.. «ويتبادر عندي سؤال، كيف يرون ذلك في زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أبقاها صلى الله عليه وسلم معه إلى أن مات، أم لم يعرف شيئاً وهم عرفوه.. أم قال الله شيئاً في القرآن وهم خالفوه.. أي دناءة يعيشها هؤلاء الباطنية».


اعداد: عباس البصري